معرفة النجوم والحسابات الفلكية وقول الأشهر عند الايزيدية- بدل فقير حجي

باستطاعتنا القول ان لالش في القرون (11 ـ 12 ـ 13) كانت (بحرا) للادب والفلسفة والثقافة والمعرفة الكوردية (الداسنية)، وهنالك من الأدلة ماتثبت ذلك، فقسم منها ظهرت للعيان بعد ان تم توثيق وتدوين ونشر مجموعة من نصوصهم التراثية الدينية، والتي تم تاليفها في لالش في القرون التي اشرنا اليها،((1)) والقسم الاخر الأهم ستظهر بعد ان يتم اجراء دراسات علمية رصينة خاصة بالايزيدية في مجال التاريخ والادب والاثار والفلسفة والموسيقى.

 في هذه الفرصة يطيب لي ان اقدم واعرض للقراء أيضا النص الديني المسمى ب(قول الأشهر) للشاعر والفيلسوف الايزيدي الأشهر والاكبر الشيخ فخر الاداني، الذي عاش ربما في جزء صغير من حياته في القرن الثاني عشر، والجزء الاخر الأكبر منه في القرن الثالث عشر. النص هذا وثقته ودونته من لدن (العالم) الديني الايزيدي پيرعبو الختاري في منزلنا بقرية باعذرة بتاريخ 17/6/1990، جدير بالذكر ان هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر هذا النص الذي نحن بصدده، والذي له صلة بموضوعنا الرئيسي الا وهو معرفة النجوم والحسابات الفلكية عند الايزيدية، والذي دونت جل معلوماته من لدى(العالم) الديني الايزيدي والدي الفقير حجي فقير شمو، إضافة الى المصادر الأخرى التي اعتمدتها في دراستي هذه.

منذ القدم كان هنالك أناس من بين العديد من الشعوب وبضمنهم شعبنا ممن فكر وتأمل وحلل وفسر مواضيع خلق الأرض والسماء ومن ثم حركة دوران النجوم والشمس والقمر وتغير وتبديل أوقات السنة ومناخ فصولها، وبرز من بينهم فلكيون من وضعوا قوانين وأنظمة ومعادلات وحسابات عن كسوف الشمس وخسوف القمر و أوقات تجددها و ولادتها ومن ثم تحديد عمرها الشهري، وكذلك عن أوقات هطول الامطار وتساقط الثلوج.

حكماء شعبنا ترجموا ما توصل اليه مختصوه بصدد تلك المعرفة والفلسفة الفلكية الى عامة الناس عبر حكم وامثال وقصص ونصوص اسطورية، كون ماتم تحقيقه لم يكن امرا هينا، بل كان شيئا عظيما، وفي أوقات عديدة كانت نتائج ماحققوه قريبة الى تلك التفسيرات والاستنتاجات العلمية الواقعية الحديثة بذلك الصدد.

القدير جورج حبيب الف كتابا عن الايزيدية بعنوان(اليزيدية بقايا دين قديم)، من يطلع عليه سيجد ان العنوان الذي وضعه كان مناسبا وفي محله، كون الكثير من العادات والتقاليد والأفكار والمعتقدات والنصوص الموجودة لدى الايزيديين تتشابه مع تلك الموجودة لدى السومريين والبابليين والاشوريين والايرانيين والرومانيين القدمى، وكما هو معروف انه كلما انفصل او ظهر شعب او ديانة جديدة فأنها ستتاثر بكثير من الجوانب بتلك التي قبلها او التي تعاصرها، لذلك تجد ان الكثير من الشعوب والأديان تتشابه فيما بينها بالكثير من الجوانب التي ذكرناها.

العراقيون القدماء(شعوب ميزوبوتاميا) ابدوا اهتماما كبيرا لعلم الحسابات الفلكية والنجوم وتوصلوا الى مراحل متطورة وحققوا من خلالها نتائج مذهلة في ذلك الشأن، لم يحققها أحدا من قبلهم، ويعود الفضل لذلك كله الى سببين وهما: علم الميتافيزيقيا والكرونولوجيا (تقسيم الوقت على فترات ووضع تواريخ الاحداث حسب تسلسلها الواحدة تلو الأخرى). انهم كانوا يعتقدون ان احداث السماء تنعكس على الأرض، ولذلك اذا ما علموا وعرفوا بأحوال وعلاقات الالهة والملوك والبلدان ذات الأصول السماوية مع بعضها البعض، فأنهم سيتمكنون من معرفة الاحداث المستقبلية الخاصة بالأرض، وكان الأساس الذي وضعوه للعلوم الفلكية هو التنجيم.

جدير بالذكر ان خرائط الأبراج ظهرت في عهد الاخمينيين، والعراقيون القدماء جعلوا من دوران القمر حول الأرض وسيلة لحساب الوقت، وذلك لأن القمر يتجدد(يولد) اثنا عشرة مرة في الفصول الأربعة للسنة، وفي كل مرة يستغرق (29ـ 30) ليلة كي يغيب ويختفي تماما، ومن ثم كي يولد من جديد. وجعلوا من السنة 12 شهرا، ومن الليل والنهار 24 ساعة، والساعة جعلوها 60 دقيقة، والدقيقة جعلوها 60 ثانية. ولا زلنا نعتمد هذا النظام، وفضل ذلك كله يعود للبابليين((2)).

السنة القمرية اقصر من السنة الشمسية ب (11) يوما، لذلك في كل تسعة سنوات تتقدم السنة القمرية على السنة الشمسية بفصل، وجدير بالذكر ان التقويم الهجري الخاص بهجرة نبي المسلمين بدأ في 16/7/622 م ، وبسبب ما ذكرناه فأن التقويم الشمسي والقمري سيلتقيان بالتحديد في 1/8/ 20874 ((3)).

