باستطاعتك تمييز المسيحي الآثورى الكلدانى السرياني الشرقي وان تفرقه عن المسيحي الغربي في بلدان قبول اللاجئين بواسطة رمز الصليب الذي يتدلى على صدورهم والذي يشير لعمل يسوع الفدائي.علما ان الرمز او العلامة هذه لدى الكثيرين من المسيحيين غير مقبولة لانه هي في الحقيقة آلة قتل وتهويل وتعذيب بشع وتنكيل.
بوجه عام ليس هناك فرق بين مسيحي ومسلم في اوربا والغرب بصورة عامة. الفرق موجود فقط في مجتمعاتنا الشرقية ذات الغالبية المسلمة.
اضرب مثالا هنا في سبيل التوضيح: شاب احب مسيحية اسمها (نادين ) من بلجيكا وبادلته الحب وطلب يدها من امها، ورفضت الام وجاءت بشتى الحجج والمعاذير والاسباب- وأخيرا انهت غاضبة: لن اعط بنتي لمسلم قط ما دمت حية.
بعد اسابيع وقع الشاب في حب فتاة من اصل البلد بلجيكية اصلية فاتخذها صديقة له وقبلت الزواج منه وولدت لهما بنت سموها نور، اسم حيادي رائع، لا دين له. احب الاسماء المستقلة لا تصل ولا تتوسخ بلطخة الاديان ، لانك حالما تُسمى علي او عمر او عيسى او محمد او خديجة او مريم يكرهك بعضهم ويحبك بعضهم!
واعود مفصّلا: كلما ارى شارة الصليب على صدورهؤلاء اتساءل: يا ربي لماذا يفعلون هذا؟ أإقتداء وتبجيلا للمسيح؟ الا اعتبروا مسيحيي الغرب قدوة لهم الذين معظمهم لا يعترف حتى بوجود المسيح، وصوروه في فلم بل افلام خلاعية وهو يمارس الجنس مع عاهرة! فقد أثبت (دان براون) مؤلف رواية (شيفرة دافينشي) ورواية (ملائكة وشياطين) وبالوثائق ان المسيح كان ملكا وسعى إلى بناء إمبراطورية ، وعاش ككل البشر وتزوج وأنجب إبنة في فرنسا اسمها (سارة).
عقدة الحقد استولت عليهم وهم الاقلية الجاهلة فهؤلاء باعتقادهم انهم وآباؤهم واجدادهم ضحية احتلال المسلمين وخاصة المسلمون الاكراد- ” كْرردى” لهم وبلادهم ولولاهم لكانت سكان الشرق الاوسط و الدول العربية والاسلامية جميعهم يتدينون بدين المسيح. وحاشا للأخوة الآثوريين والسريان والكلدان الذين يشكلون الأكثرية وهم النخبة العريضة المثقفة والمستقلة يقفون في وجه الدين ورجاله وقفتي ووقفة المتعلمين اصحاب العقول النيرة وقفة الابطال.
انهم لا يجرؤون على القول ان العثمانيين هم وراء مذابح الارمن والسريان والكلدان والآثوريين لا الكرد وهذه الاقلية المتعاونة مع العثمانيين كانوا جحوشا كما ان حارق القرآن جحش.
والنازحون من تركيا العثمانية لجؤوا الى العراق وكوردستان خاصة وسهل نينوى وسوريا ولبنان كملجأ آمن ومستقر.
هل نسوا (مذابح سيفو) أو الإبادة الجماعية للآشوريين/للسريان من قبل القوات العثمانية -1914-1920؟
لا يخفى ان هؤلاء يخضعون لتجربة مريرة تحت المتشددين المسلمين في الدول المسلمة. وخاصة القبطيين في مصر، ومسلسل تصفية مسيحيى العراق بعد التحرير لاعتناقهم نفس دين الغرب ومسلسل تصفية مسيحيى مصر باعتبارهم يتبعون الغرب، و يطلق فى صعيد مصر على القبطى لقب الخواجة “كناية عن أنه غربى”، كما أن معاناة مسيحيى فلسطين من إخوان غزة من حرق وسلب ونهب المكتبات المسيحية والكنائس بها دلائل، وفي سوريا ولبنان والحرب الاهلية التي اندلعت 15 سنة في لبنان.
