.(ماذا اشتغل هؤلاء..وكونوا الثروات بظل عراق منهار صناعيا وزراعيا منذ ٢٠٠٣)..(العراق صدقة جارية للمتنفذين والجوار)..
(الاوليغارشية بالعراق.. تتمثل بـ 16 الف مليونير..و36 ملياردير).. هذه ما كشفته دراسة فرنسية.. وخطورة الاوليغارشية تخلق (ديمقراطية فوضوية وجماهير خائبة).. (فهي تمول الاحزاب ..من اجل استخدام السياسيين للتأثير على القوانين التي من شانها تقوي ارباحهم.. فاخطر ما يهدد وجودهم هو مخاوفهم من مصادرة ثرواتهم ومتابعتهم قانونيا ودوليا.. مما يهز ضمان احتكارهم للمال والسلطة) …..(كما في اوكرانيا مثلا.. نجد من شروط انضمان اوكرانيا للاتحاد الاوربي هي مكافحة الاوليغارشية..لتقليل تاثيرها على السياسية الاوكرانية.. لتاتي دراسة اوكرانية حول ما يسمى (قانون مكافحة الاوليغارشية)..من قبل لجنة البندقية التابعة لمجلس اوربا.. اوصلت بتفعيل قوانين من اين لك هذا.. وبعدم السماح لهم بتمويل الاحزاب .. وعدم المشاركة في عمليات الخصصة.. وتقديم اقرار دخل خاص..الخ.. وبعض الدول تسعى لاجتثاثهم ومصادرة جميع اموالهم المنقولة وغير المنقولة ومحاكمتهم باشد العقوبات ومطاردتهم دوليا للهاربين ومتابعة الاموال التي هربوها خارج دولهم..(فالاوليغارشية بالعراق.. خطورتها بان ادامة ثرواتها وتضخمها تاتي من استمرار سرقة موارد وميزانية الدولة.. وليس عبر مشاريع صناعية وزراعية وغيرها).. والاخطر (انهم يتكاثرون .. فابناءهم كبروا.. ويراد ان تكون لهم ثروات خاصة بهم باخذ مواقع ابائهم او مواقع حساسة بالدولة ومفاصلها .. مما يصل بالعراق بان ميزانياته لن تكفي ادامة ثروات الاوليغارشية)..
لذلك تسعى الاوليغارشية بالعراق لضمان الحكم الامتيازي لهم .. كطبقة اجتماعية محدودة الحجم ..
(فحكم القلة من فاحشي الثراء- الاوليغارشية)..بالعراق..كسبوا اموالهم من الاعمال المشبوهة مع الدولة والاستيلاء على اصول الدولة وعقودها وتهريب موارد البلد ومنها العملة الصعبة والنفط وتجارة المخدرات والسلاح وغيرها من الوسائل المشبوهة.. (فهذه القلة الثرية)..التي ليس لها رصيد جماهيري فتعتمد ببقاءها على النفوذ الاجنبي.. وتلجئ لدوائر التأثير في السلطة (المؤسسات الدينية والعشائرية والسياسية والمليشيات وحتى الاكاديمية).. لتعطي لهذه الفئة القليلة عوامل البقاء واتساع ثرواتهم.. لذلك تسعى (الاوليغارشية) للتمسك بالسلطة السياسية والمسلحة للاستئثار بالسلطة..لتنتهي بحكم الطغيان.. كطريق لتحافظ (الاوليغارشية على ثرواتهم المشبوهة).. وننبه (ان الاوليغارشية باوكرانيا مثلا هم اصحاب مصانع ومعامل) .. (ولكن الاوليغارشية بالعراق ثرواتهم لم تبنى على صناعة او زراعة بل عبر وسائل مشبوهة من سرقة المال العام والتهريب وتبيض الاموال).
فهذه القلة الصغيرة من المجتمع.. (تتميز بالمال او النسب او السلطة العسكرية)..
(فاصحاب النسب الديني والعشائري يعطون شرعية لهذه الاوليغارشية وعبرها جموعوا هذه الثروات).. وبثوا نفوذهم بمفاصل السلطة العسكرية (المليشيات) التي يدعمونها (كحراس لنظام حكم الاقلية المستأثرة بالاموال).. والاخطر ان (الاوليغارشية .. تسعى عبر الديمقراطية .. لتعملان ضمن نظام واحد).. وتطرح هذه (القلة الفاحشة الثراء) نفسها بانها (نخب المجتمع العراقي الجديد).. وتميل هذه النخب الى الحكم بما يخدم مصالحها الخاصة باستخدام كل الوسائل وخاصة المشبوهة منها.. على حساب مصالح الغالبية من الشعب وعلى حساب مصلحة العراق كدولة ايضا.. والخطورة (ثقافة القلة الثرية فاحشة الثراء).. هي (ثقافة فوقية).. خطورتها تنبع من ازاحة الهويات الجوهرية لمجموعات من الناس.. واعلاء هوية اخرى للقيام بوظيفة واحدة تتمثل في خدمة الفئة الاوليغارشية الصغيرة.. وخطورة الاوليغارشية هذه.. تسعى لبقاء دائرة الفقر تتسع بين الناس.. ليقدمون الفقراء انفسهم وقودا لزعماء (الاوليغارشية) الذين بعضهم زعماء الطوائف والعشائر القابضين على مقاليد الطائفة والمزودين بهذه الهوية الطائفية للوصول الى الحكم وفرض النفوذ و الهيمنة.
