Dîrok û nasnameya bajarê Gir-çetel dergûşa pîşesaziya nanê yekem
دراسة تاريخية
الفصل الخامس
تاريخ مدينة گر-چتل
Dîroka bajarê Gir-çetel
تُعد مستوطنة “گر-چتل” واحدة من أقدم المستوطنات التي تعود للعصر الحجري – النحاسي وتقع المدينة بالقرب من منطقة “تشومرا” الواقع إلى جنوب مدينة “كونيا” الحالية في شمال غرب كوردستان والتابعة لها. وكانت المدينة تضم مساكن يعود تاريخ بعضها إلى العام (9500) قبل الميلاد. وتم التخلي عن هذه المدينة منذ حوالي (7500) سبعة ألف وخمسمئة سنة، وسكنها قاربوا (9.000) تسعة ألاف إنسان من التوروسيين أسلاف الشعب الكوردي في ذروة نموها وإزدهارها. وللناظرين إليها من بعيد، تبدو المدينة على شكل تلال، وتأخذ شكل شوكة. وتحتوي التلتين على طبقات من حطام أجيال من الكورد التورسيين، الذين سكنوا الموقع بشكل متواصل حوالي (2000) ألفي سنة. التل الشرقي أقدم من التل الغربي. والمنطقة التي أقيمت فيها المدينة كانت حينها عبارة عن أرض رطبة، ذات أمطار مستمرة مما يعني أن الموارد التي إحتاجها سكان المدينة كانت متوفرة بوفرة. وكان يمر بمحاذتها نهر صغير أو قناة تتفرع عن نهر “چار- شامبا” تتدفق بمحاذة المدينة، ويمدها بما تحتاجهه من مياه الشرب. وبُنيت المدينة على الطين الغريني الذي كان مناسباً للزراعة المبكرة حينذاك.
وحوالي منتصف الألف السابع (6500 ق.م)، تمكن سكان المدينة من إختراع أواني الطبخ الجديدة نظرآ لإزدهار المدينة وتوسعها السكاني وإستجابة لظهور الحيوانات المدجنة في حيتهم. وعلى الرغم من وفرة الموارد لبعض الوقت، لكن مع السنوات أصبحت الأرض أكثر جفافاً وأكثر قسوة وتراجعت الموارد في المنطقة، مما إضطر سكانها للرحيل عنها والبحث عن مكانٍ أفضل يتوفر سبل العيش من ماء وأراض خصبة ومراع وغطاء نباتي لحيواناتهم ومواشيهم. وفقاً للخبراء، لم يكن في مستوطنة “گر-چتل” ولكن اللافت أن التوروسيين بنوا مدينة جديدة في شمال نفس السهل بعد ألاف السنين، وأطلقوا عليها تسمية “كانيا” أي قونيا الحالية، وذلك في (3000) الألف الثالث قبل الميلاد.
تم إكتشاف موقع المدينة لأول مرة في العام (1958) صدفة من قبل الفلاحين من أبناء المنطقة، كما ذكرنا سابقآ وبدأت التنقيبات فيها العام (1961) من قبل العالم البريطاني “جيمس ميلارت”، وكشفت أعمال التنقيب التي تلت ذلك، كيف كانت هذه المنطقة من شمال كوردستان متقدمة في الإنتقال من عصر جني الثمار وصيد الحيوانات إلى حياة الزراعة والإستقرار في الأرض وبناء مدن بدائية منذ العصر الحجري الحديث.
وعمليات التنقيب والبحث مستمرة حتى اليوم، وهناك حفريات جارية يديرها “علي أوموت تورككان” من جامعة الأناضول. وإنتهى المشروع الذي كان يقوده “إيان هودر” في العام (2018)، ووفقآ لفريق العالم “أوموت” الذي صرح في العام (2021)، لا يزال هناك نتائج قيد الدراسة والإعداد، ولا يستبعد ظهور المزيد من المعلومات والإكتشافات الأثرية في المستقبل القريب عن المدينة، إستنادآ لعمليات التنقيب المستمرة. كما كشفت الحفريات عن (18) طبقة متتالية من المباني التي تظهر عصور التاريخ المختلفة للموقع، حيث يعود تاريخ الطبقة السفلية أي أقدم طبقة من المباني إلى العام (7100) قبل الميلاد، في حين أن الجزء العلوي الذي بني لاحقآ يعود تاريخها إلى العام (5600) قبل الميلاد.
وتعتبر مدينة “گر-چتل” مدينة بدائية كبيرة جدآ وفق مقاييس العصر الحجري الحديث والنحاسي، وهي من أكبر المدن البدائية التي عرفتها شمال غرب كوردستان في تلك الحقبة الزمنية البعيدة. وكانت المدينة مأهولة بالسكان بين عامي (7500-6400) قبل الميلاد، وإزدهرت حوالي (7000) الألف السابع قبل
1
الميلاد. مدينة “گر-چتل” أيام مجدها كانت تضم حوالي (9000) تسعة ألاف نسمة وقدر علماء الأثار أن
متوسط عدد سكانها ظل يتراوح بين (5000-7000) آلاف نسمة. وكانت تتمتع بمجتمع مزدهر لكن كل ما بقيا منها هو مرئي اليوم على السطح هو التلتين. والتل الأصغر الذي يقع في الجهة الغربية هو أحدث في حين أن التل الثاني الذي يقع في الشرق هو الأكبر والأقدم، وشهدت هذه المدينة حضارة متقدمة في تلك الحقبة الزمنية، ولهذا تعتبر واحدة من أكثر المجتمعات وتطورآ من بين مدن عصرها.
وفقا لنتائج الحفريات والتنقيب، تبين وبشكل واضح وجلي، لم يكن هناك في مدينة “گر-چتل” شوارع أو ممرات للمشاة. وتم بناء المنازل فيها مواجهة بعضها البعض، وكان الناس الذين عاشوا فيها يتنقلون من
فوق أسطح منازل المدينة، وكانوا يدخلون منازلهم من خلال فتحات خاصة في الأسطح، ويهبطون إليها عبر السلالم. ولا شك أن تاريخ مستوطنة “گر-چتل” يؤرخ لمرحلة إنتقال الإنسان من حياة الصيد وجمع الثمار، إلى حياة الإستقرار في الأرض وزراعتها والعيش من محاصليها، هذا إضافة إلى تدجين أنواع عديدة من النباتات ومثلها من الحيوانات: كالبقر، الثور، الحصان، الغنم، الماعز والدواجن.
ويعتقد علماء الأثار بأن مستوطنة “گر-چتل” بنيت وفق مخطط مسبق، ولاحقآ تم تلبيس الغرف الأكبر حجمآ باللون الأبيض من الداخل وكانت مخصصة للعيش والنوم. أما الغرف الأصغر فكانت عبارة عن أماكن تخزين. لم تكن في المدينة مباني مميزة وذات حجم كبير لها وظيفة عامة مثل: قصر ملكي، أو سرايا أو ديوان أو معبد، ولم يعرف مجتمع “گر-چتل” التقسيم الطبقي الواضح الذي ظهر لاحقآ، ولم تعرف الملوك ولا الحاكم ولا رجال دين على مدى (2000) ألفي عام من العيش المتواصل فيها.
وكشفت الأبحاث التي أجريت في الموقع المحفوظ جيدآ عن مخططات سكنية ومعالم عدة مثل اللوحات الجدارية والنقوش، مما جعلها تعتبر أهم مستوطنة بشرية توثق الحياة الزراعية المستقرة المبكرة لمجتمع العصر الحجري الحديث، وفقا لمنظمة اليونسكو للتراث والثقافة التي تأخذ من مدينة باريس مقرآ لها.