ولكنهم في اغلب الاحيان واغلب البلدان يتمتعون بحقوق وواجبات كالمسلمين تماما، فانهم ينعمون بحريات كاملة دينيا واجتماعيا في طقوسهم وبناء كنائسهم كما في كوردستان وسوريا. وفي لبنان يناصفون الحكومة سياسيا.
ان تعلق وتطرف مسيحيي الشرق بدينهم لهو من باب التقليد بالمسلمين أو التحدي ليس إلا..والشعور بالخوف للفرق الهائل في العد ّوالكم بين معتنقي الديانتين. أما بالنسبة إلينا نحن الكورد فلابد ان يأتي يوم ان نحرر فيه أنفسنا من الإستعمار الإسلامي العربي . فكونوا جريئين ايّها المسيحيّون في الشرق، فثورا على ديانتكم الملطخة أياديها بالدماء، والتأريخ شاهد لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.
جرّد نفسك وأحب الانسان كإنسان، لا كديانة ولا كقومية ولا كمذهبية.
تماما مثل اهل الدول الغربية الاوربية والمسيحية الأخرى، حين يهبون في نصرة وايواء اللاجئين تدفعم هذه الانتمائية الانسانية الخلقية ليس الا. واللعنة على من يسمي الانسانية ب(حزب الانسان)، فلا حزب ولا دين ولا قومية للانسانية ، واللعنة على العالمية الانسانية الشيوعية لانهم عبد الانسان لا انسان.
ومن ثم الديانة مسألة شخصية لا قومية، انا اقسّم المجتمع الى شطرين: جاهل وعالم
الجاهل يميل الى الجاهل ويفهمه دون العالِم ، والعالِم يميل الى العالم دون الجاهل مهما كانت ديانته وثقافته وشخصيته وقوميته.
ولذلك شرع المسلمون المتنورون المثقفون في إنتقاد دينهم ووصفه بعضهم ب (الأفيون) اي المخدِّر.وشرع المسيحيون في الغرب بدورهم في إنتقاد دينهم والحدّ من تأثيره الى حد الصفر حتى خلت الكنائس من المصلين عدا المعوقين والمعمّرين.
الخلاصة هناك تعصب وتطرف اسلامي، سلفيون وهناك تعصب مسيحي، سلفيون ، ولا يستطيع اي كلداني ،آثوري، سرياني اظهار تعصبه وتعلقه بدينه المسيحي في بلده الاصلي وانما في بلد غريب غربي حيث الحرية والكرامة والقانون وحقوق وحرية ابداء الراي. اعتقد ان هذا دليل على حملهم اشارة الصليب. تحدي!
ورغم تطرف المهاجرين المسلمين من شمال افريقيا -الجزائر والمغرب خاصة- وتشددهم: فهل قام احدهم بحرق الانجيل ؟ ولكن لماذا العكس؟
ارى ان الدافع حقد قديم عميق فوجدوا ضالتهم هنا في مجتمع اصحاب دساتير وقوانين ولا يذكر احد منهم الكتاب المقدس ولا المسيح الا في المناسبات كرأس السنة الميلادية، وحين يجدون متطرفا مسلما او مسيحيا يبتعدون عنه ويخافون.
فهذا الذي احرق القرآن اراد ان يظهر نفسه بمظهر البطل في عيون المواطنين الاوربيين ولكنه فليعلم بانهم يضحكون من تصرفاته هذه، لان كتاب محمد الذي كان يخاف ان يضع يده عليه وهو غير طاهر كان ممنوعا عليه في بلده الاصلي، وهنا صار مسموحا، فيقوم بالتعبيرعن هذه الحساسية بهذه الطريقة الملتوية.
انك اعطيت اهمية لكتاب محمد يا ولد وهو اولى بالنسيان في ذاكرة الغرب.
لقد اسأت الى نفسك وغيرك يا فتى، فلو احرقت القرأن الى جانب الانجيل لنلت وسام المستقلين اللامنتمين الانسانيين كما هم اسياد بلدان قانون اللجوء الإنساني الغربي المسيحي.
*
فرياد
تموز- 2023