ـ هل تعرف (جيمي سافيل)؟
إذا كان جوابك بالإيجاب، فاستمر في قراءة هذه المقالة.
وإذا كان بالسلب (على غرار استمارات الاستبيان للباحثين من خريجي كليات وأقسام الخدمة الاجتماعية الكسالى) أقترح عليك أن تتعرف عليه، وتسأل العم (كوكل) والذي يكتب أيضا بالجيم (جوجل)عنه، وبعد أن تتطلع على سلوك هذا الشخص ـ وربما بحثت عن أمثاله من باب الفضول ـ أقول بعد ذلك، أقترح أيضا أن تقرأ قصّتي القصيرة التي عنوانها (ثلاثة أسئلة فقط) من المجموعة القصصية (لا تبكي يا أمّي) في حال طبعها ونشرها؛ لكي يكون المشهد أمامك واضحا.
نعم، المجموعة القصصية لم تنشر بعد حال معظم كتبي وعليك أن تنتظر.
والسؤال الآن، هل لدينا شخص يشبه (جيمي سافيل) وبخطورته في مجتمعنا؟
وجوابي لك: نعم!
للأسف، ويا للعار، والخجل، والفضيحة، والقبح، والدناءة. لدينا العشرات مثله، وربمّا أسوأ بكثير.
أعلم أية أسئلة تدور في خلدك الآن:
من هم؟
أين يعيشون؟
ماذا فعلوا؟
أين أدلتك، وبراهينك على سوء تصرفهم؟
ولأجيبك بهدوء أقول لك:
أولا: لستُ (بضم التاء) صحفيا؛ لأكتب عنهم وأفضحهم وأنا مطمئن البال لأن الجهة التي أعمل لديها نافذة وستحميني.
ثانيا: لا أنتمي إلى أية سلطة تنفيذية؛ لأهدد هؤلاء قبل أن يهددوني؛ إن نشرت شيئا عنهم. بمعنى إنهم محصنون نوعا ما ومن ذوي مكانة مرموقة وعالي جناب وليسوا فقراء وكسبة على باب الله مثلي.
والسؤال المهم هو كيف عرفت وتعرفت على هؤلاء، وبالتأكيد هناك العديد على شاكلتهم ولا اعرفهم جمعا؛ لأنني لم ألتق بهم.
خمسون سنة بالقرب كشفت لي خبايا في نفوس البشر أعجز عن وصفها، ومن يعش خمسونا في مجتمع صغير ومكوّن من هؤلاء، لا أب لك يسأم ـ مع الاعتذار من الفحل زهير بن أبي سلمى لاستعانتي ببيت له وتخريبي لأركانه فهذا ما نجيدة جميعا:
التخريب ولا شيء سوى التخريب!
بلاء المجتمع الأيزيدي الشنكالي الأعظم هو السذاجة، فهم الواقع وتبسيطه إلى أدنى المستويات القابلة للفهم الذهني، ومن ثم تحليل ما يحدث حواليه تأسيسا على تلك السذاجة والنتيجة تكون مجتمع معوق.
كل واحد يحاول أن يجعل من نفسه وكأنه هو القضية، مستغلا مساحة الحرية التي منحتها له ثورة الأنترنت الحديثة، واعتمادا على العلاقات والمصالح المتبادلة.
أليس من الأفضل أن تقولوا لـ: الناشطين، خريجي العلوم الاجتماعية، مديرو المنظمات الإنسانية، منتسبو مكاتب الأمم المتحدة، جيرانك المنتمين، موظفي الحكومة، رؤساء العشائر..الخ. قولوا لهؤلاء وغيرهم حين يتبجحون بامتلاكهم جميع الأجوبة، حين يثرثرون من أجل أن تسلط عليهم الأضواء. قولوا لهم بملء أفواهكم: “بدلا من أسطوانتكم المشروخة التي عفا عليها الزمن في سرد أسباب مشاكلنا وأزماتنا ومصائبنا وفراميننا وكوارثنا، ابحثوا لنا عن حلول تخفف آلامنا”.
في أوقات الكوارث الطبيعية، والفرمانات، والأوبئة لا يهم عمرك أو انتمائك أو ولائك، المهم هو رؤيتك للأمر وكيف ستتحدى نفسك لتقدم شيئا مفيدا وإيجابيا لنفسك قبل غيرك.
للأسف تحولنا إلى مجتمع يعشق تضخيم الأمور التافهة والتي لا تفيده ولا تضره ونشرها بين العالم بسرعة البرق، ويا ليتكم تهتمون بالأيتام والأرامل والفقراء بدلا عن ذلك.
منذ الثالث من آب 2014 ويجري التهامنا واستغلالنا بأبشع الطرق التي يمكن أن تتصورها فلا تكن أنت أيضا ذئبا وتنتمي إلى منظومة الفعل التدميري لأخوتك.
من يرتكب خطأ ليس بالضرورة أن يكون أنسانا سيئا يستحق أن نجعله بثرة على لساننا ونسخر منه ونعيب عليه بدلا من أن نسانده في محنته وكأننا ملائكة بستة أجنحة.