“الموت أمر مبهم ولكن يمكننا التفاهم معه. حتى يحين ذلك الوقت يجب أن تسأل نفسك كلّ يوم عمّا إذا كنت قد اتخذت القرارات السليمة”. (من المسلسل الألماني المثير للجدل DARK)
يقول حامل المطرقة نيتشه:
“كثير مًنْ يتأخرون في موتهم، وكثير من يبكرون. فإذا قال قائل للناس بالموت في الزمن المناسب، رفعوا عقيرتهم مستغربين. وأنا أعلّم الناس أن يموتوا في الزمن المناسب”.
نيتشه يدعوا الناس للموت في الوقت المناسب لرحيلهم؛ ليفسحوا المجال ببروز الإنسان المتفوق (السوبرمان) وهذا يعني إن الفرد حرّ في اختياره بطريقة موته أيضا، أي له أن ينتحر ساعة يشاء ليأخذ غيره مكانه ويرتقي ويتفوق.
العديد لا يربطون بين نصّ نيتشه (تخير الموت) من ترجمة الأديب (فلكس فارس) أو كما سماها المترجم (علي مصباح) لاحقا (عن الموت اختيارا) وبين تبنيه نظرية (العود الأبدي) أي إن الفرد يعود للحياة كما هو بعد 33 سنة.
ربما الفكرة راقت للأيزيديين أيضا فتبنوا نظرية تناسخ الأرواح أيضا ولكن دون تحديدها بالزمن ـ زمن الرجوع للحياة ـ أو أنهم قد كانوا يؤمنون بالتناسخ منذ بداية تنظيمهم كمعتقد، الأمر غامض كما التناسخ. وربمّا لذلك وخاصة في الأوقات العصيبة تبنوا أسلوب الانتحار كطريقة نافعة للتخلص من ضنك العيش، أو للاحتفال بالحياة بطريقة تخصهم وحدهم، فالأيزيدي شخص غريب يحتفظ بإسراره لنفسه؛ ولهذا نراه ناجيا من الأزمان السحيقة.
تناولت الأمر بتفاصيل أكثر في مقال نشر في موقعي الفرعي في مؤسسة الحوار المتمدن ويمكن قراءته على الرابط التالي:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=823417
وأضيف هنا حيث قال جاري فريدريك نيتشه يوما:
“أنت تسير في طريق عظمتك: لن يتبعك أحد هنا! لقد طمس مرورك الطريق الذي خلفك، وفوق ذلك المسار يقف مكتوبًا (المستحيل).
فظن هتلر إنه المقصود بكلامه؛ وزينت له هذه الحكمة رغبة دفينة في احتلال العالم لتنطبق عليه قول الفيلسوف؛ فخاب ظنه.
وأمس فاز المنتخب الأرجنتيني بكأس العالم؛ فألبسوا ميسي عباءة الفوز، وظنوا إنه الوحيد الذي كان يقصده الفيلسوف بكلامه.
بالتأكيد (ليونيل ميسي) أذكى من (أدولف هتلر) ولن تنطلي عليه هذه الحيلة.
المدهش في الأمر في هذا الصباح وبينما كان الفيلسوف يشرب قهوته في البلكونة سألته عن الأمر فقال وهو يهز رأسه استنكارا: لن يفهمني هؤلاء أبدا إنما كنت أقصد بكلامي أمثال (خيري الشيخ خدر).