ماذا لدى ايران من أوراق لتضغط على أمريكا عالميا واقليميا؟ .. اذا ما علمنا (ايران ليست قوة دولية اقتصادية كبرى فهي ليس من الدول العشرة بالعالم الأقوى صناعيا بالعالم .. وليس قوة عسكرية عظمى كالصين وروسيا وامريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا).. أي ايران ليس لديها قدرة على الضغط على أمريكا.. بكل المجالات.. عليه (القواعد الامريكية بالعراق هي ورقة ضغط بيد ايران).. عبر سؤال (عراق بلا قواعد أمريكية).. او (عراق به قواعد أمريكية تحت تهديد صواريخ ومسيرات مليشيات موالية لإيران)؟ ايهما افضل لإيران من هذين العراقان.. ايهما يمكن لإيران ان تكون لديها أوراق ضغط على أمريكا بالمنطقة وبالملف العراقي لتجني ايران الثمار وتنازلات امريكية؟ ضمن قواعد الاشتباك بين ايران وإسرائيل وامريكا.. بعدم استهداف أراضي أي دولة من تلك الدول الثلاث من أي طرف من تلك الأطراف مهما اشتد (الصراع المفترض) بين (ايران وامريكا، او ايران وإسرائيل)…. بل تكون حروب بالنيابة باراضي العراق وغزة وسوريا ولبنان واليمن
ليتسائل البعض (لماذا لا تطلب حكومة الاطار برئاسة السوداني.. والبرلمان.. بخروج الامريكان
.. بشكل صريح)؟ الجواب.. لان ايران شعرت بالخطأ القاتل بانسحاب أمريكا عام 2011 .. فبعد الانسحاب الأمريكي .. جرت انهيارات (اضطرابات الملف السوري الذي كاد يسقط النظام السوري بدمشق الحليف لايران)..(تضيق اقتصادي على ايران وبرنامجها النووي).. (بروز داعش بسوريا وغرب العراق)..و (فقدانها لورقة ضغط على الامريكان لما كان يمثله وجود الجنود الامريكان بالعراق قبل 2011 من أوراق بيد ايران وميلشياتها) حيث كانت تهدد ايران بخطف 1000 جندي امريكي.. آنذاك.. وقتل الالاف الامريكان.. لتجني تنازلات من أمريكا بالملف العراقي والمنطقة.. ولا ننسى شعور ايران بان انسحاب أمريكا .. ومنها بسوريا.. سوف يرجح الفرق العسكرية السورية الموالية لروسيا على حساب فرق عسكرية ومليشياتها الموالية لإيران داخل سوريا نفسها.. لشعور روسيا لعدم الحاجة لمليشيات ايران والفرق العسكرية السورية الموالية لطهران.. اذا ما انسحبت أمريكا.. وكلنا سمعنا وراينا بالسنوات الماضية كيف تصادمت فرق عسكرية سورية مع بعضها بين موالية لإيران وأخرى لموسكو…. ولا ننسى انعكاسات انسحاب أمريكا من العراق.. على التضيق على الدولار بالعراق.. وبالتالي فقدان ايران للعملة الصعبة المهربة من العراق.. الخ.
فكلنا نعلم ان أمريكا لديها مصالحها الاستراتيجية بالعالم وهي اربع محاور
(سلامة حركة الملاحة الدولية، القواعد الامريكية، حركة الدولار، تصدير النفط).. فاي نظام سياسي لا يتناقض مع ذلك.. لن تتدخل أمريكا بشؤون ذلك النظام السياسي.. ولكن رجوع استهداف قواعد عسكرية عراقية تتواجد بها قوات أمريكية.. وما قام به الحوثيين باختطاف سفينة شحن بالبحر الأحمر.. (قد) ونقول (قد).. يقلب توازنات اللعبة..
وكلنا راينا كيف تمددت ايران بالعراق بوجود القواعد الامريكية وقواتها بعد 2003..
عبر (أحزاب ومليشيات ومنظمات موالية لطهران كثير منها شكلتها ايران نفسها توالي حاكم ايران والقائد العام للقوات المسلحة الإيراني خميني وبعد ذلك خامنئي) انخدع الشارع العراقي الشيعي خاصة بهم وانتخبهم بعد 2003 وانصدم العراقيين بانهم لم ياتوا لبناء العراق ونهوضه بل هم جماعة علي بابا سخروا العراق وموارهد لمصالح ايران القومية العليا وجعلوا العراق ساحة لتصفية حسابات دولية وإقليمية .. لتنفيذ استراتيجية إيرانية لابعاد النار عن الداخل الإيراني بنقله للعراق وسوريا ولبنان واليمن..
