رحلة تطور أسلاف الإنسان الحالي دامت ملايين السنين، حتى وصلنا إلى “الهومو-سابيان” أي الإنسان العاقل أي نحن البشر الحاليين، الوحيدين الذين يملكون عقلآ يفكرون به ويطورون من أنفسهم وحياتهم ويبتكرون أشياء لا حصر لها، وهذا ما يميزنا كأناسٍ عاقلين عن كافة الأشكال البشرية الأخرى التي إنقرضت لأسباب مختلفة، نعلم بعضها ونجهل بعضها الأخر. أي أننا لم نظهر مباشرة بالهيئة الحالية التي نحن عليها، وإنما وصلنا لما نحن عليه الأن بعد تطورات هائلة وسنين طويلة فاقت عشرات ملايين السنين، وخلال هذه المسيرة الطويلة إنقرضت أنواع من أشباه الإنسان، ونجونا نحن مع بعض أنواع الثديات الأخرى التي تمكنت من التأقلم مع التغيرات المناخية ومقاومة الأمراض والأوبئة وإستمرت في الحياة لليوم.
كل ما نعرفه عن أصل البشر مستمد من أبحاث العلماء بخصوص المستحاثات البشرية، وهم علماء متخصصون في دراسة الحفريات البشرية. هؤلاء العلماء حددوا المواقع التي يمكن العثور فيها على الحفريات، كما حددون أيضآ عمر الحفريات ويصفون خصائص العظام والأسنان المكتشفة. أضاف علماء المستحاثات البشرية في الآونة الأخيرة التقنية الوراثية لاختبار فرضياتهم. والفترة ما قبل التاريخ، وهي فترة زمنية تشمل الإنسان وما قبل الإنسان وتدوم حوالي (10) ملايين سنة. خلال فترة ما قبل التاريخ، لم يتم نقل أي أحداث عن طريق الكتابة، وقد تم الحصول على معظم المعلومات عن عصور ما قبل التاريخ من خلال دراسة الحفريات. وقبل نحو (10-12) مليون سنة، إنقسمت فصيلة الرئيسيات إلى قسمين:
القسم الأول:
أنواعآ نتج عنها الإنسان العاقل الحالي. جميع أنواع الإنسان إنقرضت بما فيهم (نياندرتال) ونجى الإنسان العاقل أي الإنسان الحالي.
وقبل حوالي (12.000) عام قبل الميلاد أي خلال العصر الحجري الحديث، إنتقلت بعض المجموعات البشرية من الإنسان العاقل وهم أسلاف الشعب الكوردي، من نمط حياة جني الثمار وصيد الحيوانات، إلى حياة الإستقرار في الأرض وزراعتها والعيش منها، وبناء القرى والمدن وبناء أول حضارة بشرية في التاريخ الإنساني. ومن هناء نشأة شيئ إسمه التمدن والمجتمع والبازار والقوانين وأخيرآ تم إختراع الكتابة، وإنتقل الإنسان بفضل الكتابة من عصر ما قبل التاريخ إلى عصر ما بعد التاريخ.
القسم الثاني:
نتج عن هذا القسم القردة العليا التي تشمل الغوريلا والشمبانزي والبونوبو وإنسان الغاب.
علم المستحثات البشرية:
علم مستحاثات البشر هو فرع من علم الآثار مع التركيز على البشر، الذي يسعى إلى فهم التطور المبكر للإنسان العاقل تشريحياً، وهي عملية تعرف باسم الأنسنة، من خلال إعادة بناء خطوط القرابة التطورية داخل فصيلة القردة العليا، والاستعانة بالأدلة البيولوجية مثل بقايا الهياكل العظمي المتحجرة وشظايا العظام وآثار الأقدام، والأدلة الثقافية مثل الأدوات الحجرية والتحف وأماكن التوطين.
يُستمد هذا العلم من علم الأحافير والأنثروبولوجيا الحيوية والأنثروبولوجيا الثقافية ويجمع فيما بينها جميعاً. مع تقدّم التقنيات والأساليب، يلعب علم الوراثة دوراً متزايداً لاسيما في دراسة ومقارنة بنية الحمض النووي كأداة حيوية للبحث في خطوط القرابة التطورية للأنواع والأجناس ذات الصلة.
تعتبر فصيلة البشر من الرئيسيات الرئيسية، حيث تعتبر الفصيلة البشريّة حالياً شاملة لكل من سلالات القردة العليا والنسب البشرية داخل فصيلة البشر. تتكون فصيلة الإنسانيات من الأنساب البشرية وأنساب القرود الأفريقية. يشير مصطلح “القرود الأفريقية” فقط إلى الشمبانزي والغوريلا. إن مصطلحات الفصيلة البيولوجية المباشرة في حالة تغير مستمر. يشير مصطلح أشباه البشر إلى أي جنس في الفصيلة البشرية ويعد البشر الحديثون النموذج الوحيد الحي.
