ما يحدث في فرنسا لا علاقة له بمقتل الشاب نائل- بيار روباري

 

نعم، ما يحدث في فرنسا لا علاقة له بمقتل الشاب “نائل” قبل يومين، على يد شرطي فرنسي لا ندري إن كان فعل ذلك عن خطأ أو عن عمد وعلى رجال التحقيق والقضاء تحديد ذلك. عملية قتل إنسان مرفوضة ومدانة مهما كان جريمة المقتول، هذا إذا كان قد إرتكب جرمآ في الأصل. قتل إنسان جريمة لا تغتفر، ولا يمكن السكوت عنها، ولا يجوز أصلآ السكوت عليها، وخاصة في بلد ديمقراطي مثل فرنسا. ولكن طريقة التعبير عن الغضب ورفض الممارسات العنصرية ضد الأجانب من قبل الشرطة، لا يتم بطريقة همجية مثل  حرق وتكسير الممتلكات الخاصة والعامة، ونهب المحلات التجارية والإعتداء على الشرطة والمارة في الشوارع.

كان بإمكان هؤلاء الهمج والرعاع الخروج بمسيرات سلمية في كل مدينة فرنسية كبيرة حاملين الشموع والورود وصور الضحية الشاب “نائل”، والتجمع أمام مقرات الشرطة في كل مدينة ووضع تلك الشموع والورود والصور عند بوابة المقرات وفي العاصمة  كانوا بإمكانهم التجمع عند بوبات وزارة الداخلية ووضع الزهور والشموع عندها، وتسميع صوتهم للسلطات بشكل سلمي وحضاري وأنا واثق أن ألاف الفرنسيين كانوا إنضموا لتلك الإحتجاجات السلمي، وكان بإمكانها أن تؤثر أكثر بكثير في الرأي العام الفرنسي والبرلمانيين ، ليقوم وابسن قانون يحد من عنف الشرطة. برأي الشخصي هذا هو الطريق السليم والصحيح والمنتج، وليس إستخدام العنف والتخريب وعلمليات النهب والسرقة.

ثانيآ، كان بإمكان هؤلاء اللجوء إلى القضاء الفرنسي لإنصاف الضحية، ومعاقبة الشرطي الذي إرتكب تلك الجريمة الشنعاء، وعلى القضاء الفصل في الأمر وإصدار الحكم المناسب. لا يمكن لرعاع وأوباش وتجار مخدرات أن يأخذوا دور القضاء.

ما أسباب الكراهية المتبادلة بين أجهزة الشرطة في الدول الأوروبية والأجانب، وخاصة اولئك الذين ينحدرون من بلدان شمال أفريقيا وبقية الدول الإسلامية؟؟

للإجابة على هذا التساؤل، لا بد من تقسيم الجواب عليه إلى شقين:

الشق الأول، أسباب عنصرية الشرطة ضد الأجانب:

العنصرية متجذرة في نفوس الأوروبيين وخاصة الغربيين، الذين يعتبرون أنفسهم فوق جميع الشعوب، ومن المستحيل أن يساوي نفسه بشخص قادم من أفريقيا وأسيا إلى فرنسا، وحتى البارحة كان هذا الأفريقي والأسيوي عبدآ عنده. وتتضح العنصرية والتمييز بشكل أساسي في الدولة العميقة والمؤسسات الرئيسية وخاصة في الجيش والأمن والخارجية والتربية. طبعآ هذا لا يعني أن كل المواطنين عنصريين ومعادين للأجانب، هذا غير صحيح. ويمكن ملاحظة لتمييز في مجال التوظيف في مؤسسات الدولة، وسوق العمل أي القطاع الخاص وإن بشكل غير علني ومكشوف.

محاربة ذلك يحتاج إلى وعي وجهد وقوانيين وقت طويل، والعملية ليست سهلة، والتربية البيتية أيضآ تلعب دور مهم، إضافة إلى سلوكيات غير مقبولة يقوم بها الأجانب أنفسهم وسنأتي عليها لاحقآ.

 

السؤال: ألا يوجد عنصرية وتمييز في بلدان هؤلاء العربان والأتراك والفرس وبقية القرطة؟؟؟

 

كل من ينفي ذلك هو كذاب. في شمال أفريقيا هناك عنصرية مقيتة ضد الشعب الأمازيغي، لا بل هناك إنكار لوجود هذا الشعب بالأصل والشعب الطوارقي، هذا إضافة للتميز ضد المرأة والسود بشكل فاقع، لا بل لليوم تمارس العبودية ضد السود في موريتانيا.

في مصر حدث ولا حرج، بخصوص ما يمارس من تميز ديني ضد المصريين المسيحيين الذين رفضوا التخلي عن دينهم وتبني دين العرب الشرير والإرهابي.

أما في كل من سوريا والعراق وتركيا وايران ألاف الكتب لا تكتفي لتدوين جميع الممارسات العنصرية والتمييزية والإجرامية ضد الشعب الكردي عمومآ، والكرد اليزدانيين منهم خصوصآ.

دول الخليج تمارس أبشع أنواع العنصرية ضد البدو، ويتعاملون مع الأجانب معاملة الحشرات وهذا بشهادة جميع الهيئات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان.

السعودية هذه العصابة الحاكمة تتعامل مع الأقلية الشيعية معاملة البيض مع السود في أمريكا في الأيام الغابرة، ومع العمال العاملين في أراضيها بنفس الإسلوب لا بل بشكل أحقر، أي معاملة الكلاب والحشرات. ليس هذا وحسب بل عائلة سعود تتعامل مع أبناء الحجاز ونجد معاملة الحيوانات. ثم هل يقبل النظام السعودي والمغربي والجزائري والفارسي والتركي إقامة كنائس في كل مكان من بلدانهم ومعابد زرادشتية ويزدانية ويهودية وبوذية؟؟ كفاكم كذبآ ودجلآ ورياءً.

ثم هناك تساؤلين جوهريين:

الأول:

إذا كانت الدول الأوروبية عنصرية بالشكل الذي تصورونه وتظلمكم لهذه الدرجة، فماذا تفعلون في هذه البلدان؟؟ ولم لا تعودون إلى بلادكم المتحضرة؟؟ ولماذا لا تذهبون إلى السعودية وكر محمد زعيمكم الأرعن كونكم مسلمين وترفعون لوائه وتعشقون أفكاره الإجرامية؟؟

الثاني:

هل تلقون نفس الإحترام والمعاملة الإنسانية والمساواة القانونية، التي تتلقونها في البلدان الأوروبية في بلدانكم الأصلية؟؟ إن قلتم نعم فأنتم كذابون.

 

في ختام هذا الجزء، هناك قوانين صارمة في الدول الأوروبية تحارب النزعات العنصرية والتمييز بكل أشكاله، وبإمكان أي شخص يتعرض للتمييز اللجوء للمحاكم، والقانون في صفه وأنا واثق من ذلك، ويتم التشهير بكل شركة ومؤسسة تنتهج مثل هذا السلوك المشين والمخالف للقوانين والمرفوض أخلاقيآ. الدول الأوروربية وتحديدآ الغربية منها، أكثر الأنظمة عدالة في العالم ويحكمها القانون، ولكن هذا لا يعني كل البشر فيها أودام وديمقراطيين وإنسانيين. هناك قوى وأحزاب عنصرية معادية للأجانب مثلما هناك مجموعات من البيض في أمريكا، معادية للأمريكيين السود واللاتينو. البشرية إحتاجات لألاف السنين حتى أنتجت مثل هذه المجتمعات الديمقراطية، فعلينا تطويرها وتحسينها من خلال العمل من داخل المؤسسات والهيئات، وبالتأكيد هذه ليست مجتمعات مثالية، وعلى الجميع العمل لمحاربة التمييز بشكل أشكاله وألونه ومحاربة الظلم الإجتماعي والإقتصادي والثقافي والجنسي والديني في كل مكان من العالم.

 

 

الشق الثاني، عدم إلتزم الأجانب بقوانين البلاد التي يعيشون فيها ورفضهم الإندماج فيها:

حديثي سيكون عن المسلمين، حيث هؤلاء ولائهم أولآ وأخيرآ لدول أبائهم وأجدادهم التي قدموا منها منذ سنين طويلة.

