قبل أيام نشر كاتب مجتهد شاب مقالاً عن موضوع غاية في الأهمية التاريخية في نظري, لكن الأخ الكاتب و كعادته في الإعتماد على القصص الشفهية على علّاتها و دون غربلة, وطبيعي تاريخنا الشفهي هو حاوي حقيقتنا وليس كتب الأجانب, لكن ليس دون غربلة بالسرّاد والبيزًنك والمُنخل, فهي مليئة بالتناقضات كما هي مليئةٌ بالحقائق, فالزمن مفقود والتداعي موفور, الحفيد الأدنى يُعاصر معاصري جده الأعلى وبالعكس ,
بداية يقول : (ان اسم قرية ختارة مشتق من كلمة المخترة اي الاختيارية او قد يكون من اسم ختو او ختور ..وهو احد احفاد ذرية شيخ فخرآديا) أي أن القرية تأسست بعد أحفاد ملكفخردين الذي ولد في مكيرس حوالي 1160 -1170 ميلادية.
في مكان آخر يقول: (الروأية الاولى تقول ان سكان اهل ختارة الأصلين هم شيوخ ذرية شيخ فخري آديا وهم الذين بنوا القرية…) نفس المعنى, ثم يقول 🙁 الروأية الثانية فهي عكس الروأية الاولى يقال عندما زار شيخ فخر قرية ختارة أهل ختارة صنعوا مكيدة لتأكد…) أي أن القرية كانت عامرة قبل الشيخ فخر.
بعد جهدٍ جهيد وتصفح العديد من كتب التاريخ ومقالات الإنترنيت توصّلنا إلى مايلي :
أن الدولة الأشكانية (الفارسية – الكوردية) قد أنهت الحكم السلوقي اليوناني المحتل في 225 قبل الميلاد , في 224 بعد الميلاد, ثارت عليهم أسرة فارسية أخرى سميت بالساسانية, وكان نظام الحكم فيها فيدرالياً (فيدرالية الممالك) فكانت الإمبراطورية الأشكانية تضم 18 مملكة مستقلة عن الأخرى يحكمها ملك من شعبه (شاه) لا يخضع إلا لملك الملوك الأشكاني الشاهنشاه) وكانت مدينة الحضر (ختار بالكوردية) عاصمة لمملكة مستقلة من تلك الممالك الـ 18 وأحيانا كانت الإمبراطورية تتوسّع إلى أكثر من 28 مملكة وأحياناً العكس. بعد إستيلاء الساسان على السلطة وبسبب قرب الحضر من العاصمة الأشكانية تيسفون (خؤرستان) التي تغير الحكم فيها لصالح أسرة معادية إغتصبت السلطة, حدث عصيان ضد السلطة الجديدة , خاصةً أن الحضر كانت تضم الداسنيين والآراميين معاً وربما كان تأثير الأراميين أكبر من الداسنيين, فكان الملك في تلك الأثنان آراميّا (الملك ضيزن, بحسب تسمية العرب الذين يُسمّون الآراميين أيضاً عرباً) وكانت المسيحية قد إنتشرت في الشعوب الآرامية الآشورية كلها وقد تقبلوها فوراً قبل نهاية القرن الأول الميلادي بسبب إمتناع الزرادشتية عن التبشير لغير القوم الإيراني كالئيزديين الآن (الكورد والفرس) وكان المؤسس الساساني أردشير متديناً جداً وشدد على الدين الشمساني الزرادشتي الداسني, فكانت هناك بلبلة وعصيان في حضر المنقسمة على نفسها فأدّبها سابور الأول الصارم وبسبب الملك المسيحي صاحب السلطة عاودت العصيان فدمرها بعد عدة مرات من العفو وقضى على مملكتها وذلك في 239 ميلادية فيقول الكاتب الفارسي :
(… در نتيجة إين تحولات هترا كإبتدا يكي أز 18 أيالت إمبراتوري أشكان بود تبديل بة يك قلمرو كجك نسبتاً مستقلي مي شود كه أز هترا و محيط بيرامونش شده بوده أست…..) أي (…. نتيجة لتلك التحولات أن الحضر التي كانت واحدة من ولايات الإمبراطورية الأشكانية الـ18 تحولت إلى أقليم صغير مستقل نسبياً يضم الحضر والمناطق المحيطة بها ….)
من هذا فهمنا أن الحضر كانت مدينة عامرة وعاصمة لمملكة في العهد الأشكاني قضى عليها سابور الأول فتحولت إلى حاضرة صغيرة شبه مستقلة تتبع العاصمة القريبة, ربما هذا الحدث قد رجح كفة الداسنيين الشمسانيين على الآراميين الذين كانوا قد تنصّروا, وأصبح معبد الشمس بيد الداسنيين منذ ذلك الوقت ولا يزال بةري شباكي محفوظاً عند العائلة الختارية البركعية الشمسانية في بحزاني وقد أورد الكاتب سيروان مقالةً لملك فخردين أشار فيها إلى وجود الآراميين المسيحيين في ختارة الأصلية الأم بأنهم أفضل أو الأكثر بتعبير أدق في ختارة, وقد حدث الهرب والتشتت العشوائي المريع أمام الزحف الإسلامي الذي إستهدف الداسنيين الساسانيين بالذات والتشخيص, أهل الذمة المسيحيين واليهود معفوون ومن تبقى فلهم السيف فقط أو الإسلام , وهكذا هرب الداسنيون من وجه الغزو الإسلامي ولجأوا إلى الجبال وبعضهم قاوموا حتى زمن المعتصم فصفاهم نهائياً من وسط وجنوب العراق ولم يبق منهم إلا من أسلم ثم إستعرب, ومنهم سكان الموصل الذين لجأ إليهم قسم من الختاريين البركعيين وأغلبهم قد عبروا دجلة وبنوا لهم قريتهم الحالية وبنفس الإسم فهم ختاريون من سكان ختارة وسميت قريتهم الجديدة أيضاً بإسمهم زهذه الأسماء التي ذكرها الأخ الكاتب كانت في بلادهم السابق عشائر كبيرة لم ينج منه إلا أسرٌ معدودة بمجموعها وبالكاد شكلت عشيرة واحد تسمى الختارية ويبدو أسرة المير قد لجأت إلى الموصل أولاً قبل أن تشد الرحال إلى الجبال لتولي العناية بمعبد لالش المتبقي الوحيد بيدهم بعد خسارة معبد الشمس في الحضر, ومن آثاره ورموزه لم يتمكنوا من انقاذ أكثر من بري شباكي من هناك . هكذا العشوائية والهرب طغت على التاريخ الئيزدي إعتباراً من أول يوم بعد القادسية 637 ميلادية وحتى مجيء هولاكو 1258 .
أما إسم ختار فكل قومٍ ينطقه بلغته ولهجته الحضر ختار هترا خترا ولعله مشتق في الأصل من الإسم الآرامي : أترا, أثرا, أثري بمعنى التراب أو الوطن, وربما كانوا هم بُناتها أولاً , لكن القومان كانا يتعايشان معاً منذ العهد الآشوري ليس أدل على ذلك أن العاصمة نينوى كانت تضم القومين معاً حتى العهد الإسلامي, قادة عمر أبلغوه أن الموصل فيها قومان بلهجتين مختلفتين , وقد إستعربا معاً تحت الضغط الإسلامي , تم تصفية الداسنيين منها في زمن لؤلؤ إما مسلم أو يقتل أو هرب فهرب من تشبث بدينه, والمسيحيون ظلّوا حتى أخرجتهم داعش ليس بسبب القتل أو الإسلام بل بسبب الجزية أو الإسلام نفس تطبيقات السلف الصالح لم يختلفوا عنهم ولا مثقال ذرة
حاجي علو
29 تشرين الثاني 2023
ــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن نعتقد أن الأشكان هم الشعبة الإيرانية الثالثة بقاياهم الآن هم إخواننا الشبك, بدليل أن لغتهم وسط بين الكوردية والفارسية أداة التفعيل مي تشبه الفارسية لكن كًةل أداة الجمع الشبكية لا توجد في الفارسية تعني الكثرة في الكوردية إضافة إلى نطق الحرف ز, ج, زّ
أخي حاجي علو. شكرا على المقالة، ومحاولة تبيان خلفية أسم القرية الإيزيدية التاريخي. فقط للتصحيح، العائلة الساسانية كانت كوردية وبشهادة رسالة أخر ملوك الإمبراطورية الإشكانية أرتيانوس الرابع، وكان من أحفاد قادة أسكندر المقدوني، فعير الملك أردشير الأول مؤسس الأمبراطورية الساسانية بالراعي الكوردي، بعد هَزيمته وإنهيار الإمبراطورية البارثية/الأشكانية، وليس فارسيا كما ذكرتها في متن المقال. ثانيا ليس الأراميين هم من سكنوا بل أبناء المنطقة أعتنقوا المسيحية وأتبعوا الإمبراطورية الأرامية، فلم يبلغ يوما الشعب الأرامي المناطق الشرقية. مودتي
أخي العزيز الأشكان والساسان كلاهما أكراد ومثلهم الفرس , سلالة أردشير لا علاقة لها بالإسكندر اليوناني هو من أمراء أصطخر من سلالة دارا الأول الميدي الأخميني , مشكلة الكورد أنهم لا يقبلون أن يسمونهم فرساً بينما كانت الحضارة كلها تسمى فارسية وهم ثلاثة شُعب فرس وفرثيين ( شبك) وميديين كورد , كلهم عرفو بالعجم الفرس ولم يذكر التاريخ إسم الكورد إلا في حالات نادرة تحقيراً لمن يبغضون مثل تشبيه أبي مسلم بالكورد الغدار والمثل الذي ذكرته, بعد صلاح الدين فقط برز إسم الكورد
ليس هناك أرتيانوس ، إنما هو أردوان وهو أشكاني كوردي أيضاً من , هم يلفظون الأسماء الإ]رانية بلهجاتهم فيغيرون المعاني, مثل المثرائية وهي تسمية باطلة للدين الشمساني القديم وهي بلغة أهلها الكورد والفرس ( ميهر) أي الشمس أصلاً لا يوجد صوت (ث) في جميع اللهجات الإيرانية السريان أو الأغريق كتبوها بحسب لهجاتهم ففقالوا ميثرا وأشتهرت بهذا الإسم لأن الكتابات الفارسية أحرقت نهائياً وشكراً