بدأ هذا العلم في (1900م) القرن التاسع عشر، عندما حدثت إكتشافات علمية مهمّة أدت في النهاية إلى دراسة التطور البشري. كان إكتشاف الإنسان البدائي في ألمانيا، ودليل توماس هكسلي عن مكان الإنسان في الطبيعة، وتشارلز داروين “هبوط الإنسان” كلها أمور مهمة للبحث المبكر في علم الإنسان القديم.
بدأ الحقل الحديث للأنثروبولوجيا في القرن التاسع عشر بإكتشاف «الإنسان البدائي» حيث تم العثور على الهيكل العظمي المسمى في عام (1856)، ولكن كان هناك إكتشافات في أماكن أخرى منذ العام (1830)، وبأدلة على ما يسمى رجال الكهوف. كانت فكرة أن البشر يشبهون بعض القردة العليا واضحة للناس لبعض الوقت، لكن فكرة التطور البيولوجي للأنواع بشكل عام لم يتم إضفاء الشرعية عليها حتى بعد أن نشر داروين «أصل الأنواع» في عام (1859).
يمكن تقسيم تطور البشرية إلى عدة مراحل هي:
1- أواخر العصر الميوسيني من (5.7-5.5) مليون سنة مضت.
2- العصر البليوسيني من (5.3-2.58) مليون سنة مضت.
3- العصر البليستوسيني السفلي من(2.58) مليون سنة إلى (300,000) الف سنة مضت.
4- العصر البليستوسيني الأوسط من (300,000-50,000) الف سنة مضت.
5- العصر البليستوسيني الأعلى من (50,000-11,500) الف سنة مضت.
العصر الهولوسيني من (11,500-5,000) الف سنة مضت.
تطور الإنسان:
نقصد بالتطور تلك العملية التي تتطور من خلالها الإنسان ككائن حي من كائنات حية أولية وأكثر بساطة إلى كائنات أكثر تعقيدآ. وتطور البشر كان كأي كائنات ثدية أخرى حيث مر بمراحل وسنوات طويلة جدآ، وإسمترت العملية ملايين السنين وببطئ شديد. والتطور البشري هو العملية التطورية التي أدت إلى ظهور الإنسان الحديث تشريحياً أي الإنسان العاقل، كنوع فريد ضمن فصيلة القردة العليا (الهومينيد)، وذلك بدءاً من ظهور الرئيسيات، وعلى وجه الخصوص جنس الإنسان (الهومو).
كيفية تطور الإنسان:
الإنسان كبقية الثديات الرئيسيات، ومن حوالي (10-12) مليون سنة، إنقسمت سلالة الثديات الرئيسيات إلى مجموعتين رئيسيتين ونشوء نشوء أنواع جديدة خلال تطورها عبر الزمن، والمجموعتين من سلف مشترك كما ذكرنا.
تطورت السلستان بشكل منفصل لتصبح كل مجموعة مختلفة عن الأخرى. كان أعضاء المجموعة الثانية هم الصورة المبكرة لما نعرفه اليوم بالقردة العليا (الغوريلا، الشمبانزي، البونوبو) في إفريقيا و(إنسان الغاب) في آسيا، أي أن القردة العليا الحديثة تطورت من مجموعة الأسلاف هذه. لقد ظلت معظمها في الغابة بأسلوب حياة قائم على الأشجار، مما يعني أن هذه الحيوانات تعيش على الأشجار. القردة العليا هي أيضآ ذوات أربع، مما يعني أنها تمشي على أربع أرجل على الأرض. بينما تطورت المجموعة الأخرى بطريقة مختلفة، فقد أصبحت من ساكني الأرض، بمعنى أنها تعيش على الأرض وليس على الأشجار. وتطورت من كونها ذوات أربع إلى ذوات قدمين، مما يعني أنها تتحرك على رجليها الخلفيتين، هذا بالإضافة إلى زيادة حجم دماغ أعضائها. هذه هي المجموعة التي نتج عنها، من خلال عملية التطور، نشوء الإنسان الحالي الحديث. العديد من الحفريات الموجودة في إفريقيا مشتقة من اسم الجنسفي تصنيف علم الأحياء، الجنس هو القسم الفرعي للفصيلة. هذا القسم الفرعي هو مجموعة من الكائنات الحية التي تتشابه من خاصية واحدة أو أكثر.
إنسان النياندرتال:
الإنسان البدائي هو أحد أنواع جنس الهومو الذي إستوطن كوردستان وأوروبا وأجزاء من آسيا الوسطى. تعود آثار نياندرتال البيئية التي في كوردستان إلى (200.000) مئتي الف عام وجدت في أوروبا لحوالي (350.000) سنة مضت. وإنقرض إنسان نياندرتال كوردستان قبل حوالي (30.000)، وفي أوروبا قبل حوالي (24.000) سنة مضت.
عاش إنسان نياندرتال في كوردستان وخاصة في سلسلة جبال زاكروس وتوروس، وفي القارة الأوروبية وتزامنت ذلك مع العصر الجليدي الذي جاب معظم أرجاء أوروبا وآسيا قبل مائتين وثلاثين ألف سنة. وكشفت أحدث الدراسات معاصرة إنسان نياندرتال للإنسان المعاصر، ويعتقد العلماء بأن أجسام هذا الإنسان القصيرة والممتلئة والقوية كانت من أهم أسباب بقائهم في العصر الجليدي. وبمراجعة الأدوات المكتشفة معهم عرفوا بأنهم كانوا صيادين ماهرين ويتغذون على الطرائد. وأكتشف العلماء بأنهم كانوا يصطادون الطرائد في جماعات وفرق مما أدى إلى مواجهة مصاعب الصيد والحيوانات المفترسة الأخرى. كما وكان بمقدور هذا الإنسان على الكلام ولكن يلاحظ عليه إفتقاره لتركيب الكلمات المعقدة
أو تكوين مفاهيم أكثر تعقيدآ كالفن وغيره فقد ظلوا بدائيين جداً. کان معدل حجم مخ النیاندرتال البالغ أكبر من معدل حجم المخ للإنسان الحالي بنسبة 10% تقریبآ. لا يعرف إلى الآن سبب إنقراض هذا النوع من البشر، ولكن بعض الدراسات رجحت أن عيونه الكبيرة كانت أحد أسباب إنقراضه، ولكن لم يحسم ذلك.
كان الإنسان النياندرتال من ذوي بنية ضخمة مقارنة بالإنسان الحديث، وإمتلكوا أرجل أقصر وأجساد ضخمة. كان ذلك على الأرجح تكيفآ للحفاظ على حرارة الجسد في مناخات باردة بحسب الكثيرين من الباحثين. وإمتلك ذكور وإناث النياندرتال جماجم بلغ متوسط حجمها (1600) سمنتيمتر مكعب للذكور، والإناث بلغ حجم جماجها (1300) سمنتيمتر مكعب. وهي ضمن نطاق مقاسات الإنسان الحديث. وبلغ متوسط طول الذكور نحو (164-168سم)، أما طول الإناث فقد بلغ حوالي (152-156سم).
ويُعد إنسان نياندرتال بشرآ مثلنا، لكنهم ينتمون إلى نوع خاص من البشر يُسمى إنسان النياندرتال “هومو نياندارثالينسيس”. وسكن هذا الإنسان كوردستان والقارة الأوروبية ووسط آسيا آنذاك تُسمى دينيسوفانز، ويعد أقرب أقربائنا من البشر القدامى. والأدلة العلمية أثبتت أن النوعين: أي الإنسان الحالي وإنسان النياندرتال يتشاركان في جد أقدم مشترك.
وبحسب الدراسات والبحوث العلمية والأدلة الحديثة التي توصل إليها العلماء من الحفائر والمادة الوراثية أن النياندرتال والإنسان الحديث من جذر مشترك، وإنفصلا قبل نحو (500) خمسمئة ألف عام. وفي المقابل المعايرة الوراثية تقول أن الإنفصال حدث قبل نحو (650) ستمئة وخمسين ألف سنة. هذا الفارق
يثير شكوكآ عند العلماء حول حقيقة الجد المشترك الأخير بين الإنسان الحديث وإنسان النياندرتال، هل كان إنسان “هايدلبرجينسيس”، أم إنسان “أنتيسيزور” هو الجد المشترك لكلينا، أم نوع آخر من الإنسان القديم؟
عاش إنسان النياندرتال إلى جانب الإنسان الحديث البدائي فترةً زمنية دامت حوالي (40.000) أربعين ألف عام، وهي فترة زمنية طويلة، ولا شك أن في هذه الفترة جعهما بعض اللقاءات الحميمة، ونتيجة لذلك ورث بعضنا نحو 2% من المادة الوراثية للنياندرتال. وهذا يعني هو أحد أجدادنا نحن البشر الحاليين.
السمات الأساسية للإنسان النياندرتال:
1- السلالة: هومو – نياندارثالنسيس.
2- فترة الوجود: من (400-40) ألف سنة مضت.
3- أماكن العيش: كوردستان، أوروبا، وسط آسيا.
4- المظهر: أنف كبير، جبهة بارزة قوية ثنائية الجانب، جسم قصير ممتلئ نسبيآ.
5- حجم الدماغ: بين (1,200سم³ – 1,750سم³).
6- الطول: بين (1.50-1.75م).
7- الوزن: نحو (64-82 كلغ).
8- الطعام: اللحوم، النباتات، الفطريات، المحار.
إنقراض إنسان النياندرتال:
وفقآ لدراسة أجراها توماس هيغام وزملاؤه في عام 2014 على عينات عضوية جُمعت من عدة مناطق
أوروبية مات النياندرتال في أوروبا في فترة ما بين (41000-39000) عامآ مضت. تقترح التواريخ الجديدة الآن دليلآ على بقاء النياندرتال في أيبيريا حتى (42000) عام مضت حيث كان يعتقد في السابق بقاءه منذ (24000) عاما فقط.
وصل البشر المعاصرون إلى مناطق أوروبا التي تطل على البحر المتوسط ما بين (45000- 43000) عام، لذلك تشارك نوعين مختلفين من البشر أوروبا لعدة آلاف من السنين. لا يزال وصف طبيعة التفاعل البيولوجي والثقافي بين النياندرتال وغيرهم من المجموعات البشرية موضع خلاف.
السيناريوهات المحتملة لانقراض النياندرتال هي:
هناك عدة سينارويوهات حول إنقراضهم منها
1- التغير المناخي.
2- الأمراض والأوبئة.
3- التفاعل مع البشر المعاصرين.
4- حدوث صراع بين الإنسان الحديث وإنسان النياندرتال.
5- كارثة بركانية.
الحمض النووي للنیاندرتال ومقارنته بالإنسان الحالي
تشير المستحاثات إلى أن الإنسان الحالي لم يكن الوحيد على الأرض، وإنما الأخير فقط. إذ عاشت قبله أنواع أخرى من البشر. ومن المثير أن الإنسان الراهن عاصر إنسانا آخر لفترة حوالي 150.000 عام هو الإنسان المسمى: النيندرتال، وحدث هذا حتى قبل حوالي (40) ألف سنة فقط.
في العام (2010) نشرت صحيفة “ساينس” معلومة مفادها أن الحمض النووي للنياندرتال مشابه للحمض النووي لإنسان اليوم بنسبة 99,7%. ما نعرفه اليوم أن النيندرتال عاش في كوردستان وأوروبا عندما كانت تختلف إختلافا كبيرآ عن أوروبا في وقتنا الراهن. لقد كانت أوروبا حينها تمر بالعصر الجليدي، ويعيش فيها العديد من أنواع الحيوانات ما يمكن مقارنته بأفريقيا اليوم، ولكن في جو بارد. كانت سهول أوروبا مملوءة بقطعان من البيزون والأحصنة المتوحشة إضافة إلى الماموث ووحيد القرن الصوفي، عاشت جميعها جنباً إلى جنب مع الأسود والضباع والنمور. والنيندرتال الأوروبي هو فرع من الشجرة التي ظهر منها الإنسان الحالي. وقد جاء من أفريقيا في وقت مبكر. كان إنسان النياندرتال ذا بنية قوية وقصيرة وصيادآ ماهرآ يتقن إشعال النار وصناعة الرماح، كما كان يقوم بدفن موتاه.
قبل حوالي (150) ألف سنة، وعندما كان إنسان النياندرتال منتشرآ في عموم أوروبا وفي أقسام من آسيا الداخلية وكوردستان، نشأ جنس الإنسان “الهومو سابينس” لأول مرة من الجد الأقدم لإنسان النيندرتال الذي بقي في أفريقيا، ثم نزح من أفريقيا إلى كوردستان ومنها إلى أوروبا مرة ثانية، بعد تطوره إلى “هومو سابينس” أي الإنسان العاقل قبل نحو (45.000) الف سنة.
عندما وصل الإنسان الجديد إلى أوروبا شكل تحدياً لوجود النيندرتال وخطرآ عمليآ عليه، لأنه كان من الصعب على إنسال النياندتال على البقاء ومنافسة الإنسان الجديد. لا أحد يعرف بالضبط كيف حدث هذا، ولكن المستحاثات واللقى التي عثر عليها الباحثين في أنحاء متفرقة من أوروبا أشارت إلى أن الإنسان الجديد أي العاقل وصل إلى أوروبا من جهة الشرق أي كوردستان والجنوب الشرقي قبل نحو (45000) الف عام، وعاصر الإنسان الأقدم لفترة من الزمن إقتربت من (15000) ألف عام، وهي الفترة التي إنحصر وجود إنسان النيندرتال في شبه جزيرة “إيبيريا” ، أي إسبانيآ والبرتغال الحاليتين.
لم يعثر العلماء على أثار تدل على حدوث إبادة جماعية لإنسان النيندرتال، لكن يعتقد العلماء لربما خسر الصراع مع الإنسان الجديد على الطعام، أو لربما إختلط العرقين وهكذا إندمج بالإنسان الجديد الأكثر تطورآ. ولكن الاحتمال الأخير يفترض أن يكونوا قد تركوا آثارهم الجينية في الإنسان الحالي، وهذا هو محل دراسات العلماء.
وفي دراسة هي الأولى من نوعها أجراها العلماء وتبين لهم أنه قد حدث اختلاط جيني بين النياندرتال والبشر قبل (150.000) ألف عام. وقد وصفت دراسة حديثة نشرتها مجلة “نيتشر” التسلل الجينومي الكامل لخمسة من البشر البدائيين الذين يُعرفون باسم «إنسان نياندرتال المتأخر» والذين كانوا قد عاشوا قبل 39 ألف إلى 47 ألف سنة.
وإكتشافات الأثرية في كهفي “شاندر” في جنوب كوردستان، وكهف “دو-دريا” في غرب كوردستان والبحوث العلمية التي أجريت على الهياكل العظمية البشرية إكتشفوا في الكهفين، تشكل جزء أساسي
من تاريخ إنسان الإنياندرتال. وهذا يثبت الإستيطان البشري القديم في كوردستان وخاصة في سلسلتي جبال زاگروس وتوروس، حيث عاش أسلاف الشعب الكوردي الحالي من الزاگروسيين والتوروسيين.
طفل كهف دو-دريا:
طفل كهف دو-دريا هو هيكل عظمي لطفل من البشر النياندرتال تم العثور عليه في هذا الكهف بمنطقة أفرين الكوردية في العام (1993) على يد بعثة يابانية. يُقدر عمر الهيكل العظمي بحوالي (100) ألف عام مضى، أي إلى العصر الحجري القديم الوسيط. ويفترض أن الطفل مات وعمره سنتان ونصف. يُعد اكتشاف هذا الطفل في المشرق بمرحلة حديثة مسألة آثارية مهمة لكون وجوده يتزامن مع وجود الإنسان “هومو سابينس” في نفس المنطقة بالإضافة لأن الطفل تم العثور عليه مدفوناً بطريقة توحي بأن الدفن كان شعائرياً مما يدل على وجود شكل من أشكال الدين لدى البشر النياندرتال. سمي بالطفل الأول تمييزاً له عن طفلين آخرين من البشر النياندرتال، عُثر عليهما في طبقات أقدم من المغارة وإن كان هيكلهما العظمي بدرجة حفظ أقل (عدد العظام الموجودة أقل مما لدى طفل كهف دو-دريا الأول).
يتكون الهيكل العظمي من (200) قطعة عظمية، وكان قد دفن في حفرة مستلقياً على ظهره، ويدا الطفل ممدودتان وقدماه مثنيان، وتحت رأسه بلاطة حجرية، وعلى صدره من جهة القلب أداة صوانية عليها مؤشرات تدل على عملية دفن شعائري، هي من أقدم ما عرف في العالم حتى الأن. تمت إعادة تركيب الهيكل العظمي بعد حفظ عظامه بمواد كيميائية بعمل مشترك قام به السوري سلطان محيسن والياباني آكاوازا من جامعة كوتشي للتكنولوجيا. إفترض الباحثون بأن طول الطفل كان (83.2سم) إن كان الطفل ذكراً أو (83.6سم) إن كان الطفل بنتاً، ومع أنه كان بعمر (2.5) عام، إلا أن إنسان النياندرتال كان ينمو بسرعة أكبر من الإنسان الحالي.
إن الإكتشافات العظمية في كلا الكهفين إضافة للإكتشافات الأثرية وخاصة الأثار السومرية ونصوصهم الدينية والأساطير والأناشيد فندت بشكل قاطع أكاذيب كل من: (التوراة، الإنجيل والقرأن)، الذين إدعوا كذبآ أن عمرآ الإنسان يعود إلى (7000) سبعة ألاف عام، وأن الإله “دموزي” أي أدم هو أول رجل، والإلهة “إنانا” أي حواء هي أول إنثى أنزلهم الإله إلى الأرض بعد طردهم من الجنة بسبب أكل فاكهة التفاح!!! مع العلم التوراة تقول أن الجنة تقع بين الفرات ونهر أراس والزاب في كوردستان.
وأحد أنواع البشر الذين كانوا يشبهون الإنسان الحالي العاقل وعاصر بعضهما وتلاقحا معآ كان إنسان “نياندرتال” ويعتبر أحد أسلافنا بمعنى من المعاني نتيجة الإختلاط والتلاقح وعاش معآ نحو (50.000) خمسين الف عام. وعثر العلماء البريطانيين مؤخرآ على هيكل عظمي لإمرأة “نياندرتال” كما نعلم في كهف شاندر بجنوب كوردستان، وكانت في (40) الأربعين من عمرها عندما توفيت بحسب الفحوصات التي أجراها العلماء على أسنانها. وجمعوا قطع جمجمتها التي كانت محطمة بفعل سقوط الأحجار عليها بعد موتها، وتمكن العلماء بفضل التقنيات الحديثة من جمع كل قطع جمجمتها وإلصاقها ببعضها البعض والفكين وتلبيسها وجهآ وإعطائها لون يميل للسمار وركبوا لها شعر وعينان كما هو واضح في الصورة المنشورة في مقدمة هذا المقال، وعروضها أمام الإعلام والجمهور والمختصين ليتعرفوا عليها، وبحسب العلماء توفيت هذه السيدة قبل (75) ألف عام. وهذه السيدة ليست الأولى والوحيدة التي عثر على هيكلها، حيث عثر علماء الأثار اليابانيين في العام (1993) من القرن الماضي على هيكل عظمي سليم لطفل بلغ من العمر (2) عامين في كهف دو-دريا في غرب كوردستان وتحديدآ في جبل ليلون في منطقة “أفرين”، المحتلة من قبل الدولة التركية الفاشية والمتحالفين معها من الجماعات الإرهابية السورية الإسلامية.