فمثلآ الأتراك يؤدون الخدمة العسكرية لتركيا وليس للجمهوية الفرنسية وألمانيا وهولندا، وبلجيكا وبقية الدول الأوروبية، هل يعقل ذلك!!! ويلعب لاعبوهم لصالح منتخابات مثل المنتخب المغربي، الجزائري، التونسي، التركي وغيرها من الدول!!!

مثلآ عندما يلعب الفريق الهولندي لكرة القدم مثلآ مع الفريق التركي، الأتراك في هولندا يشجعون الفريق التركي ويرفعون العلم التركي دون خجل وحياء، ويتهجمون بكلمات نابية ومقززة ضد المشجعين واللاعبين الهولنديين ضمن المعلب وفي الشارع وحتى الإعلام، وعندما يخسر الفريق التركي يفعلون ما يفعله الأوباش الأن في فرنسا منذ عدة أيام!!! هذا حدث فعلآ في هولندا، ونفس الشيئ حدث مع المغاربة والجزائريين، ثم يتعلفون مما يقدموه لهم المجتمع الهولندي والفرنسي وبقية المجتمعات الغربية!!! فماذا يتوقعون هؤلاء من الأخرين بعد كل ذلك، أن يأخذوهم بالأحضان مثلآ؟؟ هؤلاء أيضآ لديهم مشاعر وطنية ويتسألون كيف تعيشون هنا بيننا وتعادوننا مع العلم أن أكثريتكم ولد في هذا البلد ودرس فيها؟؟

 

هذا إضافة أنهم يريدون أن يفرضوا قوانينهم الإسلامية المقرفة والمتخلفة على المجتمعات الغربية بالقوة، وبناء المساجد في كل مكان وتحويلها إلى وكر للكراهية والإرهاب التمييز ضد الأوروبيين والكرد والأمازيغ واليهود والمسيحيين ويدعون عليهم يوميآ هؤلاء الفجار. ويضعون شريعتهم الإسلامية فوق القوانين المعمول بها في الدول الأوروبية، ولا يلتزمون بها، ويرفضون الإندماج في هذه المجتمعات المتحضرة، والإستفادة منها من حيث التقدم والمعرفة والتحضر.

وقسم كبير من المسلمين من جيل الشباب منخرطين في منظمات إرهابية جهادية كالقاعدة وتنظيم داعش وجبهة النصرة والإخوان المسلمين. ويلعنون صباحآ ومساء الأوروبيين ودينهم المسيحي واليهود والكرد المتعاملين مع أمريكا والشيعة، ومع ذلك تجدهم مستعدعين لي لعق حذاء الأوروبيين من أجل السماح لهم القدوم إلى أحد البلدان الأوروبية والعيش فيها، ويخاطرون بحياتهم ليصلوا إلى الجنة الأوروبية، وما أن يصل هؤلاء الأوباش والحوش إلى هناك، تجدهم في الحال إنقلبوا ضد تلك البلدان وشعوبها، ويبدأون ينفخون في محاسن وفضائل بلدانهم الإسلامية والإسلام وفي مقدمة هؤلاء تجد الحثالات التركية والعربية وبقية القرطة المسلمة ومنهم بعض الكرد المتأسلمين الزبالة.

وهناك قسم كبير من الأجانب منهكين في الأعمال الإجرامية، مثل تهريب البشر، وتجارة المخدرات وبيع السلاح، وتجارة بيع النساء وغير ذلك الإمور الإجرامية.

 

في الختام، على اللاجئين والمقيمين والمولودين في البلدان الأوروبية، الإلتزام بالقوانين المعمولة بها ودساتير هذه البلدان، والعمل بشكل جدي للإندماج فيها، وإن كنت غير قادر على الإندماج عد إلى حيث كنت. وإذا كان هناك من قوانين جائرة أو مظالم وهي موجودة، عليك اللجوء إلى القضاء والصحافة والمنظمات الحقوقية، وتجنب الإنخراط في أعمال العنف والتخريب والإرهاب نهائيآ وأن يكون ولائك للبلد الذي تعيش فيه وتحترم قوانيه وأنظمته وثقافتهىمجتمعه. ويمكنك الإنخراط في العمل السياسي ومن خلاله بإمكانك تحسين القوانين والأنظمة من داخل المؤسسات وهذا متاح للجميع.

