وقفة عند مزار ويسى القيني في جبل ناحية/ بعشيقة – خالد علوكة

 

يُسمى هذا النيشان محليا  يوسف القريني وهي تسمية خاطئة ، لوجود خلط  بين شخصيتين في التسمية  ويقع هذا النيشان او المزار  في سفح  جبل بعشيقة قرب قرية السنية التي كانت سابقا قرية عامرة ومختارها كان المرحوم  (عبي ) من المكون المسيحي – والمزار قريب من منطقة قصر راست وكانت عامرة بالاشجار كما قالت عنها (الليدي درور اثناء زيارتها لبعشيقة في اربعينات القرن الماضي في كتابها – طاؤوس ملك اليزيدية – لكن لم تذكرالمزار رغم وجوده على خريطة منطقة قصر راست  ). واذا نبحث ونكتب عن هذا النيشان بعد ان تردد على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المهوسين والضعفاء بصر وبصيرة  بربط هذا الاسم بالمتصوف يوسف القريني الذي ولد ومات في اليمن عام 37 هج .ومهما يكن من امر فكل رأي يقبل النقاش والبحث  !!.

واظن  لم يأتي ذكر ويسي او يوسف  القيني  في النصوص الدينية الايزيدية اي الاقوال بل من المرويات انه التقى الشيخ عدي بن مسافر عندما جاء من الشام الى معبد لالش مرورا بجبل مقلوب ولكن تاريخ ظهور شيخادي بن مسافر لايتوافق مع تاريخ ويسي القيني الذي عاش في عام  619هج ، وكون تاريخ اليمني  المعروف ب اويسي بن عامر القرني توفى سنة 37 هج واصله من اليمن . ورغم كونه متصوف لكن لم يزور مناطقنا  وربما هذا التاريخ 619 هج قريب لتاريخ الشيخ عدى بن ابو البركات / عدى الثاني  المتوفي في 625 هج  -1227م. واصبح ويسي القيني مثال للصوفية واشتهر بتجواله وحمله امه على ظهره وفاء منه لها . ولو نظرنا الى حياة الزهاد والمتصوفة والأولياء نجدهم لايمكثون في مكان واحد واكثرهم مسافرين او رحالة  ويشتهرون في غير مسقط رأسهم وقد ينطبق هذا على هجرات الكثير من انبياء الله .

ولو رجعنا الى ( كتاب الصوفية القلندرية للمؤلف محمد ابو الفضل القونوي ت  1386 هج واصله من قونية في تركيا  ورد اسم اليونسية وينسب الى يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني القني  وهي قرية من اعمال دارا من نواحي ماردين ومات سنة 619 هج وقال ابن خلكان انه قام برحلة الى سنجار . مريد وليونس مريد  اسمه معتوق الباعشيقي ) وهوالاقرب الى نيشان يوسف او ويسي القيني الذي في جبل بعشيقة .

فيما ذكر ( بن تيمية عن اليونسية بانهم ارتدوا وصاروا كفارا مع الكفار ص86 نفس الكتاب اعلاه . وقد ذكر في الكتاب  اسم جهلان  الكوردي وكذلك ورد اسم عمرو الدوغاتي . وكان جماعة اليونسية يقرأون القرآن بالعكس وورد عنهم اقوال من هذا النظم العامي مع تحفظي عليها لكن لها مصدرها اعلاه  وهي :-

 ( تعالوا نخرب الجامع — ونجعل فيه خماره — ونكسر المنبر ونجعل منه طنبارة  – ونخرق المصحف ونجعل منه زمارة – وننسف لحية القاضي  ونجعل منه اوتاره – المصدر ص 87 من كتاب الصوفية القلندرية للمؤلف ابو الفضل القونوي ). .

 ولو جئنا الى تعريف  (ويسى والاويسية  : هو من التعبيرات الصوفية يقصد به الشخص الذي لايأخذ بظاهر المشيخة بل مااكتسب من الفيض وقد ظهر باطنه بنور المعرفة -) المصدر  ص 15 من كتاب منطق الطير لفريد الدين العطار  .

وفي الجزء السادس من كتاب المفصل بتاريخ العرب قبل الاسلام ل جواد علي نقرا ص 317 (– من الاسماء التي وصلت الينا اسم رجل عرف ب عبد قني  عبد قاني مما يدل على لفظة قني هي اسم {إله } او نعت من نعوت الآله ) وحتى في السومريات كان يعتقدون   في ان للاسماء قوة سحرية كامنه فيها ، وفي  تركيا نجد للقيني  نواشين في مدينة ماردين وبورصة وديار بكر ، وقبره غير معروف بالضبط ..

ومن هنا نخلص الى القول بان الاسم الاصح هو يوسف او ويسي القيني وليس يوسف القريني الذي عاش ومات باليمن عام 37هج (وحسب كتاب مصادر التصوف الايراني  ص 210 يقول بانه هناك الطريقة الأويسية  للعارفين والزهاد ،وقيل استلهموا افكارهم من النبي  خضر ، لقد غير اسم أويس العربي الى ويس الفارسي ، وقرن اسم ناحية او جبل في نجد  وعاش القرني  قرناً من الزمان في اليمن واطلقت تسمية اويسي على الاشخاص الذين لم يتصلوا بمرشد أوشيخ او طريقة خاصة  ) .

 وممكن نجد في التسمية تلاقح نظرى او لغوي بذلك ، وقد هدم مزار ويسي القيني فوق جبل بعشيقة من قبل داعش المجرم بعد احداث عام 2014م وقام الخدمتكارين الابطال باعادة اعمارقبة المزار من جديد وعاد كسابق عهده . ونخلص  بهذا الرأي بما يمكن قوله عن المزار او النيشان وهو في منطقة نائية منها يمكن ان نستشفي فقر العيش الافضل للمتصوفة بشغف و خشونة التجرد من لذ الحياة في هكذا حال و مكان نجد عزلة المتصوفة …

مايو / 2024م