هذا بإختصار حول إنسان “الإنياندرتال”، الذي قسم منه عاش في وطني كوردستان، والسيدة التي عثر على جمجمتها، وليس غريبآ ولا صدفة أن يعثر علماء الأثار من حول العالم على ثلاثة كهوف في أرض كوردستان وهن كهف:
1- گاليه گرس: يقع شمال مدينة ماردين في شمال كوردستان. ويعود تاريخ الإستيطان البشري فيه إلى
(200.000) مئتي الف سنة.
2- دو-دريا: يقع في سفح جبل ليلون الغربي بمنطقة أفرين في غرب كوردستان. يعود تاريخ الإستيطان البشري فيه إلى (100.000) مئة الف سنة.
3- شاندر: يقع في منطقة دهوك بجنوب كوردستان. يعود تاريخ الإستيطان البشري فيه إلى (75.000)
خمسة وسبعين الف عام.
وهذه الكهوف والأثار البشرية التي إكتشفت فيها والمدن الأثرية الخورية، الگوزانية، السومرية، الكاشية والإيلامية، الميتانية والهيتية، التي تعود لأسلاف الشعب الكوردي الحالي، الأثار التي وجدت فيها إضافة للنصوص الكتابية، تكذب الكتاب العربان المستعربين والكتاب المستتركين على أن المنطقة كانت خالية من البشر، وأن العربان هم أول شعب إستوطن في شرق البحر المتوسط. والإستيطان البشري في أرض كوردستان لم ينقطع والكورد الحاليين وأسلافهم هم في الواقع مزيج من الإنسان الحديث العاقل والإنسان
الإنياندرتال. وبالتالي هم أصحاب هذه الأرض على الأقل منذ (20.000) عشرين ألف عام هم يعيشون في هذه الأرض التي تشمل الكيانات المصطنعة التالية: (تركي، سوريا، لبنان، فلسطين/إسرائيل، ايران، أذربيجان، العراق، الكويت، البحريت، الإمارات).
الخلاصة:
لقد توصلنا إلى عدد من الإستنتجات المهمة من ختام هذا الموضوع، ويمكن إلقاء الضوء عليها ومنها:
1- بداية أسلاف البشر ومنهم الإنسان الحالي كان في جنوب شرق القارة الأفريقية لأن الظروف المناخية
كانت أكثر ملآمة لظهور الكائنات الحية وفي مقدمتها الثديات الكيبرة ومن ضمنها أسلاف الإنسان الحالي
وأسلاف القردة والغريلا.
2- الإنسان الإنياندرتال هو أحد فروع شجرة الإنسان، وسبق الإنسان العاقل، وعاشا في فترة زمنية واحدة لفترة طويلة، وفي أخر فترة عاش معآ في نفس البقع الجغرافية مثل كوردستا وأوروبا بشكل أساسي وتلاقحا الفرعين بنسب معينة.
3- إنتقل إنسان الإنياندرتال والحديث (العاقل) من أفريقيا إلى أوروبا عبر أراضي كوردستان وقسم منهم إستوطنوا في كوردستان وعاشوا في كهوفها وخير دليل على ذلك الإكتشافات البشرية في الكهوف الثلاثة التي أتينا على ذكرها أنفآ.
4- إنقرض إنسان الإنياندرتال أو إندمج في الإنسان الحديث وأصبحوا إنسانآ واحدآ هجينآ في النهاية وهذا أنا ما أرجحه شخصيآ.
5- كوردستان كانت موطنآ رئيسيآ من المواطن التي إستوطنها إنسان الإنياندرتال والحديث (العاقل).
6- الإستيطان البشري في كوردستان لم ينقطع منذ (200.000) مئتي الف عام وحتى الأن.
7- كل ما ورد في التوارة والقرأن والإنجيل حول عمر الإنسان وأصله وظهور، أكاذيب وترهات لا أساس مادي لها على الإطلاق، وأنصح أصحابها رمي تلك الكتب وملحقاتها في سطل الزبالة وإعتماد العلم في معرفة الأشياء.
