في البداية دعونا نستذكر هذه المقولة الهامة للمفكر العربي محمود أمين العالم حيث قال : ( أننا نخوض كافة معاركنا على أرض التراث ) وعليه فلا بد أن نستذكر – اقله عربيا – الأسباب التي خاض فيها أمثال الدكتور طيب تيزيني والذي بذل جهدا في سلسلته ومشروع رؤيته الجديدة للفكر القومي العربي ومثله مفكرون كثر امثال حسين وكريم مروة وايضا علي القمني والعديد من الأكاديميين والمفكرين ، والذين ارتأووا الخوض تأسيسا على تلك القاعدة التي ذكرتني حقيقة بمقولة مبدع – وللاسف لا اتذكر اسمه – حيث قال ( المبدع عندما يذهب الى التاريخ فأنه يكتب واقعه هو ويستشرف مستقبله وهنا تذوب اللحظات الزمنية الثلاث : الماضي – الحاضر – المستقبل .. ) . و .. كما دقيقة الصمت الممارسة في كثير من الحالات ! وفي تطبيق ممارس ولكن في العكس من صمتها والتعاطي معها بأقوى صخب جدالي ممكن ! : و .. كحالة تجريدية ممارسة ! اجزم شخصيا وأقر أيضا بأن الأمية السياسية تتحكم في غالبيتنا وانا اولكم ، لابل أن غالبيتنا لايخرج البتة من نطاقية مرياعه و : يرى حتى في المناظرات مجرد لعبة ورق الشدة – اوجلي وطرنيب – وقد يرتقي في رؤيته فيراها – ربما – مصارعة حرة ! وفي الحالة هذه : إن أشد ما يقرف لابل وينحط دونيا كمثال في هكذا تعاطي ! هو ذلك النمط الذي يكرس كل جهوده ليضخم الخلافات ويتشبث بها لابل ويراكبها – كحالة استنزافية – على جثة التوافقات والمشتركات فيطمرها بسيل من هتافات القطيع حتى يفقد – لوبون – وقطعانه جميعا آلية التحكم والسيطرة ، وهنا تنكشف الأمور ولربما بسطوة اقوى فتطيح بسطوة – قائد الفصيل مرورا إلى رئيس المخفر ووكيل العريف – وهيلمانهم التي تصبح مثل ريشة ناعمة تتلهى بها هسيس الفراشات وذلك لمجرد خلع البدلة – . إن سياسة خلق رهاب – فوبيا وبالتراق مع متلازمة الإرهاب اللفظي والتي تتساوى وكمطابقة جناس تام لثقافة الشعبوي الشوفيني عطا كامل وغالبية الثلة التي تتقاطع مع هكذا أنماط كفكر شوفيني عنصري و : يتشارك فيها مع الزعبي والمقداد وغيرهم من ممتهني الزعيق ومن ثم الصراخ العنيف والبدء في عملية البحث عن مشاجب !! للهروب وراءا أمام استحقاقات المرحلة .. وهنا دعونا أن نتساءل ؟ كيف يريدوننا ان نفهمهم ؟ ومن ثم السؤال الذي يصر وبإلحاح ان يختزل ويطرح نفسه ؟ ماهو الفرق بين نزعتا الصهر بشقيه القومي والآيديولوجي ؟! … وعليه ولئلا نثقل كاهل القراء كثيرا وإن كانت هذه العناوين ستلازم بتفاصيلها المشهد في البقعة الجغرافية التي تغطي مساحات واسعة بدولها المتعددة فسأختصر وأكثف : علينا ألا نتفاجأ بمسمى سورية المفيدة وكعنوان بارز سيتكرر في المشهد الجغرافي ليغطي ما تعارف عليه الجغرافيون وزملائهم التاريخيين على ان محاولات التغيير الديموغرافي التي ابتدأت في الآونة الأخيرة بعد ٢٠١١ في سورية كمثال والتي ابتدأت من القلمون والزبداني وغيرها وتمددت وأتخذت طابعا مذهبيا استهدف فيه جميعهم بعدا تصفويا وبرداء مذهبي مكشوف ، ولازالت صور الترحيل الجمعي القسري وببعده الطائفي / المذهبي ( الفوعة – كفريا ) ومناطق الغوطة ودوما وحرستا وغيرها ، نعم ! لقد تمددت والغاية الرئيس كانت من جميع المنخرطين فيها هي الوصول إلى النقطة – الهدف ! أي إلى لحظة تقطيع الكعكة حتى لو كانت على انقاض دمار وطن وتلال من أشلاء شعب و وأغلبهم دافع في لاوعيه عن – هبل – آخر ! . والأهم بدا واضحا منذ البداية بأن كل الأطراف التي انخرطت في العمل العسكري نفذت – ولم تزل بعضها – أدوارها بدقة متناهية ، وليصبح الوضع كما خفاقة البيض تخلط كل ذرة فيها وتخفقها ، وليظهر كنتاج طبيعي لهكذا صراعات لاعبون أساسيون وآخرون مجرد جنود كومبارس في لعبة حتى – الأتاري – باتت عاجزة عن خزنها لا فهمها ! ، ولكن منكشفة تماما على الظاهرة المعرفة وببونط عريض – مرتزقة تحت الطلب – وترافق ذلك – وبكل بساطة – ذلك العنوان الصارخ وفي شتى المواقع والجبهات ذات المقولة والتعريف ، ولينكشف من جديد وكتوكيد ثابت عبر الأيام بأن كل الإنسياحات البشرية قد تمت