عندما تريد حل ازمة.. على الطرفين ان يعترفان بان هناك ازمة كبداية للحوار من اجل الحل.. ولكن (ان كان هناك طرف من الاطراف لا يعترف بان هناك ازمة) هنا الطامة الكبرى.. فعندما صرح قبل سنوات (ابراهيم الجعفري) بان الحكومة التي ينتمي لها (ملائكية).. وما صرح به (عبعوب.. بان بغداد احلى من دبي.. ودبي زرق ورق).. وما طرحه (د. علي المؤمن) متخصص بالاجتماعي الشيعي.. (بان الوقت الحالي هو العصر الذهبي للشيعة).. ينصعق الانسان العاقل.. المتلقي .. عندما يسمع ذلك.. فكيف تحاور امثال هؤلاء لحل ازمة العراق وشعبه ووضع الشيعة العرب البائس بالعراق.. ان كان الطرف المقابل (يعتبر وضع العراق وشيعته .. بعصرهم الذهبي)؟؟ كما في زمن صدام.. الذي يطرح اعلامه بان صدام (ديمقراطي) وان الشعب استفتى عليه بنسبة (99.999) بالمائة.. فكيف عند ذاك ستجلس اصلا مع صدام والبعثية للحوار من اجل اقامة نظام ديمقراطي بالعراق مثلا؟
فاذا قلنا ان (المذهب: مرجعيات مزارات اموال حسينيات).. عليه ..(ابناء المذهب: المواطنيين)..
ومفارقة: (المذهب بعصره الذهبي بالعراق..وابناء المذهب بعصرهم المظلم)… (المذهب بمرجعياته وعوائلهم.. لديهم مليشيات مسلحة حشد ومقاومة.. مقابل العراق وشعبه تم اهمال جيشه ومؤسساته العسكرية.. لترجيح مليشيات المرجعية الحشدوية).. (المذهب بمرجعياته وعوائلهم.. لديهم مؤسسات ومكاتب مالية واقتصادية كالكفيل.. مقابل عراق منهار اقتصاده الصناعي والزراعي و الخدمي).. (المرجعية وعوائلها.. لديهم احزاب حاكمة كل منها من وحي مرجعية.. مقابل عراق وشعب.. يعاني من حكم هذه الاحزاب الاسلامية المحسوبة شيعيا).. (ايران ومراجعها وخامنئيها.. يزدادون قوة بالعراق كلما ضعف العراق..).. كيف نفسر كل ذلك؟ فهل هذا ما يتفاخر به البعض من ما يطلقون عليه (العصر الذهبي للشيعة بالعراق والمنطقة)؟ .
فاذا كنا سابقا قبل عام 2003 مهمشين كشيعة بالدولة العراقية..فلماذا يستمر نزيف الدم الشيعي العراقي
ويستمر وسط وجنوب العربي الشيعي مهملا ولا تنعكس عليه الفورة النفطية.. التي تحصل بالعراق .. بعد مشاركة (المطروحين كسياسيين شيعة على الواجهة من احزاب وقوى ومنظمات ومليشيات وتيارات كل منها من وحي مرجعيات) بعد عام 2003 بحكم العراق ولهم الثقل الاكبر فيه ؟؟؟ لماذا نجد بحبوحة العيش تعيشها القوى الاسلامية وقادة مليشياتها واحزابها .. واصبحوا من حيتان الفساد واصحاب المليارات والعقارات الفارهة والمولات.. في حين العراقيين وشيعتهم العرب .. يعيشون بالضيم والبطالة المليونية والفقر وملايين منهم تحت خط الفقر..والعراق بلا صناعة ولا زراعة ولا خدمات ولا طاقة وانهيار التعليم والصحة وغيرها من القطاعات..لماذا المرجعيات اصبحت مع عوائلها وهم يعيشون وتحت تصرفهم الحمايات.. ومؤسسات اقتصادية ومالية كمؤسسات الكفيل التابعة للعتبات.. واستثمارات هائلة.. واذا مرض احدهم يعالج بخارج العراق (بلندن) .. تحديدا… بالمقابل 45 مليون عراقي يعانون من مستشفيات بالية ومؤسسات صحية متهالكة.. رغم الميزانيات الانفجارية.
هذا كله جعل الشارع الشيعي لتوجيه تساؤلاته للمرجعية وللقوى السياسية من (شيعة الحكم والسلطة)..