الشهر القمري يبدأ عندما يظهر القمر، وبسبب الغيوم والعواصف الرملية والترابية فأن سماء البلدان الشرقية لم تكن صافية، لذلك كان يتعذر رؤية القمر في الليلة الأولى من ولادتها، وباستعمال بعض الأدوات مثل المزولة الشمشسية والساعة المائية وآلة(بولوزي) التي تسجل الظل المنعكس، وكذلك باستخدام الرياضيات والرصد المستمر تمكنوا من الوصول الى نتائج علمية صحيحة وقيمة.((4))

في هذه الفرصة يطيب لي ان اقدم للقراء الكرام بعض النماذج عن الحسابات الفلكية وبعض المعلومات عن النجوم والكواكب، وعن الاحداث المناخية والجوية، مثل هطول الامطار وتساقط الثلوج وخسوف القمر، وقياس عمرها من ولادتها الشهرية ومعرفة مواعيد الأعياد والمناسبات الدينية المختلفة، والخاصة بالتراث الايزيدي:((5))

1ـ يصعد المتنبئ (الحسابدار او الفلكي الشعبي) في الثلاثة أيام الأولى من اربعانية الصيف، وثلاثة أيام من منتصفه، وثلاثة أيام في نهايته الى احد المرتفعات(جبل او تل)، ويضع ثلاثة احجار في كل يوم(مرة) بصيغة مثلث تحت التراب، احدى زواياه باتجاه الشرق والأخرى باتجاه الغرب، ورأس المثلث يكون بأتجاه الجنوب. الثلاثة أيام الأولى ستكون حسابا فلكيا للاشهر الثلاثة التالية:(أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني)، والثلاثة أيام الثانية ستكون حسابا فلكيا للاشهر الثلاثة التالية:(كانون الأول وكانون الثاني و شباط)، والثلاثة أيام الأخيرة ستكون حسابا فلكيا للاشهر الثلاثة التالية:(اذار ونيسان وايار). أي تتم حسابات فلكية في تسعة أيام لتسعة اشهر، وبعد مرور الأيام الثلاثة في كل مرة من المرات الثلاث يذهب المتنبئ الى المرتفع ويزيل التراب عن الأحجار، واذا ما كانت الأحجار الجنوبية من رؤوس المثلثات في الأيام الثلاثة الأولى قد تبللت او اكتسبت الرطوبة فتلك دلالة على ان اشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني ستكون مصاحبة بتساقط الثلوج على الأرجح. واذا ماكانت الأحجار الغربية من قاعدة المثلثات قد تبللت واكتسبت الرطوبة فتلك دلالة على ان مناخ تلك الأشهر سيكون على الأرجح صحوا وصافيا(لا ثلوج ولا امطار). واذا ماكانت الأحجار الشرقية من قاعدة المثلثات قد تبللت واكتسبت الرطوبة فتلك دلالة على ان مناخ تلك الأشهر ستكون مصاحبة على الأرجح بهطول الامطار.

المبدأ او القاعدة هذه تنطبق على المرتين الاخريتين أيضا، أي التي تتعلق بالايام الثلاثة الوسطى من اربعانية الصيف الخاصة بالاشهر الثلاث كانون الأول وكانون الثاني وشباط، وكذلك الأيام الثلاثة الأخيرة من اربعانية الصيف والخاصة بالاشهر الثلاث (اذار ونيسان وايار).

*******

2ـ ابتداءً من شهر أيلول الى شهر أيار (أي عدا اشهر الصيف الثلاثة) لو حصل في يوم الخميس الذي يصادف قبل بداية الشهر القمري، أي قبل ولادة القمر لذلك الشهر (الهلال الجديد) هبوب الرياح والعواصف من جهة الشرق، وتواجدت سحب الغيوم في الأطراف الأربعة من السماء سوف تتساقط الامطار على مدار ذلك الشهر كله.

*******

3ـ يحدث الخسوف للقمر فقط عندما يكون بدرا، أي عندما يكون في الليلة الخامسة عشرة من ولادته.

*******

4ـ في عيد الشفبرات (ليلة القدر) عند الايزيدية يجب ان يكون عمر القمر فيها أيضا قد بلغ خمسة عشرة ليلة، أي ان يكون بدراً.

*******

5ـ الديوان: هو المصطلح الفلكي الايزيدي الذي يستعمل للغيوم التي تبدو للعيان بانها تحيط بالقمر. واذا ما كان الديوان ضيقا فتلك دلالة وعلامة على ان فرصة هطول الامطار باتت قريبة، واذا ما كان الديوان واسعا فتلك دلالة وعلامة على ان الفرصة باتت ضئيلة جدا.

*******

6ـ اذا ما كان الجو غائما وممطرا، او ممتلئا بالعواصف الترابية والرملية، كيف ستعرف كم هو عمر القمر من دورته الشهرية؟ وكذلك كيف ستعرف ما هو تاريخ اليوم الذي انت فيه حسب التقويم القمري؟ بالتالي كي تتمكن بواسطتها من معرفة مواعيد الأعياد والمناسبات.

في البداية يجب معرفة كم هو العدد او الرقم الأساسي للمعادلة الفلكية الايزيدية، والذي يتغير على الدوام في شهر اذار الشرقي من كل سنة بإضافة الرقم (11) اليه، نعتقد ان الرقم يمثل الفرق بين عدد أيام السنة الشمسية والقمرية.

