البضاعة الرخيصة : – كامل سلمان

هو شخص كوردي يكتب في الصحافة والمواقع الالكترونية الكوردية ، جاهداً ان يبين حبه لكوردستان لكنه لا شعورياً في بعض كتاباته يظهر ولاءه لإيران ( العدو الاول للكورد ) او الشخص الأخر يظهر ولاءه لتركيا العدو الوحشي ضد الكورد ، نموذجين لا يحملان ذرة شرف ولا غيرة على شعبهم ، عندما تتساقط صواريخ معشوقيهم على رؤوس اطفال كوردستان يخفون ويختفون ، يخفون سعادتهم ويختفون عن الانظار . ثم يظهرون من جديد دون ان تسمع لهم همسا .
انا أتكلم هنا عن البضاعة الرخيصة ، لأن مثل هؤلاء لا يصح ان نسميهم منافقين او متملقين بل هم بضاعة رخيصة ، احيانا تكون الكلمة المكتوبة كالموج البحري تنتقل الى مسافات بعيدة وقد تقلب هذه الامواج سفناً ، ليس المطلوب منا ان نمتدح أحداً او نطعن أحداً ، لكن التزلف لقتلة الشعب الكوردي ومن خلال الصحافة والمواقع الكوردية شيء لا يمكن اعتباره حرية الرأي ، فهذه اعلى مستويات الخسة والنذالة .
أنا ضد الكراهية وضد العنصرية وضد التطرف ، وأرى الانصاف في تقييم الامور نبالة خُلق تستحق الثناء وبنفس الوقت أرى حرية الكلمة لا تعني الأسفاف والتلون ، فليس من الاخلاق أن أدوس على كرامة شعب مظلوم مثل الشعب الكوردي بتمجيد أفعال الظالمين وأظهارهم وكأنهم ملائكة السياسة دون وازع . المقال المطروح هنا وهناك يجب ان يكون مقال وجداني يعّبر عن حرية الفكر وتكون إضافة ثقافية للمتلقي ، فهي مسؤولية اخلاقية قبل كل شيء .
الضمائر الحية لا يمكن ان تنسى الجرائم بحق الابرياء ، فما يفعله اعداء الشعب الكوردي لو كان للكورد اليد الطولى لكان عقابه شديدا ، ولعرف هؤلاء المارقين حجم ذنوبهم . تجارب الحياة علمتنا بأن الدنيا تدور ، يوم لك ويوم عليك فعندما نرى كوردستان اليوم عاجزة عن الرد فهذا لا يعني ان العجز قدراً مقدورا ، فلا ينبغي ان تغرنا سطوة اعداءنا وسترون بأم اعينكم كيف تنقلب الامور بعد حين وينهض اصحاب الحق ليحق الحق ويبطل الباطل فهذه سنن الحياة ومن جهلها فهو جاهل ، كوردستان ستنهض وستعيد مجدها وسيدفع كل من بخس حق الشعب الكوردي فاتورة شروره ، ومن يعتقد غير ذلك فهو في ضلالة . هذه العبر والدروس نراها في مواقع واماكن كثيرة فأين صدام حسين واين الامبراطورية العثمانية واين شاه ايران واين ستكون روسيا العظمى التي اصبحت ذليلة امام اوكرانيا الصغيرة . فلا ينبغي ان ننبهر بقوة اعداءنا وننسى حماقاتهم . بمجرد ان وجد هذا الكاتب او ذاك فسحة الحرية في الصحافة الالكترونية وأخذ يسرد الكلام الفارغ ليمجد عظمة الاعداء تلك العظمة الوهمية التي خلقتها ظروف قاهرة ، هذه تركيا تصارع الموت مع اقتصادها المنهار وهذه ايران محتارة مع شرذمة طالبان في افغانستان فأية عظمة يتحدث عنها الكاتب . طالبان تقطع المياه عن ايران وتهددها بأحتلال طهران فتسارع ايران للتفاوض مع هذه الشرذمة من موقع الضعف والذلة . من يضحك اليوم سيبكي غداً وسيكون بكاءه نحيباً .
البضاعة الرخيصة موجودة في كل زمان وفي كل مكان وقد أبتلى بها شعبنا العظيم مثلما ابتليت بها شعوب أخرى في كوكب الارض ، لكنها تبقى رخيصة تتقلب كيفما تقلب الزمان ، ولم تنال غير المهانة ولن تكون عاقبة امرها الا خسرا .

2 Comments on “البضاعة الرخيصة : – كامل سلمان”

  1. الأخ الفاضل الأستاذ كامل سلمان المحترم،
    كشف عورات المتملقين، وبث وعي الجماهير، وتبني الموقف المبدئي في نشر الحقائق بعيدا عن الإنبطاح لدعايات أعداء الشعب الكوردي،والسعي وراء المكاسب الشخصية،وخدمة الأنانية الفردية على حساب المصلحة العامة لشعبنا المضطهد أمر أصبح يتعرض صاحبه لمخاطر لصق تهمة خدمة هذا الطرف الكوردستاني أو ذاك لإخفاء الحقيقة وتشويه صورتها أمام الرأي العام.
    وما على الكاتب الملتزم الواعي والمخلص سوى أن يستمر ويتابع دون أن يعبأ بتلفيق المرتزقه، وأن يدرك بايمان قوي بعدالة قضية شعبنا الذي لايزال يعيش حياة العذاب والتشويه والصهر والتهجير والدفع به إلى الهجرة من وطنه نتيجة للغزو العسكري الهمجي ولظروف مصطنعة وخطط خبيثة تهدف إلى إزالة وجوده من على أرضه الغنية.
    شكرا لكم، ودمتم في نشر الوعي مع شروق شمس كل يوم تطل على كوردستان.
    د. إبراهيم شتلو

    1. الاستاذ الدكتور ابراهيم شتلو.
      تحية عطرة ، شكراً لمداخلتك النابعة من حبك لكوردستان أرضاً وشعباً ، وشكراً لإضافاتك الرائعة ، ومن خلالكم اقدم تحياتي لكل قلم حر شريف يكتب بإنصاف وبواقعية عن مظلومية الشعب الكوردي .

Comments are closed.