Dîrok û nasnameya bajarê Gir-çetel dergûşa pîşesaziya nanê yekem
دراسة تاريخية
الفصل السابع
الوجود الكوردي في گر-چتل والمنطقة المحيطة بها
Hebûna Kurdan li bajarê Gir-çetel û derdora wê
الوجود الكوردي في شمال غرب كوردستان قديم جدآ، ولا ينحصر في مدينة گر-چتل الأثرية فقط، وإنما يتعدها ذلك إلى العديد من المدن والممالك والدول الكوردية المختلفة. الوجود الكوردي في هذه المنطقة يسبق عصر لتاريخ بعشرات ألاف السنين، وسوف نقسم الوجودي إلى ثلاثة مراحل زمنية لتسهيل الشرح والفهم وهذه الحقب هي:
1- حقبة ما قبل التاريخ:
أ- كهف گليه- گرس:
الوجود الكوردي الموثق بالدلائل المادية التاريخية يعود إلى (200.000) مئتي عام قبل الميلاد وهذا ما
كشفته الحفريات الأثرية قبل عدة سنوات قليلة في كهف ” گليه – گرس”، الواقع في شمال مدينة ماردين الكوردستانية، وهنا نتحدث عن أسلاف الشعب الكوردي من التوروسيين، الذين عاشوا في سلسلة جبال طوروس الطويلة والمرتفعة.
كما أثبتت الدلائل الأثرية أن الكورد التوروسيين هم الذين قاموا ببناء أول بيت (ماگ) في تاريخ البشرية حوالي (12.000) أثنى عشر عامآ قبل الميلاد في مدينة “أورفا”، وكانت عبارة عن معبد لعبادة الإله “خور” والهگ (الحج) إليه، وإسم المعبد هو “گر-زك”. وهذا البيت أو المعبد ليس له جدران مغلقة كما هو العادة في بناء البيوت، إنما هو مبنى من أحجار مقطوعة على شكل الإنسان في حالة الوقوف ومثبتة في الأرض وكأنما مجموعة من البشر يقفون في حلقة دائرية كما هو واضح في الصورة، الشكل الدائري للبيت أو المعبد مرتبط إرتباطآ مباشرآ بقرص الشمس الدائري. لأن أول دين كوردي هو الديانة-الخورية الشمسانية وهي أقدم ديانة في التاريخ. وهذا النوع من الماگات أو (الكعبات) إنتقلت إلى منطقة الجزيره الفراتية، ومنها إنتقلت إلى سومر وبقية مناطق كوردستان، وبعد الطوفان غير الكورد السومريين شكل “الماگات” إلى شبه مكعبة.
ومفهومي الهگ (الحج) والصلاة والصيام إنطلق من هذا المعبد، أي في (12.000) الأف الثاني عشر عام قبل الميلاد. ولم يظهر هذه الطقوس فجأةً بين ليلة وضحاها، ولا بقرار من زعيم أو ملك أو إله أو حاكم. وإنما تبلورت تدريجيآ عبر سنوات طويلة ولا يمكن فصل الهگ عن الصلاة، وإذا أردنا تعريف “الهگ” بشكل مبسط كما بدأ، فيمكننا تعريفه على الشكل الأتي:
“الهگ عبارة عن زيارة يقوم بها مجموعة من الناس إلى مكان معين إتخذوا منه بيتآ أو معبدآ للألهة، للتوجه من هذا البيت إلى تلك الألهة، والدعاء لهم والطلب منهم حماية أنفسهم وحيواناتهم وأرزاقهم من الأمراض والأوبئة وغضب الطبيعة وشرور الأخرين”.
أسلاف الشعب الكوردي من الزاگروسيين الذين كانوا يقطنون سلسلة جبال زاگروس الطويلة نزلوا من جبالهم نحو جنوب وشرق كوردستان ومنهم ينحدر الكورد الإيلاميين، الكاشيين، اللوريين، إضافة إلى الكورد الميديين، الساسانيين، الأيوبيين. أما أسلاف الكورد التوروسيين الذين كانوا يقطنون سلسلة جبال توروس الطويلة والمرتفعة، نزلوا منها نحو غرب وشمال غرب كوردستان، وينحدر منهم: الخوريين، السومريين، السوباريين الميتانيين، الهيتيين والكرمانج. والتسميتين “الزاگروسيين، التوروسيين” هما تسميتيين مجازيتين.
