==================
التصريحات الامريكية القبيحة لوزير خارجيتها بلينكن من ان واشنطن تسعى للسلام في الشرق الاوسط.وافعال أداء الإدارات الأمريكية المتعاقبة تثبت أنه لا توجد دولة في العالم تنافس أمريكا في تهديدها للسلام الدولي.إن التزامها وحلفاءها بحقوق الإنسان لا يتعدى كونه أسطوريا كاذبا. فهذه الحقوق تتحدد على أساس الإسهامات في حفظ الانظمة العميلة.
لبعض الحكومات العربية حقوق في نظر الإدارة الأمريكية التي تقدم لبعضهم نوعا من الحماية الأدبية، لأن هذه الحكومات ببساطة تسيطر على الشعوب، وتخنقها، وتضمن في الآن ذاته تدفق الثروة إلى الدول الغربية والتي ترتبط مصالحها. هذه مقولة السلام التي تدعي بها ينطبق عليها المثل ‘ إذا كنت لا تستحي فقل ما تشتهي’.ولعل القصة التي أوردها تشومسكي في كتابه » قراصنة وأباطرة « من أن قرصانا وقع في أسر الإسكندر الكبير الذي سأله كيف تجرؤ على إزعاج البحر؟ كيف تجرؤ على إزعاج العالم بأسره؟ فأجاب القرصان: لأنني أفعل ذلك بسفينة صغيرة فأدعى لصا، وأنت الذي يفعل ذلك بأسطول ضخم فتدعى امبراطوراً. هذه هي قصة أمريكا والعالم، وليس أمريكا والعراق فقط ان كون امريكا تدعو للسلام فهي حقيقة غير منطقة ولا تتناسب مع كل الجرائم والأفعال التي تقوم بها وليس لها دلالات وتتحايل الفرصة للتحرك بسرعة من اجل اعادة هيبتها البولونية التي تنفجر في اي لحظة لتغدر بالعملاء العاملين معها وتريد فرض دورها العسكري والسياسي في المنطقة بعد الفضيحة الكبيرة التي وقعت فيها عندما تخلت بكل سرعة اثر الهزائم التي منيت بها في أفغانستان وما تعانيه من ذهاب ماء وجهها في العراق وسورية هي وذيولها، ابتداء من إرسال سفن حربية وحاملات طائرات إلى البحر الأبيض المتوسط وتواصل دعمها لإسرائيل، وصولا إلى الضربات الجوية العديدة على اليمن، وعلى قواعد خصومها في العراق، وفشل إنشاء تحالف دولي لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.وباتت المنطقة تعيش حالة من القلق نتيجة التصعيد الحاصل على وقع العدوان الإسرائيلي في غزة، حتى إن البعض بات يرى أن احتمالية اندلاع حرب عالمية “ثالثة بات وشيكا،” وأن شرارة هذه الحرب قد تنطلق من التوتر الحاصل في الشرق الأوسط. فقد تصاعدت حدة التوترات نتيجة الموقف الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني، في ما يمارسه من إبادة جماعية في الأراضي الفلسطينية، وبالتالي تعرض الوجود الأمريكي في المنطقة إلى مختلف الهجمات من فصائل قريبة من المقاومة، وكانت إدارة بايدن تتعاطى مع التهديدات والضربات بحذر وتدعي بأنها قادرة على احتواء الأزمة، فكان الأمر يسير وفق سياق أشبه بقواعد اشتباك غير معلنة، ضربة هنا يتم الرد عليها هناك، أو سكوت الطرفين على ضربات غير موجعة يتم استيعابها دون اي رد فعل سوى التهديد.وقد صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، ” إن الضربات سوف تستهدف مواقع في سوريا والعراق، تأتي للردًا على استهداف جنود أمريكيين في قاعدة عسكرية في الأردن”.
لاشك ان توقف فصائل الحشد الشعبي عن شن ضربات على الوجود الأمريكي لحين انكشاف الوضع وتقليل التوتر الحاصل. لم تمر وحدث ما كان متوقعا فقد شنت القوات الأمريكية ضربتها على مراكز للحشد الشعبي في العراق تقريبا في كل يوم ما أدى إلى استشهاد عدد من قادة الحشد الشعبي وكانت اخرها الليلة الماضية في استهداف مجموعة من المجاهدين في منطقة المشتل يتقدمهم مقتل القيادي أبو باقر الساعدي،ان هذه الجريمة تعبر عن اصرار اميركا وحلفاءها على العمل بمنطق القتل والوحشية وسفك دماء ابنائنا وعدم الاعتراف باسلوب الحوار والتفاهم، وهو دليل واضح على ان وجود القوات الاجنبية في العراق هو اساس الجريمة والعنف واثارة الفتن، ما يدل ان امريكا ليست لها عهود ابداَ ” كما ان هذه الاعتداء غير المبرر هو تقويض وتنصل عن كل الاتفاقيات والتفاهمات السابقة ونحمل الولايات المتحدة وقوات التحالف نتائج وتداعيات هذا العدوان على أمن واستقرار العراق بشكل خاص والمنطقة بشكل عام و تعد هذه الهجمات الأمريكية بين الحين والآخر على القوات العراقية الرسمية على أراضيها انتهاكًا واضحًا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين، وبالتالي انتهاكًا للسيادة العراقية ، إن “استمرار الاعتداءات الأمريكية على الأرواح العراقية، وانتهاك سيادة بلدنا، هو دليل على الاستهانة والاستهتار الأمريكي بالعراق حكومةً وشعبًا، ومن الواضح أنها ليست في وارد التوقف عن هذه الاستهانة والاستهتار، بل هي مستمرة في اعتداءاتها، رغم الخطوات الإيجابية التي قامت بها الحكومة العراقية الموقّرة، والتزام التهدئة من قبل فصائل المقاومة الشريفة”.
ويحذرالمسؤولون العراقيون من أي عملية عسكرية دون علم الحكومة العراقية وفق الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين. وفي أعقاب الاعتداء الصارخ، دعت العديد من الأحزاب العراقية إلى إلغاء الاتفاقية الأمنية لأن الولايات المتحدة انتهكتها بالفعل. وكانت بغداد قد حذرت مرارًا وتكرارًا من مثل هذه الممارسات التي تعد اعتداءات صارخة على حرية واستقلال الوطن،ان مثل هذه الأعمال تتطلب من كافة السلطات والقوى الوطنية والشعبية الى التمسك بموقف وطني موحد تجاه هذه الجرائم التي تستهين بسيادة العراق وكرامته وتستهدف قيادات امنية رسمية مدافعة عن القيم والمبادئ.
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي