هناك تشابه كبير بين القضية الفلسطينية والقضية الكوردية ، شعبان سلبت حقوقهما ، شعبان يناضلان من أجل الحرية ومن أجل حقوقهما الوطنية ، ولكن هناك مفارقات غريبة ، لا يوجد كاتب كوردي لم يكتب عن القضية الفلسطينية ولم يدافع عن القضية الفلسطينية وبالمقابل لا يوجد كاتب فلسطيني واحد دافع أو يدافع عن القضية الكوردية ، وإذا وجد هذا الواحد فأنه يكتب ضد القضية الكوردية ، الكتاب والمثقفون الكورد يدافعون عن كل قضايا الشعوب الإسلامية وشعوب المنطقة وخاصة الشعب الفلسطيني ولا أحد يدافع عن قضيتهم . هل الأمة الكوردية فيها عيب لكي تدافع عن الآخرين ، والآخرون يعملون بالضد منها ؟ قالوا لأن القضية الفلسطينية إرتبطت بالدين الإسلامي من جهة ومن جهة ثانية أرتبطت بالقومية العربية ؟ طيب ، ألم يرتبط الشعب الكوردي بالدين الإسلامي ؟ ألم يرتبط الشعب الكوردي بقضايا الأمة العربية منذ مئات السنين ؟ قالوا نعم ولكن الطرف المضطهد للشعب الكوردي أيضاً مسلم فليس من الصواب الوقوف ضده . بمعنى أخر إذا كان الظالم مسلم فله حسنتان عندما يظلم ، وظلمه يكون شرعياً حتى ولو عمل على إبادة الشعب الكوردي ، بينما الطرف الذي يظلم الشعب الفلسطيني غير مسلم فليست له أية حسنة حتى وأن أحسن التعامل مع الشعب الفلسطيني ، ولكن أيها السادة ، أن هذا الذي يظلم الشعب الفلسطيني سمح لهم بالغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية ولم يقطع عن الفلسطينين الرواتب ولم يمنع عنهم الدعم الخارجي ولم يستخدم الأسلحة الكيمياوية والمسيرات والصواريخ البالستية ضدهم ، ولم يأخذ نساءهم سبايا ، ولم يبع نساءهم في سوق النخاسة ولم يرسل عليهم الإنتحاريين ، كل هذا لم يفعله أحد بالشعب الفلسطيني ولكن فعلوه بالشعب الكوردي ، وإذا صرخ المثقف الكوردي بأن قضيته أولى من القضية الفلسطينية أتهموه بالتعاون مع الصهيونية وبأن الكورد حلفاء لإسرائيل مع العلم أن إسرائيل هذه الدولة التي تسمونها لقيطة تتعاطف مع الشعب الكوردي و كوردستان وتشاركه الآلام من باب إنساني ، لا من باب ديني ولا من باب قومي وهذا شعور مرحب به ، لكن كوردستان تأبى أن تتناسى مظلومية الشعب الفلسطيني ولا تعطي الحق لمن يضطهد هذا الشعب رغم جراحات الأمة الكوردية التي سببتها طعنات خناجر الغدر التي سددتها الأيادي الآثمة من هؤلاء الذين ينادون بحق الشعب الفلسطيني ، وهاهي الأمة الكوردية تتلقى الضربات الموجعة من داعمي الشعب الفلسطيني القوميين والدينيين ومن كل من رفع راية الإسلام وجعل جهاده الأول يبدأ به ضد الكورد ، هكذا فعلت راية الله أكبر الصدامية وراية الله أكبر الإيرانية وراية الله اكبر الداعشية ، ثلاثة رايات جميعها ابتدأت جهادها المقدس ضد الكورد بدأت خطواتها الأولى لتحرير القدس بضرب الكورد ، خربوا ديار الكورد وهجّروا عوائلهم وقتلوا أبناءهم وسبوا نساءهم تحت راية الله أكبر . . أنا لا أعتبر ما يفعله المثقف والكاتب الكوردي عندما يدافع في كتاباته عن قضايا الشعوب المظلومة بان تصرفه عيب ، بل بالعكس فهذا دليل وعيه و رقي ونبل الإنسان الكوردي ولكن العيب والمنقصة في الطرف الذي لا يجازي الإحسان بالإحسان ، فالكوردي هنا أثبت بأنه إنسان نبيل عرف معنى الإنسانية وتفوق على من حوله بالنبل والإحسان .
