أعلن صباح اليوم (الأثنين المصادف ل22-05-2023) المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن وصول اول دفعة من اللاجئين السوريين الذين إنقطعات السبل بهم في السودان، بعد نشوب المواجهات المسلجة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل شهر منذ الأن. الدفعة الأولى من اللاجئين ضمت (161) شخصآ من النساء والرجال والأطفال، حيث تم نقلهم جوآ من السودان إلى إقليم غرب كردستان، الذي يديره الإدارة الذاتية لغرب كردستان ويحميه قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بالتعاون مع الأمم المتحدة والسعودية.
كإنسان كردي من غرب كردستان وكشاعر وكاتب، أحيي الإدارة الذاتية على مبادرتها التي أطلقتها عبر دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لاستقبال اللاجئين السوريين من لبنان والسودان، وهذا يدل على موقف وطني سليم وصحيح وإنساني نبيل، وأتمنى أن لا تلتفت الإدارة ومعها أبناء شعبنا الكردي إلى الرترهات التي أطلقها المعارضين السوركيين الأوغاد والنظام الأسدي المجرم، الذي تسبب هو وهذه المعارضة البائسة في هذه المأساة للسوريين وتشريدهم في كل أنحاء العالم.
لا شك فيه أن اللاجئين السوريين والكرد في كل بلدان اللجوء يعانون، ولكن في لبنان والسودان يعانون أكثر من غيرهم من البلدان، بسبب أوضاع هذين البلدين التي لا تخفى على أحد. أعلم أن إمكانيت الإدارة محدودة، وتتعرض لهجمة شرسة و قذرة من قبل أعداء الشعب الكردي، وعلى رأسهم النظام التركي وأتباعها من المعارضة السورية المفلسة التي تدور في فلك هذا النظام، والنظام الأسدي ومليشيات ايران الطائفية.
لا يخفى على أحد أن اللاجئين السوريون في السودان، عانوا من أوضاع إنسانية صعبة، نتيجة الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، هذا إلى جانب إستغلال بعض الجهات ملف اللاجئين لخدمة مصالحها، فضلاً عن تعرضهم لعمليات سلب ونهب وسرقة، ما جعلهم يعيشون في شوارع الخرطوم دون أي مساعدة. ومن هنا كان نداء اللاجئين السوريين والذي أطلقوه بتاريخ (24) نيسان الفائت، حيث طالبوا بإنقاذهم وعوائلهم الموجودة في العاصمة السودانية الخرطوم التي فقدت الأمان
وكل ما كانوا يملكون من أساس. وبعد هذا النداء تبنى قضيتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان وطالب المنظمات الإنسانية الدولية والمجتمع الدولي، لإيجاد مخرج آمن وسريع لهؤلاء السوريين العالقين في السودان ونقلهم إلى مكان أمن يقبل بهم بعد أن تجاهلهم النظام الأسدي المجرم والمعارضة السوركية معآ. وعلى الفور بادرت الإدارة الذاتية وأعلنت عن إستعداها لإستقبال هؤلاء اللاجئين وبدأت الجهود تتكثف وفي النهاية أثمرت عن نقل الدفعة الأولى من اولئك اللاجئين، وأتمنى إخراج البقية أيضآ ويتم نقلهم إلى إقليم غرب كردستان وإسكانهم في أماكن يؤمنونها لهم.
لا يمكن لسلطة القيام بمثل هذه الخطوة، إلا إذا كانت حقآ سلطة وطنية ومسؤولة، وتدرك واجباتها وأعتقد أن الإدارة الذاتية قامت بمسؤوليتها الوطنية، وهذا يثبت أن الشعب الكردي ممثلآ بإدارته الذاتية لا يسعى للإنفصال، كما يدعي النظام التركي المجرم والنظام الأسدي الأجرم. وليس كل اللاجئين السوررين في السودان من الكرد، بل الأكثرية هم من المكون العربي، الكرد ليسوا طائفيين ولا عنصريين، هذا بعيد جدآ عن خصال الشعب الكردي، ولهذا بادرت الإدارة الذاتية لإنقاذ هؤلاء الناس من جحيم الحرب العبثية الدائرة في السودان.
في الختام، لا بد من طرح التساؤل التالي:
من هو الوطني الإدارة الذاتية لغرب كردستان، أم النظام الأسدي المجرم، أو المعارضات السورية بجميع طرابيشها ؟؟
أظن أن الجواب واضح لكل منصف ولا يحتاج إلى نقاش.
23 – 05 – 2023
++++++++++
فيديو: يسجل وصول اول دفعة من اللاجئين السوريين إلى مطار قامشلو الدولي.