منذ قيام التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية في شباط عام 1979، بمصادرة الثورة الايرانية وإقامة نظام ولاية الفقيه، فإن الشعب الايراني يعاني الامرين على يد هذا النظام الذي يوظف الکذب والخداع والتمويه في کل تحرکاته ومخططاته من أجل تحقيق أهدافه المشبوهة، ومع إن هذا النظام حاول کل مابجهده لکي يقوم بحبك کذباته وخدعه بصورة متقنة حتى تنطلي على الجميع، لکن وکما يقول المثل حبل الکذب قصير، ولهذا فإن أکاذيب وخدع هذا النظام الافاق سرعان ماإنکشفت الواحدة تلو الاخرى وقد کانت لعبة أو مسرحية الانتخابات في مقدمة أکاذيبه وعلى رأس القائمة.
مسرحية الانتخابات التي سيتم إجراٶها في مارس آذار القادم، والتي يحاول النظام خداع الشعب والعالم بها يظهر بأن الاوضاع مستتبة في ظل هذا النظام وإن الشعب يتمتع بالديمقراطية، لکن ومن خلال التجارب السابقة لهذه المسرحية المخادعة فقد ظهرت هشاشتها وسقمها بعد أن تأکد للعالم کله بإستحالة أن تکون هناك ديمقراطية وحرية حقيقية في ظل نظام تم إقامته على مبادئ وأسس وقيم لاتنتمي لهذا العصر، وهذه الحقيقة توضحت أکثر بعد أن تبين للشعب کيف إن هذا النظام يقوم بهندسة الانتخابات ويجعلها تکون بالصورة التي يريدها وتبعا لمتطلبات الاوضاع والمرحلة التي يمر بها.
منظمة مجاهدي خلق التي کانت سباقة لکشف الکثير من أکاذيب هذا النظام وخدعه المختلفة، کانت أول من بادر الى کشف وفضح مسرحية الانتخابات المزيفة في ظل هذا النظام وکونها لاتعبر إطلاقا عن الشعب ولاسيما وقد وضع النظام مجلس صيانة الدستور للإشراف على طلبات المرشحين حيث يتم حذف وإبعاد کل من لايتفق مع النظام ولايٶمن بمبادئه الاستبدادية ولعل ترشح السيد مسعود رجوي، زعيم منظمة مجاهدي خلق لمنصب رئيس الجمهورية وقيام النظام برفض ترشيحه نموذجا وشاهدا حيا على ذلك، إذ کانوا يعلمون بأن الانتخابات لو کانت نزيهة حقا فإن السيد رجوي کان سيحقق إنتصارا کبيرا وهو ماأرعب النظام، ولذلك فإن کل من يعول على إنتخابات في ظل هذا النظام ويعقد عليها الامال، فإنه من دون شك يلهث خلف سراب بقيعة!
مسرحية الانتخابات المزيفة التي سأم الشعب الايراني منها بعد أن تبين له سقمها وکونها مجرد واجهة تمويهية تغطي کذبة کبرى حيث يقوم النظام دائما بتحديد من سيتم إنتخابه وليس الشعب، وإن عزوف الشعب عن المشارکة في الانتخابات التي تجري في ظل هذا النظام، تثبت بأن الشعب قد تيقن الى الحقيقة الساطعة التي أعلنت عنها المقاومة الايرانية من إستحالة إجراء إنتخابات صادقة ونزيهة في ظل هذا النظام، وإن الانتخابات الحقيقية ستجري فعلا بعد إسقاط هذا النظام لأنه أکبر عدو للحرية والديمقراطية وللمبادئ والقيم الانسانية.