على سبيل المثال الرقم او العدد الأساسي للمعادلة عام 1989 كان خمسة(5)، وفي اذار الشرقي من عام 1990 تغير الرقم او العدد وذلك باضافة الرقم(11) اليه ليصبح الرقم او العدد الأساسي للمعادلة الفلكية لعام 1990 هو (16)، وفي شهر اذار الشرقي من عام 1991 سيصبح الرقم الأساسي للمعادلة هو (27)، وفي عام 1992 سيصبح الرقم(38). ولكن هنا وجب معرفة الملاحظة التالية: سينقص الرقم (30) من الرقم الأخير ليصبح الرقم (8) هو الأساس  لسنة 1992، لأنه لايجوز ان يتجاوز رقم الأساس للمعادلة العدد(30)، وكلما تجاوزه سنطرح منه الرقم ثلاثين ليكون ما تبقى أساسا للسنة الجديدة. واذا ما توقف الرقم الأساسي عند الرقم (30) سنطرح الثلاثين وسنبدأ السنة الجديدة بالرقم واحد وليس الصفر.

سنة 1992 الرقم الأساسي للمعادلة كان 8

سنة 1993 الرقم الأساسي للمعادلة كان 19

سنة 1994 الرقم الأساسي للمعادلة هو(30)، سنطرح منه الثلاثين وسيبدأ بالرقم 1

سنة 1995 الرقم الأساسي للمعادلة هو12

سنة 1996 الرقم الأساسي للمعادلة هو 23

سنة 1997 الرقم الأساسي للمعادلة 34 – 30 يساوي 4

سنة 1998 الرقم الأساسي للمعادلة هو 15

سنة 1999 الرقم الأساسي للمعادلة 26

سنة 2000 الرقم الأساسي للمعادلة هو 37 – 30 = 7

سنة 2001 الرقم الأساسي للمعادلة يساوي 18

الرقم الأساسي للمعادلة سنضيفه الى رقم الشهر الذي نحن فيه، وابتداءً من شهر اذار الشرقي، على سبيل المثال لو كنا في الشهر السادس (حزيران) او في الشهر الحادي عشر (تشرين الثاني) سنضيف اليه الرقم 4 او الرقم 9 لأنه من اذار الى حزيران هي أربعة اشهر، ومن اذار الى تشرين الثاني هي تسعة اشهر. وبعد ان اضفنا الرقم الأساسي للمعادلة الى رقم الشهر الشرقي الذي نحن فيه ابتداءً من اذار، سنضيف اليه أيضا رقم تاريخ يوم الشهر الشرقي الذي نحن فيه، عندها ستكون النتيجة هي عمر ولادة القمر من دورته الشهرية، وهكذا تعرفنا على عدد أيام عمر القمر لذلك الشهر بواسطة تلك المعادلة ومن دون النظر اليها او مشاهدتها او مراقبتها.

الرقم الأساسي للمعادلة + رقم الشهر الشرقي الذي نحن فيه ابتداءً من اذار + تاريخ يوم الشهر الشرقي الذي نحن فيه = عمر القمر من دورته الشهرية .

*******

7ـ الان سنقدم بعض المواعيد والحسابات الخاصة بصدد أوقات اربعانيتي الصيف والشتاء:

اربعانية الصيف : في التقويم الشرقي يبدأ من 11/ 6(يوم الحادي عشر من حزيران) وينتهي في 20/7( يوم العشرون من تموز هو يوم العيد)…اما في التقويم الغربي فيبدأ في 23/6(يوم الثالث والعشرون من حزيران) وينتهي في 2/8(يوم الثاني من اب هو يوم العيد) .

اربعانية الشتاء: في التقويم الشرقي يبدأ من 12/12(يوم الثاني عشر من شهر كانون الأول) وينتهي في 20/1 (يوم العشرون من شهر كانون الثاني هو يوم العيد)…اما في التقويم الغربي فيبدأ في 25/12 (يوم الخامس والعشرون من كانون الأول) وينتهي في 2/2 (يوم الثاني من شباط هو يوم العيد) .

ويوجد أيضا اربعانيتي ما بعد اربعانية الصيف وما بعد اربعانيتي الشتاء، وهي خاصة بالرعاة الرحل (كوچه ر).

*******

8ـ ادناه سنطرح بعض المعطيات والحقائق العلمية الخاصة بالاعتدالات والانقلابات الموسمية، وسنقارنها مع بعض المعطيات التراثية الخاصة بالايزيدية ذات الشأن نفسه.

المعطيات العلمية

ـ في يوم (21) اذار تتعامد الشمس على خط الاستواء ويسمى بالاعتدال الربيعي، يتساوى الليل والنهار في نصفي الكرة الأرضية.

ـ في يوم (21) حزيران تتعامد الشمس على مدار السرطان، النهار طويل في النصف الشمالي وعكسه الجنوبي ويسمى بالانقلاب الصيفي.

ـ في يوم (20ـ 23) أيلول تتعامد الشمس على خط الاستواء، ويسمى بالاعتدال الخريفي، يتساوى الليل والنهار في نصفي الكرة الأرضية.

ـ في يوم (21) كانون الأول تتعامد الشمس على مدار الجدي، ويسمى بالانقلاب الشتوي، ويكون النهار قصير والليل طويل في النصف الشمالي وعكسه الجنوبي.

المعطيات التراثية الايزيدية

ـ في حساب التقويم الشرقي يتساوى الليل والنهار في كل من يومي (13) أيلول و(13) اذار.

ـ في حساب التقويم الغربي يتساوى الليل والنهار في كل من يومي (26) أيلول و (26) اذار.

