الامن والامان حاجة بشرية ملحة وهو شعور الإنسان بالاستقرار والطمأنينة في حياته بعيدًا عن الخوف والقلق والرعب نتيجة وجود مجموعة من مصادر التهديد والأخطار الموجودة أو يحتمل وجودها في الامد القريب او البعيد، يأتي الامن بالدرجة الثانية في سلم أحتياجات الإنسان بعد تأمين المأكل والمشرب يتجه إرادته وبشكل فطري إلى محاولة تأمين الحماية اللازمة لحياته وممتلكاته.
من اجل تحقيق هذا الهدف فإنه اضطر الى العيش مع الجماعة لتنسيق الجهود وتوزيع الادوار لتوفير أكبر قدر من الامن له اعتقادًا منه مع صحة هذا الاعتقاد بآن الامن والاستقرار في ظل الجماعة أكثر تحقيقا وأسهل لإن مصادر التهديد تقل خطورتها على الجماعة منه على الفرد،
ومن أجل تحقيق ذلك تنازل الفرد عن الكثير من حقوقه المشروعة لصالح المجتمع أو الجماعة التي قرر ان يعيش فيها.
صنع الأسلحة البدائية من الاخشاب والعظام والعيش في الكهوف والاماكن العالية والمحصنة وبناء القلاع والحصون وتأسيس الجيوش وتسليحها وتدريبها ما هي إلا خطوات الإنسان في إتجاه تحقيق أمنه وسلامته ومواجهة أخطار الطبيعة من الفيضانات والزلازل والسيول والعواصف وكذلك أخطار مهاجمة الحيوانات المفترسة والوقوف بوجه التهديدات الموجهة اليه من بني البشر الذي بنى فكره على التوسع والامتداد وإخضاع غيره لإرادته.
نتيجة التطور الكبير الذي يشهده المجتمعات في كل المجالات فرض عليها التفكير في تأسيس أجهزة ومؤسسات مختصة بحفظ الامن وصون الحقوق وقررت الحكومات تحديد وتكليف مجموعة من الافراد للعمل ضمن هذه الاجهزة الامنية وفق ضوابط وشروط محددة وإطار عمل مرسوم لها، صحيح أن هؤلاء هم الأشخاص المكلفين رسميًا ولكن لا يمكن لهذه المؤسسات الامنية ان تنجح في اداء المهام الموكلة اليها دون تعاون المواطن معها بتزويدها بالمعلومات اللازمة وكل ما يقع عليه عيونه ويشعر بخطورة هذا الأمر على أمنه واستقراره فيشرع بإبلاغ هذه الأجهزة لاتخاذ الاجراءات اللازمة والمناسبة، هذا الشعور يدفعه للقيام باداء المسؤولية الملقاة على عاتقه بإعتباره واحداً من أفراد هذه الاجهزة ويتحتم عليه القيام بدوره بشكل فعال.
فالأمن مسؤولية مشتركة وتضامنية بين الجانبين بحيث يكون مردود ثمار جهود هذه الاجهزة يعود الى المواطنين، بإلاضافة الى ان العاملين في هذه الاجهزة الامنية هم افراد من الشعب قرروا الخدمة ضمنها ويضحون بالغالي والنفيس من اجل أداء عملهم ويواصلون ليل نهار في سبيل درء الأخطار والتهديد وأن ينعم أبناء شعبهم بالأمن والسلم.
كلما كانت العلاقة بين المواطن والاجهزة الامنية قوية ومتينة وتتسم بروح الفريق الواحد، كلما يسر تحقيق الأمن والعكس صحيح، لذا فان الدول والحكومات شعرت وتشعر بأهمية هذا الامر لذا فإنها تمدد الجسور وتفتح القنوات في سبيل تقوية أواصر التعاون والتنسيق بين الطرفين وهذا هو سر نجاح توفير الامن والاستقرار في أي مجتمع.
مع أمنياتنا للجميع بحياة سعيدة وآمنة ..
٤/١١/٢٠٢٣