[ والطاوية : هي تقليد ديني اوفلسفي ذو أصل صيني] والتي ظهرت قبل 2500 سنة ؟.
أخترت لكم هذا الكتاب القيم والذي يكشف علاقة الفيزياء بالتصوف وهل كان المتصوفة فيزيائين من حيث قدرتهم على فهم الكون الانساني وتجنب الاديان وشرائعها بحيث نقرأ علم صوفي قديم وجدت الفيزياء الحديثة مأوى لها من وجوده قبلها لتبني عليه اسس قوانيين الكون الطبيعية .وهذا الكتاب الفيزيائي انتقل لكم به في تنوع علمي ذو فائدة من نوع علمي وصوفي . فيه خطان فكريان مختلفان. انه كتاب خطاب للضمير البشري والكتاب لم ينجح لانه فيزيائي بل لانه إنساني. ويهتم بالصوفية الشرقية . ويبحث ايضا في فلسفة التقاليد الصوفية المعروفة باسم {الفلسفة الابدية } حسب ما قال المؤلف في مقدمته.
وص20 – نقرأ لكابرا ( يشعر القارئ بنقص معين في التوازن بين تقديم الفكر العلمي والفكر الصوفي ، واعتبار ان الصوفية قبل اي شئ تجربة لايمكن تعلمها من الكتب ).
وص24 ( التماثلات بين الفيزياء الحديثة والصوفية الشرقية شديدة جدا وسوف نواجه حالات يستحيل فيها القول ما إذا كانت من صنع الفيزيائيين او الصوفيين الشرقيين. والصوفية الشرقية يقصد بها الفلسفات الدينية للهندوسية والبوذية والطاوية . وان الفيزياء الحديثة تقودنا الى نظرة للعالم مشابهة جداً لنظرات الصوفيين في كل العصور وفي كل التقاليد ) .
وص 25 – (التقاليد الصوفية متجلية في كل الاديان ويمكن العثور على العناصر الصوفية في كثير من مدارس الفلسفة الغربية . والصوفية تقودنا اليوم الى نظرة عالمية هي في اصلها صوفية فأنها تعود الى بدايتها منذ 2500 سنة ).
وص 26 – (مصطلح الفيزياء مشتق من الكلمة اليونانية هذه ومعناها أصلاً محاولة رؤية الطبيعة الجوهرية لكل الاشياء ، واعلن طاليس أن كل الاشياء ملأى بالالهة – وفلسفة هيراكليت الآفسسي : كل كائن جامد قائم على فساد وكانت النار مبدأه الكوني وهي رمز للتدفق الدائم وتغير جميع ألاشياء ولقد اعتبر التغيير مستحيلا واعتبر التغييرات التى نراها وندركها في العالم مجرد اوهام في الاحاسيس ).
وص28 – نقرأ (مقولة ديكارت – أنا افكر فأنا موجود – أدت بالغربيين الى مساواة هويتهم بعقلهم بدلا من مساواتها بعضويتهم الكلية ) .
وص29- ( وعلى النقيض من النظرة الغربية الميكانيكية ، فان النظرة الشرقية للعالم هي نظرة – عضوية – لانه يرى كل الاشياء متواشجة ومترابطة وليست سوى مظاهر او تجليات للواقع المطلق ذاته . ومع ان شتى مدارس الصوفية الشرقية تختلف في كثير من التفاصيل لكنها جميعا تؤكد الوحدة الاساسية للكون. والفلسفات الشرقية في معظمها هي فلسفات دينية في جوهرها ).
وص30 – ( الصورة الشرقية للمقدس ليست تلك الصورة التي تظهره حاكما يدير العالم من عل، إنما هو مبدأ يسيطر على كل شئ من الداخل . والفكر الشرقي والفكر الصوفي عموما يقدم خلفية فلسفية متينة متماسكة لنظريات العلم المعاصر ).
وص34 نقرأ ( تستخدم الكلمات لنقل الافكار ، ولكن عندما نفهم ألافكار ننسى الكلمات ).
(وقد جاء في الابنشادات [ وهي جوهر الرسالة الروحية للهندوسية ] :-
مالا صوت له ولا ملمس ولاشكل ، غير القابل للتلاشي
بلا بداية ولانهاية ، أعلى من العظيم راسخ . )
وص37 – ( فكثير من الرياضيين فعلا يؤمنون ان الرياضيات ليست مجرد لغة لوصف الطبيعة بل انها متأصلة في الطبيعة نفسها ، ومبدع هذا الايمان هو فيثاغورس الذي قدم تقريرا شهيرا { كل الاشياء أعداد } وأنشأ نوعا خاصاً من الصوفية الرياضية وهكذا قدمت فلسفة فيثاغورس تعاملا منطقيا تحت قبة الدين وهو تطور كان حاسما ،وما جاء من فيثاغورس و ميز اللاهوت المعقلن في اوربا من الصوفية الاسيوية ألاكثر تقدما .. طبعا ان الصوفية الاسيوية الاكثر تقدما لاتتبنى النظرة الفيثاغورية في الرياضيات).
وص42 –( فالموسيقى الهندية لاتعلم عن طريق قراءة النوتات ، وانما بالاستماع الى عزف المعلم وبذلك يرقى الشعور بالموسيقى تماماً، ومثلها تتعلم حركات تاي تشي).
