30\10\2023
من يعمل عليه أن يتوقع الفشل والوقوع، فليس النجاح حليف العاملين في كل زمان ومكان، ومنهم من يستسلم ويرضخ لإرادة الآخر ويتعثر في الطريق ويحرم من لذة تحقيق الهدف ويفقد نشوة النصر والوقوف في الأعالي والقمم، ولكن من أراد العلى سهر الليالي وشق سبيله بين الأشواك ويصل إلى ما يصبو إليه، أي أن طريق النجاح ليس مفروشاً بالورود والرياحين ولا يشم منها رائحة المسك.
العمل الأمني الذي تقوم به الأجهزة الأمنية التي تنوط بها مهمة حماية حياة المواطنين وممتلكاتهم وحفظ الأمن والنظام في الدولة، هذه الأجهزة تعمل ليل نهار وفق خطط أمنية استراتيجية قصيرة وبعيدة المدى ضمن إطار قانوني مرسوم لها وفق القوانين والتعليمات الصادرة من السلطة التشريعية. وكفاءة ونجاح هذه الأجهزة تعتمد على مدى أمتلاكها لرؤية أمنية شاملة و واضحة ومنسجمة مع الواقع، تبذل هذه الأجهزة قصارى جهدها للوقوف أمام كل ما يهدد أمن بلادها ويعرض حياة مواطنيها للخطر، فالعمل الأمني لا يسلم من الفشل بل قد يكون إصابته به أكثر فعالية وتأثيراً.
الفشل الأمني في أبسط تعريفه تعني عدم قدرة الجهاز الأمني على القراءة الصحيحة والدقيقة لحدث أو قضية تمس أمن البلد، فيصيبه الافراط أو التفريط أي بالزياد أو النقصان، سواء كان هذا الإخفاق في مرحلة التوجيه أو الجمع والتحليل أو من قبل صانعي القرار في أعلى الهرم الحكومي.
الاجهزة الأمنية كالاجهزة والمؤسسات الأخرى لا يخلو عملها من وجود الفشل على الرغم من حساسيته وأهميته ودقة تنفيذه، ويختلف مكان حدوث الفشل في الاجهزة الأمنية سواء كان في مرحلة التوجيه أو جمع المعلومات أو التحليل الاستخبارى لها ضمن دورة المعلومات الأمنية وقد يكون الفشل الأمني بسبب صناع القرار في الدولة، بأعتبار أن الأجهزة الأمنية تقوم بجمع المعلومات وتقديمها لصناع القرار بعد تحليلها ليكون أساساً لأتخاذ القرارات اللازمة بشأن القضية التي تم جمع المعلومات عنها، كما وقد يحدث الفشل عند وجود خلل يشوب علاقة الجهاز الأمني مع صانعي القرار في البلاد.
هناك نماذج كثيرة لفشل الأجهزة الأمنية في العالم ولكن اللافت للنظر أن الدول الأوروبية وأمريكا وكندا أكثر استعدادا للاعتراف بفشل أجهزتها الأمنية من الدول النامية والشرق أوسطية التي تجعل من الضرورة بقاء الأمور سرية وطي الكتمان
ان حياة كل انسان عبارة عن مسيرة تبدأ بنقطة معينة لتنهي بأخرى وبين هاتين النقطتين هناك النجاح، وهناك الإخفاق والفشل ولكن الفشل يمثل بداية لنجاح آخر، فلا يمكن تصور حياة تخلو من الفشل، وكذلك مؤسسات العمل الامني او العاملين في الأجهزة الأمنية ايضاً هم جزء من هذه الحياة إذ يتعرضون للإخفاق على الرغم من نجاحاتهم الباهرة. والإخفاق في العمل الأمني أكثر تأثيراً وأشد وطأةً لما للأمن من اهمية في الحياة، وللنجاح اسباب ومؤشرات وكذالك للفشل الذي له اسباب ومؤشرات وتداعيات ومعالجات و ان كانت هذه الاسباب والتداعيات تختلف من زمان ومكان ومؤسسة واخرى ولكنها تتوحد في ان الفشل وارد بل يعتبر امراً طبيعياً.
تتخذ الحكومات والدول والمؤسسات الامنية اجراءات عديدة في سبيل التقليل من الوقوع فيه وتحاول تحديد النقطة التي بدأت منها شرارة الفشل من اجل معالجته وتجنب وقوعه ثانية.
من هنا يتبين ان الفشل الامني يمثل بداية لكل انواع الفشل في الحياة لان الفشل الامني في جانبه الكبير يعتمد على عدم امتلاك القدر اللازم من المعلومات التي تمثل الاساس المتين لاتخاذ القرارات السليمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر ان الشاب الذي يخفق في جمع المعلومات الكافية عن الفتاة التي يرغب الزواج منها يقع في مأزق يكاد الخروج منه ينتهي بالطلاق والتي تعني هدم بيت وتدمير عائلة بأكملها، وكذلك بالنسبة الى التاجر والعامل والموظف وكل انسان.
تحية لكم سيد كوفلي …
اين الموضوع …؟
كل مل قد كتبته هي عبارة عن مقدمة لموضوع (الفشل الامني), وهذا العنوان الذي قد شدني (لان عقلي قد قال لي) ان السيد كوفلي سوف يبحث في شأن امني ما من خلال عين باحث اكاديمي . فانا تعجبني المقالات الاكاديمية المتعلقة بواقعنا الكوردي مهما كانت مجال الدراسة.
ما كتبته كان عبارة عن تمهيد للموضوع ولا اكثر …
جعلتني اقرا المقال الى اخر نقطة من السطر الاخير, ومن ثم جعلتني اتذكر ما كنا انا وصديقي جوان نتحدث و نتسامرحوله قبل ايام , بان ان نقوم نحن ايضا باخراج فيلم يكون عبارة عن:
شارة البداية – فقط مشهدين – شارة النهاية
وبات السؤال التالي يقرع في قرعة راسي اكثر و اكثر:
هل وجدنا سيناريو الفيلم ام وجدنا السيناريست ام ماذا .. ؟
لكم كل التحية.