وإحتفاظ المدينة ببيوتها وأثارها بهذا الشكل الجيد للغاية، تؤكد بشكل قطعي، بأنها لم تتعرض لزلزال أو حريق أو غزو مدمر، ومن هنا ندرك بأن سبب هجرة سكانها لها، فقط كانت التغيرات المناخية وتراجع نسبة الأمطار والمياه، أي تحول المنطقة وسهلها إلى منطقة جافة، ووجد سكان المدينة من التوروسيين الكورد صعوبة في العيش، مما إضطروا للمغادرة والبحث عن منطقة أخرى تتوفر فيها مقومات الحياة الزراعية.
لكن السؤال إلى أين ذهب سكان المدينة بعد مغادرتهم لها وهم بالألف؟؟
لا ندري إلى أين ذهبوا، ولم يستطع علماء الأثار الذين نقبوا في موقع المدينة الإجابة على هذا التساؤل بسبب عدم توفر المعلومات. وهناك إحتمال أو فرضية أن يكون أصاب سكان المدينة وباء قاتل نال من جميع سكانها. هل هذا ممكن بالتأكيد ممكن، ولكن ليس لدينا أثار تؤكد هذه الفرضية.
نتيجة البحث الذي تم إجراؤه من قبل علماء الأثار على المنحدر الغربي للتل المرتفع، تم إكتشاف (13) مستوى بناء. يعود أقدم مستوى إستيطان إلى الرقم واحد الذي يعود تاريخه إلى (5500) قبل الميلاد. ومن الواضح أن أشهر فترات الاستيطان أي التوسع الحضري، في مستوطنة “گر-چتل” تقع في الطابقين (7-11) السابع والحادي عشر. وجدران المنازل ذات الجدران الرباعية متجاورة مع بعضها البعض. لا يوجد جدار مشترك، فكل منزل له جدار مستقل خاص به. تم تخطيط المنازل بشكل منفصل وعند الحاجة تم بناء منزل آخرى بجانبها. لا توجد شوارع في المدينة بسبب جدران المنازل الملاصقة لبعضها البعض والنقل كان يتم عبر الأسطح المسطحة. ولم يتم العثور على أي نتائج تتعلق بطبيعة أسوار المدينة التي تحد المدينة وتحميها.
2
كما إن المواد المستخدمة في تشييد المباني هي”اللبن والخشب والقصب”. والملاحظ أن أعماق أساسات
المنازل كانت صغيرة. ووجد المنقبين غرسات الأشجار بين جدران المنازل. والعوارض الموجودة على هذه الأعمدة كانت تحمل السقوف المسطحة. والغطاء العلوي لسقوف المنازل كان عبارة عن تربة طينية مضغوطة على القصب. والمنازل مكونة من طابق واحد، ويتم الدخول إلى المنزل عن طريق سلم من
خلال فتحة في السقف. وكل منزل يتكون من غرفة كبيرة للمعيشة ومخزن. يوجد داخل الغرف مواقد مستطيلة الشكل بإرتفاع (10-30 سم) عن الأرض أمام الجدران. وتوجد مقاعد متفاوتة ومنافذ مستطيلة داخل الجدران. تم تلبيس الجدران، بطلاء من الجص ذات اللون الأبيض، وتم رسم اللوحات المرسومة على الجدران باللون الأصفر والأحمر والأسود. الغرف المقدسة هي أكبر حجمآ من الغرف الأخرى. بالإضافة إلى الجداريات الموجودة داخل هذه المنازل، تم وضع جوائز أصلية لرؤوس الثيران ورؤوس الكباش، ورؤوس الغزلان المحفوظة بالطين المضغوط على الجدران. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت أيضآ الأشكال البشرية والحيوانية بشكل بارز في تلك الرسومات. ويوجد مزار مستطيل لكل أربعة أو خمسة بيوت. وكانت تحتوي كل غرفة معيشة على منصتين أحيانآ مُلصقتين بالألوان، يُدفن تحتهما الموتى وينام الناس فوقهما ويأكلون ويعملون عليهما. كانت هناك حصائر من القصب ممدودة على أرضيات الغرف.
