أعتبر الايرانيون معركة احتلال الفاو مفتاح اسقاط العراق واحتلاله ، فنفذوا خطتهم وقدموا عشرات الالاف من القتلى وفعلاً احتلوا شبه جزيرة الفاو ، لكنهم لم يكونوا يعلموا بأن الفاو مخطط ستراتيجي عراقي للإيقاع بالجيش الايراني ، وهذا ما حصل فعلاً عندما أنكسر الجيش الإيراني في معركة تحرير الفاو فقد كان انكساره نهائياً ولم يقوى بعدها على الاستمرار في الحرب فتوالت الهزائم للجيش الإيراني على كافة جبهات الحرب حتى اعلنت إيران الاستسلام النهائي في آب ١٩٨٨ م بالرغم من وجود خبراء كوريين وروس مع الجانب الإيراني فلم تشفع خبراتهم في انقاذ الجيش الايراني والحرس الثوري الإيراني من تجرع سم الهزيمة والتأريخ يشهد على ذلك ، يتكرر الحال اليوم في معركة باخموت الأوكرانية وبنفس السيناريو ، ها هي روسيا تعلن أنها احتلت مدينة باخموت الاوكرانية بعد معارك دامية استمرت لعدة اشهر ، فماذا سيحصل للجيش الروسي إذا ما عاودت أوكرانيا تحرير هذه المدينة وهي قد استعدت لمعارك التحرير ولكنها وجدت السيناريو الافضل وهو تسليم باخموت اولاً بعد معارك طاحنة وقوات التحرير تقف على بعد بأنتظار سقوط باخموت بالتمام ليكتمل السيناريو مثلما وقفت فيالق الحرس الجمهوري على بعد عند سقوط الفاو ، بأعادة تحرير باخموت سينكسر الجيش الروسي وسينعكس انكساره على كافة الجبهات وقد تكون معارك تحرير باخموت هي استسلام روسي وهزيمة تأريخية لروسيا . معارك باخموت لا يظنها احد بأنها معركة صغيرة فحلف الناتو بكافة خبراتها التكتيكية تقف خلف هذه المعركة وجميع اسلحة الناتو الحديثة التي حصلت عليها اوكرانيا لم تستخدم بعد في معارك باخموت ولكن سيتم استخدامها في حرب تحرير باخموت لإيقاع اكبر الخسائر في الجيش الروسي وهذا ما أستبشرت به الصحافة الغربية وكأنها استقبلت خبر سقوط باخموت بالبشارة . الدول التي تحكمها انظمة شمولية دكتاتورية تعتقد بأن القوة مفتاح لتحقيق اهدافها ولكن عندما تنكسر اذرعها القوية تعرف طريقها الى الاستسلام وهذه تجارب متكررة في التأريخ ، فروسيا تفرح اليوم بأنتصار ولو صغير الحجم ولا تعرف ما يبيتها لها الايام القادمة ، فقد ادرك الغرب منذ اليوم الاول ان حرب روسيا لأوكرانيا لن تنتهي الا بسقوط روسيا العدوانية ، ولن تسقط روسيا بليلة وضحاها مالم تتجرع مرارة الهزائم في الحرب والعدوان فعندها ستتقبل تجرع السم سم الهزيمة والاستسلام ، نحن لا نفرح لسقوط الضحايا ولكننا نفرح بهزيمة الشر أينما كان ، هل تلاحظون ان الحروب والشرور في العالم انحسرت بأنشغال روسيا في عدوانها على اوكرانيا ، هذا يفسر بأن روسيا مصدر للشر في العالم . بذلك يكون العالم مقبل على انفراجة بسقوط قلعة كبيرة من قلاع الشر .
باخموت ارض اوكرانية والعالم كله يعرف ذلك وحتى الروس يعرفون ذلك واسترجاعها استرجاع الحق المغتصب وهذا ما يعرفه العالم ويعرفه الشعب الاوكراني ، فالذي يقاتل من اجل استرجاع حقه ليس كمثل الذي يقاتل من اجل اغتصاب حق غيره فالفارق بين الطرفين سينجلي في ساحات القتال والتي ستفرح كل الشرفاء اينما كانوا .
** من ألأخر {١: من دون شك الحروب الحديثة بحاجة إلى علوم حديثة ، فالذي يسير الحرب من من فوق سبع سماوات ليس كالمأزوم الذي يسيرها من قبو ومن خلال عصابات ؟ ٢: مصيبة بوتين أعتقاده أن في كل مرة ستسلم الجرة ، ويلم يكن يعتقد أن ما أعدوه له في أوكرنيا هو فخ كارثي محكم ، والدليل معركة بخموت التي احتاج للسيطرة عليها اكثر من نصف عام ؟ ٣: واهم من يعتقد بأن مصيره لن يكون كمصير صدام وقريبا ، سلام ؟
السيد س . السندي
كلامك عين الصواب ، فهو ساقط لا محالة ، والدول التي ناصرته ستسقط تباعاً ، وهي دول الشر في العالم ، شخص مثل بوتين استغل الديمقراطية التي تعلمها من الغرب ليصبح قائداً ثم يصبح دكتاتوراً يريد الان تدمير العالم ، ونسي ان العالم الغربي الذين علموه الديمقراطية سيعلمونه الأدب .