غراتس \ النمسا
يا لعبث الحياة بنا..
يا لأحتضارات القناديل في دروبنا..
يا مرافئ الصباحات المتكسرة
على عتبات بيبان دورنا العتيقة..
لا أحد يسمع استغاثاتنا من وراء المحيطات،
ولا أوطان تُلملم أشلاءنا المشتّتة..
لا بلدان تفرش أساطيرها لتقدح شرارة أملٍ
كي نداوي تاريخا أهلكتهُ الحروب،
لنسقي أرواحاً متعطشة لصبر ايوب ..!!
*** ***
عسلٌ مزيف..
جريٌ صوب المجهول..
أمسكنا الحلم بأيادٍ عارية
أعادت لنا عشق الحياة لنصرع الزيف
وأحزان الكورد ،
صراخات الفقراء ، ورثاءات البؤساء..
لكن هَوسُنا للحرية غدا أحلاماً جاثية
تطاردها الكلاب والغربان ،
حقدٌ يُعشعشُ في مرابع النرجس
وطعنات تلو الطعنات ،
ولم تُفزعنا الفصول في لجّة زيف الانسان
وحزن الغيوم على رواسب العمر وخريفه الحجري.. !!
*** ***
طائر حزين ينهش نهايات الليل بوجعٍ..
وفي مدارات الغربة ،
عاودنا الحنين للوطن..
يا ويحهُ.. يمطر في دم المغترب
درباً معزولاً..
أثقالاً واحتضاراً وجروحاً
إعتصرت مدن الشاعر.. !!
حنينٌ أطفأ نكهة الليل والريح بمرارةٍ
ليُحرقهُ الحزنُ بهزائم وغرق
في ثلوج جبال القوقاز ..!!
*** ***
في حانات الغربة ..
رقصت الحقيقة بحثاً عن تاريخ ثمل
وضبابُ الرقصات غطى التاريخ
داخل سجن انفرادي.. !
أيا أيها الشاعر..
قاسية دروبك..
فأنثر السلام ،لملم أشلاء قصائدك
اطلقها طائراً حراً
لتطفئ رثاءات المساكين واليتامى
لتغدوا حنجرتك أبجدية للانسان
ووطنا للمغتربين،
فإياك ان تنطقها (لا وطن لي)
وطنك..قرطاس وقلم
أوطانٌ وجبالٌ ، سلامٌ وطيبة فقراء..
ظهرُ الموجِ سرجُكَ
ونجومُ السماء أعيُنُكَ
السلام وطنك.. !!
*** ***
إمضِ على لآلئ قصائد الحرية ،
لتكن بلسماً على جروح الانسان .
أنت دُنيا من لا دُنيا له..
مصيرك..ملحمةٌ ، اسطورةٌ
على خرائط استوطنت قدر الانسان.
ما أحلاك ..
وأنت تغسلُ أوجاعنا وكآبتنا
من غدرِ الانسان والطغاة
ومن طعناتٍ في تخوم الذاكرة
وبعدها سيُغرقكَ الحلم
حتى النسيان.. !!