عبر العصور حكمت المنطقة حضارات عديدة ولكن من أهمها هي الحضارة الهيتية-الكوردية، والهيتيين
هم أبناء وأحفاء التوروسيين الذين بنوا هذه المدينة قبل ألاف السنين من الميلاد، ثم توافد المحتلين اليونانين إليها ومن ثم المحتلين الفرس، البيزنطيين والرومان وتلاهم المحتلين السلجوقيين ومخلفاتهم من العثمانيين والأراك. وتعد مرحلة ما بعد معركة “ملاذكرد” التي جرت العام (1071) وخضوعها لسيطرة الدولة السلجوقية مرحلة هامة من حياة شمال كوردستان ومن ضمنها منطقة كانيا الحالية. وبعد استيلاء المغول عليها في العام (1243) للميلاد خضعت المنطقة لإمارة “أشرف أوغلو” ومن بعدها وقعت تحت سيطرة إمارة “كارامان أوغلو”، ومن ثم خضعت للدولة العثمانية وحاليآ تخضع للدولة التركية اللقيطة والغير شرعية.
3
الفصل السادس
أصل ومعنى تسمية گر-چتل
Koka navê Gir-çetel û wateya wî
المحتلين العثمانيين والعربان والأتراك إعتادوا بعد إحتلالهم لأراضي الغير وفي مقدمتها كوردستان، على تتريك وتعريب أسماء المدن والقرى والمناطق والجبال والوديان والأنهر والبحيرات الكوردستانية، بهدف تغيب الهوية الكوردية لتلك المدن والقرى والمناطق الجغرافية ومن ضمنها إسم مدينة گر-چتل،
التي خصصنا لها هذه الدراسة التاريخية، وهذه السياسة العنصرية القذرة مستمرة لليوم من قبل العربان والأتراك والفرس في كل مكان من كوردستان.
الغريب لم يطرح أيآ من الباحثين والمؤرخين الذين كتبوا عن المدينة ومن ضمنهم الكتاب الترك، السؤال التالي على أنفسهم:
ما هو الإسم الحقيقي لهذه المدينة الأثرية، التي يعود تاريخها إلى (7500) عام قبل الميلاد؟؟
عند نشأة المدينة لم يكن قد ظهر مسرح التاريخ لا العربان ولا ليونانيين ولا السلاجة والمغول والتتار، ولم يكن يعيش في هذه المنطقة سوى أسلاف الشعب الكوردي من التوروسيين. والملاحظ أن علماء الأثار الأوروبيين الذين نقبوا في العديد من المدن الأثرية الكوردستانية، كثيرآ ما تجنبوا الخوض في حقيقة أسماء تلك المدن، ولم أفهم السبب!! هل هو الجهل؟ هذا مستبعد، أم عدم رغبتهم في إثارة السلطات المحلية؟ أعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي. مع العلم إن إسم المدينة الحقيقي يشكل جزءً من هويتها القومية وهويتها سكانها الأصليين. ثم كيف يمكن فهم تاريخ أي مدينة أثرية، من دون معرفة إسمها الحقيقي ومن خلاله معرفة أصل سكنها الأصليين.
أنا أفهم جيدآ أسباب عدم خوض الباحثين الأتراك والعربان والفرس، في الأسماء الحقيقية للمدن الأثرية وأصل تلك التسميات ومعانيها. هم يتجنبون ذلك لعدم كشف إسمها الحقيقي، لأنهم يعلمون علم اليقين أن كشف إسمها الحقيقي ليس في صالحهم وفي جميع الحالات ليس إسمآ تركيآ ولا عربيآ ولا فارسيآ، لهذا يتجنبون ذلك، والأطراف الثلاثة يعلمون أنهم مجرد محتلين في هذه الأرض ومستوطنيين، وقدموا من صحاري منغوليا والربع الخالي، وإنتشروا في أرض كوردستان كالسرطان الخبيث.
