أشهر طويلة ولربما منذ سنة كاملة والنظام التركي الإجرامي الحالي، وعلى رأسه الوغد اردوغان، يبرر معارضته لإنضمام السويد وفلندا لعضوية حلف الشمال الأطلسي، تحت كذبة وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني في هذين البلدين.
هل هذه هي الحقيقة فعلآ، أم إنه هو مجرد غطاء مصطنع يخفي خلفه اردوغان ونظامه المستبد السبب الحقيقي؟؟
في الحقيقة (حجة) حزب العمال الكردستاني من إخترع الوغد اردوغان، وهي كذبة مفضوحة وباتت ممجوجة ولا تنطلي على أحد. يوجد في السويد وفلندا مئات الألاف من أبناء الشعب الكردي، ومن كل أجزاء كردستان، وحزب العمال يتمتع بنفوذ كبير بين صفوف الجالية الكردية، ولا يعني شيئ وجود بعض الكرد منهم منضمين إلى صفوف حزب العمال أو مناصرين له.
قبل الإنتخابات الأخير في تركيا، إجتمع ربع مليون مواطن كردي في إحدى ميادين مدينة إسطنبول وهم يرفعون صور اوجلان ويهتفون بحياته ويلعنون أنفاس اردوغان. فالأولى أن يسجنهم كل هؤلاء ومن ثم يطالب السويد بتسليم بعض الكرد الموالين لحزب العمال.
ثم لماذ يحق للتركي أن ينتمي لأي حزب فاشي تركي، ولا يلاحق قانونيآ من قبل المحاكم الأردوغانية ويوضع السجن، ويمنع على المواطن الكردي ذات الحق، مع العلم إن حزب العمال تنظيم ماركسي ومعادي للعنصرية والفاشية وله رؤية أممية، ويضم في صفوفه من كل الأمم والقوميات ومنهم الأتراك.
ثم تسليم عدة أشخاص وسجنهم في تركيا، لن ينهي حزب العمال فسجون تركيا مليئة بالسجناء السياسيين الكرد وفي مقدمتهم الأخ “صلاح الدين ديمرتاش” زعيم حزب الشعوب الديمقراطية. ثم لو كان حزب العمال سينهار بسجن بعض الكوادر الصغار، لكان قد إنهار عقب خطف السيد اوجلان من كينيا وسجنه في جزيرة إمرالي منذ أكثر من عشرين عامآ.
من هنا يدرك المرء أن كل ما قاله اردوغان وأبواقه، مجرد أكاذيب وترهات فقط للتغطية على الأسباب الحقيقية وسنأتي عليها بع قليل.
تهمة الإرهاب التي ألصقوها بحزب العمال الكردستاني، الجميع يعلم أنها مجرد كذبة إخترعها الغرب لإرضاء حليفهم التركي، وهدف تركيا منه، كان الحد من نشاط هذا الحزب وتحجيم دوره، ولكن جميع الدول الأوروبية ومعهم تركيا فشلوا في تحجيمه وكسر شوكته، وتبين أن المنع والقمع لن ينفع معه لأنه حزب ملتصق بالجماهير الكردية بكل معنى الكلمة.
إذآ ما هي الأسباب الحقيقة التي تقع خلف معارضة اردوغان لإنضمام السويد لعضوية حلف الناتو؟؟
الحقيقة هناك ثلاثة أربعة أسباب رئيسية هي:
السبب الأول:
الضغط الروسي الكبير على اردوغان، ورغبة هذا الأخير رد الجميل للسيد بوتين، الذي دعمه للبقاء في السلطة،ومن أجل ذلك أجبر بوتين كلبه الصغير بشار الأسد بالإنفتاح على اردوغان قبيل الإنتخابات الأخيرة، لتحسين حظوظه في الفوز وكان ذلك. كما سمح له “بوتين” بإحتلال مدينة: گرگاميش، الباب، أزاز، أفرين، دلبين، سريه كانية وكريه سبي، وباعه صواريخ (س 400) المتطورة جدآ.
السبب الثاني:
الحصول على طائرات (ف 16) جديدة من أمريكا وتحديث القديم منها لدى تركيا، وإعادتها إلى برنامج الطائرة (ف 35) أحدث وأغلى طائرة حربية في العالم.
السبب الثالث:
وقف الدعم عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والسماح للجيش التركي بإحتلال كامل منطقة شرق الفرات التي يسيطر عليها الإدارة الذاتية لغرب كردستان، وبالتالي إنهاء الكيان الكردي الناشئ. ووضع قوات “قسد” على لائحة الإرهاب الدولية، وتسليمها قيادات قسد وعلى رأسهم “مظلوم عبدي”. وإعطاء دور لتركيا في تقرير مستقبل سوريا.
السبب الرابع:
أردوغان يريد أن يظهر بمظهر اللاعب الكبير، وأنه قادر على الوقوف في وجه زعماء الغرب بما فيهم أمريكا، وهذه الورقة ربحته كل الإنتخابات إلى جانب قضايا أخرى. ويرغب في منح تركيا دور أكبر من حجمها وإمكانياتها.
وأخيرآ الطاغية اردوغان ليس وحده في معارضة إنضمام السويد لحلف الناتو، بل يدعمه البغل الهنغاري
“فيكتور أوربان”. بالمناسبة الهنغار هم تتار وليسوا هندو – أوروبيين. هذا الوغد أوربان فاسد ومستبد تمامآ مثل حليفيه “اردوغان وبوتين”. لم يترك معارض إلا ولاحقه وسجنه، وكمم الأفواه، تمامآ كما فعل الوغد اردوغان والطاغية بوتين ورئيس روسيا البيضاء السفاح.
الوحيد القادر على إجبار هذين المستبدين للموافقة على دخول السويد في حلف الناتو هو البيت الأبيض، وهو قادر إن أراد على تحويل حياة هذين المستبدين إلى أسود، بالتعاون مع بريطانيا وأوروبا، السؤال هل سيفعلها الرئيس بايدن أم لا؟؟ برأي الأسابيع المقبلة سيأتي بالخبر اليقين فلننتظر قليلآ ونرى ماذا سيفعل العم بايدن وإدارته.
20 – 06 – 2023