ثم لا يوجد بلد أوروبي واحد يمنعك من ممارسة شعائرك الدينية، والدين حيز شخصي وممنوع على أي شخص وضع دينه وشريعته فوق القانون المدني الذي يساوي بين كل الناس، وعليك أن تتلائم مع ثقافة هذه البلدان وليس العكس، وهذه البلدان ذات ثقافة مسيحية إن شئت أم لم تشأ هذا يهم أحدآ. كما هي ثقافة مجتمعات بلدان الشرق الأوسط إسلامية، هذه حقيقة. فمن يريد العيش في بلد إسلامي الثقافة عليه إحترام ذاك المجتمع وعاداته، وإلا سيصطدم بالمجتمع أجلآ أم عاجلآ.

 

01 – 07 – 2023

3 Comments on “ما يحدث في فرنسا لا علاقة له بمقتل الشاب نائل- بيار روباري”

  1. ** من ألأخر …؟

    ١: فعلاً ما يقوم به هؤلاء الهمج والغوغائيين لا علاقة له بمقتل الشاب الجزائري نائل ، ًبل أنه حقد الماضي اللعين ضد الأوربيين والذي تحركه الان السلطات الجزائرية والذي سيكلفها عاجلاًأو أجلا الشئ الكثير ؟

    ٢: الشاب القتيل ليس ذالك الحمل الوديع الذي ثارو لمقتله ، فهو من أصحاب السوابق حيث لديه سجل حافل بالمخالفات ولكونه قاصر لم يسجن ؟

    ٣: سبب مقتله هو هروبه من أمام دورية شرطة وبسرعة جنونية ، مما أدى بالشرطي لقتله ، ولم يكن في السيارة وحدة فلقد ألقى القبض على من كان فيها ؟

    ٤: وأخيراً …؟
    أولاً هذه الدول تستحق ما يصيبها وأكثر ، ثانياً هل يستطيع هولاء الاوغاد فعل هذا في بلدانهم ، لا تعليق ؟

  2. فعلا قتل نائل جريمة ولكن احذ حقه يكون عن طريق القانون. أما مافعله هؤلاء الهمج فلا علاقة له بمقتل ذلك الشاب وعلى دولة فرنسا ان تطرد كل من شارك في الغوغاء طردهم إلى البلدان التي اتو منها.

  3. موضوع مفيد .. شكرا لكاتبه..
    ثانيا: فعلا يطرح سؤال.. طرحته اول الامر على نفسي.. لماذا اذا قتل عراقي او الالاف العراقيين لا يتحرك شعرة لدى العراقيين بالخارج او الداخل بتظاهرات من اجله كما فعل الجزائريين؟ هل الجزائريين لديهم غيرة على شعبهم ونحن بالعراق لا؟ لان الاكراد بعالم.. والعرب السنة بعالم اخر.. والشيعة بعالم لا اعلم ما هو اصلا؟
    ثالثا: هل روسيا وراء تحريك هذه التظاهرات.. للكراهية الروسية لفرنسا؟ بين بوتين ورئيس فرنسا الحالي؟
    رابعا: بالعراق خرجت جموع بشرية مسلحة قتلت اهل السنة لمجرد تفجير مرقد بسامراء فجر فقط الحجارة فيه واعيد بناه وقتل على ا ثره عشرات الالاف الابرياء.. ولكن السؤال لماذا لم يتحرك الشيعة عندما تم قتل الالاف الشيعة على الهوية بعد 2003 ولم يتحرك الشيعة وصدر من السستاني لو قتل نص الشيعة لا تردوا؟ اي حلل دماء العرب الشيعة للارهاب السني انذاك.. ولمجرد تفجير الطابوك لمرقد سامراء خرجوا مسلحين؟

    1. In shortly, algerian’s authority looks to opportunity to avoid her internals problem and export its, especially when it comes to French history.
      They want to condamn France by her colonial historic era, and support all liberating movement in world (the façade) while among the first international movement that algeria didt it after independence in 1962 was to support arabic dictatorships regimes like Saddam Hussein, Hafez Assad, Abdulnaser, Gazaffi … ect.

      So algeria wants France to recognize them wrong history when algeria itself try to avoid her rule in agreement of algeria 1975 against Kurdish liberation movement … !!!I
      How HYPOCRITIC… !!!I

Comments are closed.