هذا الصمت تجاه الأسماء الحقيقة للمدن الأثرية في كوردستان من قبل مزوري التاريخ الأتراك والعربان الفرس ليس غريبآ وفي كل دراسة تاريخية عن المدن الأثرية الكوردستانية : الخورية منها، السومرية، الإيلامية، الكاشية، الميتانية والهيتية، كانوا يبحثون عن أي تشابه لفظي بين إسم المدينة ولفظة تركية أو سريانية أو أرامية أو عربية وغير ذلك، لنسب المدية لأنفسهم، دون أن يقدموا شرحآ أو مقارنة علمية وفق “علم إصول الكلمات”، ويقومون بنفخ ذاك التشابه اللفظي، ويجعلوا منها حقيقة مقدسة عن طريق الأكاذيب ومن ثم الإدعاء أن المدينة تركية أو عربية!!! وخير مثال على مدينة “باب” والتي تعني أب.
لقد فعلوا هذا مع جميع المدن الكوردية الأثرية والتاريخية والحالية تقريبآ. بالطبع لا يفعلون ذلك بشكل إعتباطي، بل هو عمل مدروس ومخطط مسبقآ، والهدف سياسي واضح، وهو طمس الهوية الخورية – السومرية – الإيلامية – الكاشية – الميتانية – الهيتية الكوردية للمنطقة ومدنها الأثرية العريقة، ولتحقيق هذا الهدف الخبيث لا بد من تشويه تاريخ المنطقة ومدنها الخورية، وسرقة ما يمكن سرقته من تاريخها
ومنحه صبغة عربية – تركية كاذبة، وبالتالي شرعنة إحتلالهم الإجرامي الإستيطاني لأرض كوردستان، وهذا يتطلب بالضرورة إنكار وجود الشعب الخوري-الكوردي.
4
إن سبب إمتناع هؤلاء المزورين من الكتاب الأتراك والعربان، الخوض في هذه الأسئلة والإجابة عنها،
هو دليل على أن الأتراك والعربان ليس لهم صلة بهذه الأرض ومدنها الأثرية والتاريخية. ثانيآ، يخافون قول الحقيقة للقراء لأن ذلك ينسف روايتهم من الأساس، ولهذا يفضلون الصمت عودم لفت إنتباه الناس لهذا الأمر. والأمر الأخر إن طرح مثل هذه الأسئلة والإجابة عنها يضعهم في مأذق مع أنفسهم وثانيآ مع السلطات السياسية والأمنية وسيعرضهم للمحاسبة القاسية. وأخيرآ معظهم عنصريين معادين للكورد ويعلمون أن أسماء تلك المدن كوردية بحت، ولهذا يتجنبون الخوض فيها.
سوف نشرح أصل ومعنى إسم هذه المدينة الأثرية باللغتين الكوردية والعربية، وسنعتمد كما في كل مرة
“علم إصول الكلمات كمعيار في شرحنا. والسبب في إستخدام كلا اللغتين لنعطي صورة حقيقة عن معنى وأصل إسم المدينة ويكون لكلامنا مصداقية.
وقبل البدء في الشرح وتفاصيله، أود أذكركم وأذكر نفسي بمدى قدم هذه المدينة، لماذا؟ لأن ذكر تاريخها
ينفي بشكل قاطع أية صلة للمحتلين الأتراك، أحفاد “هولاكو وجنكيزخان” بالمدينة التي يعود تاريخها إلى (7500) قبل الميلاد. ونحن نعلم أن أجداد الأتراك من السلاجقة قدموا إلى كوردستان العام بعد معركة
“ملاذ -كرد” سنة (1071م) التي جرت بين السلاجقة والبيزنطيين. إسم المعركة نفسها تؤكد أن المعركة جرت على أرض الكورد وهذا يعني أن كلا الطرفين السلاجة والبيزنطيين أشرار. فكيف أصبحت هذه الأرض أرض تركية؟؟
إسم المدينة التاريخي هو”گر-چتل”، والتسمية مركبة من مفردتين، الأولى هي (گر) وتعني تلة بالعربية.