تحت ضغط الأعمال الحربية العنيفة ، وتوفير الظروف التي ستدفع بالناس الى ترك المكان ، وهذه الظروف يمكن استيلادها ولمجرد الضغط على كبسة او – زمبرك – مضغوط ومتحكم من قبل غرفة عمليات قوية ومتحكمة ، والحيثيات كما الوقائع التي عايشناها جميعا منذ اندلاع الأزمة السورية والتي كشفت وبوضوح تام مدى التورط التركي والإيراني في هذه البقعة الجغرافية وفي مشهد يذكرنا بدوران التاريخ وإعادة أشكلة ذات الظواهر والقضايا التي لم تحل ، هذا من ناحية ، كما والأطماع المستدامة لذات الدولتين عبر التاريخ الطويل ، ويضاف لها في زمننا هذا سياسة الإستدراج الممنهج لقوى لا مخترقة فقط من الدولتين بقدر ماهم صناعها ومنتجينها وكأنموذج صارخ : فسح المجال لحزب الله والميليشيات الإيرانية والحلقيات التابعة سواء لها او لتركيا ودورهم الخطير في مساعي إعادة أشكلة المنطقة والعودة ثانية الى التمحور المذهبي كغطاء ، هذا الأمر الذي نلحظه وكترتيبات على مقاطع عدة من الخارطة السورية ، وطبيعي أن أردوغان ونظام حزبه الذي يعتاش على بروباغندا شعبوية ما فاتته منذ أمد بعيد – كدولة تركية وغول اليد العميقة المتحكمة – وبراعتها المكتسبة في افتعال قضايا أمنية متشابكة خاصة منها الحدودية مع سوريا وعراق سايكس بيكو ، هذا المخطط الذي يفعل وبقوة كرديا ، مع أن غالبية الوقائع تؤكد بأننا – ومن جديد كرديا – نحن من قدمنا ووفرنا – ولم نزل – الأرضية الخصبة ديموغرافيا لها ولكن ؟! هل سيسمح دوليا لتركيا وإيران تحقيق ذلك ؟! . هذا الأمر المشكوك فيه – اقله – في المرحلة الحالية ، وإن كنت شخصيا لازلت مقتنعا بأن خطة بومبيو وزبر الخارجية الأمريكي السابق – في عهد ترامب – والتي طرحت حينها للنقاش بين دول عديدة نافذة ، وعدت حينها كشبه منجز وإن ظهرت بوادر لاحقة بأنها لازالت تنتظر وقتها المناسب لتطبيقها على ارض الواقع ! .. وبإختصار هنا وفي نقد ذاتي وبصفته الجمعية – كرديا سوريا – وفي خاصية هذه المرحلة تحديدا ! والمتاهات التي تموضعت فيها قوات سورية الديمقراطية ! والتي لم ولن تخرج من شرنقة تنفيذ ما توكل بها تحت بند – محاربة الإرهاب – وبصورة اوضح : ماوفر لها غطاءا للبقاء حينها تحت الأضواء من جهة وأيضا ضخا ماليا ضخما إلا أنها لم تخرج القطة – وليبقى السؤال هو : هل كل ماتم ويتم بمعزل عن البروباغندا الممارسة كنتاج وتطرح كحزمات لإنجازات مخيالية ! ولتبدو وبكل بساطة أنها : مجرد أوهام كانت ليس إلا … ولتثبت الأيام – حينها – بأن متتاليات ترامب لم تتجاوز سياقية جوائز ترضية – إكرامية بمسمى تعويض مادي عن كل شهيد او جربح .. ما حز وظل يفطر القلب وجعا هو ما قاله رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي حينها – جون مكاين – ( من الصعب إقناع – إردوغان – بمزايا دعم المقاتلين الأكراد ) ، وأضاف : ( المعضلة هي أنك إذا لم تستخدم الأكراد – كلمة تستخدم مترجمة حرفيا – فإن الأمر سيستغرق وقتا أطول في حين يرسل داعش الإرهابيين إلى خارج الرقة .. – وأضاف – .. لكن إذا أقمت بذلك فأنك تواجه تحديا هائلا في ما يتعلق بالعلاقات مع تركيا – واضاف : ( .. إن العلاقة مع إردوغان مهمة في شكل خاص ) * . وكترجمة عملية وعلى أرض الواقع وكسؤال مصيري يطرح ذاته كرديا ! ماذا بعد الإنسحاب الأمريكي ليس مو كامل سورية ؟ بل من المحافظات الثلاث – الحسكة وديرالزور والرقة – ورفع الدعم والغطاء عن كوباني ومناطق اخرى تابعة لمحافظة حلب ؟! وبالتالي ورغم التحذيرات الكردية الجماهيرية منها والسياسية من اللحظة التي قد تقدم عليها الإدارة الأمريكية او تصدر قرارا بسحب قواتها وبالتالي رفع الغطاء عن قوات سوريا الديمقراطية ؟ جملة من الأسئلة بحاجة الى أجوبة حقيقية لا صيغ لهتافات شعبوية وزعيق بدون جدوى .. والمصيبة هنا باختصار : أن هناك من يظن – هكذا أفهموهم – بأنه لولا قواتهم فأن واشنطن ذاتها ستكون ساحة حرب لن تهدأ في شوارعها وأزقتها .
…
* – جريدة الحياة العدد ١٩٧١٤ الصادر في يوم الأحد تاريخ تاربخ ٢٦ / ٣ / ٢٠١٧ الصفحة ٣