ماذا تبقى من فيدرالية جنوب كوردستان؟؟ – بيار روباري

 

Çi ji fêdêraliya Başûrî Kurdistanê ma??

إن كنت من الأشخاص الذين يبحثون عن حقائق الإمور وليست القشور، فإبقى معنا إلى نهاية هذا المقال لتعرف الجواب عن السؤال الذي طرحنه في عنوان المقال.

بتقيري لم يبقى من فيدرالية جنوب كوردستان سوى الإسم وبعض العظام اليابسة، وسنتحدث عن الأمر بشيئ من التفصيل في معرض مقالنا هذا. ولكن قبل الدخول في تفاصيل الموضوع وتشعباته، أود أن أستهل الموضوع بالملاحظة التالية:

أحبائي الذين سألوني ويسألونني عن سبب قلة كتاباتي في الفترة الأخيرة عن جنوب وشمال كوردستان.

فيما يخص جنوب كوردستان، قلت في مقالات سابقة كثيرة بأن الحل الوحيد الذي يمكن إنقاذ جنوب كوردستان من مأساته، هو ثورة شعبية يشارك فها أهل بهدينان بقوة وقبل أهل منطقة سوران، وكنس حزبي البرزاني والطالباني من شروشهما، وتخليص الإقليم من براثنهم  وشروهم إلى الأبد. للأسف سكان بهدينان لم يتحرروا بعد من حياة القطيع. ومنطقة سوران لا تستطيع لوحدها قلب الطاولة على رؤوس حكامها، رغم الكثير من التمردات والإنتفاضات التي شهدتها مدينة السليمانية وضواحيها.

أما بخصوص شمال كوردستان، قيادة حزب العمال منشغلة بنفسها ووجدت ضالتها في غرب كوردستان ولدي تخوف حقيقي في أن تتسبب قيادة هذا الحزب في ضياع غرب كوردستان، فقط من أجل الحفاظ على مصالحهم الحزبية وإنقاذ أنفسهم. وإن سمح لي الوقت سيكون لنا وقفة في مقال عن “جموية قنديل الأممية الإشتراكية العظمة”. أنا فعلآ منشغل في عدة أبحاث تاريخية ولغوية ولدي مشكلة مع الوقت لا أملك منه الكثير.

القيادات الثلاثة في جنوب كوردستان وشمالها، يعتبرون أنفسهم أفهم الناس وأذكاهم وأنهم إمتلكوا الشعب الكوردي، وألبسوا أنفسهم نوع من القداسة الكاذبة. لماذا كاذبة؟ لأنه لا يوجد شيئ مقدس في الكون لذاته نهائيآ. وكتبت عن مفهوم “القداسة” وكيف ظهر هذا المفهوم وأسبابه وتأثيراته على الذين يمارسون فعل التقديس. في نظر هذه القيادات البائسة والمفلسة، ممنوع على أديب مثلي  بقية الكتاب الكورد الأحرار وهم قلة قليلة في كل الأحوال، التحدث بإسم الشعب الكوردي، وإنتقاد هذه القيادات الصنمية والمستبدة والفاشلة، التي وضعت نفسها فوق النقد وأوصلتنا إلى ما نحن عليه. سوف أقسم المقالة إلى ثلاثة أقسام هي:

أولآ، ماذا بقيا من فيدرالية جنوب كوردستان؟

بقناعتي لم يكن أساسآ هناك فيدرالية كوردية في جنوب كوردستان، رغم إقرار الدستور العراقي بذلك وتضمينه ثلاثة محافظات (السليمانية، هولير، دهوك). ولكن كنا نعلم حينها مثلما نعلم الأن أن الإقليم كان مقسم إلى أربعة مزارع ولا يمكن بناء إقليم فيدرالي كما هو الحال في بلجيكا على سبيل المثال في ظل حكم المليشيات والعصابات العائلية. ثم كيف يمكن الحديث عن إقليم فيدرالي و40% من مساحته محتلة من قبل المحتلين العربان الأوغاد الذين يحكمون بكدا؟ هذا من جهة ومن الجهة الأخرى لا يمكن الحديث عن إقليم فيدرالي في ظل وجود عصابتين عائليتين تحكمان باقي أراضي جنوب كوردستان، ولكل عائلة ميليشيا مسلحة وإعلام وبنوك وعلاقات خارجية ونقاط حدودية، وكل طرف منهم مرتبط إرتباط وثيق مع دولة محتلة لأراضي واسعة من كوردستان هما (تركيا وإيران).

الهيكل العظمي للفيدرالية الذي حصل عليه الشعب الكوردي، بفضل تضحياته الهائلة والدعم البريطاني والأمريكي، تهشم على صخرة الخلافات والصراع العائلي الوسخ الذي يعود تاريخه إلى ستينات القرن الماضي، وإستغل الحكام الشيعة الطائفيين والعنصريين الخلافات البرزانية والطالبانية، وسحبوا منهم كل ما كانوا قد إكتسبوه أثناء ضعف الحكومة المركزية، وزادت حملتهم ضد الإقليم بعد إجراء إستفتاء حول إستقلال الإقليم عام (2018). فإتخذ الحكام الشيعة وبدفع من ملالي طهران الأشرار الخطوات التالية لتفريغ الفيدرالية من فحوها كما فعل المجرم صدام مع الحكم الذاتي والخطوات كانت على الشكل التالي:

أولآ، تهربوا من تنفيذ المادة (140) من الدستور.

ثانيآ، قام حكام الشيعة العملاء لملالي قم، بإغلاق سماء الإقليم وتحالفوا مع أنقرة وطهرن وأغلقوا الحدود البرية الثلاثية في وجه مواطني الإقليم.

ثالثآ، ضغطوا على تركيا وأغلقوا خط تصدير النفط عبر ميناء “جيهان” على البحر المتوسط كما هو معروف.

رابعآ، قطعوا الرواتب عن موظفي الإقليم وقوات البيشمركة.

خامسآ، أخذوا مدينة كركوك من الأقليم بالتهديد والوعيد وشراء الزمم والخيانة.

سادسآ، المحمة العليا الشيعية الطائفية والعنصرية باتت سيفآ مسلطآ على رقاب الشعب الكوردي وباتت تتحكم فعليآ في إدارة الإقليم وقرارته.

سابعآ، أراضي الإقليم تحولت إلى مرتعآ للجيش والمخابرات التركية والحرس الثوري الفارسي، وكل يوم يعترض الإقليم وسكانه للقصف الجوي التركي-الفارسي، ويكاد لا يمر إسبوع وإلا يسقط شهداء جراء هذا القصف الوحشي.

ثم إنظروا إلى ما جرى لشنگال وأهلها من الكورد اليزدانيين بفضل البرزانية والشيعية، وإذا قمت بإجراء إحصاء في الإقليم اليوم، ستجد عدد العربان أعداء الشعب الكوردي، يفوق عدد الكورد أبناء جنوب كوردستان ولا يتعلمون اللغة الكوردية! وإذا جلت في مدن الإقليم ستجد المدراس التركية والعربية تفوق عددها أعداد المدارس الكوردية، واللغة الكوردية الفصحة “الكومانجية” شبه ممنوعة في الإقليم وخاصة في مشيخة الطالباني !!!!! لأن جلال الطالباني نفسه كان ضد اللغة الكوردية الفصحة وحاول قتل الشاعر “جيگرخون” لأنه قام بتدريس اللغة الكوردية الفصحة في جامعة بغداد، ولو حماية “مصطفى البرزاني” له لقتله، مما إضطر “جيگرخون” الهرب والعودة إلى غرب كوردستان.

 

فبعد كل هذا، هل يمكن الحديث عن وجود فيدرالية؟؟ هذا هراء وضحك على الذقون كل ما هو موجود حاليآ، هو عبارة عن عاصبتين إجراميتن، كل همهما النهب والسلب وبيع مقدرات الشعب الكوردي في جنوب كوردستان، والإتجار بالقضية الكوردية ليس إلا.

