لمدة زمنية تجاوزت الثلاثون عاماً عملت الحكومة العراقية في عهد صدام حسين الى تأسيس منشآت للصناعات العسكرية ، خصصت لها أكثر من 90% من أموال العراق التي بلغت مئات المليارات من الدولارات من إيرادات بيع الملايين من براميل النفط الخام ، كلها ذهبت هباءاً منثورا عندما قامت لجنة التفتيش الأممية بتدمير الأسلحة التي أنتجتها هذه المنشآت ثم جاءت قوات التحالف الدولي لتقضي على ما تبقى من هذه المنشآت في العام 2003 م والتي كلفت أقتصاد العراق وطاقات العراق ودماء العراقيين الكثير ولأكثر من ثلاثين عاماً ، وفي الصوب الآخر من الأمة المنكوبة عمل معمر القذافي الشيء نفسه في الجماهيرية العربية الليبية الديمقراطية الإشتراكية الشعبية العظمى ليسلم أسلحتها إلى التحالف الآخر من أجل تدميرها وليدفع اموال الشعب الليبي تعويضات لغباءه المفرط ، كذلك فعلت حماس عندما صرفت مئات الملايين من الدولارات التي حصلت عليها كمساعدات مالية من مختلف دول العالم لدعم الشعب الفلسطيني المنكوب صرفتها لبناء أنفاق عملاقة عرضتها وسائل الإعلام العالمية لتقع هذه الانفاق في النهاية بيد القوات الإسرائيلية لكي تدمرها وتدمر الشعب الفلسطيني فوقها ، وكذلك فعلت القيادة السورية الحكيمة وحزب الله وغيرهم ، يتواصون ويتوارثون الغباء ويستمتعون بالخزي عندما يحرمون شعوبهم من هذه الخيرات ليضعوها تحت أحذية من هو أقوى منهم ، ، كنا نتأمل خيراً عندما سقطت حكومة البعث في العراق وقلنا لن تذهب أموالنا بعد اليوم للسلاح والتصنيع العسكري والاستعراضات الفارغة ، ستعود الأموال للشعب ، لكننا نسينا وتناسينا بأن كراسي سلطتنا لا يمسها إلا المنحرفون ، فبدل أن تذهب هذه الأموال إلى التصنيع العسكري لتضيع على مراحل ، ذهبت هذه المرة مباشرة وعلى مرحلة واحدة إلى جيوب الوارثين وبانسيابية عالية ، هؤلاء الوارثون أختصروا لنا الطريق وأختصروا لنا الأحزان ، فبدل أن تضيع أموالنا ونحن أذلة ، ضاعت أموالنا ونحن نصرخ هيهات منا الذلة . العملية برمتها بين الأمس واليوم فيها شيء جميل جداً وهو أن الحاكم لا يمكن أن يكون نزيه شريف ، فإن صادف أن جاء حاكم شريف ستكون صدمة للشعب الذي لا يستطيع تحمل مثل هذه الصدمة فيسارع الشعب الى إسقاطه لإن ذلك خطأ تأريخي غير مقبول ، سأقول لكم لماذا أنه خطأ غير مقبول ، عندما ترتاح الناس بسبب حاكم نزيه شريف ستختفي الأحزان وتختفي الأغاني الحزينة والموالات والأبوذيات وسيختفي مشروب العرق الأثري العريق شريك الأحزان وتختفي المشاكل وبما أن مشاكلنا مرتبطة بالغيرة بمعنى ستختفي الغيرة وسيختفي اللون الأسود الحزين سيتغير شكل البلد الذي كان شكلاً واحداً لألاف السنين ، وهذا شيء غير مقبول . أصبحنا على يقين بأن من يفكر بأموال الثروات النفطية وغير النفطية ويتساءل أين تذهب هذه الأموال فهو مجنون وغير قادر على فهم الماضي والحاضر وغير قادر على استيعاب الواقع . هذه الاموال كتب عليها ان تذهب ، لا يهم أين تذهب ، المهم لا يستفيد منها الشعب ،
الفرق بين الأمس واليوم ، بالأمس كانت الاموال تضيع وضاعت معها مستقبل الأجيال ، أما اليوم فالأموال تسرق وسرقت معها العقول والأوطان ، ياليتها الأموال وحدها ضاعت ، فالأموال يمكن أن تعوضه العقول النظيفة والأيادي الخيرة العفيفة ، لكن هذه أيضاً سرقت وضاعت حتى مياه الرافدين دجلة والفرات سرقت معها ، فهل سيبقى شيء للأجيال القادمة ؟
للأسف واحدنا له القدرة ان يموت من اجل الدفاع عن عتبة داره ، إذا ما حاول اللص أن يتجاوز هذه العتبة ليمد يده في سرقة حاجة من البيت لا يتعدى سعرها دولار واحد ، ولكن عندما تسرق أموال البلد بالمليارات أو تضيع في وضح النهار وهي أموالنا جميعاً نتمازح بيننا ونؤلف النكات وكأنها أموال غيرنا . هذا التكاسل في الدفاع عن أموال البلد أنما هو نتاج طبيعي لضياع الشعور والحس الوطني ، مالفرق بين سرقت أموال البلد وسرقة اموال البيت ؟ الفرق هو أن الوطن لم يعد بيتاً لنا ! والدليل الف داعشي استطاعوا هزيمة عشرات الالاف من عديمي الحب للوطن في مدينة الموصل ، لو كان فيهم مائة عاشق للوطن لأستطاعوا هزيمة الف داعشي ولأستطاعوا حفظ اموال البلد وكرامة البلد . الفكر القومي العفلقي قام بقتل الروح الوطنية عند الناس ، ثم جاء الفكر الديني الطائفي ليقضي على ما تبقى من الروح الوطنية عند الناس . فأية أموال ستبقى بعد أن سرقت عقول الشباب وسرقت اوطانهم وهم نائمون .
مرحبا
اتمنى الكلام عن الوجود الكوردي تاريخيا في سوريا بسبب أن هناك بين الفينة والأخرى يظهر لنا بعض العنصريين ويتكلمون حول هذا الموضوع ويأتون بكتب للأجانب حتى يتسموا (بالموضوعية)وكان آخرهم كمال لبواني