مساء يوم الأحد وبترتيبٍ مسبق ظهر الإرهابي الأول في العالم اردوغان على وسائل الإعلام التركية الرسمية، منتفخآ وأعلن عن قيام أجهزته العسكرية والأمنية بإغتيال زعيم تنظيم داعش في سوريا المدعو “أبو الحسين القرشي” وذلك في مدينة “أگرو” أي جنديريس الكردية المحتلة من قبل عصاباته الإجرامية مع العصابات السورية الإسلامية المتحالفة معه منذ خمسة (5) سنوات.
عشرة سنوات وهذا المجرم ونظامه يدعمون تنظيم داعش، وظلوا يمدونه بالسلاح والعتاد والمال وفتحوا حدود بلادهم أمام عناصر هذا التنظيم المتوحش وغيره من التنظيمات الإرهابية العالمية شريطة أن يقاتلوا الشعب الكردي وقوات الحماية الذاتية ولا حقآ قوات قسد!!! ولليوم يؤمن الحماية لزعيم تنظيم القاعدة في سوريا “محمد الجولاني” وعصابته في “دلبين” أي إدلب، هذا إضافة لتحالفه مع التنظيمات الإرهابية السوركية الباقية في أفرين وگرگاميش والباب وأزاز، وفجآةً صح ضميره من النوم، وأخذ القرار بمحارب الإرهاب والإرهابيين!!!!!
هنا لا بد من طرح عدة أسئلة منها:
1- أين اردوغان وعصابته الإجرامية طوال العشر السنوات الماضية من محاربة الإرهاب؟؟
2- أين كان من وجود زعيم تنظيم داعش “البغدادي” في إدلب طوال سنوات؟
3- لماذا لا يغتال محمد الجولاني أيضآ؟؟
4- لماذا لا يكف عن دعمه للتنظيمات الإرهابية التي تقتل المواطنيين الكرد في كل من: “أفرين، أزاز، گرگاميش، سريه كانية، گريه سپي”؟؟؟
5- من يريد محاربة الإرهاب لا يمارس الإرهاب بنفسه ضد شعبٍ أعزل كالشعب الكردي اليس كذلك؟؟؟
اردوغان حاول من خلال هذه التمثيلية المفضحوة أن يجعل من نفسه بطلآ في أعين الناخب التركي، ويستغل ذلك في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجرى بعد عشرة أيام هذه هي كل القصة لا أكثر.
ولإعطاء الموضوع أهمية كبرى ويصورها على أنه إنجاز بطيخي – مريخي، إستدعى القصر مراسلي عدة قنوات تلفزيونية وأخبرهم بأن هناك خبرٌ عظيم سيتحدث عنه دجال العصر في القصر، فحضر الصحفيين مع كاميراتهم وعدساتهم منتظرين ذاك الخبر العظيم الذي سيهز العالم، وإذا به فيلم هندي من أوله إلى أخره من إخراج اردوغان فيدان حقان، واردوغان نفسه لم يصدق كذبته، فما بالك بالأخرين ولهذا لم يعيره الإعلام الغربي أية إهتمام ولا السياسيين لعلمهم أن الأمر كله فبركة ولعبة إنتخابية. الأمريكان يبحثون ليل نهار عن قادة داعش ويتتبعونهم، هل تصدقون كانوا سيغفلون عن هذا الإرهابي لو فعلآ كان موجودآ في جنديريس؟؟؟!!!
لو كان كلامهم صحيح، لأثبتوا لنا فعلآ ذاك الإرهابي الذي إدعوا أنه زعيم داعش الجديد موجود في تلك المنطقة بالممتسكات والوثائق والصور، وأثبتوا بالوثائق فعلآ زعيم داعش، أين صوره والوثائق التي تثبت كل ذلك؟؟ ثانيآ لم يعرضوا أي إثباتات عن مقتله!! ثالثآ في مدينة صغيرة كجنديريس الأمن التركي والعصابات السوركية المتحالفة معه يعرفون كل فرد مقيم فيها. مَن هو؟؟ ماذا يفعل؟؟ هل هو كردي؟؟ هل هو عربي ومن أين وإلى تنظيم ينتمي؟؟
لا يمكن لأي شخص أن يدخل إلى منطقة “أفرين” ويعيش فيها ويتنقل بين مدنها دون موافقة القيادات الأمنية والعسكرية التركية، هذا مستحيل وغير وارد نهائيآ.
ختامآ، إذا صح وجود هكذا شخص في جنديرس وفعلآ هو زعيم تنظيم داعش كما إدعى اردوغان في مقابلته، بالتأكيد كان ذلك بعلم إستخباراته وحمايتها دون أدنى شك. أما لماذا ضحوا به الأن، السبب بسيط اردوغان يبحث عن أية قشة تساعد بالفوز في الإنتخابات القادمة. وقتل شخص وألف وعشرة ألاف لا يعني شيئ له أمام بقائه في السلطة. ألم يفبرك عملية تفجير ساحة التقسيم قبل أشهر وإتهم قوات قسد بها، وثم إنكشفت كل تفاصيل تلك المسرحية وإنفضح أمر الطاغية اردوغان ومدير مخابراته حقان. هذا الوحش اردوغان مثله مثل الوحش بشار، مستعد ليرتكب كل المبيقات وحتى حرق البلد في سبيل البقاء في السلطة. فلا تصدقوا هؤلاء الدجالين حتى وإن صدقوا مرةً صدفة.