إن ما حدث خلال اليومين الماضيين في “شنگال” المكلومة، لم يكن عملآ بريئآ ولا صدفة، وإنما كان ذلك أمرآ مخططآ سلفآ وبعناية شديدة، وللقضية ثلاثة أوجه وهي:
الوجه الأول:
في البداية دعونا نتذكر مع بعضنا أيها القراء الكرام ما حدث، ونذكر الذين لم يتسنى لهم قراءة ماحد في شنگال خلال اليومين الماضيين، هذه المدينة التي تحتاج لمئة عام حتى يندمل جرحها الغائر.
ماذا حدث؟
الذي حدث بإختصار أن هناك جهات كردية مريضة وعربية سنية وبدعم إستخباراتي تركي مفضوح، جرى محاولة لإعادة عدد من العربان السنة الدواعش ويتراوح عددهم حوالي (300) شخص إلى مركز مدينة “شنگال” المكلومة، إستفز ذلك سكان المدينة الكرد اليزدانيين أصحاب الأرض والتاريخ، وتصدى الشباب الكردي اليزداني لهم وخرجوا في مظاهرات وحرقوا الاطارات في الشوارع إحتجاجآ على عودة هؤلاء المحتلين العربان الأوغاد الدواعش، الذين إرتكبوا أفظع الجرائم بحق الشعب الكردي، وتعرفت بعض النسوة الكرد على بعض الذين خطفوهم وإغتصبوهم وقتلوا ذويهم، مما فجر موجة من الغضب الشديد لدى أهلنا الكرد اليزدانيين في شنگال ولا عجب.
ثم لنقول علنآ وبصوت عالي وفصيح، لا وجود لمسلمٍ غير داعشي حتى لو كان جحشآ كرديآ. فالإسلام داعش، وداعش هي الإسلام هذه الحقيقة التي يتهرب البعض منها ويحاول تجميل وجه الإسلام القبيح والمشمئز، وما أدل على ذلك كلام العاهر “أحمد الطيب” رئيس جامعة الأزهر وكر الإرهاب والخراب عندما قال: “الدواعش مسلمين ولا يمكن تكفيرهم!!!”
لكن هذا العاهر والفاجر يمكن له وبيقة القرطة الأرهابية تكفير: الكرد اليزدانيين والزرادشتيين والهلويين والشبكيين واليرسانيين وغيرهم من أبناء الديانات والمعتقدات الأخرى!!!
هؤلاء المجرمين الذين قاموا بهذه الخطوة الإستفزازية والعدوانية هم جزء لا يتجزء من تنظيم داعش الإرهابي وإن لم يحملوا علمه وإسمه. فعل هؤلاء الأوغاد ذلك دون أي مرعاة لمشاعر وأحاسيس ملايين الكرد، وفي مقدمتهم الكرد اليزدانيين من سكان منطقة “شنگال” الذين تعرضوا لأبشع عملية قتل جماعي في العصر الحديث، فقط لأسباب عرقية ودينية، وبدلآ من إعادة الكرد اليزدانيين المهجرين إلى ديارهم والبحث عن المفقودات والمفقودين منهم، وإعادة جثث الشهداء ودفنها بشكل لائق في”شنگال”، العربان السنة الدواعش وحليفهم التركي الفاشي قلبهم على اولئك الوحوش البشرية من الدواعش!!! السؤال هنا:
- هل هناك عهر وإجرام ووقاحة ووساخة أكبر من هذا؟؟؟
الجواب لا.
تناسى هؤلاء الأوغاد والقتلة العربان السنة وكلهم دواعش، ما فعلوه بأبناء شعبنا الكردي اليزدانيين في “شنگال” في شهر آب العام (2014)، وسأذكرهم وأذكركم معهم أيها القراء الكرام بجرائم هؤلاء القتلة شذاذ الأفاق.
