القيم هي تلك التي تتعلق بسلوك الفرد، وكيفية تصرفه وسلوكه مع الآخرين، والقيم الانسانية تلك التي تتعلق بالإنسان بصفته كائنًا حيًا، وتتضمن الكرامة والحرية والمساواة والتعاون والاحترام والتسامح والتضامن وغيرها. وتهدف القيم الإنسانية إلى تحسين جودة الحياة الإنسانية وضمان حقوق الإنسان الأساسية ، والتي تشترك الإنسانية جمعاء فيها لخدمة بعضهم البعض أياً كان عِرقُه أو دينه، وتَعُدها من الثوابت التي لا تتغير بتغير الزمان وتعني الفضائل الاخلاقية و الدينية والاجتماعية والعائلية والمهنية التي يتميز بها الإنسان التي تقوم عليها حياة المجتمع الإنسانيّ وعبارة عن أهداف الإنسان المطلوبة التي تكون فعّالة من خلال مواقفه، ومُرتبة حسب أهميتها له، وتوجّه الإنسان نحو اختياراته ، وتُقيّم سلوكه ، وتتعدد مبادئها التي لا تغير القيم كمبدأ اخلاقي،والوفاء بالعهد وجبر الخواطر واحترام الصغير والعطف والعدل والمساواة واحترام الصغير للكبير واحترام المرأة والعلم والقراءة والمعرفة وإعانة المريض وتقديم النصح والإرشاد والتوجيه لمن يحتاج ذلك ومساعدة الضعيف وإكرام الضيف والحديث بصوت منخفض وإماطة الأذى عن الطريق وغض البصر عن المحرمات وفي الامكان من ان مفهومها وممارستها قد يتغيران من عصر إلى عصر ما بين العدل والحرية والكرامة والمساواة والعطف والرحمة. ولهذه القيم أثر عظيم على الأفراد فهي تدعو لنشر المحبة والود بين أبناء المجتمع الواحد، وتحض على نبذ الشر والحقد والظلم والكراهية.
وتبرز العلاقة بين الإنسان والقيم في کون الإنسان کائناً أخلاقياً، والقيم في الوقت عينه مکون إنساني يؤثر کل منهما على الآخر و يؤثران بشکل مباشر في واقع الحياة الإنسانية والحضارية سلباً وإيجاباً. البشرية عبر تاريخها الطويل اكتسبت قيَمًا إنسانيَّةً عليا، ولم تبلغ تلك القيم كمالها إلا حينما اتصلت بخالقها عن طريق الرسالات السماوية التي تنادي بكل صراحةٍ وبكل يقين وجزمٍ بكل ما يقرب بني البشر بعضهم من بعض، ويعين على تجسير الهوة بينهم، ويندب إلى كل ما يعدُّ قيمًا مشتركة بينهم بغضِّ النظر عن دياناتهم وأعراقهم وألوانهم وأوطانهم يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ (لعصر: 1 – 3)
ولكن حينما تسود أهواء البشر، تُخلِد الإنسانية إلى الأرض، فتضِل وتنحَط قِيَمُها، والإنسان خاسرها الاول لان القيم الإنسانية والحضارية هي نتيجة تفاعل متبادل بين مکوناتها: الإنسان والقيم والحضارة وهي معايير ومحکات تضبط سلوك الإنسان وفعله الحضاري. وإن المبادئ الحقيقية قد ضمن کافة المنظومة القيمية اللازمة لحفظ کرامة وصيانة حقوق الإنسان، وأبرزها: کنماذج لکافة القيم الإنسانية والحضارية:الحرية ،التسامح، ،السلام المساواة، العدل، التشاور، العلم، العمل، کنماذج لکافة القيم الإنسانية والحضارية ولا شك فيه فأن القيم الإنسانية تشكل أكبر حافزٍ، وأعظم داعيةٍ إلى التعايش السلمي، والاحترام المتبادل بين مختلف الفئات البشرية، وقبول الآخر، وإلى التقدم والازدهار. فما أجدر أن تتكاتف المجتمعات الدولية كلها على التزامها، والتقيد بها، وممارستها في واقع الحياة، حتى تأخذ بحجز البشرية كلها من حفرة الشر، وحضيض الفوضى والاضطراب الذي يسود العالمَ كله اليوم بصورة لم يسبق لها مثيل الى حضن الخير والسعادة.
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم… ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء:70]. وهذا التكريم يعم البشر كلهم: المؤمن منهم والكافر، والمشرك، و المطيع والعاصي على حد سواء، فهم متساوون في هذه الكرامة الإنسانية بغضِّ النظر عن أجناسهم و ألوانهم وأعراقهم وأديانهم وثقافاتهم.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي