في حفلة تنكرية لجميع الحيوانات في الغابة ، حضرت جميع الحيوانات متنكرة الا الحمار الذي جاء متأخراً ، دخل الحفل وهو متنكر بقناع يحمل صورة إنسان ، فضحكت جميع الحيوانات وقالوا ستبقى حمار ياحمار مهما تنكرت ، فقال لهم كلكم حضرتم الحفل بوجوه مختلفة مزيفة الا انا فقد حضرت إليكم متلبساً بالقناع الذي يمثل وجهي الحقيقي !
قصة هذا الحمار الخيالية لطالما وضعتني امام تساؤل يراودني منذ زمن بعيد . لقد استطاع عالم الأحياء دارون في دراسته لأصل الانواع من معرفة أصل الإنسان بأنه يعود لنوع من أنواع القرود التي تطورت لملايين السنين فتحولت الى إنسان ، واستطاع ان يقدم أدلة علمية على استنتاجاته هذه ، لكنه لم يخوض هو ولا أحد من بعده بأصل كل كائن حيواني على حده ، فما هو أصل القرد وماهو اصل الحمار وما هو أصول غيرهم من الحيوانات ، قد يكون الحمار مصيباً عندما أدعى بأن حقيقته إنسان لأنه لا يوجد أحد يستطيع أن يكذبه طالما هناك بين البشر من يتمتع بعقل الحمار ونهيق الحمار وقذارة الحمار . ألم يوجد بين الناس من هو أكثر قبحاً من الحمار شكلاً وعقلاً وسلوكاً ، ، نحن نعيب الحمار عقله ونعيب الحمار صوته ولكننا لا نستطيع أن نعيب الحمار منفعته ، لأن منفعته كبيرة ، أما الحمار البشري نعيب به كل شيء ولا منفعة من وراءه فقط المضرة والإيذاء . فما يزيدني حيرة لماذا تم تصنيف هذا الكائن النافع أي الحمار ضمن الحيوانات المحتقرة وتم تصنيف ذلك الإنسان الذي لا منفعة من وراءه ضمن البشر ؟ هل الشكل الخارجي هو المقياس ؟ إذا كان الشكل الخارجي هو المقياس فأين ضاعت القيم الاخلاقية والمبادىء الإنسانية ؟ كنت أتمنى لو أن في عالم الإنسان هناك مبدأ الترحيل ، أي أن الإنسان الذي يهبط مستواه الاخلاقي والعقلي الى دون الحيوان يتم ترحيله الى عالم الحيوان وسحب صفة الإنسان منه ويتم معاملته كحيوان عدواني مفترس ويبقى هناك ماكثاً بين الحيوانات في الغابات حتى تعود له إنسانيته التي أفتقدها او يموت كالدواب ، وبنفس الوقت يتم ترحيل بعض الحيوانات الراقية كالكلاب والحمير والخيل من صفة الحيوان الى صفة جديدة قريبة من الإنسان ، فبهذه الحالة تكون هناك عدالة ليبقى الإنسان إنسان ولم يحمل بعدها شرف هذه التسمية الا الإنسان الحقيقي خلقةً وخلقاً وعندما يطبق مثل هذا المبدا سنرى الملايين او المليارات من بني البشر مرحلين من عالمنا الراقي الى عالم الغاب وسنرى الحياة غير الحياة التي نعيشها الآن فلم نعد بعدها بحاجة الى الحروب والاسلحة النووية ولم نعد بعدها بحاجة الى المواعظ والحكم ، ولن تكون هناك ضرورة للأجهزة الأمنية ، فكل شيء سيتغير سترحل عن حياتنا الذئاب البشرية ، الحمير البشرية ، الضباع البشرية ، الافاعي البشرية ، العقارب البشرية ، وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة بل الغالبية العظمى من المحسوبين على البشر وماهم ببشر وهم أساس كل هذه الهموم التي نعيشها يوميا .