يبدو أن الولايات المتحدة الامريكية غير مهتمة بما تسعى اليها دول الصين والهند وروسيا وعشرات الدول الاخرى في إزاحة الدولار عن قمة هرم العملات الورقية والتعامل بعملاتها الوطنية في جميع التبادلات التجارية والمالية والمشاريع الإستثمارية المحلية والدولية . ماهو السر الذي يجعل الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية واثقة من فشل المشروع الصيني الهندي الروسي إضافة الى دول أخرى ؟
أن محاولة رفع هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي سعت إليه من قبل نفس الدول الحليفة للولايات المتحدة الامريكية ، فقامت الدول الاوربية الغربية الحليفة للولايات المتحدة الامريكية بتأسيس تحالف اقتصادي سياسي موحد في اوربا سمي بأسم الاتحاد الاوربي وأصدروا عملة موحدة سموها اليورو ودعموها بكل امكانياتهم الاقتصادية والسياسية لتكون هذه العملة بديلاً عن الدولار الامريكي ، فنجحت الفكرة في البداية لكن اليورو اصطدم بالدولار في اسواق النفط العالمية ثم اصطدم بالدولار في اسواق المال العالمية فبدأ شيئاً فشيئاً يفقد مصداقيته ، ومقاومته للدولار الامريكي ، لأن هناك حقيقة لا يستطيع أحد تغافلها ، أن اسواق المال والبنك الدولي وبورصات العملات كلها تتحرك تحت حركة الدولار ، ثم جاءت الضربة الثانية لليورو من خلال إنسحاب بريطانيا من الإتحاد الاوربي أي أن الاتحاد الاوربي فقد بإنسحاب بريطانيا ضلع من اضلعه القوية ، ثم جاءت الضربة الاخيرة لليورو من روسيا التي اشترطت التعامل بالروبل مع دول الاتحاد الاوربي مقابل الطاقة بعد الحرب الروسية الاوكرانية ، فأصبح اليورو حاله حال العملات المحلية ، الجميع يعلم بأن الاقتصاد العالمي اليوم تحركه التكنلوجيا وتحركه سوق السلاح وتحركه مركز سويفت لتحويل العملات إضافة الى شركات انتاج وتصدير المعادن كالنفط وغيرها من المعادن ، وهذه كلها تحت قبضة أمريكا ، فمثلاً أية دولة اليوم في العالم لو اشترطت على الولايات المتحدة الامريكية ان تتعامل بعملاتها المحلية مقابل اي تبادل تجاري او تكنلوجي او عسكري ، ماذا ستفعل هذه الدولة إذا رفضت امريكا التعامل معها وهي محتاجة للتكنلوجيا والسلاح الامريكي ومحتاجة للدواء الامريكي ومحتاجة الى أبحاث ناسا والاتصالات وشبكات الانترنيت وبرامج الامم المتحدة وغيرها ، ومن أين ستأتي بالدولار لتدفعها الى امريكا إذا هي لم تتعامل بالدولار مع الدول الاخرى ، المشكلة أن جميع دول العالم بحاجة الى أمريكا ، بحاجة الى السلاح الامريكي ، بحاجة الى التكنلوجيا الامريكية ، بحاجة الى الدواء الامريكي ، بحاجة الى التعامل مع المؤسسات الامريكية مثل ناسا ، مثل منظمة الطيران العالمية المرتبطة بأمريكا ، مثل منظمات الامم المتحدة التي تخضع للإدارة الامريكية . . أن أية طائرة مدنية تطير في الجو او أية سفينة تجارية تبحر في البحر او أي جرم سماوي يتحرك بإتجاه الارض لابد أن يكون تحت دراية مؤسسة ناسا الفضائية ومتابعة منظمة الطيران الامريكية ، لذلك تجد العالم كله يهرع الى امريكا لمعرفة السر وراء الحوادث الجوية والبحرية والفضائية ، الشركات العالمية الكبرى في شتى المجالات هي شركات امريكية ، أكثر من ( 250 ألف طالب صيني ) يدرسون في الجامعات الامريكية ومثلهم من الهند وروسيا وباكستان ومصر وغيرهم ، بينما لا تجد الف طالب اجنبي يدرسون في الجامعات الصينية كلها ، فأية مقارنة وأي تخطيط هذا الذي تسعى اليه مجموعة دول البريكس وتفكر به ، لذلك لا نستغرب أن نرى الولايات المتحدة غير مكترثة لهذا التجمع الدولي وتعتبره مجرد زوبعة اعلامية للإستفادة منه داخل دول البريكس بعد أن شعرت هذه الدول بتخلفها عن امريكا بكل شيء ، فأفتعلت البريكس للحفاظ على ماء الوجه ولو بشكل رمزي . لا تستطيع أية دولة ان تحاصر أمريكا أقتصادياً ، بينما تستطيع امريكا ان تحاصر أية دولة في العالم اقتصادياً وتدمر اقتصادها وتدمر عملتها ، هاهي روسيا اقوى دولة في مجموعة البريكس اقتصادها يترنح تحت الحصار الامريكي ، فلماذا لا تحاصر روسيا الاقتصاد الامريكي وجعل الاقتصاد الامريكي يترنح ؟ هل هو مجرد كلام او خيال ؟ طائرة تختفي في المحيط الهندي او الاطلسي او القطبي يسارعون الى امريكا لمعرفة تفاصيل اختفاءها ومكان اختفاءها ، راجعوا كل الكوارث التي حلت بالدول جميعها في الارض والسماء التي حدثت في العقود الاخيرة من التأريخ ستجد تفاصيلها وحلولها وعلاجاتها كلها جاءت من امريكا ، أخوتي هذا الكلام يعرفه كل إنسان متابع متطلع للأحداث وليست ميول شخصية ، هل تستطيع الصين بقوتها وعظمتها أن تفرض حصاراً أقتصادياً على أصغر دولة في العالم حتى ولو كانت أضعف دولة مثل جيبوتي ؟ إذا كان الجواب لا ، فأي تحدي تعلنه الصين ضد امريكا وهي مازالت عاجزة من استرجاع اراضيها المنفصلة خوفاً من امريكا ، بينما بالمقابل حالياً هناك عشرات الدول ومنها دول كبيرة تتلوى وجعاً من الحصار الامريكي عليها ، واليكم إيران مثال حي من الواقع ، إيران دولة كبيرة ذات تسعين مليون نسمة تتطلع أن تكون دولة في مصاف الدول العظمى تتحدى أمريكا ، فرضت الولايات المتحدة الامريكية من جانبها فقط الحصار الاقتصادي على هذه الدولة العظمى ( إيران ) وأمريكا تبعد عن ايران حوالي خمسة عشر الف كيلو متر ، انظروا الى حال الاقتصاد الايراني وقيمة عملتها وحال شعبها ، إيران اصبحت اليوم تعيش في القرون الوسطى وشعبها كل يوم ينتفض يريد امريكا ، لا تستطيع أية دولة في العالم ان تشفع لإيران ، من يستطيع فعل ذلك غير الولايات المتحدة الامريكية ، الدول التي تفرض عليها امريكا الحصار الاقتصادي يصيبها الجوع وتصبح عملتها مجرد رزمات ورق مطبوعة ، هل مثل هذه الدول ستزيح الدولار الامريكي عن العرش؟
الا ترون أنه شيء مضحك ؟
تحية للسيد كامل سلمان …
وتاكيدا لمقالكم سوف اعرض عليكم مقولة من السيدة ( Lei ) ذات الاصول الصينية و خبيرة في الاقتصاد , وخبيرة في شئون العقوبات, و الميديا و الانظمة الشمولية, وهي مختصة ومحللة في الشان الصيني و في شان الاقتصاد الصيني. وهي تقول كيف ان ثاني اكبر اقتصاد عالمي لا يستطيع صناعة قلم كتابة بالاعتماد على نفسها وحدها وبل حتى الصينين لا يعتقدون ذلك بان اقتصاد القوي و قادتهم سوف يغلبون على الاقتصاد الامريكي. في الفيديو القصير التالي:
https://www.youtube.com/shorts/-KY89yfaOpc
Rêzan
تحياتي وتقديري ، مثلما تفضلت هذه حقيقة ، ولكن المغفلين يعيشون أوهام واحلام اليقظة ، ويحسبون مثل هذا الكلام الصادق ميول وتبعية ، تحياتي مرة ثانية لهذا الوعي وكل الاحترام
بريكس تنمو باضطراد وستصبح أكبر قوة اقتصادية عالمية
خلال خمس سنوات وغدا لناظره لقريب .
سردار
تحية ، للعلم أكثر من ثلاثة مائة شركة أمريكية عملاقة تعمل وتسير الصناعات الصينية والسبب هو رخص الايدي العاملة الصينية ، واعداد كبيرة من الشركات الصناعية الغربية تعمل حالياً بالهند وايضاً السبب رخص الايدي العاملة الهندية .. بمعنى شعوب هذه الدول رخيصة ، فهل الإنسان الرخيص يبني دولة عظمى ؟ مالكم كيف تحكمون ، تحياتي