يا وطني!
سأكتب عنكَ رغم كل الأهوال
وسأصدح بإسمك في الأحوال
ما دمت حياً وقادرآ على كتابة المقال
يا وطني!
يا مهد الحضارة والتاريخ ووعي الإنسان بالمقال
وبالموسيقى والشعر والفلك والمسرح والفكر والجمال
ووعيه بفتح جميع الأقفال
أقفال العلم والمعرفة وقصص الحب والبطولة والإبتهال
يا وطني!
سأكتب عنك بكل القوافي والأوزان والأفعال
ولن أدع أن ينال منكَ محتلٌ غادرٌ وشريرٌ ومحتال
قدم إلينا على ظهور الجمال والبغال
من صحاري ربع الخالي وبراري منغوليا الطوال
يا وطني!
سأكتب إسمك على أوراق الزيتون وسفوح الجبال
سفح جودي وسيبان وليلون وأغري وسواعد الرجال
وعلى قبر كل شهيدٍ قضى في درب الحرية والنضال
الشهيد شيخ سعيد، قاضي محمد، مظلوم، عكيد وهفال
يا وطني!
سأكتب عنكَ قصيدة حُبي لألاف الأجيال والأجيال
لتحيا في قلوب الكورد حياة أبدية وفي حلمهم والخيال
وهذه القصيدة أولى أيات شعري وأنار إسمكِ سماها بالجمال
كالشامة في خد حسناء أنعم عليها الرحمن بالبهاء والدلال
يا وطني!
أنت الدم الذي يجري في الوريد وعشقي المثال
أنت الجلال نفسه في نظري والنبل وسحر الخيال
وجنة الألهة التي يحلمها بها كل وليد كحلمه بالهلال
يا وطني!
يا كوردستان لن أرضى عنكِ ألف بديل وكل رأس المال
ولو قدموا لي تعويضآ عنكِ دولة البرازيل والبرتغال
إن مجرد الحديث في هذه الأمر كفرٌ وإجرامٌ يفوق الخيال
يا وطني!
يا وطن الأبطال حريتك ليست محل سؤال
السؤال متى نحتفل بحريتك كإنتصار كاوا أبو النضال
ونرفع رايتكِ عالية والشمس اليزدانية الذهبية في إبتهال
بآمد، أفرين، كركوك، مهاباد، وان، ديلوك، سنه، كرمنشاه، باخاز وشنگال.
24 – 06 – 1996