وكذلك يطرح البعض.. أطروحه وهي:
بظل وجود القواعد الامريكية بالعراق.. مررت الاستراتيجية الإيرانية لتأمين الكليدور الإيراني
من طهران الضوء الأخضر لكل من يستلم المناصب العليا بالعراق من رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية.. وهيمنة اقتصادية على الداخل العراقي.. ومنها بمجال الطاقة.. وسيطرة عسكرية عبر مليشيات موالية لإيران مررت عبر قانون هزلي هيئة الحشد والمقاولة.. وتأمين ممر بري لها من طهران للمتوسط.. وقمع انتفاضة شعبية (تشرين) بالعراق بكل وحشية عبر مليشيات موالية لإيران بدون تدخل دولي لدعمها والتعاطف معها.. وحصول ايران على استثناءات لتصدير الكهرباء والغاز بالعراق بمليارات الدولارات سنويا من قبل امريكا.. مقابل فيتو دولي واقليمي على أي نهوض للطاقة بالعراق ..
ولذلك نرى أمريكا.. وضعت قواعد أمريكية (بحرير بكوردستان باربيل)..و(عين الأسد بالانبار)..
ولكن لم تضع أي قواعد أمريكية بوسط وجنوب العراق الشيعي العربي.. السؤال لماذا ؟ ولماذا نجد قاعدة عين الأسد المتواجد بها قوات أمريكية.. لا تكون عامل باجتثاث المليشيات من المثلث الغربي من العراق.. كما اجتثت داعش والقاعدة.. ولم تصبح حجر عثرة امام تحرك مليشيات الحشد والمقاولة للكليدور الإيراني من طهران للمتوسط عبر بغداد ودمشق واربيل.. ولم نجد القاعدة الامريكية بقاعدة حرير باربيل.. تمنع استهداف إقليم كوردستان من قبل ايران وتركيا ومليشيات الحشد والمقاولة الموالية لإيران؟ ولماذا لم تضع أمريكا قواعد أمريكية بوسط وجنوب العراق العربي الشيعي لاجتثاث المليشيات والتضيق عليها وتأمين حدود العراق مع ايران.. ومنع حركة المخدرات والمليشيات وتهريب النفط..
ليتبين بان العراق فقد وحدة القرار الحكومي .. فاصبح هناك دولة المليشيات الموالية لإيران
ودولة ورقية تمثلها الحكومة العراقية.. وفقد بذلك العراق سيادته على شعبه وارضه.. وفقد العراق اقتصاده الصناعي والزراعي والخدمي والتعليمي والصحي وفقد القدرة على نهوض قطاع الطاقة من كهرباء وغازه.. فكل تلك القطاعات ارتهنت بيد طهران.. ولا ننسى بان أمريكا خياراتها بالعراق (ايران ومليشياتها واحزابها بالعراق وهم منظمين ومسلحين.. غالبية عراقية وخاصة من العرب الشيعة مقاطعة للانتخابات وللنظام السياسي وليس لديهم بديل ولا قيادات تمثلهم.. ايتام القيادة والمشروع.. وإرهاب داعشي وقاعدة واخوان وبعثية.. وجيش عراقي نظام مركون جانبا ومهمش منخور بضباط الدمج ومنتسبي الدمج.. وقيادات عسكرية موبوءة بالفساد تابعة للأحزاب والمليشيات والتيارات والمنظمات.. ).. فما المطلوب من أمريكا ان تدعم من هذه القوى.. ما هي الطروحات التي قدمها العراقيين المعارضين للنظام كبديل عن النظام السياسي الفاسد بالعراق الموالي لإيران.. وهل لدى هؤلاء العراقيين المعارضين شعبية حقيقية بالشارع؟
من ما سبق:
(ايران لا تريد الامريكان مغادرة العراق كعام 2011)..(لبقاء ورقة ضغط بيدها بالعراق ضد الامريكان.. “القواعد الامريكية”)..(فقدتها طهران بعد 2011).