8- لا وجود مادي تاريخي بمعنى أي أثر مادي أو نص يؤكد وجود (ابراهيم، نوح، موسى، عيسى) وهناك شكوك كبيرة حول وجود شخصية محمد، ولهذا أدعو إلى فتح ما يسمونه قبره، لنتأكد بطريقة علمية وجوده من عدمه. وبهذا يمكننا القول أن كل قصص الأنبياء مجرد أساطير لا علاقة لها بالواقع المادي، كأثار ألهة سومر وملوكهم وشرائعهم ومعتقداتهم وأناشيدهم وملاحمهم، رغم أن السومريين أقدم بكثير من التوارة والإنجيل والقرأن بألاف السنين، ومع كل تاريخ سومر مدون وموثق على الألواح الطينية والأختام وغير ذلك.
ختامآ، هل يعقل أن يكتفي الشعب الكوردي بدور المتفرج فقط، والإحتفال لساعات معدودة والتطبيل والتزمير إن الأثر إكتشف في كوردستان، كلما إكتشف علماء أثار أجناب أثرآ في أرض كوردستان كما فعل الكورد خلال الأيام الماضية، بعد إكتشاف جمجمة المرأة الإنياندرتالية في كهف “شاندر” في جنوب
كوردستان، وقبل ذلك عند إكتشاف هيكل طفل صغير في كهف دو-دريا من قبل بعثة يابانية في العام (1993)؟؟
سؤالي إلى ما يسمون أنفسهم كذبآ أنهم (قادة) الشعب الكوردي:
1- أين هم علماء الأثار وعلماء الأحياء الكورد؟؟
2- لماذا علينا نستعين بعلماء أجانب بعد ثلاثين عامآ من نشوء إقليم جنوب كوردستان؟؟
2- أين المختبرات العلمية لإجراء فحوص على الأثار المكتشفة والعظام البشرية والتربة؟؟
3- لماذا حكومات جنوب كوردستان خلال ثلاثين عامآ لم تبعث (1000) طالبة وطالب كوردي من عموم كوردستان، لدراسة علم الأثار في أرقى الجامعات الغربية واليابانية والروسية؟؟
4- لماذا لا تدعم الحكومات الكوردية الثلاثة حكومة (البرزاني، الطالباني، ب ي د) المؤرخين الكورد الحقيقين والجادين وتطبع وتنشر إنتاجهم، وبدلآ من محاربهتم؟؟
5- هل يعقل أن القوى السياسية الكوردية أهملت لا بل تخلت عن التاريخ والتراث الكوردي وسخرت كل أموالها وإعلامها لتلميع الوجوه القبيحة لقادتها والنفخ فيها؟؟
أليس من المعيب والعار أن يبني المسخ مسعود البرزاني وكل فرد من أفراد عائلته قصرآ لنفسه بملايين الدولارات، ونفس الشيئ يفعله الأوباش أبناء الطالباني، ويبخثون مليون دولار يصرفونها على (1000) طالبة وطالب من كافة أجزاء كوردستان ليكون لدينا علماء مرموقين ونستخرج أثارنا بأيدينا، بدلآ من الإستعانة كل مرة بعلماء الأخرين!!! وهذا الكلام موجه أيضآ إلى جماعة اوجلان في غرب كوردستان.
21 – 05 – 2024
++++++++++++++
المصادر والمراجع:
Çavkanî û lêveger
1/ Akazawa, Takeru; Muhesen, S.; Dodo, Yukio; Kondo, Osamu; Mizoguchi, Yuji; Abe, Yoshito; Nishiaki, Yoshihiro A.; Ohta, Shoji; Oguchi, Takashi (1995).
“Neanderthal infant burial from the Dederiyeh cave in Syria”. Paléorient (fr-FR). 21 (2): 77–86. DOI:10.3406/paleo.1995.4619. ISSN:0153-9345. Archived from the original on 2019-06-18.
2/ Dean, M. C., Stringer, C. B., & Bromage, T. G. (1986). Age at death of the Neanderthal child from Devil’s Tower, Gibraltar and the implications for studies of general growth and development in Neanderthals.
3/ Don E. Wilson; DeeAnn M. Reeder, eds. (2005). Mammal Species of the World: A Taxonomic and Geographic Reference (3rd ed.). Baltimore: Johns Hopkins University Press. ISBN:978-0-8018-8221-0. LCCN:2005001870. OCLC:57557352. OL:3392515M. QID:Q1538807.
4/ Francisco J Ayala (24 Jun 2003). “Genera of the human lineage”. Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America (بالإنجليزية). 100 (13): 7688. Bibcode:2003PNAS..100.7684C. DOI:10.1073/PNAS.0832372100. ISSN:0027-8424. PMC:164648. PMID:12794185. QID:Q28177674. (erratum)
5/ Stringer, C.B. (1994). “Evolution of early humans”. The Cambridge Encyclopedia of Human Evolution. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 242. ISBN:0-521-32370-3. Also ISBN 0-521-46786-1.
6/ McHenry, H.M (2009). “Human Evolution”. Evolution: The First Four Billion Years. Cambridge, Massachusetts: The Belknap Press of Harvard University Press. ISBN:978-0-674-03175-3.