الامثال الشعبية الكوردية تقول الاتي:

ـ في 13 كانون الأول تتوجه الشمس نحو الصيف.

ـ في 13 حزيران تتوجه الشمس نحو الشتاء(موسم جني الدخن ـ الجاورس ـ حيث لاييبقى هنالك خطورة لا للعصافير ولا للامطار ).

*******

9ـ مواعيد ظهور مجاميع نجمية في السماء ومن ثم اختفائها في وقت محدد وفقاً للحسابات الفلكية الايزيدية، والتي تعتمد التقويم الشرقي دائماً:

ـ في لیلة 25/5 (الخامس والعشرون من شهر أيار) تظهر (تخلق) العنقود النجمي الثريا في الشمال من السماء، وتسمى بالكوردية ال(پێرو).

ـ في ليلة 25/6 (الخامس والعشرون من شهر حزيران) تظهر (تخلق) مجموعة نجوم الميزان في الشرق من السماء، وتسمى بالكوردية (ته رازو).

ـ في ليلة 25/ 7 (الخامس والعشرون من شهر تموز) تظهر (تخلق) نجمة الشعرى(على الارجح الشامية) في الجنوب الشرقي من السماء، وتسمى بالكوردية (قوره غ) ، هي نجمة ساطعة ولماعة.

الغريب جدا ان النجوم او (مجاميع النجوم) الثلاثة أعلاه والذي تظهر في ثلاثة شهور متعاقبة، تختفي ثلاثتها معاً في ليلة واحدة الا وهي ليلة الأول من كانون الأول الشرقي.

*******

10ـ اذا ماعلمنا كم هو عمر القمر من ولادتها الى الليلة التي تظهر(تخلق) فيها مجموعة نجمة الپێرو(الثريا)، أي في ليلة 25 أيار من التقويم الشرقي، سنعلم كم هي عدد المرات التي ستتساقط فيها الثلوج في تلك السنة.

المعادلة:

الأساس الفلكي + الشهر الذي نحن فيه ابتداءً من اذار الى ايار + اليوم الذي نحن فيه من التقويم الشرقي = عمر القمر في ليلة 25 من أيار الشرقي . رقم او عدد عمر القمر الذي حصلنا عليه سيكون عدد المرات التي ستتساقط فيها الثلوج في تلك السنة.

سنة 1991 الأساس هو 27 ، الشهر الذي نحن فيه ابتداءً من اذار الى أيار هو 3 ، واليوم الشرقي الذي نحن فيه اثناء ظهور نجمة الپێرو هو 25 أيار ، اذن المعادلة يتكون كالاتي:

27 + 3 + 25  = 55

55 -30 = 25 عدد المرات التي ستتساقط فيها الثلوج في عام 1991 .

سنة 1992 الأساس سيتحول الى 8 ، والشهر الذي نحن فيه يبقى هو الايار، وكما قلنا من الاذار الى ألايار هو 3 ، واليوم الشرقي الذي نحن فيه من التقويم الشرقي يبقى هو 25 أيار .

المعادلة سنة 1992

8 + 3 + 25 = 36

36 – 30 = 6 عدد المرات التي ستتساقط فيها الثلوج في عام 1992 .

المعادلة سنة 1993

19 + 3 + 25 = 47

47 – 30 = 17 عدد المرات التي ستتساقط فيها الثلوج في عام 1993 .

المعادلة سنة 1994

الأساس سيتحول الى واحد والرقمين الاخيرين يبقيان ثابتين

1 + 3 + 25  = 29 عدد المرات التي ستتساقط فيها الثلوج في عام 1994.

المعادلة سنة 1995

12 + 3 + 25 = 40

40 – 30 = 10 عدد المرات التي ستتساقط فيها الثلوج في عام 1995.

*******

11ـ لو صادف ظهور نجمة القورغ (الشعرى) في 25 تموز ليلة الأربعاء ، ففي ذلك دلالة على ان شتاء تلك السنة سيكون قاسياً.

*******

12ـ توجد طريقة شعبية أخرى لمعرفة حساب هطول الامطار في اربعانية الشتاء ( رواها لي المرحوم عادل احمد اشكفتندوي) وتنص على الاتي: 

المتنبئ (الفلكي الشعبي) يضع أربعين من احجار الحصى المسطحة في اربعانية الصيف في احدى الشواطئ او الحويجات الرملية، من ثم يقوم في كل يوم برفع احدها، واذا ما كان اسفل الحجر قد اكتسب بعض الرطوبة فقط فتلك دلالة على ان اليوم المقابل له في اربعانية الشتاء سيكون قليل الامطار، اما اذا كان الحجر قد اكتسب قطرات من الماء فتلك دلالة على ان اليوم المقابل له في اربعانية الشتاء سيكون ممطرا بشكل جيد.

********

13ـ أوقات الفصول حسب التقويم الايزيدي الشرقي تنقسم على السنة كالاتي:

ـ يبدأ الشتاء من 15 تشرين الثاني، وينتهي في 15 من شباط .

ـ يبدأ الربيع من 15 شباط ، وينتهي في 15 أيار.

ـ يبدأ الصيف من 15 أيار ، وينتهي في 15 اب .

يبدأ الخريف من 15 اب ، وينتهي في 15 تشرين الثاني .

*******

14ـ المثل الايزيدي بصدد شهر نيسان يقول الاتي: نيسان عروسة الأشهر (بالكوردية مؤنثة)، ينزل فيها الملك زين الى الأرض، يصيح على الربيع، ليس هنا فقط، بل يمتد ذلك الى جبل سنجار(شنگال) ايضاً.