1
ب- مدينة گر-چتل:
وهي موضوع هذا البحث لقد تحدثنا عن تاريخها بالتفصيل في المحور الخامس. وهي مدينة قديمة جدآ وتاريخها يعود إلى (7500) عام قبل الميلاد، ولكن الوجود الكوردي في المنطقة يسبق ذلك بكثير، لأن الناس قبل إنشاء القرى والمدن كانوا يعيشون في الكهوف، ومن ما تقدم يتضح مدى قدم الوجود الكوردي في هذه الأرض وخير دليل على ذلك مدينة گر-چتل نفسها.
2- الحقبة التاريخية:
في هذه الحقبة الزمنية التي تمتد بين (3000) عام قبلى الميلاد وحتى (1300) ميلادي، شهدت شمال غرب كوردستان عدة ممالك ودول ومن أهمها هي:
أولآ، الدولة الهيتية:
أقدم دولة أو مملكة عرفتها شمال غرب كوردستان كانت الدولة الهيتية – الكوردية التي شملت معظم شمال غرب كوردستان (تركيا الحالية)، التي أطلق عليها يومآ اليونيين تسمية (الأنضول)، والتي تعني الشرق بالنسبة لهم، وشملت أيضآ شمال شرق كوردستان وغرب كوردستان أي (سوريا الحالية).
وإذا عندنا إلى أرشيف وأثار الدولة الهيتية، سنجد أن كل الوثائق والمراسلات والكتابات دونت باللغة الهيتية – الكوردية، وهذه اللغة كانت مستخدمة في كل أرجاء الدولة الهيتية بدءً من مدينة “هاتوسا” عاصمة الهيتين الأولى مرورآ بمدينة “گرگاميش” عاصمة الهيتيين الثانية ومدينة مبوگ، ألالاخ، پاتين، أوگاريت، باب، أگرو، أزاز، هلچ (حلب) إيمار (مسكنة) سپيرا. وطوال ألاف السنين لم يكن هناك أي
2
وجود لشعب أو قوم أخر في هذه الأرض نهائيآ، وأول تواجد اليونانيين حوالي العام (1300) قبل الميلاد وكان تواجدآ غير ثابتآ، لكن التواجد الإستيطاني الفعلي بدأ العام (685- 657) قبل الميلاد. واليونانيين كانوا غزاة ومحتلين وهذه ليست أرضهم، حالهم حال الإلكسندر المقدوني الذي غزا كوردستان في العام (332 ق.م). وحال شعوب البحر (الأرمن، الفلسطينيين، الجورجين، اليونانيين) الذين غزوا كوردستان، برآ وبحرآ، ولم يجمعهم هذه الشعوب جامع سوى إمتهان القتل والذبح والبربرية المطلقة.
ب- مدينة كانيا (كونيا):
Bajarê Kaniya
هذه المدينة هي من الجيل الثاني من المدن التوروسية-الكوردية الأثرية التي يعود تاريخها إلى (3000) الألف الثالث قبل الميلاد. والتي بنيت على أنقاضها المحتلين اليونانيين مدينتهم في العام (700 ق.م) التي أطلقوا عليها تسمية (إيكون) والتي تعني أيقونة، بسبب موقعها وأثارها القديمة، ولا تبعد عن مدينة “گر-چتل” الأقدم بكثير سوى (10) عشرة كيلومترات، وتقع إلى الشمال منها أي في شمال السهل، بمعنى أن السهل يجمع بين المدينتين.
تقع المدينة على إرتفاع حوالي (1027) مترآ فوق سطح البحر، ويحيط بها سهل خصب واسع، وجبل
“پوز- گر” من الغرب ويحيط بها الحواف الداخلية للسلاسل الوسطى لجبال توروس في أقصى الجنوب.
وقد أظهرت التنقيبات الأثرية في المدينة القديمة وخاصة في “تل علاء الدين” بوسط المدينة بأنها تعدو إلى (3000) الألفية الثالثة قبل الميلاد على الأقل، وهذا يعني أنها كانت مأهولة خلال العصر النحاسى المتأخر، الذي يتماشى مع تاريخ المدينة. وهي مدينة هيتية بإمتياز، بسبب تأثرها بالثقافة والحياة والحكم الهيتي لفترة طويلة، كونها كانت جزءً من دولة الهيتيين قبل العام (1500) قبل الميلاد.
