طموحات بغداد وأربيل تقفان على طرفي نقيض ، طموح وحلم الحكومة العراقية بإعادة إقليم كوردستان كمجموعة محافظات تابعة إلى بغداد حالها حال المحافظات الجنوبية والوسطى والغربية وقتل الحلم الكوردي بالاستقلال الى الأبد . يقابله الطموح والحلم الكوردي بقيام كيان مستقل للأمة الكوردية ، اسلحة الحكومة العراقية في نجاح هذه المعركة لصالحها ورهاناتها كثيرة وأولها المحكمة الاتحادية العليا ذات القرارات غير القابلة للطعن والاستئناف والنقاش ، ثم يأتي دور الإقتصاد وتبعية الإقليم اقتصادياً للحكومة المركزية من خلال رواتب موظفي الإقليم ورواتب البيشمركة ثم الرهان الثالث وهو ضعف تماسك الوحدة الداخلية للقوى والأحزاب الكوردية وسهولة إختراقها ، يقابله تفوق عسكري حكومي كبير مدعوم من دول إقليمية كبيرة تحيط بكوردستان وتحديداً تركيا وإيران وسوريا وروسيا . . إذاً هناك صراع مصيري وتصميم غير قابل للتراجع من قبل الحكومة العراقية ودول الجوار في إعادة محافظات إقليم كوردستان إلى الحضن العراقي وإنهاء إقليم كوردستان و وأد الحلم الكوردي الى الأبد ، هذا الحلم هو عراقي خالص في الشكل واللون والطعم ، ولكنه إيراني تركي في التخطيط والمسعى والمضمون . في الجانب الأخر هناك الطموح والحلم الكوردي بتعزيز قوة الإقليم سيراً نحو قيام الدولة الكوردية والأسلحة التي يراهن عليها الكورد أولاً هي الإرادة والتحدي عند الشعب الكوردي ومن خلفهم الجبال الشامخات ثم يأتي الرهان الثاني وهو دور الرمال المتحركة في السياسة الدولية والمتغيرات التي تحصل في المنطقة ، ثم الرهان الثالث وهي القوى المحبة للحرية والسلام في العالم . أمريكا الدولة العظمى رقم واحد في العالم لم توعد القيادات الكوردية بدولة مستقلة ولكنها وعدتهم أكثر من مناسبة بالحفاظ على كيانهم والدفاع عنهم في حالة تمسكهم بوحدتهم ودعم الديمقراطية ، ولكن السياسة الإيرانية في كوردستان كانت أكثر فاعلية وتوغلاً في إفشال الوحدة الكوردية وضرب الديمقراطية عندما استطاعت شق التماسك الكوردي عرضاً لتقول للعالم ولأمريكا لا تراهنوا على هؤلاء الذين يضعون مصالحهم فوق مصالح شعبهم ولتقول للعالم أيضاً لا ديمقراطية في هذه البقعة من الأرض ، وأستطيع الجزم بأن السياسات الإيرانية التركية قادرة على شق التماسك الكوردي طولاً وعرضاً وجعل الكورد بدل أن يكونا فريقين يختصمان تجعلهم عشرة فرق يختصمون ، أكيد عندما تلاحظ الدول العظمى ودولة مثل أمريكا والدول الغربية هذا الضعف في التماسك الداخلي الكوردي وسهولة أختراق الوحدة الداخلية من قبل أعداء الكورد ستفقد الثقة بالكورد وستتخلى عنهم ، أما رهان الكورد الأقوى مهما تمزقت وحدتهم ومهما تراجعت مكانتهم ، رهانهم هي الحروب التي ستعصف في الشرق الأوسط قريباً ، وهذه الحروب قادمة لا محالة ، طالما هناك تحدي من قبل إيران واتباعها لدول العالم الغربي وأمريكا ، والكل يعلم بأن أمريكا قادرة على تغيير الموازين ، فالحروب القادمة هي قارب النجاة دولياً لكوردستان وتحقيق بناء الحلم الكوردي ، ولو لم تخترق إيران الوحدة الداخلية الكوردية وبقي الكورد متماسكين لكانت فرصتهم في بناء دولتهم المستقلة أكبر دون إنتظار المتغيرات الدولية ، ولو لم يعول الاقتصاد الكوردي ورواتب موظفيها ورواتب مقاتليها على الحكومة العراقية وبقيت كوردستان شبه مستقلة اقتصادياً لكانت كوردستان اليوم في وضع سياسي اقوى ، فحتى اللحظة اسلحة ورهانات الكورد اكثرها متروكة للقدر لأن الأسلحة الاساسية فقدوها منذ اول مواجهة مع الحكومة المركزية وهي فقدان تماسك الوحدة الداخلية وفقدان الأستقلال الاقتصادي . . ماذا يعني فقدان تماسك الوحدة الداخلية ( ببساطة تعني بأن المصالح عند القيادات الكوردية فوق المبادىء ، يعني إنهم حسبوا المبادىء مغانم وسلطة فلم يستطيعوا إدارة اللعب السياسية بذكاء بل كانوا مشغولون بتثبيت أركان سلطتهم وأصبحوا هم اللعبة بيد تركيا وإيران من حيث لا يشعرون ) وللأسف هذه نقطة ضعف كبرى عند القيادات الكوردية يجب الأعتراف بها و التعجيل في معالجتها ، فمازالت الفرصة قائمة للتصحيح لأن كوردستان لم ولن تسقط مهما ساءت الظروف إلا إذا أصرت القيادات الكوردية على إسقاطها بأيديهم .