ولكون نيسان نفسها عروسة في ميثولوجيا ومعتقد الايزيدية، لذلك يحرم عليهم الزواج  في ذلك الشهر.

*******

15ـ في كل شهر من ذوات الثلاثين يوميا من التقويم الشمسي الميلادي(الشرقي) يكون عمر القمر 29 يوما فقط  في تقويمه القمري.

على سبيل المثال في الثلاثين من نيسان الشرقي سنة 1991 .

لنبدأ بتطبيق المعادلة

الأساس الفلكي في عام 1991 كان 27 ، والشهر الذي نحن فيه ابتداءً من اذار الى نيسان هو رقم 2 ، وتاريخ اليوم الشرقي الذي نحن فيه هو30 .

27 + 2 + 30= 59

59 – 30  = 29 عمر القمر في يوم 30 نيسان.

وفي 1 أيار الشرقي تكون المعادلة بالصيغة التالية :

الأساس 27 + الشهر الذي نحن فيه ابتداءً من اذار الى أيار هو 3  + اليوم الشرقي الذي نحن فيه هو 1

اذن : 27 + 3 + 1 =31

31 – 30 = 1 عمر القمر في 1 أيار …

وبما ان عمر القمر في 30 نيسان كان 29 ليلة ، المفروض ان يكون في 1 أيار 30 ليلة ، لكن دورته لم تتجاوز 29 ليلة وتجددت مرة أخرى ليكون عمره ليلة واحدة في 1 أيار ، أي ان الشهر القمري اقصر من الشهر الشمسي. واذا ما حسبنا خمسة اشهر في السنة فأن التقويم القمري سيقدم على الشمسي بخمسة أيام ، وفي خلال ستة سنوات سيتقدم التقويم القمري على الشمسي بثلاثين يوماً ، أي ان القمر سيظهر خلال 72 شهرا ميلاديا 73 مرة وليس 72 مرة فقط.(أي في كل ستة سنوات).

لكن علميا احتمال الامر يكون في كل ثلاثة سنوات وليس ستة.

*******

السلالة البابلية الأولى كتبوا بعض الملاحظات عن كوكب (عشتار ـ الزهرة)، كما انهم كتبوا توضيحات وتفسيرات عن نجوم وكواكب كثيرة أخرى في القرنين (7 ـ 8) قبل الميلاد، وكانوا يعلمون متى تحدث ظاهرتي خسوف القمر وكسوف الشمس، واستطاعوا التوصل الى تفسير وحل المشكلة الناجمة من عدم تشابه وتطابق السنة الشمسية والقمرية، وذلك بكبس شهر او شهرين على السنة القمرية، ومن خلالها توصلوا الى النتيجة التي مفادها : ان كل 235 من الأشهر القمرية تساوي 19 سنة شمسية، وبناء على ذلك فأن الملك (ناسر نبو) امر في سنة 747 قبل الميلاد بأضافة 7 اشهر على 19 سنة قمرية، واصبح تقويمه ذلك أساسا لاستخدام التقاويم في السنوات من 367 قبل الميلاد الى سنة 38 قبل الميلاد .في ذلك العهد أي القرن الرابع قبل الميلاد، بذل الفلكيون البابليون قصارى جهودهم من اجل وضع الخرائط والتقاويم الشمسية والقمرية، ومنهم الفلكي نبوريماني ـ سترابو (نبوريانوس) . من بعده جاء اكبر واشهر الفلكيين البابليين الا وهو(كدينو ـ  سيديناس) في عام 375 قبل الميلاد والذي استطاع ان يضع الأوقات الصحيحة للتقويم الشمسي، وان الفرق بين ماتوصل اليه وبين النتائج العلمية الحديثة كانت فقط أربعة دقائق و(32,65) ثانية، والخطأ الذي وقع فيه جاء في حساب حركة الشمس في نقطة تقاطع المدارين، ولكن مدى او درجة خطأه كان اقل من مقدار وقيمة الخطأ الذي وقع فيه الفلكي الحديث (ايوبولتزير) عام 1887 م. ((6))

تم استخدام التقويم الشمسي الحديث الذي يتألف من 12 شهرا في عهد الامبراطور الروماني يوليوس قيصر 45 قبل الميلاد، والذي كان قد ابدى اهتماما كبيرا بتواريخ فصول السنة. وقبل ذلك كان يتم استخدام التقاويم الشمسية والقمرية المشتركة، و كانت هي الأخرى تتعرض للتغير والتبديل من قبل القساوسة والمنجمين. ولكن القيصر يوليوس لم يكن يسمح لأي كان ان يتدخل في شؤون التقاويم او ان يغيرها، كونه كان رجلا سياسيا وحديا وحازما. ورغم ذلك انصاع ونزل عند رغبة الفلكي الاغريقي(سوسيساينس)، وسمح باستخدام التقويم اليولياني الذي لايزال تداوله شائعا بين بعض الشعوب لحد الان، ومن بينهم الايزيدية.

بعض اشهر هذا التقويم هي 30 يوما والأخرى 31 يوما ، وسنته تبدأ من كانون الثاني، وكل ثلاثة سنين من سنواته هي  365 يوما، ويتم كبس سنته الرابعة لتصبح عدد أيامه 366 يوماً.

 في التقويم اليولياني الأول كانت شهوره الفردية تتكون من 31 يوميا، والزوجية من 30 يوما، عدا شهر شباط الذي وضعوا له 29 يوماً. ولكن بعد تتويج القيصر اوگوستوس على الحكم، اضافوا يوماً على الشهر الثامن(آب) وبذلك اصبح هو الاخر 31 يوماً، وتكريماً له سمي الشهر بأسمه (اوگوستوس)، وجعلوا من شهر شباط 28 يوماً في ثلاثة سنوات و29 يوماً في كل أربعة سنوات.