ولقد تم تدمير المدينة بشكل وحشي من قبل شعوب البحر (الأرمن، اليونانيين، الفلسطينيين، الجورجيين) نحو العام (1200) قبل الميلاد، وعلى أثرها تم القضاء على الدولة الهيتية-الكوردية وحرق مجمل مدنها مثل مدينة: “هتوسا، گرگاميش، أرپاد، أگرو، پاتين، ألالاخ، .. إلخ”. وحوالي (700) القرن السابع قبل الميلاد، بدأ اليونانيين بتأسيس أولى مستوطناتهم في البر الكوردستاني- الهيتي، وكان من ضمنها مدينة “كونيا” الحالية.
المحتلين اليونانيين والرومان بنوا مدنهم في شمال وغرب كوردستان، إما مباشرة على أنقاض المدن الأثرية الكوردية أو بجوارها مثل مدينة: (كونيا، إسكندرون، أنطاكيا، جنديرس، اللاذقية، …) وذلك لسببين هما:
السبب الأول:
لأهمية مواقع المدن الكوردية الأثرية، لأن أسلاف الكورد كانوا على علم بجغرافية وطنهم، ولم يختاروا مواقع مدنهم بشكل إعتباطي.
السبب الثاني:
هو طبع جغرافية كوردستان بهويتهم الثقافية والحضارية ولاحقآ الدينية، وبالتالي محو الهوية الكوردية لهذه الأرض، وتحويلها إلى أرض يونانية-رومانية-بيزنطية من خلال بناء المدن، الحكم المباشر، تغير أسماء المدن، فرض اللغة اليونانية، القوانين اليوانية، .. إلخ.
وإسم مدينة “كانيا” يعود إلى الكلمة الكوردي “كاني” أي النبع، نظرآ لكثرة الينابيع المائية العذبة في المنطقة وقتها، وخاصة المدينة تقع في سهل كبير محاط بالجبال التي تمد السهل بالمياه. يعني مرتبطة بجغرافية موقعها مثل الكثير من المدن الكوردية الأثرية. تم تغيير إسم المدينة اليونانية إلى (قونيا) من قِبل “مسعود الأول” في العام (1134) ميلادي.
3
منطقة “كانيا” تضم العديد من البحريات مثل بحيرة “توز”، أي الملح، وهي ثاني أكبر بحيرة في جميع أنحاء كوردستان بعد بحيرة وان. ثانيآ، بحيرة “بي-سر” تقع في الجزء الغربي من المدينة. وتعتبر أكبر بحيرة للمياه العذبة ويحيط بها واحدة من الحدائق الأكثر أهمية. البحيرة الثالثة هي بحيرة “ليك” وتقع على حدود مقاطعة كار-بينار وتعتبر منطقة طبيعية محمية بشكل كبير. المنطقة مناخها شبه قاري وفي الشتاء جوها بارد وفي الصيف حارٌ طقسها.
حوض يالبورت الهيتي في مدينة كانيا:
يقع هذا الحوض المائي على بعد نحو (23) كيلو متر من قضاء “الگن”. تم العثور على هذا المكان أثناء الحفريات التي قامت بها إدارة المتاحف لحضارات الأناضول في المنطقة خلال (1972-1973-1975) من القرن الماضي، تحت إدارة مديرها “راجي تميزار”. يمتاز الحوض بشكل مربع وتبلغ مساحته نحو (100) مئة متر مربع، وهو على هيئة خزان يتكون من (20) كتلة حجرية كبيرة مكتوب عليها كتابات هيتية -هيروغليفية، تشرح رحلة الملك “توثاليا الرابع” ملك هيتيا إلى جنوب شمال غرب كوردستان أي منطقة “كانيا”. ومن تلك الكتابات المدونة: إسم الملك الهيتي الكبير “توثاليا الرابع”، وورد فيها كلام عن إنجازات هذا الملك الكوردي – الهيتي وتاريخ الدولة الهيتية.
لقد دون الملك الهيتي “توثاليا الرابع” إنجازاته باللغة الهيتية لكن بالخط بالهيروغليفي على أحجار هذا الحوض المائي في منطقة “الگن” التابعة لكونيا الحالية، حيث شرح فيها الملك إنجازاته وإنتصاراته للسكان، قبل الأن بحوالي (3250) عامآ. وعثر العلماء هذا الأثر في العام (1975) ميلادي، وتحدث الملك في تلك الكتابات المذكورة، عن بعض المدن التي مرّ بها خلال رحتله، وشرح لسكان المنطقة الإنجازات التي حققها خلال حكمه.