وص43 – نقرأ ( يقول لاوتز عن التناقض بين البحث والامل :
– من يلاحق التعليم سوف يتزايد كل يوم
– ومن يلاحق الطاو سوف يتناقص كل يوم
وص 50 – نقرأ (لقد انفصلنا آلاف الكالبات – الكالبا هي: دورة كونية من بداية اي نظام عالمي حتى تدميره – مع اننا لم ننفصل لحظة وقد واجه واحدنا الآخر كل يوم ، مع اننا لم نلتق أبدا ).ً
وص55 – ( عند الصوفيين الشرقيين تكون التجربة الصوفية حادثا لحظياً يهز الاسس الفعلية لنظرة المرء العالمية ، وقد سمها د.ت. سوزوكي < اعظم حادث مروع يمكن ان يقع في مملكة الوعي البشري .. فيقلب كل شكل من اشكال التجربة القياسية . فيما وصفها ابن الزن بانها – بطن دلو يتحطم -.
والحديث هنا يدور حول الفيزياء الجديدة حيث شعر اينشتاين بالصدمة عندما اتصل لاول مرة بالواقع الجديد للفيزياء الذرية حيث قال – ان المرء يشعر كأن الارض انسحبت من تحته –).
وص 57 –( يبدو اذن أن الصوفيين الشرقيين والعلماء الغربيين دخلوا في تجارب ثورية متشابهة أدت الى اساليب جديدة في رؤية العالم . فيما يقول نيوتن – المكان المطلق في صميمه بغض النظر عن اي شئ خارجي يظل دائما متشابها ولايتزحزح – واشار الى الزمن الذي كان بدوره مطلقاَ لاارتباط له بالعالم المادي ).
وص 58 – ( في كتابه البصريات يقدم لنا نيوتن صورة صافية كيف تخيل الله خلق العالم المادي ألارجح عندى ان الله في البدء شكل المادة من جزيئات متحركة كثيفة قاسية لايمكن النفاذ منها ، وباحجام واشكال وخصائص ، وبحيز من المكان وكلها تجري الى الغاية التي حددها ، ولكون هذه الجزيئات الاولية صلبة فانها أقسى بما لايقاس من أي اجسام ذات مسام تتألف منها ، حتى لو كانت قاسية جداَ بحيث لاتتمزق ولاتتحطم الى قطع ، فلا توجد قوة عادية قادرة أن تقسم ماصنعه الله في الخلق الاول > فحسب رأي نيوتن خلق الله في البدء الجسيمات المادية والقوى بينها والقوانيين الاساسية للحركة ، وبهذه الطريقة وضع الكون كله في حركة ومنذئذ تابع مسيرته مثل آلة تحكمها قوانين صارمة ).
وص59- ( النظرة الميكانيكية للطبيعة مرتبطة بحتمية شديدة ..وكل مايحدث له سبب ويؤدي الى نتيجة حتمية – فيما نجحت ميكانيك نيوتن وطبقها نظريته على حركة الكواكب من تاثير جاذبية الكواكب كل على الاخر ، وبذلك رأى ان ثمة عدم انتظام لم يستطع شرحه . وقد حل هذه المسألة بافتراض أن الله الحاضر دائما في الكون يصحح عدم الانتظام هذا ).
وص 69 – ( بينت تجارب رذر فورد – ان الذرات المشكلة للمادة الصلبة تؤلف كامل الفضاء الفارغ ، ونحن انفسنا نؤلف معظم الفضاء الفارغ ، فلماذا لانستطيع السير عبر الابواب المغلقة ؟ بكلمة اخرى ماذاك الذي يمنح المادة مظهرها الصلب ، ولغز ثانِ هو الاستقرار الميكانيكي الفائق للذرات ففي الهواء مثلا تتصادم الذرات ملايين المرات في كل ثانية ومع ذلك تعود الى شكلها الاصلي بعد كل تصادم ).
وص72- ( أول خطوة لفهم البنية النووية كانت اكتشاف النيترون ثان مكونات النواة ، وهوجسيم له كتلة البروتون ذاتها [ المكون النووي الأول]. وان النواة الذرية أصغر الف مرة من الذرة ككل ، والحقيقة لو أن الجسد البشري بكامله ضغط لتصبح كثافته كالكثافة النووية فلن يشغل من الفراغ أكثرمن رأس دبوس ).
وص86 – ( لفهم أي فلسفة من الفلسفات من المهم أن تتحقق إنها فلسفات دينية في جوهرها ، فالهدف الرئيسي لها هو التجربة الصوفية المباشرة مع الواقع وبما انها دينية فانها لاتنفصل عن الدين .وهذا أكثر مايصدق على الهندوسية، والتي أثرت الاخيرة على الحياة الفكرية للهند بل حددت ايضا كل حياتها الاجتماعية والثقافية .
ولايمكن تسمية الهندوسية فلسفة ، كما انها ليست ديناً على وجه التحديد، انها بالاحرى مركب كبير من العضوية الاجتماعية الدينية تؤلف طوائف لاتحصى وعبادات وانظمة وتشتمل على طقوس واحتفالات ومبادئ روحية مختلفة كما تشتمل ايضا على عبادة مالا يُعد من الارباب والربات والمصدر الروحي للهندوسية يكمن في الفيدات : وهي مجموعة أسفار قديمة كتبها حكماء مجهولون يسمون العرافين الفيديين ).
وص88- ( الموضوع الاساسي المتكرر في الميثولوجيا الهندوسية هو خلق الآله للعالم عن طريق التضحية بنفسه – التضحية بالمعنى الاصلي للكلمة تعني {صنع المقدس } وبذلك يصبح ألآله هو العالم الذي يصبح في النهاية ألاله مرة ثانية . وكلمة – مايا- من اهم المصطلحات في الفلسفة الهندية غيرت معناها عبر القرون فمن – جبروت – او- قوة – الممثل المقدس والساحر صارت تدل على الحالة السيكولوجية لأي إنسان ، لذلك فان المايا لا تعني ان العالم وهم كما اعلن بعضهم خطأ ، الوهم يكمن فقط من وجهة نظرنا).
ملاحظة : يليه ج/ 2 وبعده ج/3
اغسطس /2023م