لقد نفذ تنظيم “داعش” الإرهابي إبادة جماعية بحق الكرد اليزدانيين (الأيزيديين) بعد إقتحامه لمناطقهم، وقتل أكثر من (6000) ستة ألاف إنسان بين طفل وإمرأة ورجل بريئ أمام أعيون ذويهم بكل دم بارد. وإقتادوا النساء والفتيات والأطفال “السبايا” وإغتصبوهن وتاجروا بهمن وباعوهم في أسواق النخاسة في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا التنظيم في العراق وسورية. أرغم تنظيم داعش جميع “السبايا” على ترك دينهن اليزداني كما يفعل المجرم والعاهر محمد، وإستغل النساء والفتيات الصغيرات استغلالاً بشعاً وقذرآ مثلما كان يفعل محمدهم ذاك الوغد، بحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية. وحسب أكثر الإحصيات فإن عدد الصبايا اللواتي تم سبيهن لا يقل عن أربعة ألاف فتاة وإمرأة يزدانية والقسم الأعظم منهن كانوا دون سن البلوغ (18) عامآ.
ونزح أكثر من (300.000) ثلاثمئة ألف كردي يزداني من ديارهم بسبب الخوف والمصير المحتوم، ولولا تدخل قوات الحماية الذاتية الكردية من غرب كردستان والطيران الأمريكي من الجو، لتم إبادة أكثر من نصف مليون إنسان كردي بريئ، لا لشيئ سوى أنهم كرد ويدينون بدينهم اليزداني الذي يعود تاريخه إلى (14.000) أربعة عشر الف عام من الأن، وهو أقدم دين في الكون وكل الأديان اللاحقة أخذت عنه.
هذا إضافة لتدمير جميع المزارات الدينية اليزدانية في منطقة “شنگال” وسهل نينوى والتي تجاوز عددها (80) ثمانين مزارآ ما عدا معبد “لالش”، الذي لم يصلوا إليه الدواعش لحسن الحظ، مع تجريف مقابر الكرد اليزدايين، فضلا عن نهب كامل لكافة ممتلكات أهالي “شنگال”، والتي تقدر قيمتها الإجمالية بمئات الملايين من الدولارات إن لم يكن بالمليارات وغيرها من الجرائم. السؤال هنا:
- هل هناك حقد وإجرام وفاشية ودموية أكثر ما فعله العربان السنة الدواعش بالكرد؟؟؟
الجواب لا.
الوجه الثاني:
بأي حق ووفق أي شريعة خنفشارية، يريد هؤلاء المحتلين العربان العودة إلى مدينة “شنگال” والمنطقة التابعة لها؟؟
العربان بدءً من الأكديين الأوغاد والأموريين الهمج وإنتهاء بالقريشيين المحمديين المجرمين الذين لا مثيل في الإجرام مجرد محتلين ولا علاقة لهم بهذه الأرض لا من قريب ولا من بعيد. وهذا الكيان اللقيط الذي يسمى (العراق) المصطنع إضافة للكويت وايران حتى مضيق هرموز وبشاطئي الخليج “الإيلامي” هو كردي مئة بالمئة، ومعهم تركيا الحالية وسوريا ولبنان، وقد أثبتنا كل ذلك بالواثائق والأثار المكتشفة من خلال دراساتنا التاريخية التي تناولنا فيها تاريخ المدن الأثرية والعراق وسوريا. وللتوضيح لا يوجد شعب في التاريخ إسمه (الأشوريين، البابليين، السريان، الكلدان، الأراميين، الفينيقيين) هذه أكبر كذبة في التاريخ، تمامآ ككذبة الشعب التركي والسعودي والعثماني.
من هنا أي حديث عن عودة العربان أيآ كانوا سنة أو شيعة أسوأ، إلى مدينة “شنگال” والمنطقة التابعة لها، وأي منطقة كردستانية أخرى تحت سيطرة الشعب الكردي مرفوضة رفضآ باتآ وذلك لسبيين هما:
السبب الأول:
هؤلاء قومٌ أسوأ من الأفاعي السامة ولا أمان لهم على الإطلاق، وتجربتنا الكردية معهم على مدى ألاف السنين ومع الفرس والتتار (الأتراك) خير دليل على ذلك.
السبب الثاني:
إن وجود العربان في أي مكان من كردستان يشكل خطرآ داهمآ، على هوية الأرض وخير مثال على ذلك مدينة الموصل، كركوك، ربيعة، خانقين، مندلي، طوزخراماتو، ربيعة، تگريت، دو- يالا، أنبار، بگدا، .. إلخ.
