خبر وتعليق- بيار روباري

 

نشر موقع “مونيتور” الأمريكي خبرآ مفاده عن قيام السيد “مظلوم عبدي” قائد قوات قسد، بزيارة سرية إلى دولة الإمارات برفقة “بافل طالباني” رئيس حزب الإتحاد الوطني الكردستاني بالوراثة مثل بشار، للطلب من قيادة دولة الإمارات بالضغط على المجرم بشار الأسد لتقديم تنازلات سياسية معينة للكرد، أي بمعنى الإعتراف بالإدارة الذاتية الكردية وقوات قسد، وقبول الكرد كشريك سياسي في سوريا على غرار ما هو حاصل في جنوب كردستان (العراق).

بغض النظر عن صحة الخبر من عدمه، لأن الإمارات نفت الخبر لا بل كذبته، وأنا شخصيآ أميل لرأي الموقع بأنه خبرٌ صحيح. لماذا؟؟؟ لأن الموقع معروف برزانته وعلاقات المتشعبة مع الدوائر الغربية والعربية والعالمية، ولو لم يكن متأكدآ من مصادره لما نشر الموقع هذا الخبر، ونفي دولة الإمارات ذلك مفهوم لأسباب معروفة، وهي العمل خلف الكواليس لأن المهمة قد تفشل، وهذا هو الأرجح برأي وسوف نشرح ذلك لماذا وكيف.

منذ أن قررت المعارضة السورية قبل سنوات التفاوض مع العصابة الأسدية، وقفت ضد هذا المنحى وقلت حينها:

“هذه أكبر حماقة سياسية ترتكبونها، فهذه العصابة الإجرامية الطائفية والعنصرية المقيتة، لن تقدم تنازلآ واحدآ لكم، لأن النظام يدرك جيدآ إن أي تنازل معناه نهاية نظامه”. ما حدث؟؟ الذي حدث أن النظام لم يقدم أي تنازل ولو بسيط للمعارضة، رغم كل الدعم الذي كانت تتمتع به المعارضة عربيآ ودوليآ وتركيآ.

ونفس هذا الكلام قلته لقيادة” قسد ومسد” عندما أرسلوا وفدآ أول مرة إلى مدينة دمشق بضغط وتأمر من الروس، حيث جلس الوفد مع النظام، وفي النهاية لم يحصل على أي شيئ منه، وعاد كما ذهب خال الوفاض.  النظام غير مستعد منح الكرد منصب مختار حارة من حارات مدينة قامشلوا، فما بالكم بتقديم تنازلات سياسية ودستورية، ودولة فيدرالية للشعب الكردي!!! فإن لم يقدم للمعارضة شيئ فكيف سيقدم تنازلات للشعب الكردي؟؟؟؟

واليوم أكرر كلامي نفسه وأوجهه للمعارضة السورية والإدارة الذاتية معآ وأقول:

“السفاح بشار الأسد لن يقدم شيئ واحدآ لكم” إلا إذالاشكلتم قوة عسكرية وسياسية ودبلوماسية تمكنكم من دحره تمامآ ومن الشروش. وليس أمامكم (كردآ وعربآ) سوى طريق واحد لا غير هو: توحيد المعارضة السياسية السورية المعتدلة مع الإدارة الكردية لغرب كردستان على الأسس التالية:

1- إعتراف المعارضة السورية وبشكل خطي ورسمي بالشعب الكردي في غرب كردستان.

2- القبول بالفيدرالية للشعب الكردي، أي سوريا فيدرالية.

3- الإعتراف بقوات قسد بشكل رسمي كقوات حماية لإقليم غرب كردستان.

4- إسم الدولة “جمهورية سوريا” بالألف الممدودة.

5- الإعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.

6- توزيع الثروات بشكل عادل بين كافة مناطق سوريا.

7- إزالة أثار التعريب الذي جرى في العام 1962.

8- التخلص من العصابة الأسدية بأي وسيلة كانت بما فيها العسكرية.

9- تحقيق العدالة الإنتقالية.

10- عدم التفاوض مع النظام الأسدي إلا على رحيله.

11- تشكيك قوة عسكرية موحدة مع قسد.

12- تشكيل مجلس شيوخ سوري من (100) شخص كنوع من البرلمان يكون مرجعية سياسية للحكومة.

13- تشكيل حكومة مصغرى تهتم بقضية اللاجئين وإدارة المناطق الغير خاضعة للنظام وتمثيل الشعب السوري والكردي في المحافل الدولية.

14- منح المرأة دور رياديآ.

15- سوريا المستقبل دولة مدنية مفصولة عن الأديان كافة.

16- توحيد الخطاب من تركيا.

17- تمتين العلاقة مع أمريكا والدول الأوروبية.

18- عودة كافة إلى مناطقهم وبيوتهم الأصلية.

19- الطلب من تركيا الإنسحاب من الأراضية كافة.

20- محاربة الجماعات المتطرفة.

21- توحيد الخطاب الإعلامي.

22- ضرورة تواجد قيادات المعارضة في الدخل وإغلاق ماكتب إسطنبول نهائيآ.

23- عزل الأشخاص العنصريين والمتطرفين مثل أسعد الزعبي، نصر الحريري وغيرهم.

24- التواصل مع القيادات العلوية الوطنية.

25- فتح قناعة تلفزيونية خاصة بالمعارضة في مدينة قامشلوا.

ختامآ، من دون ذلك لا الكرد يستطيعون نيل حقوقهم القومية والسياسية ولا التسورية، ولا العرب السنة سينالون حقوقهم كأكثرية، ولا العلويين والدروز سيتخلصون من بطش النظام الأسدي وإجرامه. ورأيتم الأفعى “رئيسي” رئيس الملالي الفرس كيف يتصرف في البلد وكأنه في مزرعة أبيه. إن البحث عن حلول خارجية برأي هو سراب سيؤدي من جديد للخراب ونعود لنقطة السفر، لا الإمارات ستنفعنا ولا غيرها، مثلما لم تنفع تركيا المعارضة السورية.

ونقطة أخيرة، من دون تدخل أميركي ودعم جاد من قبلها وإنضمام فرنسا وبريطانيا لهذا الجهد، لا يمكن للمعارضة السورية والإدارة الذاتية الكردية، أن يتفقوا ويتوصلوا إلى إتفاق جدي يتوحدون بموجبه، ويشكلون ضغطآ حقيقيآ على النظام الأسدي ويكسبون دعم دول العالم وتأيدهم ومن ثم العمل على إسقاط النظام المجرم والتخلص منه نهائيآ.

 

05 – 05 – 2023