(امريكا..واحترام ارادة عراقيين باختيارهم..رغم علمها بخطئهم) –  سجاد تقي كاظم

(الله..واحترام ارادة “ادم”..فنقله من الجنة للارض)..(النبي..برزية الخميس..واحترام ارادة الصحابة بالاختيار بانفسهم)..

 

مقدمة:

(كما الله قادر على جعل ادم ونسله بالجنة)..(امريكا باستطاعتها جعل العراق متطورا ومرفها)..(لكن ادام والعراقيين..ارادوا الاختيار بانفسهم.. ).. والنبي قبل وفاته.. كان قادرا على ان يوصي للصحابة (بما لن يضلون من بعده)..بدون الحاجة (لورقة وقلم) يكتب بها.. بل يصرح بها علنا بلسانه.. فلماذا لم يفعل؟ ولماذا اكتفى بان يقول للصحابة اخرجوا من مهجعه.. وكان يمكن ان يقول لهم (كفرتم او اذنبتم.. او عصيتم بعدم اعطائي القلم والورقة).. وكان يمكن له ان يوصي قبل وفاته بسنوات.. وكذلك لم يفعل؟ فهل الجواب/ (النبي ادرك ان الصحابة لهم ارادتهم ورؤيتهم.. وليس من الحكمة ان يوصي لمن بعده، والانبياء يورثون الحكمة، اما القرارات السياسية للدولة من بعده لارادة الناس وليس لارادة ميت اوصى قبل وفاته..).. وكلنا راينا الصراعات التي حصلت بعد وفاة النبي .. ولو (اوصى النبي) لكان الصراعات اعنف واقسى.. ولكان حسبت هذه الصراعات ودماءها على (النبي ووصيته) وليس على (اصحابه والمسلمين من بعده)..  وكذلك راينا الصراعات والحروب عندما حكم الامام علي والامام الحسن.. (اذن من يدعي لو ان الامام علي حكم لكان المسلمين يعيشون كالبلابل.. نقول .. الامام علي حكم والامام الحسن حكموا.. فماذا جرى؟).. ولن يدرك المطلع ما نقصده.. الا بمعرفة سر الاسرار.. ونقصد به (ادم والجنة والارض)..

فمن سر الاسرار.. ان (النبي ادم).. خروجه من الجنة ليست عقوبة.. بل حتى انها ليست معصية..بل لزلة

 فعلها.. بسورة  البقرة.. (فازلهما الشيطان عنها).. ولنتبه (الزلة) هي اقرب للهفوة.. لذلك الله تاب على ادم لكلمات تلقاها من الله (فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ).. ولنتبه.. بعد ان (زل ادم).. اكرمه الله بان طلب من الملائكة ان يسجدون لادم.. ((واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين)..فالله مجرد قال له (لا تقرب هذه الشجرة).. ولكن لم يقل له سوف اصليك بالنار او اقطعك اذا وصلت لها.. ولم يضع الله على الشجرة ملكين غليضين لحمايتها من ادم.. او كونكريتات اسمنتية .. او مفرزة امنية.. وان قال له (لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)..السؤال لماذا ؟

ونسال.. طبيعة الانسان هي اقرب للجنة ام للارض؟ هنا مكمن الاية.. وسرها العظيم..

فالملائكة بلا ارادة وليس لها اي (فضول).. باكتشاف ما حولها….خلقت لتسبح بحمد الله.. ولكن الانسان الله خلقه بارادة.. وخير دليل .. لنتبه .. (الله علم الاسماء لمن؟)؟؟ الجواب.. لادم وليس للملائكة ؟ لماذا ؟ الجواب لان الانسان كائن معرفي .. والملائكة ليست كذلك.. (لا تعلم الا ما علمها الله).. في حين الانسان (يتعلم).. (وعلم ادم الاسماء كلها)..فالله بالجنة اسكنه فيها هو وحواء.. وماذا اراد الله منهما (اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما)؟ اي مجرد (الاكل والشرب.. وكلشي ابلاش) ولم يطلب منهم التسبيح والعبادة والصلاة..  ولنتبه (ادم وحواء ليس ضمن وظائفهم بالجنة انجاب الاطفال حتى النكاح)..  ولكن عندما نقلهما للارض ماذا قال الله (بعضهم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتع الى حين) ..(فولدت حواء بالارض قابيل وهابيل).. اها..؟ اي في الجنة (ارادة الله).. ولكن بالارض (ارادة بني ادم).. سؤال لكل انسان.. (لو خيرك الله بين جنة بلا نكاح ونساء.. وارض بنكاح ونساء) ايهما تختار؟