يوجد خطأ واحد في التقويم اليولياني وهو ان سنته المدنية أطول من السنة الفصلية ب (11) دقيقة و(14) ثانية، ولذلك السبب فأن مواعيدها تكون متأخرة عن المواعيد الصحيحة بفارق يوم واحد في كل 128 سنة. وفي سنة 1583 م تأخر ذلك التقويم بمدة عشرة أيام من مواعيدها الفصلية، ولذلك السبب قام البابا گریگور الثالث عشر بتصحيح مشكلة التقويم اليولياني وذلك بإضافة عشرة أيام اليه. و وفقا لذلك القرار والمنهج بدل يوم الخامس من تشرين الأول لسنة 1582 م الى يوم الخامس عشر لنفس الشهر والسنة، وسمي ذلك التقويم بأسمه.

في الأول وافقت كل الدول الكاثوليكية على ذلك القرار، ومن بعدهم أبدت الدول البروتستانية أيضا موافقتها على نفس القرار، الا ان الكنائس الشرقية لم توافق على ذلك القرار للبابا، و لذلك السبب سمي التقويم اليولياني بالشرقي والگریگوري بالغربي.

اية سنة تقبل القسمة على اربعة ستكون سنة كبيسة في التقويم اليولياني، اما في التقويم الگریگوري فلا يمكن تطبيق ذلك في السنوات الأخيرة للقرون، كون نهاياتها لايمكن ان تكون كبيسة سوى اذا قبل القسمة على 400، وهكذا نهايات ثلاثة قرون سوف لن تكون كبيسة ونهاية القرن الرابع ستكون كبيسة، وفي الوقت الحالي يتأخر التقويم الشرقي عن التقويم الغربي ب 13 يوماً. ((7))

جدير بالذكر ان النبي عيسى ابن مريم ولد في فلسطين في الفترة مابين 6 ـ 4 قبل الميلاد، وذلك ماذهب اليه المؤرخون، ورغم ذلك لم يتم تصحيح التقويم الميلادي بل بقي كما هو عليه.((8))

يقول الدكتور سامي سعيد الأحمد: كل مخطوطات و وثائق العراق القديم كانت تدون وتوثق بصيغة دينية سواء كانت تجارية، طبية، قانونية، علمية او فلكية.((9))

جدير بالذكر ان كل النصوص والرسائل والمخطوطات الخاصة بالايزيدية ذوات المواضيع المختلفة وثقت ودونت هي الأخرى بنفس الطريقة والأسلوب. فالنص الديني الايزيدي (قول الأشهر) الذي هو جزء من بحثنا يتحدث في ابياته الأولى عن وحدانية الله وخلقه للأرض والسماء،الليل والنهار،الشمس والقمروالنجوم، الجنة والجهنم، البشر والحيوانات والنباتات، السهول والجبال والبحار. ويستمر نصنا بالاسترسال ويشير الى كيفية خلق الله لأيام الأسبوع السبعة، والذي بدأها من يوم الاحد. ومن خلال ميثولوجيا الديانة الايزيدية يتبين كيف ان الله خلق في كل يوم من تلك الأيام احد الملائكة السبعة. وقصة الالهة السبعة المنتشرة بين العديد من الشعوب تعود في اصلها الى الكواكب السبعة والتي خصص لكل منها يوم من أيام الأسبوع. هذه الفلسفة والفكرة تعود في جذورها الى شعوب العالم القديم وخاصة البابليين(يوم الاحد هو للشمس، يوم الاثنين للقمر، يوم الثلاثاء للمريخ، يوم الأربعاء للعطارد، يوم الخميس للمشتري، يوم الجمعة للزهرة، يوم السبت للزحل)، والنجوم الانفة الذكر اثرت بشكل كبير على نمط وسلوك حياة البشرية، والدليل هو الرقم سبعة التي تأثر بها العديد من الشعوب والأمم، والشرقية منها خاصة. والشعوب نفسها تاثرت بالعدد 12 التي تمثل عدد الأبراج وكذلك بالعدد أربعين والتي ترمز الى اربعانيتي الصيف والشتاء واربعانية ولادة الأطفال و اربعانية الموتى.((10))

نشر المحامي عيدو بابا شيخ مقالا في جريدة هاوكاري تحت عنوان الأربعاء في الديانة والمجتمع الايزيدي((11))، جاء فيه: كان العراقيون القدماء قد خصصوا يومين او ثلاثة من كل شهر لعبادة الهتهم بعيدا عن مزاولة أي نشاط او عمل اخر. ويضيف قائلا من الممكن ان يكون ذلك سببا او منطلقا في اتخاذ اديان وشعوب المنطقة يوما مقدسا لها في الأسبوع لممارسة طقوسها ومراسيمها الخاصة بمعتقداتها. من ثم يشير الى احتمال جعل الايزيدية من الأربعاء يوما مقدسا لهم هو ان يكون من المنطلق نفسه. والذي من خلاله يقتربون من العراقيين القدماء لعدة أسباب ذكرها الكاتب في مقاله. ومن ثم يطرح الكاتب سؤالا مباشرا بالصيغة التالية: لماذا اختار الايزيدية الأربعاء يوما مقدسا لهم؟ ليجيب هو بنفسه قائلاً: اعتمادا على ميثولوجيا الديانة الايزيدية في نص قول (ئافرينا دنيايێ) فأن الله انهى عملية خلق الكون في الاربعاء، لذلك السبب اصبح ذلك اليوم مقدسا عندهم.

