علينا جميعاً أن ننظر لعملية حرق القرآن الكريم او ركله بالأرجل والعبث بالعلم العراقي وصور الرموز الدينية الشيعية ، علينا أن ننظر للأمر من زوايا مختلفة ، وهي كالأتي ، ليس من عاقل يعتقد أن العملية برمتها هي إجتهاد شخصي من لدن الشاب اليائس الذي قام بهذا العمل وهو مواطن عراقي الاصل كما عرّف نفسه ، أي لابد من وجود جهة أستخباراتية لدولة متنفذة أستخباراتياً تكون نتائج العملية ذات مردود إيجابي كبير لتلك الدولة . وإذا فكرنا ملياً بالمسألة سنجد هناك أربعة دول مرشحة أن تلعب دوائرها المخابراتية هذه اللعبة لأن هذه الدول الأربعة ستستفيد بشكل او بآخر من هذه العملية ، روسيا هي المستفيدة الاول لأن أي صراع سياسي دبلوماسي بين الدول الغربية والدول الاسلامية سيدفع بهذه الدول فتح الاجواء والممرات مع روسيا وبالتالي التخفيف عن الحصار الخانق الذي تعيشه روسيا وهو أضعاف لتماسك المجتمع الدولي ضد روسيا ، إسرائيل هي الدولة التي مازالت في صراع متعدد الجوانب مع أكثر الدول الإسلامية لذلك من مصلحتها اي إسرائيل أن تبقى المسافة بين الغرب المتطور والدول الاسلامية بعيدة كي تبقى الدول الاسلامية بعيدة عن التحضر والعلم والتكنلوجيا ، تركيا كما قال أردوغان قبيل الاجتماع الأخير لدول حلف الناتو بأنه قد يوافق على عضوية السويد في الحلف ولكنه سيلقن السويد درساً لن ينسوه وكلام أردوغان واضح تماماً في الاستفادة من خلق توتر وعداء مع الدول الاسلامية أي استخدام ورقة الاسلام والدول الاسلامية في الصراع الدبلوماسي والسياسي مع السويد ، وأخيراً إيران الدولة الخبيثة الهادئة البعيدة عن الانظار والتي كان حارق القرآن المسمى سلوان موميكة أبنها البار الذي تربى في أحضانها ، إيران تفعل ذلك لأنها تعيش في صراع مصيري مع الغرب فأي أضرار بمصالح الغرب في العالم الاسلامي يعتبر نصراً معنوياً لإيران في هذا الصراع . أما العراق فهو الضحية ، الدولة التي تقف وراء العبث بالقرآن والعلم العراقي وصور الرموز الدينية هي نفسها من أرسلت عناصرها مع المحتجين والمتظاهرين لحرق مبنى السفارة السويدية في بغداد .. هناك حقيقة كان على الحكومة العراقية إدراكها قبيل إصدار قرارها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد وهي أن السويد ليست دولة واحدة ، السويد يعني مجموعة دول العالم الغربي كلها ، وبدون أدنى شك ستقف جميع دول العالم الغربي المهيمن على العالم ستقف جميعها صفاً واحداً مع السويد ضد الحكومة العراقية بمعنى آخر هو قرار ستنعكس مضرته على العراق والشعب العراقي ، والجميع يعلم أن قرارات الامم المتحدة بيد الدول الغربية ، فمن غير المستبعد ان تصدر مجموعة قرارات وادانات دولية وأممية ضد العراق مما سيعيد تصرف الحكومة العراقية الانفعالي سيعيد العراق مرة ثانية نصف قرن الى الوراء ، كان على الحكومة العراقية ان تكتفي بالشجب والادانة وترك المؤسسات الدينية والجماهيرية تعبر عن غضبها وتقوم هي اي الحكومة العراقية بحماية البعثات الدبلوماسية بكل ما اوتيت من قوة ولكن للأسف يبدو أن حكومة العراق تجهل مسؤولياتها القانونية فتصرفت تصرف انفعالي عاطفي فوقعت بالمحظور ، وأثلجت قلوب اعداء هذا البلد . . الجميل في الامر أن الحكومة العراقية تعلن مقاطعتها للشركات السويدية ولا تدري أن قرارها هذا سيدفع جميع شركات الدول الغربية بمقاطعة العراق وهذا ما ستلاحظونه بعد أيام قلائل إذا لم تسارع الحكومة العراقية بسحب قرارها والاعتذار للحكومة السويدية وللمجتمع الدولي عما حصل لمبنى السفارة السويدية ، فهذا إنتهاك خطير سيوقع العراق في مشاكل أكبر من حجمه ، فهل أصبح هذا البلد تتحكم به دوائر مخابراتية عدوة كما تشاء ؟
Related Posts
One Comment on “خفايا ما بعد حرق القرآن :- كامل سلمان”
Comments are closed.
الاصطياد في الماء العكر. انها السياسة وياللعجب الشيعة ليلا ونهارا يتهمون القران بأنه محرف ولكن بالله عليكم هل حرق نسخة من القران الكريم اكبر ام اتهام القران بالتحريف. كل كتب الشيعة القديمة والحديثة تقول ان القران محرف ويعتقد الشيعة ان القران الصحيح موجود عند المهدي المسردب منذ ١٢٠٠ سنة. وهناك مئات الفيديوهات لرجال دين شيعة ينادون بأعلى صوتهم ان القران محرف. على الشيعة الغاضبين على حرق نسخة من القران اذا كانوا يريدون ان ينصروا القران عليهم اولا ان ينتقدوا ملاليهم اولا اللذين ينتقدون القران .