دول الجوار العراقي تريد عراقاً موحداً لا حباً بالعراق ولكن خوفاً من قيام دولة كوردستان الواسعة ، وقد جربوا في السابق ان جعلوا العراق ضعيفاً فأنبثق إقليم كوردستان الذي سبب لهم المتاعب ، فلا يريدون تكرار التجربة ، نعم هم يريدون العراق تابعاً لهم ولكن هذه التابعية لا يمكن ان تستمر إلا بالفتنة والحروب الداخلية في العراق وهذه مشكلة ( عراق تابع يعني حروب داخلية ومشاكل ، عراق قوي مستقل يعني حروب إقليمية ومشاكل ) لكن بشكل عام جميع دول الجوار المرتبطة بكوردستان جغرافياً لا تريد وجود كيان كوردي مستقل لذلك سيكونون مضطرين لدعم الحكومة العراقية حتى وإن كانت حكومة ذات اتجاه واحد أي لها تابعية لدولة مجاورة واحدة ، وبعد أن يتحقق الهدف ويبعدوا شبح كوردستان عن الوجود سيتفرغون للعراق الموحد لينهشوا جسده ، وهذا مالم تدركه القيادات العراقية ، طبعاً ستدركه بعد فوات الأوان . . على المدى المنظور يبدو أن الحكومة العراقية هي الأقرب لتحقيق أهدافها الأنية في كسر شوكة كوردستان خاصة مع الإستقرار النسبي للوضع الداخلي ، أما على المدى البعيد ، فهناك حقيقة منسية من قبل حكام العراق وحكام دول الجوار وهي بأن الكورد أمة واسعة وكبيرة وجذورها ممتدة لكافة بقاع الارض ، ولا يمكن أن تعطي بيدها إعطاء الذليل فهي أمة عنيدة صلبة ولها صولات وجولات ولم ولن ترضى هذه الامة أن تستمر العيش تحت وصاية أمة أخرى ، صحيح إن قادة الكورد فشلوا كعادتهم في صيانة مبادئهم إلا أن الشعب الكوردي شيء آخر ، الشعب الكوردي اليوم له حضور قوي في الساحة الثقافية والفنية والإنسانية المحلية والإقليمية والدولية فهناك عشرات الملايين من الكورد في اوربا وأمريكا لهم صوت مسموع ، ومن الصعب جداً على المجتمع الدولي إهمال أمة بأكملها بهذا الحجم ومن يظن بأن المنطقة ستستقر وتتعافى على حساب طمس حقوق الكورد فهذا وهم وخيال ، ناهيك عن قدرة الكورد في المقاومة العسكرية والقتالية ووجود الملايين من ابناء الشعب المستعدين للتضحية من أجل كوردستان ، ألم يشاهدوا بأم أعينهم ومن خلال وسائل الإعلام المرئية مجاميع من النساء والرجال في حزب كوردي محدود العدة والعدد بدون أي دعم خارجي استطاعوا إذلال الجيش التركي و الحكومات التركية المتعاقبة منذ عشرات السنين ، فكيف إذا هب الشعب الكوردي في الدفاع عن نفسه ، الكورد أكبر من أن يتم إخضاعهم ولوي ذراعهم . فعلى الحكومات التي تسعى لإذلال الكورد أن يراجعوا أنفسهم قبل ان توغل أنوفهم في مستنقع الذلة ، وليعلم الجميع أن محاصرة الكورد ووضعهم أمام مصيرهم سيكونون قد أرتكبوا حماقة كبيرة ، اكبر من حماقات صدام حسين التي أنهت العراق وتركته كسيحاً إلى يوم يبعثون .
