اليوم سوف أجرجر قلمي بمحاذاة ظل فرح يتمدد شيئاً فشيء بجانبي…
سوف أحاول أن أتجاوز شيء من تلك المنعطفات الملتوية والمعتمة التي أدخلت فيها بكامل قواي الورقية..
أكتب عن تلك التفاصيل التي لم يقدر لنا أن نعيشها يوماً كتلك المقاعد الخشبية الواسعة تحت شجر البلوط، والإبحار في زورق صغير يحملنا معه إلى الضفة المجاورة بهدوء موج، و مقاهي عتيقة لم نزورها يوماً بقدر زيارتها هي لنا في أحلامنا وكتاباتنا..
قد تصلك هذه السطور في مواعيد مختلفة وشعور مختلف ومواسم مختلفة ولكنني أكتبها اليوم بحتظار حرف صيفي مشمس لا كتلك الأحرف الضبابية التي تشبه إمتلاء الأرض بغزارة مطر وبرد..
أحس في بعض الأحيان بأن بيني وبين الكلمات نسباً و قرابة ما حين أحاول أن أخرج من بين تلك السطور ما يشبه ملامحي القديمة ورهافة شعوري الخاطف..
ليس سهلاً أن تسمع صوت قلمك يسير بثقل ويغوص في تربه الورق يجر شعورك لا كلماتك..
إننا معقودون بسلك رفيع وهمي في تخاطبنا وإن إنقطع فلربما تتناثر تلك الأحاديث وتهوي في غياهب الصمت.. وإننا معتادون على سماع الصوت المبعث من أعماقنا و أكثر من ذلك بكثير إننا متوحدون بذواتنا عندما يغلبنا الحنين….
هل تسمع تلك الأصوات الآتية من الغابة أو من خلف النوافذ المفتوحة وكأنها تعيدنا إلى أول الشروق وأول دقائق الحياة…
أقول كل هذه الأشياء لأنني أردت أن أخرج من رتابت رسائلي ما أعتدت أن أقوله وإنني أفرغ من ذاكرتي ذبذبات حديث علق في ذهن الورق الأبيض.