سمِّه ما تشاء, مضطرب مهمل كسلان لا أُبالي جاهل ساذج فاقد القيادة ……. كلها ناتجة من الإضطهاد المميت المتواصل لأربعة عشر قرناً, ولم يتوقّف إلاّ بعد الحرب العالمية الأولى حين فرض الحلفاء العلمانية المطلقة على أكبر دولة إسلامية يرأسها الخليفة وليُّ الدم, وفرض الدساتير الإنسانية على من إستقلَّ عنها مثل العراق, بل لم يتوقف حتى في القرن 21 عندما وجد داعش له متنفّساً لبضعة أيام فقط, فكشف عن الحقيقة الدموية الفظيعة التي مرّ بها هذا الشعب الرائد في الحضارة والعلم, لكن هذا لا يعني أن نستمر في التقوقع والخوف أو اللامبالاة أو الإعتماد الكلي على الأجانب الذين لم يكتبو كلمةً صحيحة عنهم بل أنهم لا يعلمون شيئاً عنهم على الإطلاق هم لم يرو من الئيزديين غير القشر الخارجي .
نحن هنا, وبمناسبة ليلة الشفبراة أعظم حدث في التاريخ الداسني وميلاد الدين الئيزدي الحالي أثناء نهضته القصيرة جداً تحت ظل الحكم الأيوبي (580 ــ650 هجري), هذا العيد الذي يعتمد التوقيت القمري قد أتقنه علماؤنا الأميّون المبجلون العظام لمئات السنين دون خطأ, ما أن تناوله الكتبة المعاصرون حتى ضيَّعوا رأس الخيط ونهايته, لا تاريخ ولا دين ولا تقويم, حتى التقويم المسيحي أصبحوا يتنازعون عليه, إنحرافاتٌ وبدع من كلّ شكلٍ ولون , ولو أن أيّ شعب من شعوب العالم كان لديه مثل هذا العلم الدقيق في ضبط التقويم القمري لا يعتمد على الرُؤية ولا التلسكوب الفلكي, لكان قد أعلن عنه منذ مئات السنين, لكن الئيزديين لا يهملونه فقط بل لا يعترفون به وفي كل يومٍ وساعة تتعالى الأصوات لتوحيد البِدع مثل تقويم الفقراء الذي حرّفوه ليسبق المركًه بأسبوع لا لشي, فقط لأجل الإختلاف.
لقد أتقن الئيزديون مقدار السنة القمرية دون الإستعانة بالتلسكوب الفلكي أو الأبوللو ولا السفن ولا المكوكات الفضائية بل بإستخدام المسبح واتقان الملاحظة الدقيقة فتأكدوا أن السنة القمرية تتأخر عن الشمسية بمقدار 11 يوماً وساعة وربع الساعة وأصبحوا يُحددون التاريخ القمري بإعتماد التقويم الشمسي الثابت حسابه فيكون التوقيت القمري ثابتً أيضاً وهكذا::
أساس السنة +تسلسل الشهر إعتباراً من آذار+تاريخ اليوم اليولياني ــ 30 إذا زاد الحاصل عن 30
وإتخاذ آذار أساساً للسنة يعني بكل تأكيد أن الداسنيين كانوا يتبعون التاريخ الكوردي الفارسي الذي حدده زرادشت كاول شهر في السنة وليس نيسان , وهذا التوقيت أيضاً له سنة كبيسة كل عشرين سنة , وفي كل عام يُضاف للأساس 11 يوماً حتى يُصادف الصفر حينها يُضاف 1 فتكون الكبيسة, فمثلاً في هذا العام 2723 ك كان الأساس (21) وفي العام القادم يُضاف 11 يوماً فيصبح (2) ثم 13 ثم 24 ثم 5 وهكذا عبر مئات السنين دون إختلاف إلاّ في يوم واحد أحياناً وهذا هو شأن التحديد القمري بكل الوسائل كالآتي:
أساس السنة +تسلسل الشهر إعتباراً من آذار+تاريخ اليوم الشرقي ــ 30 إذا زاد الناتج على 30
فكان العيد في هذا العام يصادف ليلة الأحد 25 شباط غربي 12 شباط شرقي:
21 +12 +12 يُساوي45 ــ 30 يُساوي 15 شعبان
وسنوياً يُضاف 11 يوماً على الأساس وهكذا يكون الأساس في العام القادم 2724 ك :
فيكون الشفبراة القادم: 2 +1ك ثاني ش+ 12 ت = 15
والذي يليه: 13 +21 ك أول ش+11 ــ 30 = 15 شعبان
أكّد لنا هذا الفقير خديدا نجل الفقير المرحوم حاجي شمو في موسم نضج التوت في 2022 وكان دقيقاً في تحديده.
في يوم الإثنين الثامن عشر من شوال, الخامس والعشرين من نيسان 2023 أيضاً كان دقيقاً:
الأساس 21+25 نيسان ش +تسلسل 2 ــ 30 = 18 شوال
وربما سنرى في 2030 أن الشفبراة سيحل بعد عيد الصوم بأربعة أيام, بنفس الطريقة :
أساس 27 + 8 ك أول ش+ 10 ت ــ 30 = 15 شعبان
وعيد الأضحى القادم إن شاء الله سيحل في 17 حزيران 2024
2 +4 +4 = 10 ذي الحجة
إنه حسابٌ مدهش لا يمكن ضبطه بغير التلسكوب , فمن كان هذالعبقري الذي إبتدعه؟
عيد الشفبراة هو ليس عيداً حديثاً ظهر بعد الإسلام كما يظن البعض, لكن التوقيت الهجري يكون قد صادفه مرةً وزحف معه بسبب سلطة الإسلام الذي له ليلة 15 شعبان بنفس المعنى, وهو في الأساس عيد بداية الشتاء وبداية الجلة وهو عيد الشمس (الصوم) وأطول ليالي السنة والإنقلاب الشتوي, خمسة مناسبات في يوم واحد, وقد كان يُوَقت بالمناخ وليس بأيّ تقويم ميلادي أو غير ميلادي فجميع الأعياد المزداسنية الميثرائية قد سبقت جميع التقاويم والحسابات, فلما ظهرت التقاويم وحُددت تعدادات الأشهر والفصول إستقرّت في يوم مسمى من الأسبوع في الفصل المناخي المعلوم وهي هكذا حتى اليوم تتأرجح ضمن أسبوع. في هذا العيد وُلد الدين الئيزدي بعد جفاء بين الأسر الشيخ المتزعمة, هذا الجفاء الذي أعقب وفاة الشيخ عدي الثاني في حدود 623 هجرية فكان تململاً توّج بالمصالحة في 630 هجرية وسلمت الزعامة للمير القاطاني محمد الباطني ووضع الحد والسد ونظمت الشهادة ووزع المريدون على الأبيار والشيوخ كما هو جليٌّ واضح في مشور ختي بسي.
حاجي علو
25 شباط 2024