هنا تكمن العبرات (فالله رسالته للملائكة ولبني ادم) .. ان الانسان كائن معرفي واخلاقي

 اي يميز الصواب عن الخطأ ..والخير عن الشر.. وهذا يفسر (بعضهم لبعض عدو).. اي صراع الخير والشر.. لذلك الانسان مكانه ليس الجنة.. بل مكانه الطبيعي بالارض.. وكل ذلك ردا على ((((واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك .. قال اني اعلم ما لا تعلمون).. هنا علمهم الله ما لا يعلمون.. وننبه (الله خلق الشيطان – الشر) ليس ضمن معادلة (ما  تعرف الخير الا بمعرفة الشر).. الجواب ليس لهذا السبب.. بل (الشر والخير) يتنازعان بالانسان.. ومن خلالهما تتولد (القيم الاخلاقية).. فمثلا مجتمع يعيش يطبق الخير.. ولكن كيف يحمي نفسه؟ بمعنى.. (الاعدام هو شر) ولكن (المجتمع يطبقه ضد الاشرار) اي (اخذنا شر.. الاعدام.. لنخلص به الاخيار).. (السلاح والجيوش للقتل والدمار) ولكن (الجيوش تؤسس لحماية الدولة من شرور الاشرار.. ) كذلك الشرطة والقوى الامنية.. (احتكار السلاح والقتل المميت).. وهذا شر.. ولكن ضرورة ضمن القيم الاخلاقية لحماية المجتمع.. فهل وصلت الفكرة.. (علما الشيطان اقترف معصية بعدم السجود لبني ادم.. والله لم يحرقه او يؤذيه.. رغم تحديه لله بانه سيغوي بني ادم.. فاخرجه الله من الجنة للارض).. في حين الانسان (اقترف زلة.. وتاب الله عليه بكلمات.. وكرمه الله بان جعل الملائكة تسجد له الا ابليس ابى واستكبر)..

ونشير بان  امريكا كانت قادرة  على جعل العراق جنة الله بارض مثل اليابان والمانيا وماليزيا والامارات..

وكوريا الجنوبية.. ولكن امريكا ادركت.. بان (القرار ليس بيدها وحدها) بل هناك (ارادات اقليمية ودولية.. والاخطر ارادات داخلية  عراقية).. فامريكا كانت قادرة على ارسال شركاتها وكفاءتها وفنييها وعلماءها لبناء العراق صناعة وزراعة وعمران .. وبناء قواعد عسكرية لحماية العراق.. ولكن السؤال .. ما اطلقوا على انفسهم.. (المقاومة والمجاهدين والانتحاريين والذباحيين والصكاكة).. هل كانوا سيتركون الشركات الامريكية وعمالتها تعمل ام سيتم خطفهم وقتلهم واخذ فدية قبل تصفيتهم؟ وكما اتهم البشر بان الله وراء كل شر بالارض (لانه خلق الشيطان وسمح له بان يهبط للارض ليغري بني ادم وينشر الشر).. كذلك (اتهم البعض جبريل بانه خان الامانة ولم ينزل على الامام علي ونزل على محمد).. او (اتهام امريكا بانها وراء كل ماسي العراق لانها اسقطت الطاغية صدام.. وسلمت الحكم لنتائج الصناديق الانتخابية باصابيع الملايين العراقية البنفسجية بعد 2003)..

عليه امريكا تقول للعراقيين..

 (يا قوم لماذا اتخذتم من ايران كالعجل تعبدونها من دون الله وتفضلونها على العراق واله.. وتذبحون ابناءكم كقرابين على مذبح حاكم ايران خامنئي.. يا قوم انتم ظلمتم انفسكم وما ظلمناكم ولكن كنتم انتم ظالمين لانفسكم.. يا قوم تنتخبون من لا ينفعكم بل يضركم من الاسلاميين والقوميين والشيوعيين الذين سرقوكم وجعلوكم الاسوء والافقر بالعالم)..

مختصر القول:

(كما الله قادر على جعل ادم ونسله بالجنة)..(امريكا باستطاعتها جعل العراقيين مرفهين)..(لكن ادام والعراقيين..ارادوا الاختيار بانفسهم)..

(امريكا تعاملت مع العراقيين)..(كتعامل النبي مع اصحابه برزية الخميس)..(وتعامل الله مع ادم بنقله للارض)