 

ثانيآ، من المسؤول عن وصول إقليم جنوب كوردستان إلى ما هو عليه؟

هناك أربعة أطراف أو جهات مسؤولة عن ذلك وبالترتيب هي:

1– القيادات الكوردية الحاكم في الإقليم منذ ثلاثين عامآ:

لا شك عندي بأن حزب البرزاني منذ الأب ومرورآ بالنجلين والأحفاد، وحزب الطالباني بدأ بالأب ومرورآ بالنجلين هما مسؤولان عن هذا الوضع المزري الذي يعيشه جنوب كوردستان بسبب صراعهما على السلطة والمال والنفوذ والزعامة، والعمالة للمحتلين وخاصة الأتراك والفرس.

2- الحكام الشيعة الذين يحكمون العراق منذ سقوط نظام صدام:

الحكام الشيعة، حيث ما أن وصلوا للحكم بفضل حذاء جورج بوش الإبن وجنود الأمريكان والبريطانيين وقوات البيشمركة الكودرية، إنقلبوا على الشعب الكوردي وعلى الأمريكان والبريطانيين الذين حرروهم من حياة الذل والمهانة والتشرد في شوارع دمشق وعمان وبيروت وطهران.

قادة الشيعة السياسيين والدينيين، أناس بلا حياء ولا كرامة وأثبتت الأيام بأنهم أوسخ من قادة السنة وأكثر طائفية وعنصرية منهم، بمئات المرات ولا يمكن الوثق بهم إن كانوا معممين أو إن كانوا يرتدون طقومآ وطرابيش وتعاطوا العهر والحشيش.

3- باقي محتلي كوردستان “ايران وتركيا”:

الفرس وأحفاد هولاكوا (الأتراك) لهم دورآ كبيرآ وخبيث جدآ جدآ في تحويل إقليم جنوب كوردستان، إلى ساحة موت وقتل وذبح للشعب الكوردي البريئ، ونهب ثرواته النفطية والغازية بالتعاون مع العصابة البرزانية والطالبانية وشلة الفاسدين. هذا إضافة لتمرير مخططاتهم الإجرامية، ألا وهي إفتعال المشاكل بين الكورد وتقطيع أوصالهم، وضرب العلاقات الكوردية – الكوردية ومنعهم من الإتفاق فيما بينهم، إما بشراء زمم الفاسدين والوضيعين والخائنين وما أكثرهم، أو من خلال الترهيب والتخويف والقيام بقصف الإقليم برآ وجوآ وإغلاق الحدود في وجهه.

4- القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا:

لو أن الغرب أقر بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره وتعاطى بإيجابية مع نتائج الإستفتاء، لتحول الإقليم إلى دولة مستقلة منذ عدة سنوات وتخلص الكورد من قرف حكام الشيعة والسنة على حدٍ سواء، ولما تجرأت تركيا وإيران من التعدي على الإقليم وإختراق حدوده الدولية. ولكن أمريكا ومعها الدول الأوروبية الكبرى فضلت مصالها مع الحثالة الشيعية الحاكمة في العراق، ومصالحهم مع تركيا وايران على العلاقة مع الشعب الكوردي في جنوب كوردستان بكل بساطة. ولهذا يتحملون جزءً من المسؤولية الأخلاقية والسياسية.

ثالثآ، ما المطلوب كورديآ للخروج من هذا الوضع الخطير:

المطلوب كورديآعدة إمور، وكررناها حتى ملينا من التكرار، ولكن ليس لدينا مجال أخر سوى التكرار لعل التكرار يعلم قادة الكورد (الشطار)، كي لا أستخدم تسمية أخرى، ويمكننا تلخيص المطلوب في النقاط التالية:

1- التخلص من حزبي البرزاني والطالباني، بطريقة سلمية.

2- توحيد الإقليم وحدة حقيقية: سياسيآ، أمنيآ، إداريآ، قانونيآ، عسكريآ، إقتصاديآ، ماليآ، لغويآ.

3- بناء عوامل القوة الإقتصادية، العسكرية، الإستخباراتية.

4- التدوال السلمي على السلطة.

5- منع الأحزاب من إمتلاك مليشيات مسلحة وقنوات تلفزنية وجرائد وإذاعات منعآ باتآ بالدستولا.

6- حصر العلاقات الخارجية فقط في حكومة الإقليم، ومنع الأحزاب الموجودة في الإقليم بالتواصل مع الدول الأجنبية، بالدستور والقانون وفرض عقوبات قاسية على طرف يخرق هذا القانون.

7- إنتاج إعلام حر وخاص غير خاضع لسيطرة الحكومة.

8- بناء جهاز قضائي مستقل ويتم إنتخاب القضاة من قبل زملائهم ومنع التعيين والتدخل في شؤون القضاء وتثبيت ذلك في الدستور.

9- إلغاء وزراة الأوقاف نهائيآ ومعها وزراة الإعلام، الكلام والإيمان لا يحتجان لوزرات.

10- منع اللغات العربية والفارسية والتركية في التعليم منعآ باتآ وتثبيت ذلك في الدستور.

11- التركيز على إنتاج السلاح بأنواعه وخاصة سلاحي الصواريخ بمختلف مداياته وطيران الدرون.

12- إنتاج الغذاء والدواء والكهرباء والبنزين محليآ.

ختامآ، سحبوا كل الصلحيات من إقليم جنوب كوردستان، وشكليآ لدينا شخص برتبة رئيس الدولة، ووزير خاريجة لا يجرأ إستخدام لغته الكوردية، ومنشغل بقايا العرب أكثر من قضايا شعبه الكوردي!!

ولم يسلموا الإقليم إلى الأن طائرة حربية واحدة، ولا نصف صاروخ، وربع طائرة درون والميلشيات الشعية الإرهابية تملك الألاف منها، وأكثر من ذلك تقصف الإقليم وسكان المدنيين بها، وتقصف حتى غرب كوردستان بتلك الطائرات التي توفر لتلك التنظيمات الإرهابية ة ملالي الفرس القتلة والمجرمون. ولا تدافع الحكومات الشيعية الطائفية اللعينة عن إقليم جنوب كوردستان عندما يتعرض للقصف التركي والفارسي الوحشي، وممنوع على الإقليم منعآ باتآ شراء الأسلحة التي يحتاج إليها بنفسه للدفاع عن سمائه وأراضيه وسكانه الكورد.

كنت أتمنى أن أرى إقليم جنوب كوردستان بلدآ يحكمه القانون والدستور ولكن ذلك لم يحدث بفضل الملا مسعود وأوبوه وأبنائه وإخوته. ويعيش في الإقليم الكورد بحرية وكرامة دون خوفٍ وتذلل لإحد. إقليم قادر على الدفاع نفسه بنفسه، ومتصالحآ مع أبنائه ومع بقية أجزاء كوردستان وخاصة غرب كوردستان. ويحس فيه الإنسان الكوردي القادم من الأجزاء الأخرى من كوردستان، بأنه في وطنه وأن لا يقال له: ماذا تفعل هنا؟؟ ولا يُطلب منه الفيزا هذا معيب ومقزز وإهانة لدماء شهداء كوردستان عبر مئات وألاف السنين.

هل ستصل رسالتنا هذه إلى المعنيين؟ في الحقيقة لا أعتقد ذلك وأتمنى أكون مخطئآ.

 

14 – 09 – 2024

2 Comments on “ماذا تبقى من فيدرالية جنوب كوردستان؟؟ – بيار روباري”

  1. Ev projeyê aborî ya jêrîn, ra-dibe hare her du herêmên kurdî dike (başûr û rojava), ku wê zincîrê firowtina neftê (petrolê) bi rêya turkiyê bişkîne û birizîne, û li şûna wê bi rêya Ûrdonê û Îsraêlê bifirowşe … !

    Li vê demê dawî, û di hindur sûriyê da, êdî pir tê-kirin ew guftegowa li ser bi hev-xistina navber herêma rojava teve herêma durzî (li bajarî suwêdeyê, li başûrê sûriyê).

    Bi hêvî me ku her du herêmên kurdî (başûr û rojava) bibin piştegir ji vê projê ra, ku li pêşerojê bikanibin wê neftê (petrolê) xwe ji bin destên dijmen der-xihînin (turk û faris û ereb). Û ku Kurd bikanibin destên xwe bigihêjînin bazara nav-dewletî ji bilî ku di bin destî dijmen ra der-bas bibe.

    Bimihînin bi xsweşî û başî.

Comments are closed.