يقول احدهم كنت شاباً عاطلاً عن العمل ، فوجدت ضالتي بسرقة المنازل في الحي الذي كنت أسكن فيه بعد ان عجزت عن إيجاد عملاً يسد احتياجاتي ، ولأجل التغطية على سوء عملي كنت أواظب على حضور صلوات الجماعة اليومية في الخط الاول خلف الامام مباشرة في الجامع الواقع وسط الحي الذي أسكن فيه بحيث كانت نظرة الناس لي الاحترام والتقدير ، وفي الليل أبحث عن صيد ثمين ، يقول في احدى الليالي وحين دخولي احد البيوت لأجل السرقة ، شعر اهل الدار بوجود لص في البيت فنهضوا مسرعين للقبض علي ، يقول استطعت الهرب عبر السطوح فقررت القفز في احد البيوت الخربة المهجورة للمكوث قليلاً لحين عودة الهدوء لأواصل عودتي الى البيت سالماً ، يقول ولكن المفاجأة في البيت المهجور بصرت بصيص ضوء خافت في احدى زوايا الغرف ، فتعجبت وتقربت بهدوء حذر نحو تلك الزاوية فشاهدت شمعة صغيرة وسمعت صوت شخص يهمس بالكلام ، يقول اقتربت اكثر وإذا إثنان يمارسان الفاحشة في هذا الوقت وفي هذا المكان المهجور ولكن الصدمة تعرفت على صورة احدهم وهو الامام الذي نصلي خلفه ، فخرجت مسرعاً ولم انام ليلتي من شدة الصدمة ، يقول وفي اليوم التالي وكالعادة ذهبت الى الجامع وانا اتطلع الى وجوه المصلين وفي قرارة نفسي كل واحد منهم جاء الى هذا المكان ليتستر على سوء افعاله حالهم مثل حالي وحال الإمام . كانت تلك أخر زيارة لي الى الجامع ، قررت بعدها البحث عن عمل شريف وابتعد عن كل المظاهر حتى وان كلفني ذلك الهجرة عن الديار الى ديار الغربة ، يقول ومن يومها آمنت بأن المظاهر وخاصة الدينية عند معظم الناس هي غطاء لعيوب كبيرة . ما أراه اليوم من استعراض ديني عند أكثر المسؤولين هو تأكيد لما علمتني التجربة السابقة .
صاحب هذه القصة حي يرزق وقد تجاوز العقد السابع من العمر ، يقسم بأنه لم يروي تلك الحادثة الا بعد تأكده من وفاة امام الجامع بعد أكثر من اربعة عقود على وقوعها . هل هذا السر وراء اهتمام أكثر الناس بإظهار أنفسهم ملائكة أمام المجتمع أم أن الاهتمام بالظاهر هو مجرد عادات مجتمعية اعتاد عليها الناس بحكم الشروط القاسية التي يفرضها المجتمع اي ان المجتمع يطالبنا بالكمال المطلق بحيث يشعر احدنا بالعار إذا ظهرت أحدى عيوبه امام الملأ ، انا اعتقد كلا الامرين يتحكمان في مجتمع غير متجانس وغير منتج وغير متحرر من نفسه .
ان وجود شخصيتين متناقضتين في داخل الأنسان وسط المجتمع مدعاة للمراجعة والتصحيح ، فمن هنا تبدأ الخطوة الاولى نحو التغيير ، نحو بناء منظومة اجتماعية صالحة تتخلص من الهموم وتتخلص من كثرة المشاكل الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وهذه الخطوة تبدأ من العائلة قبل المجتمع .
تحيه طيبه للاستاذ الفكر الصالح….القصه جدا مالوفه لواقعنا الساذج وكل هذا اهتديناه نحن من السلف الطالح .جل محبتي
صديقي العزيز خدر
القصة حقيقية ١٠٠٪ ولكن مشكلة الناس ينظرون الى الشكل الخارجي فقط ، وينظرون الى الشكل الداخلي بعد فوات الأوان . تحياتي وشكراً لمرورك العطر