بالسياسية لا يوجد صدف.. فان ربطنا محاولة اغتيال الاعلامي العلماني (فخري كريم).. وهو ناشر وصاحب مؤسسة ثقافية مؤثرة (مؤسسة المدى للثقافة والفنون).. يوم 23 شباط 2024 التي جاءت بعد يوم واحد من طرح (د. علي المؤمن).. وهو احد منظري الاسلاميين الولائيين.. ويطرحونه تحت عنوان متخصص (بعلم الاجتماع الشيعي).. الذي كتب مقالة يوم 22 شباط 2024 .. بعنوان (فشل الاسلاميين الذريع في اختراق العملية الثقافية في العراق).. والتي دعى فيها (الاسلاميين) للاستيلاء والسيطرة على (العملية الثقافية) بالعراق.. بما كتبه نصا..(الا ان ما حدث بعد 2003 في العراق كشف عن فشل ذريع للاسلاميين الشيعة في الامساك بالعملية الثقافية ووعي اهميتها برغم امساكهم التدريجي بالعملية السياسية وباغلب مفاصل الدولة).. ودعى (د. علي المؤمن) الاسلاميين ان يعون خطورة ادارة ظهورهم للعملية الثقافية والاعلامية الرسمية وشبه الرسمية ومؤسساتها ونقابتها واعتبرها (د. علي المؤمن) بما كتبه نصا ايضا (لا تقل عن خطورة التفريط بالعملية السياسية والامنية، ولا يعون خطورة فشلهم الذريع في الامساك بالعملية الثقافية والاعلامية، وتسليمها على طبق من ذهب للبعثيين والشيوعيين والعلمانيين، الذين باتوا يوجهونها وفق اجنداتهم واهدافهم وافكارهم وخلفياتهم السياسية والاديولوجية، حتى بات الاسلاميين غرباء عنها بالكامل).. واذا ربطنا كلام (علي المؤمن) بحقيقة بان (الاسلاميين) عقليتهم هي استأصاليه.. وخير دليل انهم يمسكون بالسلطة عبر عشرات المليشيات الدموية.. ذات الاجندة الخارجية.. عندها نفهم عقليتهم بتصفية الخصوم .. لازاحتهم للاستيلاء على كل مفاصل العراق..
فـ (د. علي المؤمن).. اعتبر العلمانيين متفردين بالمؤسسات الاعلامية والثقافية والفنية..
وحذر الاسلاميين من ان يظلون مصرين على اهمالها.. ودعاهم لاثبات وجودهم بها وباهميتها وخطورتها.. واعترف (علي المؤمن) بان العلمانيين لم يسيطرون على المؤسسات الثقافية والاعلامية المؤثرة بالشارع العراقي والشيعي العربي خاصة.. بالقوة.. واعترف بمهنيتهم على هذه المؤسسات.. ونشاطهم واندكاكهم بها .. وعبر الانتخابات الحرة ايضا.. وبما ان الاسلاميين عاجزين عن دخول هذا المعترك والتاثير فيه على الشارع.. فكعادة الاسلاميين ومن سبقهم القوميين.. يستخدمون العنف والاقصاء بالاغتيالات والتهديد للهيمنة على هذا القطاع..
وروج (د. علي المؤمن).. بان المتدينين عموما والاسلاميين خصوصا.. محاربون
في هذه المؤسسات ولا يسمح لهم بان ينشطوا فيها بسبب هيمنة العلمانيين .. واعترف بان (العلمانيين هم الاكثرية العددية والنوعية في هذ المؤسسات وان المتدينين والاسلاميين غرباء فيها)..
(فعلي المؤمن).. اعترف بان الاسلاميين فشلوا حتى عندما استبدلوا المسؤول العلماني ..
سواء تمثل بالوزير او وكيل الوزير او المدير العام او رأس المؤسسة والنقابة، بمسؤول اسلامي..فالمشكلة لدى (علي المؤمن) هي مفاصل هذه المؤسسات وتفاصيلها وجسدها.. فاسلاميين الشيعة تسلموا في فترات سابقة المناصب الرأسية لبعض هذه المؤسسات لكن المفاصل والاهداف والتوجهات والنتائج العلمانية لهذه المؤسسات بقيت كما هي..اي رسالة مبطنة بان لا حل (الا الاقصاء الجسدي) للمؤثرين في مفاصل المؤسسة الثقافية والاعلامية.
والاخطر وضع (علي المؤمن) المفاصل التي يجب اجتثاث تصفية العلمانيين من مواقعها..
