كما كنا ومازلنا نتمنى ان تكون هناك نية صادقة و جريئة لحل المشاكل العامة والخاصة بين القيادات الكوردية و وأد الفتنة والخلاف ، أصبحت فعلاً تلوح في الافق بشائر الحل بعد ان اعلن كل من الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني عن صدق النوايا ، والاستعداد للتقارب حتى وان صاحب ذلك تنازلات كبيرة لبعضهما البعض . نعم هذه هي القيادات المسؤولة امام التأريخ وامام الامة تعلن وبصريح العبارة انها مصممة على حل الخلاف الكوردي الكوردي خدمة لكوردستان ولشعب كوردستان ، وتمثل ذلك في اللقاء الذي جمع بين رئيس حكومة الاقليم ونائبه ( السيد مسرور البارزاني والسيد قوباد الطالباني ) وهما يمثلان قطبي الخلاف الكوردي ، لأول مرة ينتابني أحساس كبير بأن الطرفين مستعدين لتقديم تنازلات كبيرة لإجل إرضاء الشعب الكوردي الذي اتعبته هذه المناكفات العقيمة . و الطرفان عازمان على المضي قدماً لإعادة كوردستان الى السكة الصحيحة التي تضمن الوصول الى الحلم الكوردي . واقول قد نجحت الاقلام الحرة في دفع الطرفين بطريق المصالحة ونجحت الامة في فرض رأيها ، ونجح الصدق والصادقون لإنها امة حية ، لذلك كنا دائماً نكرر في مقالاتنا بأن الامة الكوردية أمة حية . السؤال ، ما هو السر الذي جعل الاحساس بأن الحل للخلاف الكوردي الكوردي قادم ؟ هل المسألة مجرد تفاؤل ؟ او هي معلومات مسربة ؟ ام انه تحليل يستند على معطيات ؟ .
الامة الحية لا تعرف التشاؤم ، لذلك فالتفاؤل موجود دائماً وبقوة ، ولو رجعنا الى جميع المقالات التي نشرناها في الاشهر الاخيرة تجدون نبرة التفاؤل هي الغالبة ، اما المعلومة فهي ليست ضرورية لدفعنا على التفاؤل لأن سير الاحداث واسبابها وخفاياها معروفة للجميع ، واما التحليل الواقعي نعم موجود ، منها الارتياح الذي ابدته السفيرة الامريكية و شخصيات دبلوماسية لهذا اللقاء ، وعدم وجود دوافع اقليمية ودولية في هذه الفترة الزمنية يعني ان اللقاء لم يتم تحت اي ضغط سياسي او تأثير من جهة معينة فقط ضغط الشارع الكوردي و من ناحية ثانية حاجة التحالف الدولي بقيادة امريكا الى قيادة كوردية موحدة متحالفة ، وهذه مبررات كافية للشعور بالتفاؤل ، شخصية مثل شخصية رئيس حكومة كوردستان وشخصية مثل شخصية نائبة لا يجتمعان للاستعراض ولا للمزاح ، فقط كانا للأمس القريب في مآزق كبير بسبب امتعاض الشارع الكوردي ، وهما يعلمان جيداً بأن اي حزب او اي حكومة إذا أفتقرت الى محبة الشعب ورضاه فأن وجود هذا الحزب او هذه الحكومة وجود اجوف يخلو من الحياة . حل المشكلات بعد الاختلاف والخصام تكون جديرة بالثقة والاحترام لأن الحل يكون قد جاء بعد مخاض صعب ، اي ان الاطراف المختلفة قد ادركت خطأ الخلاف والاختلاف ومرارة طعمه وعرفت كل الاسباب التي تصب الزيت على النار وخفاياها ، فهي تجربة تثري العقل وتضيف للتجارب دروس . نتمنى ان تكون الخطوات لنجاح المحادثات بطيئة ومدروسة بشكل عميق لكيلا تعاد نفس الاخطاء ، لا نريد التسرع في لملمة الشمل ، السرعة في ترتيب البيت الكوردي قد يكون عاطفي وقد يكون عابر للخطوات الصحيحة ، لذلك بات من الضروري العمل المكثف والجاد ، والخطوات البطيئة اشد صلابة واشد تثبيتا .
في الوقت الذي نشد على ايادي القيادات الكوردية ونبارك لهم الخطوات الجريئة ، ويقظتهم في مواجهة هذا الخلل الذي سبب الكثير من التراجع السياسي والاقتصادي للإقليم ، نطالبهم ان يدركوا حقيقة واحدة وهي الاهم من بين جميع الحقائق التي عاشوها ، وهي ان يتدارسوا كل مقترح او مشروع او خطوة تعرضها القوى الحاقدة على كوردستان بشكل عميق جداً ، لأن هؤلاء القوم يمتلكون كيد عظيم ، كيد عظيم ، و يتفوقون على جميع الامم بالخباثة ، فمهما تحذرون منهم فهو قليل ، وكل خلافاتكم فيما بينكم لو رجعتم الى جذورها ستجدونها من صناعة هؤلاء الاعداء للشعب الكوردي وقد لم تكونوا تدركونها . فالحقيقة الثابتة عند هؤلاء القوم إنهم لم يناموا لياليهم مطمئني البال لأن الكورد سائرون على السكة الصحيحة ، وهذا اشد ما يغيضهم . فهؤلاء سياسيون ماكرون يجيدون الطرق الملتوية ولابد ان تسيؤن النية في كل خطوة يخطونها اتجاهكم لكي تبقوا كوردستان آمنة من نواياهم الخبيثة ، وثقوا بأنهم يخشونكم ان لم تداهنوهم و تلينون انفسكم لهم فأنكم اصحاب حق وأصحاب رسالة واضحة .
خمسين سنة وخلافاتهم لم تنته وكلها من أجل توزيع الكعكة.
السيد ابو متين ، نحن دائماً مع الخطوات الصحيحة ، ونقف خلفها بكل صدق ، تحياتي وامتناني لمرورك الكريم