الهيروغليفية هي نظام كتابة وليست لغة محادثة، إستعمل هذا النظام في مصر القديمة، وأقدم ما وصلنا مكتوبآ بها مخطوط رسمي يعود تاريخه إلى ما بين عامي (3300-3200 ق.م). وفي ذلك المخطوط إستخدمت صور ترمز إلى أصوات أولية للكلمات، وقد أستوحيت تلك الصور من الموجودات الشائعة في بيئة ذاك الوقت ، من نباتاتٍ وحيوانان وأعضائها ومن الإنسان وأعضائه ومن مصنوعاته، وغيرها من الأشياء. لقد إستعملت الهيرغليفية كنمط كتابة رسمي لتسجيل الأحداث عن المعالم والنصوص الدينية علي جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل، والألوح الحجرية المنقوشة، والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظاماً للكتابة وفناً جميلاً في آن واحد. وفي (1400) القرن الرابع عشر قبل الميلاد، بلغت مملكة الهيتيين ذروتها، حيث شملت تقريبآ كل شمال كوردستان وغربها أي الكيان السوري الحالي ما عدا البادية إضافة للجزء الشمالي من جنوب كوردستان.
في المقابل تأسست مدينة “القسطنطينية” أي إسطنبول الحالية، قرابة العام (660 ق.م) على يد مجموعة من المستوطنين اليونيين القادمين من مدينة “ميغارا” إلى موقع المدينة الحالي، وأسسوا فيها مستعمرة صغيرة أطلقوا عليها إسم “بيزاس” تيمنآ بملكهم. وفي العام (330 م)، جعل منها الامبراطور الروماني “قسطنطين الأكبر” عاصمة لدولته، ولقبها أولاً “روما الجديدة” ثم غير التسمية إلى القسطنطينية على إسمه هو، وعرفت المدينة بهذا الإسم حتى الإحتلال العثماني لها في العام (1453) ميلادي عيلا يد محمد الفاتح. لقد نمت المدينة في الحجم والنفوذ، لتصبح مع مرور الموقت محطة مهمة على طريق الحرير، وواحدة من أهم المدن في التاريخ. وظلت المدينة عاصمة الإمبراطورية نحو (1600) ألف وستمئة عام. ولعبت دوراً رئيسياً في نشر المسيحية في العصرين الروماني والبيزنطي، وإتخذ العثمانيين
منها عاصمة لدولتهم حتى إنهيار السلطنة. وفي العام (1923) نقل أتاتورك العاصمة إلى مدينة أنقرة بعد
4
إعلان قيام الجمهورية التركية. ومن تاريخ المدينة نفسها يتضح بشكل جلي أن اليونانيين حديثوا العهد في اليونان نفسها، فما بالكم بوجودهم في شمال غرب كوردستان، والوجود الكوردي التوروسي-الهيتي فيها، الذي يعود إلى عشرات ألاف السنين قبل الميلاد، وهذا يعطينا صورة حقيقية وواضحة عن وجود هؤلاء المحتلين الذين يسمون أنفسهم (يونانيين) ويدعون كذبآ بأنهم إم الحضارة وهذا مجرد هراء. لولا أسلاف الشعب الكوردي لظل هؤلاء اليونانيين وبقية العالم لليوم يقطفون الثمار ويصطادون الحيوانات البرية، ولما سمعوا بشيئ إسمه الكتابة والحضارة والتمدن.
5
ت- إمارة گرميان:
Mîrşîna Germiyan
هي إحدى الإمارات الكوردية التي نشأت في فترة إنحلال دولة السلاجقة الروم، حوالي العام (1325م) وقد إتخذوا من مدينة “كوتاهي” عاصمة لإمارتهم، وتاريخ المدينة أقدم من الإمارة نفسها، وهي إحدى المدن الكوردية التي يعود تاريخها إلى (3000) الألف الثالث قبل الميلاد، وأصول هذه الإمارة تعود إلى الكورد الهيتيين. وكان يحدها من الشمال إمارة “بنوا عثمان” التي أنشئت في العام (1299م)، وكانت أصغر بكثير من حيث المساحة وأضعف من حيث القوة من إمارة گرميان الكوردية. ومن الجنوب كان يجاورها إمارة “قرمان”، وهذه الإمارة كانت تأتي في المرتبة الأولى من حيث المساحة والقوة وتشكل تهديدآ على إمارة گرميان. أما إمارت “گرميان” كانت تأتي في المرتبة الثانية من حيث المساحة القوة.