(اي مسؤول علماني.. ومدراء القنوات الاعلامية ومدراء الشبكة العلمانيين).. حتى يمهد (لاختزال من يتم طرحهم بهذه البرامج على (الاسلاميين) بطرحهم (مثقفين ومفكرين اسلاميين).. فالاسلاميين بعد ان فشلوا بالوصول بعد 2003 بالانتخابات الحرة الى (راس النقابة وفق القانون.. بانتخابات حرة نزيهة.. وفشلوا بالنشاط في النقابة وفشلوا بان يكون لهم وجود حقيقي لنيافسون بالانتخابات.. ليحصلون على رئاستها.. فلم يبقى لهم الا التصفية الجسدية لخصومهم..
فعلي المؤمن .. لا يقبل بمعادلة
(العملية السياسية والامنية بيد الاسلاميين الشيعة.. والعملية الثقافية والاعلامية بيد العلمانيين) ويريد ان (يستولي الاسلاميين الشيعة الولائيين الموالين لايران حتى على العملية الثقافية والاعلامية والفنية).. وبما انهم باعترافه عجزوا عن اختراق العملية الثقافية والفنية والاعلامية.. فلم يبقى امام الاسلاميين كعادتهم سوى التصفية الجسدية لخصومهم.. الثقافيين والاعلاميين هذه المرة.. لان علي المؤمن يعتبر من (بديهيات تكوين الاسلاميين وغاياتهم واهدافهم هو السيطرة على المؤسسات الثقافية والاعلامية لان هي احدى ادواتهم الاساسية قبل العملية السياسية وسبيلهم لصناعة العملية الثقافية وتوجيهها نخبويا واجتماعيا وشعبيا).. والاخطر يعتبر (علي المؤمن) بكل مخالفة للواقع بان هوية الاسلاميين منبثقة من هوية العراق الثقافية ومن الانتماء الاجتماعي الديني للشعب العراقي.. ونسال كيف ذلك.؟ وان الحركات الاسلامية واديولوجياتها ومرجعياتها هي مستوردة من خارج الحدود.. ولم تنبثق من هموم ومصالح وثقافة الشعب العراقي.. والعربي الشيعي خاصة.. (فحزب الدعوة نسخة طبق الاصل من الاخوان المسلمين المصريين السنة.. والولائيين من ايران خميني.. والمجلس الاعلى والمليشيات الولائية جميعها اديولوجيات اجنبية ايرانية مستوردة من خارج الاطر العراقية.. ولم تحمل هموم عراقية داخلية باعتراف علي الاديب القيادي بحزب الدعوة (ايراني الاصل وابيه موظف في ايران).. بان حزب الدعوة تاسس من منطلقات خارجية ومن هموم من خارج العراق..كحال (البعثيين والشيوعيين) ايضا اديولوجيات جاءت للعراق من خارج حدوده وهمومه الداخلية.. من سوريا ميشل عفلق الشامي.. ومن روسيا الشيوعية..عليه (الاسلاميين والقوميين والشيوعيين جميعا غرباء عن هوية العراق الثقافية وانتمائه الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي)..وجميعهم عملوا بشراسة وما زالوا ضد هوية العراق الوطنية.. منذ تاسيس الدولة العراقية ولحد يومنا هذا.. فهم اميون في مجال استحقاقات الهوية العراقية ولوازمها ومعارضون لجوهر الثقافة العراقية ويعملون بالضد منها…(علما د. علي المؤمن) اجنبي عن العراق ايضا.. وهو بحريني.. ويوالي ايران جهارا.. ويدعم الطبقة السياسية الحاكمة فسادا بالعراق منذ 2003.. وكنت اتمنى ان تكون دعواته لاجتثاث الفساد واحزاب الفساد والمليشيات الحامية للنظام السياسي الفاسد بالعراق.. بدل ان يدعوا لتصفية العراقيين على اسس ثقافية وفكرية واعلامية..
وختم (علي المؤمن) .. مقالته بالتحذير..
باعتباره (فشل الاسلاميين الشيعة الذريع في مجال العملية الثقافية في العراق.. بالرغم ان هيمنتهم النسبية على العملية السياسية.. تعني باختصار فقدانهم الوعي بالاهمية المصيرية للعملية الثقثافية والاعلامية والفنية.. وعدم تحسسهم خطورة عدم تواجدهم الكمي والنوعي في مؤسساتها ..).ورغم محاولة (د. علي المؤمن) بتصوير دعوته بالسلمية.. فاننا نفهم عقلية (الاديولوجيات الشمولية الاقتصائية).. فهو يذر الرماد في العيون.. بدعواته للمنافسة.. ولكن الحقيقية ان الاقصاء والتصفية الجسدية هي طريق السموم الثلاث على مائدة السياسية والثقافية العراقية (الاسلاميين والقوميين والشيوعيين).. ضد اي توجه وطني ثقافي او سياسي او اعلامي او فني..