السيدة إلهام أحمد رئيسة لسوريا الفيدرالية القادمة – بيار روباري

 

 

تعرضت السياسية الكردية المعروفة “إلهم أحمد” والقيادية في حزب الإتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية لغرب كردستان المولودة في چيايه كرمينج (جبل الكرمانج) – أفرين، في الأيام الماضية إلى حملة بذيئة وشرسة لا مبرر لها، ليس لسبب سوى أن أحد الصحفيين ذكر إسمها كبديلة للقاتل بشار الأسد ورشحها لأن تنافسه في إنتخابات حرة ونزيه، ومجرد ذكر هذا القول جن جنون الموالين للمجرم بشار الأسد وهم معروفين بهويتهم الطائفية والقومية، والمعارضين السوركيين الذين يعارضون النظام الأسدي وهويتهم الطائفية والقومية أيضآ معروفة. هذه الحملة البزيئة والمستهجنة، مردها أن العربان في سوريا بقسميهم العلوي والسني مازالوا لليوم ينظرون إلى الشعب الكردي نظرة دونية، ويتعاملون معه بنوع من الفوقية الكاذبة والمخادعة، وهذه النظرة العنصرية البغيضة لا تخص فقط الكرد في غرب كردستان، وإنما تشمل الشعب الكردي في عموم كردستان، وخير دليل على ذلك كلام الكلب المسعور: “أسعد الزعبي”، المقيم حاليآ في موطن “محمد” وكر الدعارة والإرهاب والخراب الذي إمتاز بها محمد وعصابته. شبه هذا العنصري الذي عمل كلبآ للحراسة لبيت الأسد لمدة (30) عامآ، الشعب الكردي بالحشرات ومدح المجرم صدام حسين، وأثنى على جرائمه الفظيعة بحق الشعب الكردي في جنوب كردستان!!! والسبب الثاني لتهجمهم عليها كونها إمرأة، فهؤلاء الحثالات ينظرون للمرأة أيضآ نظرة دونية، ولا غرابة في فدينهم وثقافتهم الصحراوية علمتهم هذا الإنحطاط الأخلاقي.

دعونا أولآ نتحدث عن كفاءات السيدة “إلهام أحمد” ونقارنها مع كفاءات كل من بشار الأسد ونجيرفان البرزاني وقادة المعارضة السورية، الذين قادوا المعارضة السوركية خلال العشرة السنوات الماضية، ونقارنهما مع بعضهما البعض، لنرى من منهم أكفئ، وأجدر لقيادة سوريا وكردستان. ولكن قبل الدخول في تفاصيل كل ذلك دعوني أن أرد على اولئك الذين تطاولوا على شعبنا الكردي من منطلق عنصري بغيض وأقول لهم ما يلي:

الأمة الكردية التي تهجمتم عليها أيها المتخلفين وعديمي الأخلاق أسلاف هذه الأمة العريقة هم من إبتدعوا:

الكتابة، أول أبجدية في التاريخ، اول حضارة إنسانية، إكتشفوا الزراعة، تدجين الحيوانات، نظام التدفئة، نظام السقاية، المدن المخططة، تدوين اول ملحمة شعرية، إبتكار نوعين من الأدب هما “أدب گالا وأدب النار”، التشريع، الدستور، علم الفلك، الألهة، طقوس العبادة، بناء الكعبات، كلمة (لله) التي تتدولونها مليارات المرات، المقامات الموسيقية، ألة العود، القانون، الطبلة، الممزمار، البزق، لعبة الشطرنج، الطاولة والكلمات التالية “الدين، الشيخ، الأدب، البرهان، اسم ابراهيم، ديبجة، كهرباء، وزير، حكم، الجمهور، .. إلخ”. ليس هذا وحسب الكرد هم الذين كتبوا لكم “علم النحو”، والذي ألفه العلامة الكردي “سيبوايه”، وعلمناكم كيف تكتبون بلغتكم أيها الوحش البشرية، وأسسنا لكم أول مجمع للغة العربية في دمشق أيها السفهاء. وحتى قرأنكم ولغتكم مليئتين بالمفردات الكردية الرصينة.

أضف إلى ذلك كم الأعلام الكردية في كافة مجالات الحياة من: گلگاميش، لشروپاك، أنكي، زاردشت، شرفنامة، صلاح الدين الأيوبي، محمد علي باشا، يشار كمال، يلماز گوني، أحمد شوقي أمير شعراء العرب، فريد شوقي، بسام الملا، منى مواصف (منى چلميران)، عبد الرحمن ال راشي، محمود عباس العقاد، محمود المليجي، محمد حسينين هيكل، خالد تاجا، طلحت حمدي، شكري القوتلي، حسني الزعيم، محسن البرزاي، يوسف العظمة، ياسر العظمة، هذا إضافة لي (81) فرعونآ كرديآ حكموا مصر، محمد زكي أمين بك، وليد توتنجي (توفيق)، شفان پرور، بلند الحيدري، معروف الرصافي، نفرتيتي، الروائي سليم بركات، جلدات بدرخان، ومقداد بدرخان، قناته كوردو، الملك محمود الحفيد، إبن تيمية، نوح عليه السلام، ابراهيم عليه السلام، الملك نامرد (نمرود)، …. إلخ.

