خلافات بين الاحزاب الكوردية  لماذا ؟ ومن المستفيد ؟؟ – عبد الرسول علي المندلاوي   2  –2 

ومما يبعث على الاسى ان هذه القوى التي تدعي حرصها على حقوق الشعب الكوردي بدأت تصعد من خلافاتها حرصا على ضمان مصالحها الشخصية ودون ادنى خجل ، وكوردستان تتعرض باستمرار الى عدوان بالصواريخ البعيدة المدى و المدفعية الثقيلة و الطائرات المسيرة وغيرها من الاسلحة الاخرى ، الامر الذي ادى الى اخلاء الكثير من القرى و القصبات وهجرة سكانها الى مناطق اخرى هربا من حمم النيران التي تسقط على رؤوسهم امام سكوت مطبق لمسؤولي هذه الاحزاب المنشغلة بتحقيق مصالحها والى متى هذا اللهاث وراء المصالح و المغانم و الشعب الكوردي يعاني من شظف العيش و الفقر المدقع بسبب عدم منح الرواتب وعدم اعطاء حصة الاقليم من الموازنة نتيجة الخلافات مع المركز ؟؟  و رغم هذا الواقع المؤلم يبدوا انكم وضعتم الشرف جنبا مقابل حصولكم على السحت الحرام وتركتم بكل صفاقة وصلافة المبادئ التي حملها الاقدمون دفاعا عن قضية الشعب الكوردي والذين رووا بدمائهم الزكية جبال كوردستان وسهولها ودون ادنى طمع ، ولتؤكدوا انكم ليسوا اهلا لتحمل المسؤولية لانكم لو كنتم اهلا لكنتم تتركون خلافاتكم الجانبية مثلما فعلت الكتل الاخرى رغم التوتر الكبير الذي حصل بينهم و الذي وصل الى حالة النزاع المسلح لانهم وجدوا في هذا التوافق ضمانا لمصلحة مكونهم  ، اهذا وفائكم للابطال الذين جعلوا من صدورهم دريئة للدفاع عن شرف الكورديات ؟ اهكذا تكافؤن البطل الخالد ” مامه ريشه ” الذي زرع الرعب في قلوب اركان النظام  ؟؟ اهكذا تكافئون الشهيد البطل ” جوامير ” قائد منظمة الصقر الاحمر التي اقضت مضاجع الطاغية صدام وفاضل براك وبشهادة كبار مسؤولي الدولة الذين قالوا عنه انه بطل من طراز خاص وكيف انه لوحده السيطرة على حراس دائرة الامن العامة وهم مدججون باحدث الاسلحة  ؟؟؟ اهذا جزاؤكم للشهيدة البطلة ليلى التي ضحت بامالها و احلامها دفاعا عن قضية شعبها  ؟؟؟؟ هذه البطلة التي فاقت في شجاعتها ليلى الاخيليه لانها استنجدت بالبراق وهي في السجن عندما قالت في قصيدتها المشهورة … ليت للبراق عينا فترى ما الاقيه من هم وعناء … اما ليلى الكوردستانية فقد بقيت صامده ولم تستنجد بحبيبها جهاد ولم تصرخ وهي في زنزانات النظام  ، واذكر ان شقيقتها صبيحة ذكرت في مقابلة معها في ذكرى اعدامها الذي صادف 13 / 5 / 1974  قالت لنا الفخر ان شقيقتي هي اول فتاة تعدم في العراق دفاعا عن قضية شعبها ، كما ذكرت انه في يوم اعدامها عندما سالوها آن كنت ترغب شيئا وهو عرف متبع للمعدومين ، فقالت اريد اصعد المشنقة وانا ارتدي الزي القومي لشعبي … فالف تحية لليلى التي صمدت صمود البطلة العربية الجزائرية  ” جميلة بوحيرد ” و البطلة الفرنسية ” جان دارك ”  والى كل شهداء الكورد الذين ضحوا بدمائهم الزكية دفاعا عن قضية شعبهم … الخزي والعار و اللعنة لكل المتاجرين بهذه القضية العادلة  .

2 Comments on “خلافات بين الاحزاب الكوردية  لماذا ؟ ومن المستفيد ؟؟ – عبد الرسول علي المندلاوي   2  –2 ”

  1. الاستاذ عبد الرسول المندلاوي
    رغم ان نقدك فيه قسوة زائدة ، الا إنه نقد بناء في جوهره
    واسلوب طرحك فيه نبرة حزن ، وجمالية التعبير ، تحياتي

  2. خلافات وصراعات الكورد الداخلية عبر تأريخهم المجيد وعلى مر الزمن احد اسباب حرمان الشعب الكوردى من نعمة الحرية والاستقلال .كل الشعوب والامم التى تحررت ورفعت اعلامها على سارية الامم المتحدة تركت خلافاتها الداخلية وجمعت صفوفها ووحدت كلمتها فى الاوقات الصعبه والمنعطفات التأريخية واختارت رمزا من رموزها ليقودهم الى بر الامان . خلافات الاحزاب الكورديه فى هذا الوقت الحساس والمصيرى وفى ظل وجود تحديات واخطار واعداء متربصين خطأ جسيم وخطر عواقبه وخيمة ونتائجه كارثية عليهم وعلى كيان الاقليم ومستقبله وعلى كل المنجزات والمكاسب التى لم تتحقق الا بتضحيات جسيمة وخسائر كبيرة وانهار من الدماء الزكية الطاهرة فيا ترى متى يستخلص ساسة الكورد الدروس والعبر من الماضى المرير ويستفيدون من فرص الـتأريخ التى لا تتكرر ويقينا سيحاسبهم الـتأريخ والاجيال حسابا عسيرا تحية للكاتب

Comments are closed.