أترسو سفينتي أحد الأيام
أم ستظل تُبحر على الدوام
ويتقاذفها الأمواج العاتية في كل إتجاهٍ جلوسآ وقيام
وتحرمني من الراحة والمنام؟
ليتني أصبحت سياسيآ عديم الإحساس وعملت في الحرام
وكذبت على الناس والقوم للألاف الأعوام
وتاجرت بألامهم دون حسابٍ للمشاعر والألام
وأمضيت العمر ترفآ ونلت لقب “صاحب المقام”
ولم أصبح شاعرآ تأكله النيران غرامآ وهيام
وينشغل بالصالح العام وكأنه سيحيا ألف ألف عام
وأنه قادرٌ على تحويل الذئاب إلى شاتٍ وحمام
ويجعل كل الناس تحيا في سلامٍ وحبٍ ووئام
وإحلال العدل مكان الظلم والإستغلال والصدام
ولكن بعد سنين من المعارك والخصام
أدركت أن الناس لا تقدر من يدافع عنهم بل تقدر أصحاب المال والأغنام
وتفضل المستبد المتجبر على المفكرين العِظام
ولا يرون في الأدباء والعلماء سوى مجموعة من الأيتام
ويفضلون عليهم الشيوخ والملالي النصابين ولهم معزة أكبر وإحترام
دع الناس تعيش في الشقاء والعبودية ويكتفل بهم السقام
فالعبدُ يتماها مع مستعبده ويدافع عنه وعن ذله بإقدام!!!
إنظر إلى ملايين الكورد الذين أفنوا عمرهم في خدمة مستعبديهم بالتمام
ويرمونني أنا الشاعر الذي يدافع عن حريتهم وحقوقهم بالسهام!!
كيف لي أن لا أصاب بالجنون ويعصرني الحزن والألام؟؟؟؟
هذا عدا عن الذئاب واللئام
المحتلين لكوردستان وعملائهم من السياسيين الكورد أولاد الحرام
الذين يبغضونني لأنني أدعوا أبناء إمتي للتمرد على هذا الذل والإجرام
ويقاتلون من سبيل حريتهم وإستقلال وطنهم والعيش حياة الناس الكرام
فإما أن ترسو سفيتني أو يصحوا العبيد الكورد من غفلتهم والأوهام
ونسخر جهدينا لتنظيف كوردستان من سرطان الإحتلالات والأورام
ونبني وطنآ جميلآ حُرآ يحافظ على كرامة الإنسان أينما كان جنسه والمقام.
15 – 02 – 1998