معضلة المراجعات لدوائر الدولة وفقدان الحلول – عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

هزني ما تحدث به رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في وزارة الشؤون الاجتماعية”كنموذج ” مما يعانيه الاخوة المراجعين الى دوائر الدولة من روتين وتعسف من قبل الموظفين واطالة المعاملات في الذهاب والإياب دون إيجاد الحلول المناسبة لحل هذه المعضلة الاساسية والقاتلة التي يعاني منها المواطن.

أن اهم ما يجب ان  يفكر به الموظف أو المسؤول الحكومي او الغير حكومي هو مستوى رضا المراجع أو المواطن عن الخدمات التي تقدمها إدارته، ولا تستغرب انحدار مستوى الخدمات المقدمة حينما يلعب العامل المزاجي او الحزبي او الطبقي دوراً كبيراً في تسيير امور اي مؤسسة او دائرة من دوائر الدولة  والذي نشاهده اليوم في الكثير من المؤسسات والدوائر الحكومية  وغالباً لا يختلف الأمر كثيراً عند هؤلاء المسؤولين سواء إذا أبدى أحد المراجعين استياءه من مستوى الخدمات المقدمة أو أبدى حتى إعجابه بها.

حقاً ان العراق في حاجة مهمة  للتغيير نحو’ عصر التكنولوجيا والسرعة إلى ما يعرف بـ»الحد من البيروقراطية ليلحق بالعصر الحالي  De-bureaucratization» والذي يهدف –كما تقول المصادر الإدارية- إلى «التخفيف من العناصر الأساسية للبيروقراطية في التنظيم الإداري وذلك من خلال تطبيق درجات أقل من الرسمية أو المركزية أو التخصص. ويكون الهدف من ذلك زيادة قدرة التنظيم على الاستجابة للمتغيرات البيئية’

من المُؤسف حقًا عندما نسمع أحيانًا عن مُعاناة بعض مراجعي الجهات الخدمية من عملية تأخر إنجاز مُعاملاتهم عن الوقت الزمني الذي من المفترض يتم فيه إجراء تلك المعاملات والتي أحياناً تكون مرتبطة بجهات أخرى من أجل إتمام إحضار مستند أو إثبات معين للاستفادة من خدمة مُعينة، فالمرجع هو خط الدفاع الأول؛ لأنه من يعايش تجربة التعامل مع تلك الجهات ويخصص وقتًا معينًا من جهده وماله لإنجاز بعض المُعاملات المرتبطة بمختلف نواحي حياته الشخصية والتجارية وبالتالي من المفترض أن يجد احترافية في الإنجاز تُعبر عمّا تصرح به تلك الجهات في رؤيتها ورسالتها وأهدافها العامة ويعكس مدى التزامها ومتابعتها الحثيثة لتطوير إنجاز مختلف الخدمات التي تُقدمها للمراجعين بشكل انسيابي دون اطالة والروتين القاتل. ان الاحساس بأن المراجع شريك حقيقي مع المسؤول وفعَّال لإنجاح خطط واستراتيجيات أي جهة ومن الأهمية بمكان إظهار الاهتمام من قبل مختلف الجهات على أرض الواقع الحرص على تقديم مختلف الخدمات بكل سلاسة مما يحقق للجميع النتائج التي يسعون لها من تقليل الازدحام لدى بعض الجهات أو تسهيل الإجراءات ووضوحها لدى طالب الخدمة مما يحفز ويشجع على تكاملية الأدوار وتحقيق مختلف الأهداف وعلى أيِّ شخص سواء كان مراجعاً أو موظفاً أو مسؤولاً أن يكون هدفه التعامل الاحترافي والرغبة في الإنجاز وتوفير الوقت والجهد فالكل مسؤول ومُساهم في هذا الدور.