7/ Pickering, R., Dirks, P. H., Jinnah, Z., De Ruiter, D. J., Churchill, S. E., Herries, A. I., … & Berger, L. R. (2011). Australopithecus sediba at 1.977 Ma and implications for the origins of the genus Homo” Science 333(6048)>
8/ Godfraind, T. 2016. Hominisation et Transhumanisme. Bruxelles: Académie Royale de Belgique.
9/ Ward, C. V., Kimbel, W. H., and Johanson, D. C. 2011. Complete fourth metatarsal and arches in the foot of Australopithecus afarensis. Science 331:750–3. doi: 10.1126/science.1201463.
10/ Harmand, S., Lewis, J. E., Feibel, C. S., Lepre, C. J., Prat, S., Lenoble, A., et al. 2015. 3.3-million-year-old stone tools from Lomekwi 3, West Turkana, Kenya. Nature 521:310–5. doi: 10.1038/nature14464.
11/ Carotenuto, F., Tsikaridze, N., Rook, L., Lordkipanidze, D., Longo, L., Condemi, S., et al. 2016. Venturing out safely: the biogeography of Homo erectus dispersal out of Africa. J. Hum. Evol. 95:1–12. doi: 10.1016/j.jhevol.2016.02.005.
12/ Joordens, J. C., d’Errico, F., Wesselingh, F. P., Munro, S., de Vos, J., Wallinga, J., et al. 2015. Homo erectus at Trinil on Java used shells for tool production and engraving. Nature 518:228–31. doi: 10.1038/nature13962.
13/ Arsuaga, J. L., Martinez, I., Arnold, L. J., Aranburu, A., Gracia-Tellez, A., Sharp, W. D., et al. 2014. Neandertal roots: cranial and chronological evidence from Sima de los Huesos. Science 344:1358–63. doi: 10.1126/science.1253958
14/ Vernot, B., Tucci, S., Kelso, J., Schraiber, J. G., Wolf, A. B., Gittelman, R. M., et al. 2016. Excavating Neandertal and Denisovan DNA from the genomes of Melanesian individuals. Science 352:235–9. doi: 10.1126/science.aad9416.
15/ Richter, D., Grun, R., Joannes-Boyau, R., Steele, T. E., Amani, F., Rue, M., et al. 2017. The age of the hominin fossils from Jebel Irhoud, Morocco, and the origins of the Middle Stone Age. Nature 546:293–6. doi: 10.1038/nature22335
16/ Vyas, D. N., Al-Meeri, A., and Mulligan, C. J. 2017. Testing support for the northern and southern dispersal routes out of Africa: an analysis of Levantine and southern Arabian populations. Am. J. Phys. Anthropol. 164:736–49. doi: 10.1002/ajpa.23312.
17/ Reyes-Centeno, H., Hubbe, M., Hanihara, T., Stringer, C., and Harvati, K. 2015. Testing modern human out-of-Africa dispersal models and implications for modern human origins. J. Hum. Evol. 87:95–106. doi: 10.1016/j.jhevol.2015.06.008.
18/ Templeton, A. 2002. Out of Africa again and again. Nature 416:45–51. doi: 10.1038/416045a.
19/ Arnason, U. 2017. A phylogenetic view of the Out of Asia/Eurasia and Out of Africa hypotheses in the light of recent molecular and palaeontological finds. Gene 627:473–6. doi: 10.1016/j.gene.2017.07.006.
20/ Callaway, E. 2018. Israeli fossils are the oldest modern humans ever found outside of Africa. Nature 554:15–6. doi: 10.1038/d41586-018-01261-5.
21/ Benazzi, S., Douka, K., Fornai, C., Bauer, C. C., Kullmer, O., Svoboda, J., et al. 2011. Early dispersal of modern humans in Europe and implications for Neanderthal behaviour. Nature 479:525–8. doi: 10.1038/nature10617.
22/ Vernot, B., and Akey, J. M. 2014. Resurrecting surviving Neandertal lineages from modern human genomes. Science 343:1017–21. doi: 10.1126/science.1245938.
23/ Ollivier, M., Tresset, A., Frantz, L. A. F., Brehard, S., Balasescu, A., Mashkour, M., et al. 2018. Dogs accompanied humans during the Neolithic expansion into Europe. Biol. Lett. 14:20180286. doi: 10.1098/rsbl.2018.0286.
24/ Gerling, C., Doppler, T., Heyd, V., Knipper, C., Kuhn, T., Lehmann, M. F., et al. 2017. High-resolution isotopic evidence of specialised cattle herding in the European Neolithic. PLoS ONE 12:e0180164. doi: 10.1371/journal.pone.0180164.
25/ Revedin, A., Aranguren, B., Becattini, R., Longo, L., Marconi, E., Lippi, M. M., et al. 2010. Thirty thousand-year-old evidence of plant food processing. Proc. Natl. Acad. Sci. U.S.A. 107:18815–9. doi: 10.1073/pnas.1006993107.