وجعلهم في زاوية الاتهام.. فاضطهاد الشيعة بالعراق من قبل الانظمة السنية.. جاء لاسباب عدة منها ثراء مناطقهم .. وخصوبة اراضيهم ووفرة مياههم.. وكان (المذهب الشيعي الذي تدهور بان يختزل بمرجعيات وعوائلها..وايران) فاعطى شرعية للقوى الطائفية لاضطهاد شيعة العراق ..من قبل الانظمة السنية الحاكمة ببغداد.. قبل 2003.. وبعد 2003 كذلك اختزل التشيع (بمرجعيات وعوائلها.. وابناءهم.. وايران.. وبمزارات).. فهمش العراق وشعبه وشيعته العرب.. وجر العراق لصراعات دولية واقليمية ليس للعراق وشيعته العرب ناقة ولا جمل.. وفي كلها.. تجني ايران الثمار.. مقابل يخرج العراق خاسرا ارضا وشعبا وثروات وضياع مستقبل الاجيال..فكان لا بد من مواجهة ذلك من قبل العرب الشيعة من خلال تبني قضية تدافع عن ثروات واراضي وخيرات ودماء شيعة العراق بوسط وجنوب من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى.. بكيان موحد سياسيا.. ليكونون قوة للشيعة العرب بالعراق اجمع وحمايتهم من شرور المحيط العربي السني الاقليمي و ايران معا.. وكذلك من اجل الحد من مخاطر تدخل عوائل المرجعيات المتوفين والاحياء بشؤون العرب الشيعة بالعراق سياسيا.. وهذا ما لم تتبناه المرجعية ولا القوى السياسية.. والاخطر لم تسمح المرجعية للعرب الشيعة بالعراق بتبني قضية للدفاع عن عن المكون العربي الشيعي بارض الرافدين..
فسياسة المرجعية هي التي تسببت في بروز مصطلحين (الدفاع عن المذهب)
ومصطلح (الدفاع عن ابناء المذهب).. فالمرجعية لم تتبنى (الدفاع عن ابناء المذهب الشيعي وارضهم وثرواتهم بالعراق) وهذا ما تجهر به المرجعية (بلو قتل نص الشيعة لا تردوا).. بعد 2003 امام مذابح القاعدة ضد شيعة العراق.. ولكنها طرحت واجهة (الدفاع عن المذهب) لتسخر دماء ابناء المذهب لخدمة مراجع وعوائل مراجع متوفين واحياء ولخدمة ايران وهذا ادى لكوارث على شيعة العراق…وكذلك طرحت المرجعية الدفاع عن (الطبقة الحاكمة رغم فسادها.. عبر دعوتها للمشاركة للانتخابات بعد 2003).. ولم تدعو المرجعية للثورة عليهم.. من كل ذلك المرجعية لم تتبنى قضية للعرب الشيعة تنطلق من مصالح العراق وشعبه.. . في وقت القضية هي التي تحمي المذهب وليس المذهب من يحمي شيعة العراق. خاصة اذا ما علمنا بان المذهب يتمثل بكتب الشيعة وحسيناتهم وطقوسهم المنتشرة بالعالم .. بينما دماء ابناء المذهب واراضيهم وثرواته بالعراق تستباح عبر تاريخهم بسبب فقدانهم لكيان يحميهم وقضية توحدهم..
ولم تستثمر المرجعية مصادر القوة لدى شيعة العراق ومنها (اغلبيتهم السكانية، وثراء مناطقهم)
عبر تاريخ العراق.. ولم تطالب بالاعتراف الرسمي بالشيعة العرب كمكون من مكونات الامة العراقية… مما مهد للقوى المعادية للشيعة بعدم الاعتراف بالعرب الشيعة بل وصل الامر الى القول (بان شيعة العراق هنود وفرس وجاءوا مع الجاموس من بلاد السند) لا يفرقون عن مراجعهم الغير عراقيين بالنجف الذين جاءوا من خارج الحدود.. وما يثبت (انانية المرجعية) بان مررت المادة 15 بالدستور تحت معرف (استقلال المرجعية…) وليس (استقلال العرب الشيعة بالعراق).. في وقت شيعة العراق كانوا وما زالو في امس الحاجة الى ذلك.. اي الى ادارة شؤونهم بانفسهم ضمن اقليم موحد بوسط وجنوب العراق.
ويؤكد ذلك تجربة شيعة العراق بعد عقود من الصراع .. ونزيف الدم والمقابر الجماعية.. فاكتشفوا
بانهم كانوا (عراة) سواء قبل او بعد عام 2003.. وفقط مجرد قوى سياسية فارغة المضموم غير متوحدة باديولوجيات جاءت جميعها للعراق من خارج الحدود.. وليس لديها اي امكانيات ثقافية وفكرية على مليء الفراغ بالعراق بعد سقوط حكم السنة والبعثيين وصدام.. بل وجد شيعة العراق انفسهم بعد تخلصهم من طاغوت البعث وصدام .. بانهم (بلا اي قضية.. ومجرد شعارات تقدس بعوائل يا ثارات ال الصدر وتنصيب تيجان على رؤوسهم ايرانية كشعار تاج تاج على الراس علي السستاني.. والمالكي مختار العصر.. وخامنئي ايران ولي امر المسلمين.. وقيس الخزعلي الشيخ الامين.. الخ من هذه الخزعبلات)..اضافة الى حزب مستهلك (حزب الدعوة) الذي لم ينطلق من اي منطلقات شيعية عربية عراقية باعتراف علي الاديب ببرنامج (الملف) بان حزب الدعوة انطلق من منطلقات اقليمية.. اي ليس من منطلقات شيعية عراقية..
والاخطر صراع المرجعيات على الهمينة على ارض العرب الشيعة بوسط وجنوب العراق
.. بصراعات ادت لشق صف شيعة العراق الى (شيعة صدريين وشيعة لا صدريين) و (حوزة ناطقة وحوزة صامتة).. (وولائيين ولا ولائيين).. الخ.. اي شقت المرجعية شيعة العراق عاموديا وافقيا بشكل مخيف..
…….