إيران تقصف إقليم كوردستان بالصواريخ والطائرات المسيرة بأريحية تامة وكأنها تقصف مواقع لعصابات متمردة ، وحتى العصابات المتمردة لها القدرة على الرد ، حكومة إقليم كوردستان لا ترد ، لا ندري خوفاً أو طمعاً أو عجزاً . الحكومة العراقية لا تستطيع الرد أيضاً لأن إيران بالنسبة لها ليست عدواً بل ولي النعمة ، العدو الوحيد للحكومة العراقية هم فقط الكورد بعد أن كان العرب السنة هم العدو الوحيد ، لكن بعد داعش وانتهاء مفعول ودور العرب السنة تغيرت المعادلة وأصبح الكورد العدو اللدود ، الفصائل المسلحة والمليشيات تدعم القصف الإيراني وتعتبره عمل من أعمال المقاومة الإسلامية وتحدي لأمريكا وإسرائيل . دول التحالف تصرح بإن قواعدها لم تتضرر نتيجة القصف ، يعني بشكل مختصر تدنيس أراضي كوردستان وقتل الكورد مباح للجميع ، فالإيرانيون يقصفون كوردستان بحجة الدفاع عن غزة وضرب قواعد الموساد ، ثم يأتي الأتراك ليقصفوا كوردستان بحجة الدفاع عن النفس ، ثم تأتي المليشيات وتقصف كوردستان بحجة طرد المحتل ، جميعهم لهم أعذار وحجج ، والكورد ليس لهم الحق في رد العدوان تحت أي عذر او حجة ، بل ليس لهم الحق في الدفاع عن النفس . الكورد نعم الكورد يستطيعون الدفاع عن انفسهم أن أرادوا ذلك ، ويستطيعون الرد القاسي وسيقف العالم كله خلفهم و ستبدع العقول الكوردية في الصناعات الدفاعية ومن ثم سيخافهم الجميع لو ارادوا ذلك ، ولكن ما معنى هذا السكوت المطبق ؟ طالبان مجموعة عصابات في الجبال أرهقت الدول العظمى ، عصابات المخدرات في بعض دول امريكا اللاتينية أسقطوا حكومات ، جنوب السودان اجبرت الحكومة المركزية على الاعتراف بها ومن ثم الاستقلال ، حركات التحرر في العالم أتعبت دول كثيرة ، الدفاع عن النفس هو المصد الأخير الذي لا ينبغي الوقوف خلفه . هؤلاء الأعداء عندما أعطوا للأحزاب والقيادات الكوردية بعض المجال للعمران والحكم كأنما قتلوا المقاومة الكوردية وأنتهكوا حرمتها ، في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، كانت الحكومة المركزية في العراق تسيطر على مدن الإقليم بالكامل ، لكن الحكومات المحلية وعناصرها الأمنية كانت تعيش الرعب أمام مسلحي البيشمركة الذين كانوا يتخذون من الجبال أوكارا ، وحتى الحكومة المركزية كانت تتمنى التواصل مع القيادات المتمردة كما كانوا يسمونها من أجل الأمان ، فقد أستنزفت المقاومة الكوردية الحكومة المركزية ، فالمقاومة الوطنية المخلصة تستطيع أستنزاف أقوى الدول وأقوى الأنظمة الحاكمة ، لماذا هذا الخوف من إيران ؟ لماذا هذا الخوف من تركيا ؟ لماذا هذا الخوف من المليشيات ؟ وأنتم تعلمون أيها السادة الحياة لا تمشي مع الخوف ، ولا الأهداف تتحقق بالخوف ، ماذا تنتظرون من أعداءكم ؟ هل تنتظرون منهم الرحمة ؟ أم تنتظرون منهم بعض الأموال يتصدقون بها عليكم ، بعد أن كنتم دولة تصدرون النفط وتأخذون حصتكم من الحكومة المركزية عنوة وتتاجرون مع العالم الخارجي بحرية مطلقة ، أصبحتم تنتظرون الصدقات ، وتسكتون على الكفخات ، أنظروا إلى طالبان كيف هددوا إيران وأخافوها وقتلوا عدداً من جنودها ولم تتجرأ إيران الرد ، أتعرفون لماذا لم ترد إيران وسكتت ؟ لأنها تعرف بأن طالبان قول وفعل ، تعرف بأن طالبان جسارة وتحدي . الشجاع يهابونه جميعاً لأن الشجاع لا توقفه مغريات الدنيا عندما تمس كرامته بسوء . لو جربتم مرة واحدة أن تردوا على الأعتداءات بنفس القوة ، لعرف الاعداء بان الكورد أمة عصية ولا ترضى الذل . ومع أعتداءاتهم المستمرة وقصفهم لمدن كوردستان يطالبونكم بتحجيم قوى المعارضة وقوى التحرر الموجودة على أراضي الإقليم فتستجيبون لهم ، كان المفروض أن تزيدوا من دعمكم لهذه القوى وتدفعونهم للمزيد من المقاومة ، كل التطور والإعمار الموجود في كوردستان أصبح ثمناً للسكوت ، فكأنما لسان حال الأتراك والفرس بأنهم سيحرمون الكورد من هذه النعمة ، نعمة المدن الجميلة والشوارع والبنايات الجميلة ونعمة الإقليم شبه المستقل إذا فكروا بالرد حين يعتدون عليهم ، هذا مقابل ذاك ، أي شعب وأية أمة ترضى لنفسها ذلك ؟ عشرات الصواريخ والمسيرات تقصف أربيل وتوقف حركة الحياة وحركة الرحلات الجوية ولا يوجد رد !!! والله أن القلب ليحزن والعين لتدمع ليس على العدوان الغاشم بل على السكوت الذي يمزق أحشاء القلب .
Related Posts
4 Comments on “من سيقوم بالرد على إيران ؟- كامل سلمان”
Comments are closed.
يا استاذ الكريم أحزاب و القادة الكورد لا يريدون استقلال كوردستان و الشعوب يتحرر بالقوة و أليس في شرق كوردستان اكثر من 15 مليون كوردي و أليس في شمال كوردستان اكثر من 25 مليون و أين هم و لماذا لا يحاربون الفرس و الترك في عمق ديارهم و يقولو الولادهم و رجالهم و نساهم و الشعوب يتحرر بالقوة و نعم يجب الكورد يغيرو هذا القيدات المعفنة و أحزاب معفنه و يجب الشعب الكوردي يحاربون المحتلين في جميع الجزء كوردستان حتى التحرير و نعم بالحرب يتحرر الشعوب و ما بنسبه أمريكا و الدول التحالف و هم لا يحررون الشعوب اذا الشعوب لم يقم بتحرير ارضة و وطنىو لكن شي توخوذ و تحرر بالقوة
الاخ Marvin
الحقيقة شيء مؤلم أن نرى كل هذا الظلم على الامة الكوردية ، حيوانات مفترسة لا ترحم تحيط بكوردستان ، ولو كان بيدهم لقاموا بإبادة الشعب الكوردي ، حاقدون ، مجرمون ، دمويون ، لن يتوقفوا أبداً إلا بمواجهتهم بنفس اسلوبهم وبنفس حقارتهم ، تحياتي
الاستاذ كامل المحترم .. بصراحة فانني وقفت مليا امام مقالكم الذي ملاء عيني بالدموع على ما حصل ويحصل للشعب الكوردي من الام ونكبات على مدى قرون ، وليس صديق سائد قضيته العادلة ما عدا ” الجبل ” الذي يؤازره ويحميه من البطش الممنهج لانظمة المنطقة ، وفي غمرة الحزن ، وانا اقرأ مقالكم الرائع الذي يؤكد اخلاصكم لقضية الكورد ، تذكرت قصيدة للشاعر الخالد ” محمود درويش ” وهو يرثي مجد كوردستان الضائع على يد مجموعة من الاشرار عندما قال : ( الليل يفترس الصباح ، وحقول كوردستان تلعفها جراح .. والتي ختمها في النهاية … عار على بغداد لان دم الاكراد فيها مباح ) وهذا ما يؤكد ان دم الاكراد دائم الجريان امام مرأى ومسمع القائمين على الامور دوليا و محليا دون ان يحركوا ساكنا ، ولعل ابلغ دليل هو ما حصل بالامس في اربيل … مع فائق احترامي وتقديري لكم ..
السيد عبد الرسول علي المندلاوي
كل التقدير لتعليقك الجميل ، رأيك السديد نابع من وعيك وحرصك على أمتك ، كل الطيبين من أمثالك يشعرون بالالم ، ربي يحفظك ويعلي مقامك ، تحياتي