فأي تساهل في هذا الموضوع جريمة لا تغتفر، هؤلاء العربان لا ينتمون لشنگال لا من قريب ولا من بعيد، وليذهبوا إلى الجحيم وبئس المصير، حيث الربع الخالي ينتظرهم بفارغ الصبر.
ومن وجهة نظري يجب هدم جميع الجوامع والمساجد والحسينيات في كردستان وعلى الكرد أن يعاملوا أعدائهم بالمثل وبذات الإسلوب، كي لا يتجرأ هؤلاء الوحش البشرية الإعتداء عليهم مرة أخرى. وعلينا ككرد التخلص من الدروشة والكلام السمج مثل التسامح وإخوة الشعوب. المعتدى عليه يجب أن لا يتسامح مع المعتدي نهائيآ إن كان يملك الكرامة، وعلى ما يبدو بعض الكرد ليست لديهم كرامة للأسف، لأنهم تعودوا على الذل والمهانة والعبودية.
الوجه الثالث:
إن تفجير الأوضاع في مدينة شنگال المكلومة والمنطقة التابعة لها من جديد، من خلال محاولة إعادة بعض المحتلين العربان السنة الدواعش، إلى ديار الكرد اليزدانيين، لا يخدم سوى جهة كوردية معروفة من جهة، ومن الجهة الأخرى يخدم الطغمة الطورانية التركية الفاشية.
1- جماعة البرزاني:
يسعى حزب البرزاني العودة مرة أخرى إلى منطقة “شنگال” بأي ثمن كان بهدف فرض سيطرتها عليها من جديد وتحويل أهلها إلى عبيد كما فعلت في الماضي، رغم تخليها عن أهل المنطقة اليزدانيين في العام (2014) وتركهم لقمة سائغة لجحافل تنظيم داعش الإرهابي، من خلال سحب قواتها المسلحة من المنطقة حتى قبل وصول مقاتلي تنظيم داعش إليها. ولم تطلق قواة البرزاني طلقة وحداة دفاعآ عن سكان وأهالي شنگال ومقداستها اليزدانية!!!!
كيف سيعود هذا الحزب الى سنجار ، ما لم تختلق مشكلة فيها، فتتفق على فكرة إفتعال حادثة دموية ومواجهة مسلحة بين أصحاب الأرض من الكرد اليزدانيين والمحتلين العربان الدواعش الراغبين بالعودة إلى “شنگال”، وهي تعلم أي قواة البرزاني حق المعرفة حساسية هذا الموضوع بالنسبة لأهلنا في “شنگال”، أي إعادة الوحوش الدواعش إليها، ومع ذلك بأعتقادي فعلوا ليأخذوا الحادث حجة للتدخل تحت ذريعة حماية السكان والحفاظ على الأمن!!!!
هذه القوة، عندما هاجمت جحافل تنظيم داعش على “شنگال”، لم تدافع هي ولا ميليشياتها عن سكان المنطقة، مثلما لم تدافع عن مدينة كركوك وأهلها، هل تظنون أنها ستدافع الأن عن المدينة وأهلها؟؟ إنها مجرد أكاذيب وحجج للعودة والسيطرة على المنطقة من جديد ومعاملة أهلها معاملة المواطنين من الدرجة الثالثة..
إدعى مسعود البرزاني، أنه حرر “شنگال” المدينة والمنطقة، وكل شرائط الأخبار المصورة العالمية والكردية والعربية، التي إلتقطت أثناء سقوط “شنگال” في يد تنظيم داعش وتحريرها على يد قوات الحماية الذاتية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، وقوات حماية “شنگال” تكذبه وتكذب إعلامه !!! وليستر على فعلته أنتج فيلمآ صرف عليه عشرات الملايين من الدولارات، إن لم يكن المئات من الملايين، بدلآ من صرف تلك الأموال على إعادة إعمار منطقة “شنگال” برمتها وتميهد الطريق، لعودة سكانها في أمان إليها، وثانيآ القيام ببحث جدي عن المفقودات من نسائنا السبايا والمفقودين من رجالنا حتى الأن. الف فلم دعائي لا يمكن لهم تغيير ما جرى في سنجار حيث تم توثيقة بعدسات الالاف الكامرات.