لولا خونة الكورد وخلافاتهم وصراعاتهم الداخلية وانقساماتهم واخطاء ساستهم وزعمائهم على مر تأريخهم الدامى ونضالهم وجهادهم المجيد لكان للكورد ومنذ زمن بعيد دولة وعلم وكيان واكبر دليل واثبات ما يحصل اليوم فيما بينهم من خلافات وصراعات حزبية وعائلية ضيقه على المكاسب والمناصب والمال والنفوذ وانقسامات وانشقاقات وتشرذم وفى هذا المنعطف التاريخى الحساس والدقيق وخاصة بين الحزبين الحاكمين لا يستفيد منه الا اعداء الكورد والحاقدين والناقمين ويشكل اكبر خطر على تجربتهم الناهضه والتى تواجه تحديات جسيمة . تحية اجلال واكرام وتقدير للكاتب المبدع كامل سلمان على كتاباته ومقالاته القيمة وتحليلاته واراءه الصائبه والدقيقة ولصحيفتنا الغراء صوت كوردستان منبر الاحرار المزيد من التقدم والازدهار
الأخ ابو تارا
تحياتي لجنابك الكريم ، وشكراً لحضورك الدائم وحرصك الكبير في إعلاء كلمة الحق ، إضافاتك ممتعة وصادقة ومن قلب صادق ، كل التقدير
تحية عالية وشكرا لمفكرنا واستاذنا ( كامل سلمان ) على هذا التحليل الرائع للوضع في اقليم كوردستان وضرورة تمسك كافة الاحزاب والقوى العمل تحت ( قبة برلمان وحكومة ووزارة البيشمركة و محكمة العدل لاقليم كوردستان ) وليس العمل الفردي لاجل مكاسب مالية ونفوذ شخصية ومقاعدة فاشوشية في بغداد .. كفى النوم العميق .. كفى التامر على انفسكم .. اهتموا بداخلكم .. وحدوا صفوفكم قبل فوات الاوان .. فبالوحدة و الاتحاد تسقط مؤامرات الاعداء و الطغاة .. استفادوا من الافكار والارشادات و الانتقادات المفيدة من الاخوة الكتاب و المحللين و الصحفين وغيرهم .. كونوا دعما وقوتا للصحافة الحرة ، وليس العكس .. اسسوا اعلام كورديا موحدا لاقليم كوردستان ” وليس لاحزاب كوردستان ” وبلغات محلية واقليمية وعالمية .. مرة اخرى كل الشكر و التقدير لكاتبنا الغالي استاذ كامل سلمان .. الله يوفقكم . رمضان مبارك عليكم
الاستاذ قاسم المندلاوي
تحية اجلال واحترام وكل التقدير لكلماتك المحملة بمشاعر المحبة والاخلاص ، دائماً نتفق بوجهات النظر لكل ما يحدث هنا وهناك ، أشكرك ولك مني كل الحب
الاستاذ كامل سلمان المحترم … في مقالكم هذا وضعتم النقاط على الحروف واتمنى على ساسة الكورد ان يطلعوا عليه عسى ان يندى جبينهم وهم يخوضون قتالا ضروسا لنيل المغانم بعد ان القوا بالمبادئ التي طالما تشدقوا بها في اودية النسيان ، ويتركوا الشعب وهو يتعرض الى مؤامرات متعددة الجوانب وتحديدا في هذه الايام لحرمانه من ابسط الحقوق والمحكوم عليها بالفشل بعون من الله ، وهمة الغياري من ابناء الشعب الكوردي ، هذه الهمة التي كانت وستبقى راسخة في جذورهم بكل تفاصيلها ، والتي لا تستطيع رغوات الامواج الهائجة من محوها .. مع فائق احترامي وتقديري لكم
الأخ العزيز عبد الرسول علي المندلاوي
أشكرك كثيراً لإضافاتك وتوضيحاتك القيمة ، وكالعادة كلماتك لها نكهة وطعم خاص ، تحياتي وتقديري