والثانية (چتل) وتعني الشوكة. والتسمية ككل تعني التلة الشوكية كترجمة حرفية، ولكنها هنا تأتي بمعنى المتشابكة أو المتداخلة. وهناك كلمات كثيرة في اللغة الكوردية مشتقة من تسمية (چتل) مثل:”چنگ، چنگل، چار، چل-لاك، چلوز، چلپاي، چلب، چلاك، ….”. بينما في اللغة تجد مثل هذه الإشتقاقات ونحو 50% من مفردات اللغة التركية مأخذوة من اللغة الكوردية، هذا إضافة للأغاني، الأناشيد، الرقص، العادات، الأعياد، … إلخ.
الذي قام به الأتراك هو مجرد ترجمة كلمة (گر) إلى التركية وتسمية (چتل) أخذوها عن الكوردية مثل ألاف الكلمات الأخرى. هذه السرقة والنخاسة تذكرني بسرقات العربان في غرب كوردستان وجنوبها. وسأضرب مثلآ على ذلك. حيث قام النظام البعثي المجرم في سوريا بترجمة إسم مدينة (گريه سپي) ترجمة حرفية فسموها (تل أبيض). كما قلنا كلمة (گر) تعني تلة بالعربية، وكلمة (سپي) تعني أبيض. ومن ثم إدعى العربان بأنها مدينة عربية!!! والأتراك أيضآ گر-چتل تركية يا للوقاحة!!! والأن إليكم إسم هذه المدينة الأثرية الحقيقي وشرحه بالكوردية وكيف سرقه المحتلين الأتراك.
Kurdî
|
Tirkî | Erebî |
Gir: تلة
|
Höyük: تلة | تلة |
Çetel: شوكة
|
Çatal: شوكة | شوكة |
Gir + çetel —> Girçetel
|
Çatalhöyük | تل الشوك |
جميع المدن الكوردية القديمة، التي شيدت في سهول كوردستان الشمالية الغربية والشمالية الشرقية،
5
قبل الميلاد بألاف السنين، بنيت على ظهر التلال، قسم منها تلال طبيعية والقسم الأخر مصطنعة، تجد العديد منها من هذه المدن يسبق أسمائها كلمة “گر” التي تعني تلة. والسبب في بناء أسلاف الكورد مدنهم على ظهر التلال يعود ذلك لثلاثة عوامل وهي:
1- حماية أنفسهم من أي هجوم خارجي. 2- سهولة الدفاع عن المدينة. 3- حاجة الكورد إلى إحساس أنهم يعيشون في مكان عالي، يذكرهم بجبالهم (توروس، زاگروس) التي نزلوا منها.
الباحثين وعلماء الأثار الأتراك المستتركين، الذين عملوا في موقع مدينة گر-چتل، زوروا الحقائق التاريخية دون خجل وحياء، ودون أي مراعاة للمعايير البحثية والعلمية، وهي عملية سرقة وتزوير في
وضح النهار، ضاربين ذلك بعرض الحائط جميع المعايير الأخلاقية والعلمية والقواعد البحثية المتبعة في جميع أنحاء العالم. ومن تجربتي الشخصية أستطيع القول وبثقة شبه مطلقة، لا يمكن الوثوق بالبحوث التي يقوم بها الباحثين الأتراك بنسبة 98%. وهذا ينطبق أيضآ على الباحثين والكتاب العربان والفرس والإسرائيليين، حيث إمتهن هؤلاء سرقة تاريخ الأخرين، دينهم، حضارتهم، ثقافتهم، أساطيرهم، وتزوير الحقائق التاريخية، بهدف خلق تاريخ لهم من الأكاذيب والسرقات وعمليات التزوير، وهم شطار جدآ في هذا الأمر، ويكفي أن تقرأ كتاباتهم التاريخية والتوارة والقرأن، حتى تكتشف بنفسك مدى كذب هؤلاء وتدليسهم.
نهاية الحلقة الرابعة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.