تسعى المنظمات الدولية الغربية بالخصوص في حملة قوية منذ القرن الماضي و بدأب لفرض رؤيتها المتعلق بالمصطلح الحندر وهي واحدة من أدوات تلك العولمة التي تريد للشعوب في الشرق والغرب الابتعاد عن القيم الإنسانية والدينية، ومن تلك المصطلحات التي تمثل خطورة على بنية المجتمعات من خلال الفعل الاجتماعي والثقافي هو (الجندر، أو الجندرة)، والحق أن حرب المصطلحات ليست مجرد ( اختلاف لفظي)، بل هو اختلاف في المدلول والدلالات، واختلاف في البنية المعرفية، والبنية الاجتماعية، بل والبنية الدينية والعقدية..
–ويعرف كذلك بانه “شعور الإنسان بنفسِه كذَكَر أو أنثى ولكن التعرّف على الهوية الجندرية هو عمليةٌ متتابعةٌ وليس حدثًا واحدًا مميزًا، والاختلاف عن المعايير الاجتماعية التقليدية يمكن أن يسبب الضرر للطفل وعائلته، وعلى ذلك يجب أن نتذكّر أنّ الصبغيات التي نحملها تحدد جنسنا البيولوجيّ؛ لكنها ليست العوامل الوحيدة في تحديد الهوية الجندرية و هناك حالاتٌ لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافُق بين الصِّفات العضوية وهُويته الجندرية، و الهُوية الجندرية ليستْ ثابتة بالولادة؛ بل تؤثِّر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهُوية الجندرية، وتتغيَّر وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية، كلما نما الطفل والذي” يترتب عليه إشعال العداء بين الجنسين وكأنهما متناقضان ومتنافران كما جاء في أوراق المؤتمر الدولي لتحديات الدراسات النسوية في القرن 21 المنعقد في صنعاء وتم تنشيطه بين أوساط المؤسسات النسوية العراقية خصوصاً والاسلامية عموماً في نشرة هذا المفهوم البعيد كل البعد عنه وهي ضربة موجعة للأمومة التي تنشغل الحيز الاكبر عند الجندريين . في الحقيقة أن مفهوم الجندر جاءت للتسوق للمجتمعات البشرية من نوع جديد، يغير المفاهيم والمصطلحات على مستوى الأسرة والمجتمع، فيما يخص العلاقة بين الرجل والمرأة ، وتغير الثابت والمستقر عند الشعوب منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا، و ليس – كما يدعى في الظاهر- مساواة بين الرجل والمرأة، بل هي نخر في جذع شجرة ” البنية الاجتماعية”، لتأتي لنا بمجتمع بشري جديد، وتولد أنماطا جديدة للأسرة، أوصلتها بعض الدراسات التي تنتمي إلى ” الجندرية” إلى اثني عشر نوعا من الأسرة، بما في ذلك ” أسر الشذوذ الجنسي”، يعني أسرة رجالية (بين رجل ورجل)، وأسرة نسائية ( بين امرأة وامرأة).
لقد انتشر هذا المفهوم في العراق وبدأ يتداول والدعوات اليه في السنوات القريبة نتيجة الاهتزاز المجتمعي وعدم الاستقرار الذي اصاب العراق اثر عاصفة هوجاء قادمة من قلب اوروبا بعد أن تحولت مجتمعاتهم الى مجتمعات فارغة من الاصول وانتشرة فيها المثلية والتحول الجنسي وبدعم من البعض من الحكومات الغربية والتي يعود سببها الى الحرية الجنسية التي انتشرت في أكثر دول أوروبا ولدى مراجعة الكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي يوم السبت العاشر من يونيو/ 2023 حزيران الجاري كاملة اتضح أنه تحدث عن اتخاذ إجراءات جديدة
لحماية حقوق وسلامة مجتمع المثليين وسط موجة ما أسماه بـ”الهجمات والتشريعات المرعبة ” حتى ان بريطانيا مثلاً سنت قانون يمنع تسمية الطفل بالذكر او الانثى حتى يبلع الطفل الثامنة عشرة من عمرة ويحد هو نوع الجنس الذي يختاره والتي ستفضي حتماً الى نهاية الحضارة الغربية إن ظلت على هذا المسار حتى النهاية.عن طريق أكثر المنظمات المدنية المدعومة من جهات خارجية رغم أن مجتمعاتنا تحمل أنساق اجتماعية وثقافية وحضارية مختلفة عمّا هي عليه في البيئة الحاضنة للمصطلح و المتبنية لرؤاه، واستشراء المفهوم في نسيج هذا المجتمع وداخل المنظمات النسوية وغيرها دون وعي تحدث كارثة وتفسخ الذي لم يتم التصدي لها ، و تم الدعوة لها عن طريق منظمات نسوية بعد فترة الستينيات القرن الماضي كما تشير المعلومات باعتبار أن المرأة تملك جسدها، هذه الدعوة الخطرة تقضي للإباحية الجنسية و التي خلفت ظاهرة أمهات غير متزوجات وأغلبهن في أعمار المراهقة، ومنها أيضًا التبرج الشديد والتعري.. ويمثل التقرير الذي أعدتْه لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة؛ 2004م، :اعترافٌ رسميُّ بالشذوذ وحماية حقوق الشواذ، والسعي لقَبولهم مِن قِبل المجتمع، وعَدِّ ذلك تعبيرًا عن المشاعر، ودعمًا لتعليم الممارسة الجنسيَّة بمختلف أشكالها الطبيعيَّة والشاذَّة”
ويشكل هذا المفهوم او المصلح تهديدًا حقيقيًّا لنسيج المجتمعي الذي يعتمد الأسرة بشكلها الأوحد ووظائف أفرادها الفطرية نواةً متماسكة حاملة له مما ينذر إلى جانب مخاطر تفكيك الأسرة التي تعدّ من آخر الحصون التي يتفاخر بها المسلمون على الغربيّين بإحداث هوَّةٍ خطيرةٍ بين الجنسين لتقوم العلاقات بينهما على التناقض والتّصادم بدلًا من التّكامل من خلال فهم كلّ جنسٍ خصائصه وقدراته ومهامه.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي