متى سيعلو المثقفون الكورد بخطابهم السياسي ضد المحتلين و حتى كمعارضة كوردية الى مستوى القضية التي يحملونها؟ للاسف منذ القدم و الى الان لم يرتقي لغة التخاطب الكوردي الى مستوى أرقى من خطاب محتلي كوردستان. فخطابهم الى الان أنعكاس سلبي للغة المحتلين و اعلامهم متأثر بأعلام الدول المحتلة و ثقافاتهم المتدنية.
ومع أن السب و الشتم هو سلاح الضعفاء فأن المثقفين المحسوبين على الانظمة المحتلة لكودستان و على الرغم من أمتلاكهم للقوة العسكرية و السياسية و الدعم الدولي لاحتلالهم لكوردستان ألا أن لغتهم مليئة بالحقد و الكره و الضغينة تجاه الكورد و عندهم جميع الكورد هم أبناء الاجنة و الشياطين و هم المنبوذون في العالم و يستحقون السب و الشتم لا بل أن توجيه الشتائم الى الكورد يعتبر لديهم نضالا ضد أناس يحاولون تقسيم بلدانهم.
في الجانب الاخر فأن المثقفون الكورد أيضا لا يبخلون على الاعلام الكم الهائل من المسبات و الشتائم ضد المحتلين ولكن في حالة المثقفين الكورد من موقع الضعف. حيث لم يبقى لديهم أي سلاح لتهدئة مشاعرهم سوى السب و الشتم و خاصة أن الحركات الكوردية المسلحة لم تنجح في حروبها المسلحة ضد هؤلاء المحتلين أستراتيجيا و لم يؤدي كفاحهم الى تحرير شامل كوردستان.
خطاب البعض من المثقفين الكورد وصل الى درجة أنهم لا يستطيعون كتابة المقالات الموزونه المستندة على تحليل الاوضاع و على العقلانية في التعبير و أحترام المقابل مهما كان مستوى العداء بينهم و بين أعدائهم، لا بل أن البعض من المثقفين الكورد يستخدمون خطاب الشتائم حتى مع بني جلدتهم من السياسيين و القادة. في الوقت الذي يجب أن نضع فرقا كبيرا في خطابنا الموجه ضد المحتلين و الخطاب الموجة الى القوى الكوردية.
الى الان لم تؤدي الشتائم الى تحرير أي شعب من الشعوب بل تزيد في الطين بله و تضع المستخدم في موضع لا يحسد عليه لأن السكوت هو أفضل جواب عندما يصل مستوى التخاطب الى مستوى متدني.
من خطاب أي قوم من الاقوام أو أي حزب من الاحزاب تستطيع معرفة مدى سمو القضية التي يحملونها و مدى الاختلاف بينهم و بين أعدائهم. وزعزعة أي نظام من على السلطة لا تأتي باللغة الهابطة التي يستخدمونها ضد بعضهم البعض بل يأتي من درحة الاختلاف التي بين الطرفين. و الاختلاف الاوضح هو الذي يسمعة و يقرأه شعوب تلك الاقوام اي في خطابهم السياسي.
كورديا عندما أسمع هذا النوع من الخطاب التركي أو العربي و أو الفارسي أدرك مدى الحقد الذي يحملونه تجاه الكورد و مدى بعدهم من الايمان بالمساواة بين الاقوام و الشعوب.
و كورديا ايضا عندما اسمع بعض المثقفين الكورد و الاعلام الكوردي يلعن بعضهم البعض بأقبح الكلمات و يزرعون لغة الحقد و الشتائم بين الكورد و تجاه بني جلدتهم أدرك عندها مدى بعدهم عن التحرر و تشكيل دولة تؤمن بالمبادئ الانسانية. فمن المستحيل أن يحترم الكوردي أية قومية اخرى داخل كوردستان أو خارجها أذا لم يكونوا يحترمون بعضهم البعض و يستخدمون لغة سياسية ناضجة بينهم و مع بعضهم البعض.
كمثال سوف نتطرق الى القرار الذي أصدرته المحكمة العراقية الاتحادية العليا بصرف رواتب الاقليم من بغداد. بعده مباشرة بدأ بعض الاعلاميين العراقيين العرب بشتم الكورد والذهاب الى فكرة أنتهاء اقليم كوردستان و طلب أحد مذيعي أحدى القنوات العراقية بالقول ” ما كان يسمى بأقليم كوردستان”. هذا التصريح كان كافيا لكل الكورد بمعرفة أن هذا الاعلامي العراقي العربي لا يختلف عن اعلاميي صدام العراقي العربي في تفكيرة بالقضية الكوردية و بالشعب الكوردي و ضرب كل ما حصل بعد سقوط النظام من ما تسمى بالشراكة بصفر. هنا لا اريد سرد المسبات و الشتائم التي يوجهها بعض المثقفين من جميع الدول المحتلة لكوردستان الى الكورد لأن “ناقل الكفر أيضا كافر”.
من الناحية الاخرى لم نرى المثقفين الكورد يدافعون عن قضية شعبهم بل أن بعضهم تناغم مع هؤلاء الحاقدين على الكورد، لأنهم يكرهون الذين يحكمون الاقليم أكثر من كرههم للانظمة المحتلة لكوردستان لا بل أن البعض منهم بدأ هو الاخر بمهاجة القوى السياسية الكوردية و التهليل بأن أنتهاء سيادة الاقليم على يد المحكمة العراقية صار قاب قوسين أو أدنى. ناسين أن سيادة الاقليم و أستقلاله السياسي و الاقتصادي شئ و الاختلاف السياسي مع قياداة الاقليم شئ اخر. و هنا ليس المغزى التحدث عن هذا الحادث السياسي بل الى ما رافقة من خطاب مليئ بالشتائم و من على الكثير من المنابر تجاه الكورد و تجاه تجربة كوردستان السياسية.
ذلك الخطاب يكشف أننا لازلنا نفضل البيت على القرية و القرية على المدينة و المدينة على المحافظة و المحافظة على الاقليم و الاقليم على كوردستان الموحدة. كما بين أننا نفضل الرواتب على السيادة و الاموال على حتى الاستقلال في حين ضحى الالاف بأرواحهم و أموالهم من أجل أستقلال كوردستان.
فمتى سنتحول الى حالة خاصة نختلف فيها عن المحيط الذي نعيش فيه و نختلف فيها عن الانظمة التي تحتل كوردستان و نختلف فيها عن مثقفي الدول المحتلة لكوردستان و لا نعطيهم الفرصة بجمع الحقد على الكورد من خلال الشتائم التي يستخدمها البعض؟؟
4 Comments on “السب و الشتم سلاح الضعفاء. لغة بعض المثقفين الكورد المفضلة و لغة أبواق المحتلين: هشام عقراوي”
Comments are closed.
استاذ هشام عقراوي
تحية ، هذه الحالة جداً مهمة ، يجب التنبيه عليها في كل مناسبة ، وأنت وضعت أصبعك على الجرح ، فعلاً الخطاب السيء يجلب ردود فعل سيئة . كل الحب والتقدير لك ولمقالك الرائع ولصحيفتنا الأروع صوت كوردستان
الاخ استاذ هشام عقراوي المحترم .. كل الشكر و التقدير لجنابك .. نعم قسم كبير من مثقفينا و كتابنا لم يرتقوا في كتاباتهم الى مستوى المطلوب والمفيد ، و وفقا لوضع شعبنا الكوردي الجريح .. ولايزال يطبقون ( الانتقاد الجارح ) و المؤذي وباستخدام العبارات و الكلمات و المصطلحات المرفوضة ، والتي تولد رد فعل واثارة وفوضى ولا تقدم ماهو مفيد لخدمة الانسان و الانسانية و خصوصا لمواطنا الكوردي والذي يحتاج وبشكل كبير الى منقذ و ثقافة وطنية عالية المستوى وطبقا للاحداث و التطورات الوضع الحالي .. والكورد بحاجة كبيرة الى سلاح العلم و الثقافة النير والمشرق ، وليس الى العكس ( رفض لغة الحقد و البغضاء و الكراهية ) .. وكذلك مرفوض رفضا تاما مهاجمة رموز نا بالشتم و السب وحتى الاعداء بل بالنصائح و الارشادات و الفكار و المقترحات و غيرها … مرة اخرى الشكر و التقدير لجنابكم .. والرقي و النجاح لصحيفتنا ” صوت كوردستان “
استاذ هشام المحترم :
يجب الاقرار باننا لا نتفق مع خطب القذف واللعن وما يشابههم .
ولكن الا تتفق معي ان الشعوب الاقليمية التي تستخدم هذه الاساليب اصبحت دولا وكيانات , وبقي الشعب الكوردي وحيدا دون كيان مستقل , وهو من اقل شعوب المنطقة استخداما لهذا النوع من الخطابات . ؟ وحتى اننا قد نبتعد عن بعض الكتابات القومية لكي لا نجرح ما نملكه من الاصدقاء العرب او الترك او الفرس , ولكن اذا لم تحارب الاعداء بنفس اساليبهم قد لا تنتصر عليهم .
النقطة الاخرى
الاوطان لا تبنى على الحرية فقط اذا لم يصاحبها توفر قوت الانسان , فما نفع الارض دون وجود الشعب , وما نفع كوردستان دون وجود الشعب الكوردي , والعكس قد يكون صحيحا ايضا .
القصد , قد يتعلق الفرد بأي قشة للبقاء على قيد الحياة , حتى لو كان السبيل الى ذلك هو الاختلاف مع حكامهم المحليين ونبذهم من اجل توفير لقمة العيش .
لقد ضحى الشعب الكوردي كثيرا للوصول الى الاستقلال الجزئي الذي ينعم به وما يجري الان على الساحة لا يقود الشعب الا الى التهلكة بذريعة الحفاظ على الاستقلال والحفاظ على الحرية . كما فعلت الام بولدها في ( دائرة الطباشير القوقازية ) .
تقبل تحياتي
تحياتي الى الاساتذه الافاضل كل من الاخ كامل سلمان و الدكتور القدير قاسم المندلاوي و كاتبنا القدير الاخ حاتم المحترمين جميعا و الذي أكن لهم كل الحب.
شكرا توفقكم معي و أختلافكم معي في بعض التفاصيل و هكذا يجب أن نكون فالتطور و التغيير لا يأتيان فقط بالرأي الموحد بل الاختلاف له نفس التأثير و خاصة أن كان يصب في نفس الهدف.
أن يكون لنا خطاب مختلف عن كتاب و صحفيي الدول المحتلة ضروري جدا فعندها نضرب العنصريين ضربة قوية بعدم أعطائهم الحجة كي يهاجموننا بقسوة و نسهل عليهم جمع التأييد لأفكارهم العنصرية ضد الكورد. أنا لا أقول أبدا باننا يجب أن لا ننتقد المحتلين أو حتى القادة و الاحزاب الكوردية لا بل على الكتاب الكورد أن يكونوا العين الساهرة على مصالح الشعب الكوردي داخليا و خارجيا و لكن علينا توخي لغة التخاطب مع الجميع. بأعتقادي عندما تصل الكتابات الى مستوى السب و الشتم فأنها تفقد قيمتها حتى و أن كان مضمون المقالة صحيحا و لكن بسبب اللغة تفقد المقالة قيمتها و لا تصل لا الى المقابل و لا الى الشعب. فكما نحن الكورد نشمأز عندما يشتمنا كاتب تركي او عربي أو فارسي فأن الشعوب العربية و التركية و الفارسية يكرهوننا أكثر عندما نوجة لهم الكلام الجارح. أنا لا أقول دعونا نتحول الى حمامات سلام و نقبل بكل شء من أجل السلام و لكن فقط علينا عدم تقليد أعداءنا في لغة التخاطب و حتى في القتل.
أتفق معك أخي العزيز حاتم أذا سكت الشعب الكوردي و تخلى عن أنتقاد الوضع فأننا سنفقد ذلك الاستقلال الجزئي أيضا الذي نتمتع به و لكن هذا لا يأتي بالسب و الشتم حيث عندها نتحول الى جبهتين متعاكستين و متحاربتين يستفيد منها المحتل فقط.
شكرا جزيلا لمروركم الكريم
تقبلوا أحترامي
أخوكم
هشام عقراوي