فما نشره المركز الفرنسي للابحاث حول العراق (CFRI) عن التفاوتات الاجتماعية فيه.. ذكر
عن وجود 36 ملياردير واكثر من 16 الف مليونير في العراق…. (فهؤلاء من يمثلون العراق الجديد المغمس بالفساد والانحطاط الاخلاقي تحت غطاء الدفاع عن الدين والمذهب والقومية).. ليتبين بان المال السائب .. يفتح شهية التسليب لميزانيات العراق.. ليتبين بان العراق منهوب من الوريد للوريد.. علما (اتساع نسبة الفقراء).. تعكس (اللامساواة الاقتصادية..وعدم التوزيع العادل للثروة وتركزها بقلة احتكرتها)..
ليطرح سؤال: ماذا اشتغلوا هؤلاء وكونوا ثرواتهم..بظل عراق منهار صناعيا وزراعيا وخدميا
وصحيا وتعليميا وبمجال الطاقة…منذ ٢٠٠٣.. ونسال (هل هؤلاء يخضعون للضرائب مثلا.. كما في دول العالم)؟ فإن عدد المليارديرات في العراق يعادل (9 دول).. مجتمعة: (المجر، رومانيا، البرتغال، هولندا، الدنمارك، نيجيريا، الإمارات العربية المتحدة، الكويت ولبنان).. في وقت ملايين العراقيين تحت خط الفقر…. فهؤلاء (المليارديرية والمليونيرية).. يتسببون بتدني الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتفشي الفقر والعوز بالعراق وارتفاع نسبة البطالة التي تصل بالعراق الى اكثر من (40%) من السكان..وربع السكان تحت خط الفقر.. وثلث الشباب يعانون البطالة .. وملايين النازحين والمهاجرين.. وحسب وزارة التخطيط تشير بان هناك محافظات اكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر.. مقابل ثراء هذه الفئة المستبدة بالثروة بالعراق
ليتبين ان ميزانيات العراق مجرد بنك مالي مفتوح للسرقات من قبل الجوار والطبقة الحاكمة فسادا
بالعراق والموالية لايران.. فتضخم الثروات المالية لدونية المجتمع الذين تحكموا بالعراق بعد 2003.. تسببوا بتفاوت اجتماعي رهيب..وعدم مساواة اجتماعية..وانهيار للعدالة الاجتماعية..وانقسام المجتمع بين (طبقة عليا تعتاش على ميزانيات الدولة المفتوحة لهم).. وبين (طبقة الاغلبية المرهقة التي تناضل من اجل البقاء.. وبينهما .. اختفت الطبقة المتوسطة ..
ليطرح سؤال (من هؤلاء)؟ وكيف طفت هذه الاقلية على السطح بهذه السرعة ..
فهذه الاقلية المهيمنة على الثروة.. وتطرح (نخب بالعراق الجديد، والبرجوازية الجديدة).. تتشكل من (كبار المسؤولين التنفيذيين في الأحزاب السياسية ومنظمات الميليشيات، فضلاً عن مديري الشركات التابعة لهم، والنواب والوزراء الحاليين أو المتقاعدين، والعائلات التي تنتمي إلى البرجوازية العليا والدنيا، والمجموعات الإعلامية المؤثرة، ومديري الشركات المتوسطة، أو الكبيرة المرتبطة بدول النظام الإقليمي (إيران، تركيا، دول الخليج))..فهؤلاء يعيشون ترف العيش سواء داخل او خارج العراق.. ليتبين بان (الخيانة جسر للثراء بالعراق.. لان عبر الخيانة تحصل على دعم ايران وتركيا ومصر والخليج وسوريا والاردن للاستقواء بهم على الشعب العراقي المسحوق بالداخل).. وليتبين بان الفساد المهول وثراء هذه الطبقة الفاسدة.. لم يحصل لولا المرجعية التي تشرعن سرقة المال العام بالعراق تحت بند مجهول المالك.. علما ان الديمقراطية هي حكم يسعى لانتشال الفقر عن الطبقة الفقيرة بالمجتمع .. والاوليغارشية هي حكم القلة من الاثرياء فاحشي الثراء.. التي جاءت اموالهم عبر طرق مشبوهة..