النص يقول :

 جعل الآهنا من يوم الجمعة اساسا لخلق الكون

وكان في يوم السبت قد فصل ثوبها (رسم مخططها)

وانهاها في يوم الأربعاء.((12))

ومن ثم يذكر المزيد من الأسباب الأخرى منها قوله ان رأس السنة الايزيدية يبدأ من يوم الأربعاء، وان بعض الأنبياء ولدوا واخرين جاءتهم الكرامات في اليوم ذاته. ويسترسل قائلا: يتبين من اسطورة الإنگليز انه حسب معتقدهم ان اسم الأربعاء في لغتهم (وێنس داي) جاء من اسم أبو الهتهم (ئودنيس داي) او (ودن) الذي كان من ارحم الالهة للبشرية. (انتهى الاقتباس)

قول الأشهر (موضوع بحثنا) يشير هو الاخر الى ان اليوم المقدس لدى اليهود هو السبت ولدى المسلمين هو الجمعة، ولكنه لايشير بشكل صريح الى قدسية يوم الاحد لدى المسيحية ولا الأربعاء لدى الايزيدية. ومالاحظناه هو ان النص يتحدث عن كل يوم من أيام الأسبوع ببيت (سه به قه) واحد، عدا يوم الأربعاء فأنه يتطرق اليه ببيتين، ويرد فيها اسم الملك الفاخر، والمقصود به عند الايزيدية هو طاووس ملك، وهو دليل اخر على ان الأربعاء هو اليوم المقدس للايزيدية. ولكن بعد قراءة نصوص أخرى سنقع في الشك مرة أخرى بصدد الموضوع نفسه، فقول (زبوني مكسور) الذي يتحدث هو الاخر عن نشأة الخليقة يذكر الاتي:

وضع الأساس في يوم السبت

وفي يوم الجمعة تم الانتهاء

بعد سبعمائة سنة، أتت سبعة من الاسرار الإلهية للدرر والكؤوس.

يقول جورج حبيب: قبل ثلاثمائة سنة من الميلاد تأسست وانتشرت ديانة لعبادة الشمس في شمال واطراف أعالي الفرات سميت بالميثرائية، هؤلاء كانوا يقيمون الحفلات والمهرجانات ويوقدون خلالها النيران لمناسبة ميلاد ميثرا في يوم 25 كانون الأول، وكان يومهم المقدس هو يوم الاحد(يوم الشمس).

الايزيدية أيضاً يحتفلون في ذلك التاريخ(بعيدي الميلاد والفلاح) ويوقدون فيها النيران وتسمى (بێلنده). والمسيحية يحتفلون بعيد ميلاد المسيح في ذلك اليوم ويوقدون النيران ايضاً ويسمونها (بيت يلدا) ويومهم المقدس كما هو معروف هو الاحد.

ويقول جورج حبيب ايضاً: ما استغرب اليه هو تقديس الايزيدية ليومي الأربعاء والجمعة، وهما يومي (عطارد و الزهرة) في مجموعتنا الشمسية، مع علمي ان الأربعاء منذ القدم هو يومهم المقدس، ولكن يبدو ان جعلهم ليوم الجمعة أيضا يوما مقدسا لهم جاء بعد ان شن المسلمون العديد من حملات الابادة ضدهم.  وماهو جدير بالذكر ان للشمس مكانة مقدسة كبيرة وعالية لدى الايزيديين مثلما هو عند الميثرائيين، الا انهم لم يتخذوا على غرارهم من يوم الاحد(يوم الشمس) يوما مقدساً لهم.(انتهى الاقتباس)

للايزيدية اكثر من عشرة أيام، اثنان منها فقط تعتمد التقويم القمري وهما(عيد ليلة القدرـ الشفبرات ـ و عيد الحج) ، اما الاخريات كلها فأنها تعتمد التقويم الشمسي في تحديد اوقاتها. وحسب قول الأشهر فأن الله بدأ بخلق الكون في يوم الاحد وانهاها في يوم السبت، ومن ثم جعل من سبعة أيام أسبوعاً، ومن أربعة أسابيع شهراً، وركب اثنا عشرة شهراً مع بعضها وجعلها سنة، مبتداءً بكانون الثاني ومنتهياً بكانون الأول وبالصيغة التالية: كانون الثاني، شباط، آذار، نيسان، أيار، حزيران، تموز، آب، أيلول، تشرين الثاني، كانون الأول.

من خلال النص تدخل الشهور كلها لاحقاً في حوار وسجال ونقاش حاد، كل يبدي بوصف جمال نفسه ومناخه وماله من مزايا وحسنات وافضال على البشرية والطبيعة والحيوانات والنباتات، وفي الوقت نفسه ذاكراً قباحة ومساوئ واضرار وسلبيات الشهر الخصم او المنافس او الند الداخل معه في الحوار والسجال. يتم في هذا النص وصف الفصول الأربعة للسنة ايضاً ، ابياته بصورة عامة واضحة وصريحة وليست بحاجة الى تفسيرات وشروحات تفصيلية، وهو من تأليف الفيلسوف والشاعر الايزيدي شيخ فخر الادياني. ((13))

في نهاية بحثنا قدمنا مجموعة من الامثال والحكم الشعبية الكوردية التي تحمل بين طياتها العديد من المعاني والتعبيرات الفلسفية الجميلة والخاصة بوصف اشهر وفصول السنة ومناخها بصورة عامة. وفي وصف الامثال، الحكمة الكوردية تذكر الاتي: اقوال القدماء هي كالنقوش المحفورة على الحجر.