والأن عودة للسيدة إلهام أحمد، هذه السيدة التي عجنتها سنوات النضال الطويلة في الميادين السياسية والتنظيمية والعسكرية والجماهيرية، وصلت إلى ما هي عليه الأن بعملها المخلص والجاد على مدى عشرات السنوات، وأثبتت نفسها في كل الميادين جدارتها وكفاءتها العالية في قيادة المجتمع والجماهير والإدارات المختلفة، وذلك من خلال المناصب التي تولتها، وبعد إنضمامها إلى صفوف حزب الإتحاد اليمقراطي وحركة “تف-دم” ومجلس سوريا الديمقراطية، قادة المفاوضات مع النظام الأسدي، والخارجية الروسية والإدارة الأمريكية بخصوص حل القضية الكردية في غرب كردستان، في إطار سوريا فيدرالية خالية من عصابة الأسد.

السيدة إلهام، سياسية هادئة ومتواضعة وغير ملوثة بالفساد والنهب وتعيش كأي مواطن كردي، وعندما تقوم بزيارات خارجية لا يرافقها عشرات العناصر لحمايتها ولا تقيم في الفنادق من ذوي الخمس نجوم، بل تبيت في بيوت الكرد، حيث لا فواصل بينها وبين أبناء شعبها، وهذا ينطبق على كافة قيادات غرب كردستان. ولا يمكن لها أن تتفرد بأي قرار، فهذا غير موجود في مؤسسات حزب الإتحاد الديمقراطي ومجلس سوريا الديمقراطية، ومرفوض أن ينفرد شخص واحد بالقرار. والمرأة في الثقافة الكردية الغير متأسلمة شريكة حقيقية للرجل في كافة مناحي الحياة حتى المجال العسكري، السياسي، الإداري، الأمني، والدبلوماسي. نحن الكرد لا ننظر إلى المرأة نظرة دونية ولا نؤمن أساسآ أنها خقلت من ضلع الرجل هذا التفكير المقيت والمهين والمعيب بحق المرأة. والتاريخ الكردي الطويل السياسي منه، الديني اليزداني، الفكري، الأدبي مليئ بالنساء القياديات، لا بل كل ألهتنا حتى قبل حدوث الطوفان كانوا نساء.

فعلى الذين تهجموا على السيدة إلهام كونها إمرأة، ورفضوا توليها منصب الرئاسة رفضآ قاطعآ حقآ أن يخجلوا من أنفسهم، ويراجعوا أطباء نفسيين لأنهم مرضى نفسيين ومتخلفين عقلين دون شك. وماذا عن الملكة بلقيس وزنوبيا والملكة إليزبيت الثانية، وميركل مستشارة ألمانيا التي حدود بلادها لمليون واحد منكم أيها القرف السوركيين؟؟

أريد أن تأتوا بشخص واحدآ من قادة المجلس الوطني السوري أو الإئتلاف الوطني السوري، يملك تجربة السيدة إلهام وإمكانياتها ونزاهتها، عندها سأطلب من إلهام بعدم الترشح لمنصب رئاسة الدولة السورية الفيدرالية، مع العلم أنها لم تقل يومآ بأنها ترغب بالترشح لهذا المنصب نهائيآ، وسأدعم ذاك القيادي الذين ستأتون به!! وأساسآ لا يجوز مقارنة السيدة “إلهام أحمد” مع مستبد وفاسد وقاتل مثل “بشار الأسد”، هذا المعتوه الذي وصل إلى منصب الرئاسة بفضل المقبور والده الذي ورثه الحكم.

أما “نجيرفان ابن إدريس البرزاني”،  فما كان ليصل إلى رئاسة الإقليم وعضوية المكتب السياسي للحزب الديمقراطي في جنوب كردستان، لولا أن جده ورث الحزب والإقليم لنجليه “إدريس ومسعود”، اللذان بدورهما ورثوها لأبنائهم وأحفادهم هذه هي الحقيقة المرة. ولذلك لا وجه للمقارنة بين الأثنين أبدآ، ومن المعيب أساسآ مقارنة السيدة إلهام بهؤلاء.