أنظروا إلى الفارق بين الكاتب الراقي والكاتب الوطيء ، الأول لا ينظر بكتاباته إلى عنوان المظلوم وديانته وقوميته وإنتماءه بل ينظر إلى الظلم الذي يتعرض له ، فهو ضد الظلم واشكال الظلم وعين الظلم إينما كان ، بينما الكاتب الواطيء ينظر في كتاباته إلى المظلوم من باب قوميته ودينه ومذهبه وانتماءه ، فتراه يكتب بحقد وكراهية ضد المظلوم الذي يخالفه الرأي أو المعتقد ويمجد الظالم الذي يلتقي معه بالمعتقد ، فلنذهب ونضع هذا المعيار في المقالات والكتابات التي تنشر هنا وهناك ومن خلالها نتعرف على السر الذي جعل مجتمعاتنا تعيش الظلام الدامس والتخلف وجعلت مجتمعاتنا تعيش أسوأ الحقب التأريخية ، هذه المفارقات للأسف الشديد لا ينتبه لها إلا القليل رغم وجود الكم الهائل من المثقفين وأصحاب الاقلام .
ما مات من عاش كريم النفس أبدا
بل مات من عاش شحيح الكرم ِ
يا استاذ الكريم تحياتي لك. و ثم عار على كل كوردي اذا كان يدافع عن فلسطين و ما علاقة الكوردي بفلسطين و إسرائيل على حق و هذا أرض بني إسرائيل و الكوتب السماوية يثبت هذا و لكن يجب على كل كوردي ان يهتم بارضا و وطنة و قوميتة قبل كل شيء و العدو هو العدو اذا كان عربي أو تركي او فارسي . و القومية فوق كل شيء . و لك تحياتي
الاخ Marvin
لكي يحتفظ الإنسان بالمبادىء الاخلاقية الصحيحة ، سيجد كثرة الأعداء والكارهين له ، تحياتي لك و لمتابعاتك و تعليقاتك المستمرة الجميلة . الف شكر لحضورك
استاذ العزيز كامل… …. جل واعز احترام لشخصكم الكريم… .
..جنابكم عبرتم عن هذا الموقف الإحسان بالاحسان وطبيعي هذا رايكم الإنساني وراي المجتمع الواعي وصاحب الضمير..ويا ترى ما راي القوميين المتعصبين من الكورد وغير الكورد من هذا الموقف.قد يجوز يقولون هذا ضرب من البلاهه…..كامل الوفاء والاخلاص للحقيقه….محبتي
استاذ خدر ، كالعادة ملاحظاتك لها طعم خاص ، أنا أتفق معك إلى ما ذهبت إليه ، ولكن أنت تعلم بالنسبة للكاتب يريد إيصال رسالة تخدم الإنسانية قبل كل شيء ، تحياتي ومودتي
تعليق على كلام استاذ خدر المحترم. يا استاذ خدر . من أخطاء الكورد اذا لم يكونو متعصبين قومين و من خطاء اذا الكورد لم يعلمو اولادهم على حب الوطن و القومية. و هنا اذا لو كان الكورد من اول يوم متعصبين قومين و كان الان هم مستقبل ارضن و شعبن و لم يكونوا تحت احتلال عربي و تركي و فارسي و الشعوب يتحرر بالقوة و عندما يكونون متعصبين قومين و يدافعون عن أوطان بروح و الدم و يا استاذ الكريم لك تحياتي
الاخ العزيز الاستاذكامل سلمان المحترم كل ما ذكرته من حقائق ووقائع فى هذا المقال الثمين هو عين الحقيقه والصواب فى عالم اليوم الذى ضاع فيه كل القيم والمقاييس وضحت وشرحت فيه الفرق بين معانى ودلالات كلمتين الراقى والواطىء والسامى والوضيع والظالم والمظلوم فعندما يطالب الشعب الكوردى المسلم و المسالم بحقوقه المشروعه والمسلوبه هذا الحق الذى يقره ويعترف به كل شرائع الارض والسماء وبما فى ذلك حق تقرير المصير يتهمه العنصريون والشوفينيون والطائفيون وحتى الاسلاميون واعداء الحرية والانسانية والتعايش والسلام بانهم ارهابيون و عصاة وخارجون عن القانون وانفصاليون وعملاء لاسرائيل وامريكا ويتعرضون للقمع والاضطهاد والترهيب والتنكيل وتجييش الجيوش وباستخدام احدث وافتك الاسلحه والى حد الابادة الجماعيه وباستخدام السلاح الكيمياوى وامام انظار العالم المنافق والساكت والمتواطىء بارك الله بكم وبكتاباتكم المتميزه ووفقكم وادامكم
الأخ ابو تارا المحترم
شكراً لمداخلتك وملاحظاتك القيمة ، كل الحب والاحترام لأرائك السديدة ، وفقكم الله لخدمة الكلمة الصادقة ، تحياتي