ولكون ترجمة تلك الصفحات بصورة جيدة ومعقولة تحتاج الى وقت طويل، ارتأينا تأجيلها الى فرصة أخرى.((14))

 

******

    قول الأشهر

 

    صورّ ألهي هذا ألكون

    قام بقياسه و تقديره

    و صار ثمانية عشر ألف صنفاً من ألمخلوقات يرزقون فيه….

 

    يسكن ألهي ألدرّة

    هو ألعالم و ألعارف بكل شيء

    هو ألذي خلق الأرض و ألسماء ….

 

    منذ ذاك في قديم ألزمان

    خلق الهي ألليل و ألنهار

    ووضع بينهما ألجنة و ألنار….

 

    وضع بينهما الشمس و القمر

    لكي يستبين للمغفلين الشك من اليقين

    لاولئك الذين لم يدركوا ان طاووس ملك هو الذي

    قام بقياس هذه الدنيا شبراً شبراً….

 

    قام بقياسه وتقديره

    الشيخ شمس هو السلطان

    وصل نور الشيخ شمس الى أعماق البحار….

 

    شرّع الأله أحكامه بالحق

    خلق السهول و ثبت عليها الجبال

    الهواء هو أساس الكون((15))  ….

 

    الهي ربّ الصمد

    لم يلد و لم يولد

    سبحانك أنت خلقت يوم الأحد….

 

    لم يكن لألهي همّ

    كان مقامه الدرّة و هو صاحب الكرامات العظيمة

    هو الذي خلق يوم الأثنين….

 

    الهي هو الباري

    بيده كل مقادير و مقاييس هذه الدنيا

    و هو الذي جعل من الثلاثاء ، ثالث أيام الأسبوع….

 

    الهي هو الجبار

    هكذا كان مرسومه ( قراره)

    جعل من الأربعاء اليوم الرابع….

 

    الأربعاء يوم مقدس

    خلقه الملك فخر الدين بكل عشق و رغبة

    ولم يدرك المغفلون تلك الحقيقة….

 

    الهي هو ( مسێنج)

    و هذه الدنيا عنده لحظة

    و لهذا جعل من الخميس خامس أيام الأسبوع….

 

    الهي نور

    و هو الذي خلق الجمعة

    و جعلها يوم الخطبة لجميع المسلمين….

 

    عدّ ألهي الأيام السبعة

    خلق هذه الدنيا وثبتها

    يوم السبت وارسلها لموسى بن عمري ….

 

    أمدح و أثني على صفات ألهي ألعظيمة

    أربعة أسابيع ـ ثلاثة عشرات

    ركبها و رتبها مع بعضها و جعل منها شهراً….

 

    نحن اثنا عشر شهراً ، معروفة أسمائنا

    ستة منا جافة و ستة رطبة

    كلنا ننتظر الرحمة من الملاك (الملك) شيخ سن….

 

    ألهي جبار

    هكذا كانت ارادته

    جمع اثنا عشر شهراً و جعل منها سنة واحدة ….

 

    نريد خلاً من العارفين

    لكي يبين لنا

    أي منها هو أساس الأشهر الأثنا عشر؟….

 

    حسب رواية ( فخر الزرگون)

    معلوم ومحدد ذلك

    فأن شهر كانون هو اساس الأثنا عشر شهرا….

 

    دخلت شهر الكانونين

    حينما يحل فصل الشتاء

    يصبح كالسجن لجميع المخلوقات الحيّة….

 

    أيه يا شهر كانون

    ويل لك

    لو واصلت المزيد من العواصف و الثلوج و الصحو

    لجعلت الأسود أسيرة في العرائن….

 

    هكذا تحدث شهر كانون عن نفسه :

    أنا الزمهرير على الأرض

    لكني دواء لكل داء….

 

    يقول شهر كانون :

    أنا جماد الأرض

    أحس بالقشعريرة من شدة برودتي

    لكن ما ألعمل : فأنا مستعجل أمام أمر ألهي ….

 

    أنقضى شهر كانون و حل شباط الأسود

    و دخل مع كانون في مجادلة كلامية

    قال له :

    لقد رحلت ، وأصبح عبق الدنيا فواحة لديّ….

 

    هكذا يرد شهر كانون ألأول :

    أيه ياشباط أسود أنت وعديم الثمار

    لاأحد يعلم  : أصديق أنت أم عدو ؟!

    لن يرتزق منك أيّ من ألمخلوقات ….

 

    اننا شهران بوركنا من قبل الاله

    تصادف فينا ألصوم والأربعينات

    ويح لشهر شباط أن يتجرأ مجادلتنا….

 

    يرد شباط:

    شباط أنا ومعروف أسمي

    أكون ماطراً حيناً

    و غائماً أحياناً أخرى….

 

    تنازل شباط وسلّم أمره

    و لم ينبس ببنت شفة

    و حل من بعده آذار….

 

    آذار يقول له:

    أنا آذار

    أنا مفتاح كل ربيع

    أنا زينة كل ألمدن….

 

    انا زينة ألسهول

    كل من يستنشق عطري ورائحتي

    يعاد اليه ألوعي ، ما لم يكن ميتاً ….

 

    أتى من بعده آذار

    و نمت ألنباتات على ألأرض

    و أزدانت بها جميع ألمعمورة….

 

    أنا آذار ألمخفي

    لو أمطر مرة أو مرتين

    سأغمر هذه ألدنيا بالخيرات….

 

    يقول شهر شباط:

    نريد خلآ من ألدهور ألقديمة

    اسألوا : اية مفتاح هو لشهر آذار ، و لنعلم كريم هو أم بخيل؟….