في الختام، أنصح السياسية الكردية “إلهام أحمد”، أن تعلن ترشحها وبشكل رسمي لمنصب رئاسة سوريا الفيدرالية القادمة، بإسم جميع الكرد وبقية المكونات السورية. وأنا أعتقد أنها ستنج في هذه المهمة، فيما إذا جرى تحول سياسي جذري في سوريا وسنعلم العربان كما علمناهم في السابق، أن الكرد جديرين بإعتلاء أعلى منصب في الدولة السورية، وأن المرأة الكردية لا تقل كفأةً عن أي رجل، وخير دليل على ذلك المقاتلات الكرديات اللواتي يدرن أنفسهن بأنفسهن، والسياسيات الكرديات في معظم دول الإتحاد الأوروبي وأمريكا اللواتي يعشن في تلك الدول.

30 – 04 – 2023

 

One Comment on “السيدة إلهام أحمد رئيسة لسوريا الفيدرالية القادمة – بيار روباري”

  1. تحية لكم سيد بيار روباري …

    فقط الادت ان اصحح المرادفات السياسية نحو شكل افضل وو فق القانون و الدستور للمتعالاف عليه بين القوانين الدولية:
    (((( أن تعلن ترشحها وبشكل رسمي لمنصب رئاسة سوريا الفيدرالية القادمة، بإسم الشعب الكوردي وباسم بقية جميع الشعوب السورية )))).

    فسوريا التي نعرفها اليوم تتكون من شعوب مختلفة في رقعو جغرافية معينة, فكلمة ( شعب, شعوب ) معروفة ومحددة ولها تعريفها الممتد الى اطثر من قرنين من الزمن في القانون الدولي. بينما كلمة ( مكون, مكونات ) هو مفهوم مطاطي و هلامي غير واضح في القانون الدولي و ليس له تعريف و لا تحديد خاص به في القانون الدولي.
    وان المعارضة السورية تستعمل هذه الكلمة بكثرة لان ليس لها اي حد او تعريف سياسي قانوني ( سواءا اتقصد به شعب, ام مذهب, ام اكثرية ام اقلية … تلك الكلمات الواضحة في العرف القانوني السياسي), تماما كما يلعب النظام على كلمة (مواطن, مواطنة) ويجعلها مقل المطاطة بين يديه و يفسرها وفق اهوائه و في احس الاحوال وفق الدستور (السند القانوني) الذي هو الاخر كالخاتم في اصابع يده, يبدلها من اصبع الى اخر وقتما شاء و بالطريقة التي يشائها.

    تخيل معي ان مجرد ذكر اسم (الشعوب السورية ) يزعج النظام السوري كما تزعج المعارضة السوركية ايضا, فكلنا ما زلنا نتذاكر جييدا, عندما قامت روسيا بالدخل في منتصف سبتمبر 2015 في الملف السوري بالشكل المباشر العسكري, وفي سنة 2017 بدات تتحدث عن مفاوضات و تفاهمات اللتواصل بين النظام و المعارضة السوركية (المعارضة السورية التركية القطرية) بعد ان فرضت روسيا نفسها بالقوة العسكرية, وبعدها اطلقت محادثات استانا للسلام في سوريا تحت اسم الرسمي لها:
    (((( مؤتمر شعوب سوريا )))) … Conference Peoples of Syria

    ذلك هو الاسم الذي اقترحتها و دعت اليه روسيا في 2017
    مقال منشور تحت عنوان ( لماذا تضغط روسيا لعقد مؤتمر شعوب سوريا؟ ) بتاريخ 2017/10/27 في موقع al-Ain
    https://al-ain.com/article/russia-pressing-conference-peoples-syria

    وقد خرج المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا بتاريخ 30/10/2017، ورئيس الوفد الروسي إلى مباحثات أستانا حول سوريا، ألكسندر لافرينتييف، اوقال و صرح بان “مؤتمر شعوب سوريا” سيسمى “مؤتمر الحوار الوطني”.

    اذا ندعونا فقط نسال هذا السؤال:
    من هي الاطراف الذي عارضت في الخفاء بان يحمل مؤتمر اللمفاوضات من اجل السلام اسم ( مؤتمر شعوب سوريا ) , اي من هي الجهة التي لا تريد ان تعترف بانه هناك شعوب مختلفة و متعددة على الرقعة الجغرافية المسمى اليوم باسم سوريا … ؟؟؟

    اعتقد حتما انها نفس الجهة التي تدعي و تقول بان الشعب السوري واحد … !
    اي كأننا امام مشهد سياسي لفرض (الوحدة ) على جميع الاطراف و بالقوة و حتى ( القتل ) ان ادعا الحاجة الى ذلك … !
    الجهة التي تقول و تتقوقع و تصر على كلمة و مصطلح ( الشعب السوري ) بدل الذهاب الى التفاهم و الانفتاح و تقبل الاخر و الاعتراف بمصطلح ( الشعوب السورية ) كاول خطوة للتعددية.
    من هي الجهة التي ضغطت على روسيا حتى تبدل اسم المؤتمر , هل هو (نظام, ايران, ام تركيا و معارضتها السوركية) .. ؟؟؟
    ام اكثر من طرف .. ؟؟؟

Comments are closed.