ماذا حقق الطاغية أردوغان من زيارته للعصابة الشيعية والبرزاني؟؟ – بيار روباري

 

قبل الدخول في صلب الموضوع أود أن أسجل ملاحظتين هما:

الملاحظة الأولى:

إن لم تستطيع تسمية الأشياء بمسمياتها، لأنك مرتبط بمصالح معينة مع جهة ما، أو لأنك تخاف من جهة ما، أو لأنك لا تريد أن تغضب أحدآ منكَ، فإترك الكتابة فأنت لست بكاتب وإنما تدعي ذلك. ومن يريد أن يعرف ما هي العصابة تعريفآ وعملآ فعليه البحث في أي قاموس ما سيجد المعلومات الكافية عن الأمر.  الملاحظة الثانية:

لن أنقاش نتائج زيارة القاتل اردوغان للعصابة الشيعية الحاكمة في بگدا الكوردية، لأن كل هذا الكيان اللقيط (العراق) لا يهمني سوى من باب القضية الكوردية في جنوب كوردستان ليس أكثر، وأنا واثق سيأتي اليوم الذي سنشهد فيه الطلاق الدائم مع العربان بطربوشيهما (السني والشيعي)، وهما أسوأ من بعضهما البعض وتجربتنا معهم أكدت لنا ذلك بما لا يقبل الشك، وأسوأ منهما هو الدولة التركية.

يمكن تقسيم أهداف زيارة الطاغية أردوغان للعراق وجنوب كوردستان إلى قسمين:

1- إقتصادي:

لكن حتى الهدف الإقتصادي مرتبط بالقسم الثاني وهو الأمني، حيث لا حياة للإقتصاد أبدآ في غياب الأمن والإستقرار، سوى إقتصاد العصابات، الذي يعتمد على التهريب والتخريب والمخدرات وتجارة الجنس والبشر والسلاح.

تركيا تسعى لإستخدام العراق ممرآ أو جسر عبور لمنتوجاتها إلى دول الخليج والهند. والثاني هو إعادة ضخ النفط والغاز الكورديين في الأنابيب التركية لتقاسم أموالها مناصفة مع العصابة البرزانية كما كان الحال قبل وقف الضخ. ثانيآ، ربط جماعة البرزاني بتركيا من شريانها المالي، بعد ربطها من وريدها الأمني، العسكري والتجاري.

وهناك أمر أخر يهم الأتراك في العراق هو مواجهة نفوذ الفرس أي منع توسيع نفوذهم وإبتزاز تركيا وتطويقها عبر العراق وسوريا. والهدف الأخر هو حصار جنوب كوردستان من خلال فتح طريق بري لا يسيطير عليه البرزاني لإضعافه إقتصاديآ وسياسيآ.

2- الأمني:

تركيا تدرك أنها وحدها غير قادرة في القضاء على حزب العمال الكوردستاني وإخراجه من جبال قنديل. وتعلم أن البرزاني لن يدخل في مواجهة مسلحة مع حزب العمال دون غطاء شيعي ومشاركة الطالباني.

واردوغان يعتقد بأنه قادر على رشوة حكام الشيعة ببعض المزايا الإقتصادية والمائية مقابل مشاركتهم في حربه ضد الشعب الكوردي. والضغط على البرزاني للمضي في المشروع الشيعي الحاكم حاليآ. لا

أعتقد سينجح في ذلك، والأيام ستكشف لنا المخفي.

 

والأن عودة لزيارة الطاغية اردوغان لعصابة البرزاني التي تغتصب السلطة في جنوب كوردستان بالقوة العسكرية. وهنا سأطرح العديد من الأسلئة وهي ذاتها التي طرحتها في قصيدتي باللغة الكوردية والتي تحمل عنوان: “إجتماع الذئاب واللصوص” وأرسلتها لصوت كوردستان وأتمنى أن ترى طريقها للنشر ولا تحجز في الدرج، وعلى كل هي منشورة صفحتي على الفيس. على كل كوردي مخلص لشعبه ووطنه كوردستان أن يطرح الأسئلة التي سأطرحها أن يطرحها على نفسه والأسئلة هي:

1- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني موضوع سحب جنود الأتراك من جنوب كوردستان ويتفقوا على خطة الخروج؟؟

2- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني موضوع سحب جنوده وعصابات الإجرام السورية من أفرين،

گريه سپي، سريه كانيه، أزاز وگرگاميش في غرب كوردستان؟

3- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني كيفية حل القضية الكوردية في شمال كوردستان حلآ سلميآ ووقف إجرامه بحق الشعب الكوردي؟؟

4- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني موضوع وقف هجماته العسكرية الأرضية والجوية على جنوب وغرب كوردستان؟؟

5- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني موضوع قطع المياه الكوردية عن الكورد في جنوب وغرب كوردستان من قبله نفسه ودولته؟؟

6- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني موضوع الإعتراف بالفيدرالية الكوردية في غرب كوردستان وإنهاء عدائه للإدارة الذاتية لغرب كوردستان؟؟

7- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني كيفية إستعادة مدينة كركوك المحتلة من قبل العصابة الشيعية الحاكمة في بغداد؟؟

8- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني كيفية دعم الكورد في مواجهة حكام الشيعة الذين يقصفون جنوب كوردستان بالصواريخ والمسيرات كل يوم والقصف الفارسي؟؟

9- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني موضع الإفراج عن السجناء السياسيين الكورد في سجون تركيا وعلى رأسهم الزعيمين عبدالله اوجلان وصلاح الدين ديمرتاش ورؤساء البلديات الكورد؟؟

10- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني حول أفضل السبل لحل القضية الكوردية في شمال كوردستان وطلب دعمه؟؟

11- هل جاء اردوغان لمناقشة البرزاني لرفع الفيتو عن جنوب كوردستان كي يمضي في مطالبة إستقلال الإقليم عن العراق ويصبح دولة مستقلة؟؟

إذا لم يأتي الطاغية اردوغان من أجل مناقشة كل هذه القضايا التي ذكرناها أنفآ، مع زعيم العصابة البرزانية المستبدة والفاسدة والغير شرعية أساسآ، فماذا ناقش الطرفان في هذه الحالة إذآ؟؟

إن كنت لا تدري فذلك مصيبة، وإن كنت لا تدري وتلزم الصمت فالمصيبة أعظم. وإن كان يهمك رأي فإليك ما أعتقده شخصيآ.

القضايا التي ناقشها الذئاب الأتراك مع اللصوص والمستبدين من قادة العصابة البرزانية هي التالي:

  • مواجهة حزب العمال الكوردستاني معآ، والحد من نفوذه وقدراته. لكن البرزاني غير مستعد الدخول في مواجهات مسلحة مباسرة مع (ب ك ك) إلا بتوفر غطاء شيعي، ومشاركة الإتحاد الطالباني وعدم رفض ايران لتلك الخطوة.
  • مواجهة الإدارة الذاتية، من خلال إغلاق الحدود في وجه غرب كوردستان، ودعم جماعة المنكسة العملية لتركيا، وزعزعة الأمن في غرب كوردستان وحصارها مائيآ وماليآ وغذائيآ ومن كل النواحي.
  • حصار وإضعاف الطالباني، وتخريب العلاقة بينه وبين قوات قسد والإدارة الذاتية وحزب العمال الكوردستاني بهدف إضعاف غرب كوردستان.
  • دعم فكرة التواجد التركي على الحدود بين غرب كوردستان وجنوبها، بهدف فصل الجزئين عن بعضهما البعض، وذلك بهدف إضعاف الطرفين الكورديين وخاصة غرب كوردستان.
  • إخراج قوات الحماية الذاتية الشنگالية، ووضع يدهم على شنگال معآ، أي تركيا والعصابة البرزانية. وذلك بهدف إكمال فصل غرب كوردستان عن جنوبها، وإضعاف غرب كوردستان من خلال تطويقها وحصارها بشكل كامل.

ولتركيا هدفين مستقلين عن البرزاني هما:

  • منع البرزاني من أن يعيد الكرة ويقوم بإجراء إستفتاء جديد، فهذا ممنوع من وجهة نظر تركيا.
  • الهدف الثاني هو تعميق الخلافات بين البرزاني والطالباني من جهة، وتعميق الخلافات بين البرزاني غرب كوردستان وتفجيرها من جهة أخرى.

الخلاصة:

هل نجحت تركيا في تحقيق مأربها الإستعمارية الخبيثة تلك؟ الجواب لا، وذلك لأسباب كثيرة ومتنوعة منها:

1- البرزاني يدرك أن القضاء على حزب العمال الكوردستاني يعني أنه سيكون الهدف التالي لتركيا.

2- الحكام الشيعة لن يمضوا في المشروع التركي هذا بشكل جدي لأسبابهم الخاصة.

3- إيران لن توافق على ذلك أيضآ لأسبابها الخاصة.

4- أمريكا لن تسمح لتركيا بخنق غرب كوردستان من خلال فصل غرب كوردستان عن جنوبها أيضآ لأسبابها الخاصة.

5- لا يمكن القضاء على حزب العمال الكوردستاني عسكريآ.

6- الشعب الكوردي في جنوب كوردستان ضد محاربة حزب العمال الكوردستاني من قبل البرزاني.

7- حزب العمال قادر على تفجير الوضع الداخلي في تركيا، وضرب خطوط الغاز والبترول وطرق المواصلات والتجارة، وهذا ما يدركه الجميع جيدآ.

 

24 – 04 – 2024