2- الطغمة الطورانية التركية الفاشية:
منذ بروز الكيان الكردي في غرب كردستان قبل ستة أعوام، والطغمة الفاشية الطورانية تسعى بشتى الوسائل للقضاء على هذا الكيان الوليد، ولكنها ستفشل في مسعاها الإجرامي هذا بكل الأحوال، فوجدت في السيطرة على الحدود المشتركة بين غرب كردستان ومنطقة شنگال الغير خاضعة لسيطرة مسعود البرزاني ونجل شقيقه نجيرفان فرصة للإنقضاض على غرب كردستان، لهذا قامت مرات عديدة بقصف منطقة شنگال بهدف القضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني وقوات الحماية الذاتية، الذين كانوا يدربون شباب وشابات “شنگال” على إستخدام السلاح وحماية أنفسهم ومنطقتهم بأنفسهم وفعلآ كونوا “قوات حماية شنگال”، كي لا يتعرضوا مرة أخرى لمأساة جديدة كالتي تعرضوا لها في العام (2014). وقد قتل الأتراك خلال قصفهم للمنطقة العديد من المقاتلين الكرد وعلى رأسهم الشهيد “العم زكي” رحمه الله ورحم كل شهداء كردستان.
وسعت تركيا جاهدة مرة حاولت جر البرزاني للتعاون معها لشن هجوم مشترك للسيطرة على الشريط الحدوي بين غرب كردستان ومنطقة “شنگال”، ولكن البرزاني لم يقم بذلك تجبنآ للدخول في صراع عسكري مع حزب العمال وقوات قسد، وتخوفآ من غضب بغداد. ومرة حالوت إقناع الحكومة المركزية العراقية، السماح لها بإحتلال منطقة “شنگال” والسيطرة على الشريط الحدودي بهدف تطويق الإدارة الذاتية وحصارها من الجهات الأربعة وخنقها، أي القضاء عليها، كون هذه الحدود هي المتنفس الوحيد الذي تملكه الإدارة الكردية، وهو منفذ مهم للغاية لغرب كردستان والوحيد، ولكن الحكومة العراقية رفضت ذلك بشكل قطعي، ولهذا فشلت الطغمة الطورانية التركية الفاشية في مسعاها الخبيث.
البرزاني لوحده لا يملك القوة الكافية لتحقيق حلمها وحلم تركيا، حيث كلا الطرفين لهم مصلحة في خنق الإدارة الذاتية لغرب كردستان، وبدليل حفر البرزاني للخنادق مع غرب كردستان من الجهة الشرقية، وبناء الجدار من قبل التركي من الشمال والغرب. الحكومة العراقية المركزية التي يسطير عليها الشيعة رفضوت طلبات تركيا المتكررة، السماح لها بالسيطرة على تلك الحدودة بين غرب كردستان ومنطقة “شنگال”، وبدلآ من ذلك أدانت ضربات تركيا الجوية وإعتبرتها عدوانآ على العراق.
ختامآ المطلوب كرديآ:
يجب عدم السماح لتلك الوحش البشرية الداعشية بالعودة إلى “شنگال” المدينة والمنطقة، تحت أي حجة كانت، ويجب إستخدام القوة إن تطلب الأمر ودون رحمة، وليقول الأخرين ما يشاؤون. لم يهب أحد من الأوغاد المسلمين العرب وغير العرب لنجدة أهلنا في “شنگال”، الوحيدين الذين هبوا في هذا العالم لنجدتهم هم الأمريكان عبر الجو مشكوريين الف مرة، وأبناء جلدتهم من شمال كردستان وغرب وخاصة قوات الحماية الذاتية.
على سكان “شنگال” ألا يسمحوا لقواة البارزاني بأن تفعل بهم ما فعلته في العام (2014) تحت أي ظرف كان، وعلى الإدارة الذاتية لغرب كردستان وخاصة قوات قسد دعم أهلنا في “شنگال” وقواتها بقدر ما يستطيعون لأن هذا واجبهم، وهذا ينطبق بدوره على حزب العمال الكردستاني الذي لم يتأخر في الدفاع عنهم لحظة واحدة. وعلى الإتحاد الوطني الكردستاني وبقية القوى الكردستانية أيضآ أن تقف بجانب إخوتهم من الكرد اليزدانيين في “شنگال”، وأعتقد (75) جينوسيدآ (قتل جماعي) أكثر من كافي.
29 – 04 – 2023