قائمة بحكام گرميان:
1- يعقوب بك الأول بن علي شير. 2- كريم الدين علي شير بن مظفر.
3- محمد بك بن يعقوب. 4- سليمان شاه بن محمد.
5- يعقوب بك الثاني بن سليمان. 6- يعقوب بك الثاني بن سليمان.
ويبقى أشهر شخصية من إمارة گرميان هي بنت “سليمان شاه بن محمد” التي كانت تسمى “دولت شاه خاتون”. ولهذا الشهرة والمكانة الإجتماعية سببين رئيسيين هما:
الأول: إنها بنت أمير ومن عائلة مرموقة وحاكمة ولها شأن بين الإمارات الأخرى. ووالدتها هي السيدة “عابدة مطهرة خاتون” (1257-1322م)، حفيدة جلال الدين الرومي (1207-1273م) مؤسس الطريقة المولوية الصوفية.
الثاني: كونها الزوجة الثالثة للسلطان العثماني “بايزيد الأول” الذي عاش بين الأعوام (1361-1403م)، وهي أم “عيسى چلبي” (1388-1413م). لقد ولدت “دولت شاه خاتون” في العام (1365م) بنتآ للأمير “سليمان شاه بن محمد”، حاكم إمارة گرميان الكوردية وعاصمتها كوتاهي، وتوفيت في العام (1414م) في مدينة بورصة ولم تدفن في مدافن السلاطين العثمانيين.
عندما تعرضت إمارة گرميان للتهديد من قبل إمارة “قرمان” القوية، طلب والدها “سليمان شاه” حاكم الإمارة المساعدة من إمارة “بنو عثمان” لمساعدته في وجه إمارة قرمان القوية، وكان ثمن هذه المساعدة أمرين هما:
1- تزويج قرينته الأميرة “دولت شاه خاتون” من الأمير العثماني (شاه زاده بايزيد) الذي أصبح فيما بعد
السلطان “بايزيد الأول، بعد وفاة أبيه السلطان (مراد الأول).
2- التخلي عن أغنى أراضي إمارة گرميان للإمارة العثمانية وشملت مدن: طفشانلي والعاصمة كوتاهي. وكان ذلك أمرآ مهينآ للغاية لسليمان شاه عندما إضطر تسليم عاصمته للعثمانيين وثمنآ باهظآ للغاية.
من نفهم طبيعة هؤلاء المحتلين ومدى رغبتهم في التوسع وإستغلال الفرص بشكل بشع، والكورد ما زالوا يتصرفون كالدراويش!!
تزوجت “دولت شاه خاتون” من الأمير/السلطان العثماني “بايزيد الأول” في العام عام (1378م)، وقد أنجبت منه ثلاثة أبناء هم: 1 – عيسى جلبي (1380-1406م). 2 – محمد چلبي (1389-1421م).
3- موسى چلبي (1380-1413م).
ملاحظة: يجب عدم الخلط بين “دولت شاه خاتون” إبنت حاكم إمارة “كرميان” وبين “دولت خاتون” أم السلطان العثماني “محمد الأول” المُسجل اسمها في الوقفية باسم “دولت بنت عبد الله”.
6
7
لكن مع الوقت قويت شوكة إمارة “عثمان” ولاحقآ قامت بغزو إمارة “گرميان” حوالي العالم (1380م) وأخضعتها لسيطرتها، مثلما غزت غيرها من الإمارت الصغيرة المجاورة وبوحشية لا مثيل لها. وجندوا أبناء الإمارة الكوردية للقتال في جيشهم، وفي وقت لاحق تمكن هذه العائلة التتارية الإرهابية من تأسيس إمبراطورية شاسعة سموها بإسمهم أي (الإمبراطورية العثمانية)، وحكمت القسم الأكبر من كوردستان وإستعبدت الشعب الكوردي وحكمها بالحديد والنار، ولليوم نعيش أثار سقوط إمارة گرميان وصعود نجم عائلة عثمان السلجوقية الإجرامية.
ليس هذا وحسب، بل بفضل أبناء إمارة گرميان، تمكن الترك الغزين من التوطين على طول سواحل بحر إيجة!!!، لأن الكورد هم الذين مكنوا هؤلاء الوحوش من ذلك، ومع هذا إنقلبوا عليهم وحاربوهم فيما بعد. المحتلين التتار والمغول والسلجوق والتركمان، لا أمان لهم على الإطلاق وهم أسوأ من المحتلين العربان والفرس.
نهاية الحلقة الخامسة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.